الدولة الفلسطينية بين الإعلان والاعتراف

تاريخ الإضافة الأربعاء 7 كانون الأول 2011 - 12:30 م    عدد الزيارات 666    التعليقات 0

        

 

الدولة الفلسطينية بين الإعلان والاعتراف
أعتبر إعلان الدولة الفلسطينية في الجزائر ليل 15تشرين الثاني 1988م محطة بارزة في تطورات القضية الفلسطينية وبأهمية القرار 181 الصادر عن الأمم المتحدة العام 1947وبأهمية النتائج التي ترتبت على حرب حزيران 1967 قضى القرار بأعلان قيام الدولة الفلسطينية والقبول بالقرار 242 بمضامين قانونية وسياسية يندرج بصورة عامة في اطار المساعي السلمية لحل المسالة الفلسطينية استناداً الى قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم 181 الصادر في 29تشرين أول 1947 الذي قسم فلسطين الى دولتين عربية ويهودية كما يستند أيضاً الى قراري مجلس الأمن 242و338 الصادرين تباعاً العام 1967 والعام 1973وذلك من خلال اعلان الجزائر الذي جاء فيه"..كما تعلن في هذا المجال أنها تؤمن بتسوية المشاكل الدولية والأقليمية بالطرق السلمية وفقاً لمثاق الأمم المتحدة وقراراتها.."اي أن أعلان الجزائر ينطوي على الأعتراف بجميع قرارات الأمم المتحدة بشأن المسالة الفلسطينية.أعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بالقرار 242 بعد مرحلة من الرفض الطويل له كأساس للحل نزولاً عند الضغوط العربية والدولية والذي عبر عنه بشعار الأرض مقابل السلام!؟هذا القرار لا يلحظ حلاً للمسألة الفلسطينية بل يعالج النزاع بين اسرائيل والدول العربية المحتلة ارضها بعد حرب حزيران العام 1967!؟الأشارة الوحيدة في الموضوع الفلسطيني تنحصر في ضرورة ايجاد حل عادل لقضية اللاجئين(تم اسقاطها لاحقاً كبند رقم واحد مضاف الى قضية القدس تحت مسمى التفاوض على الحل النهائي) وهو قائم على توازن بضرورة الأنسحاب من الأراضي العربية المحتلة مقابل الأعتراف والتوازن هذا له علاقة ليس بصورة الحل فقط بل بمبدأ الثنائية الدولية بين الولايات المتحدة والأتحاد السوفياتي التي كان لها تأثير مباشر في اتخاذ القرار حينه.الوصول الى هذة المرحلة لم يكن نتيجة قرار عفوي سريع,بل نتيجة تطورات مختلفة سياسية وامنية خارج الأراضي المحتلة وداخلها لم يكن من السهل على الفلسطينيين القبول بقرار مجحف بحقهم لولا العديد من التطورات فقرارات من هذا النوع يجب أن تنضج بأجوائها الأقليمية والدولية والأعلان عن قيام دولة اراضيها محتلة ليست مألوفة في القانون الدولي العام المألوف قيام حكومات بالمنفى الا ان تفرد طبيعة القضية الفلسطينية وطبيعة الحل لا يمكن أن تتجلى بعيداً عن منطق مقاومة عربية استراتيجية شاملة بعد مختلف التطورات الا بأنشاء دولة فلسطينية مستقلة على ارض فلسطين.وهذا ما قضى باعتماد الحل بالأعلان عن انشاء الدولة...الذي ينطوي على تصور الحل والرغبة في تحقيقه وهذا لن يكون سهلاً لأن الأراضي المتوقع أن تقوم عليها الدولة الفلسطينية محتلة من قبل اسرائيل والأخيرة تحول عملياً بكل قدراتها دون الأنسحاب,اسرائيل اوحت بقبولها قرار التقسيم في حينه باعتباره قرار انشائها وقد رفضه العرب,الحقت الضفة الغربية بالأردن العام 1950م فنشأت المملكة الأردنية الهاشمية,والحق قطاع غزة بالأدارة المصرية والذي استمر الى حزيران 1967م حين اقدمت اسرائيل على احتلال كامل فلسطين اضافة الى اراضي مصرية وسورية!؟يمكن القول عل سبيل التبسيط قبل الفلسطينيون..قرار التقسيم 181 الذي رفضوه بعد 40سنة!؟ولم يعد الطرح الفلسطيني كل الأراضي وازالة اسرائيل بل حل الدولتين على اراضي ما بعد 1967م,ارتبطت الأزمة اللبنانية في بعض المراحل بالمسألة الفلسطينية لأن قسم كبير من
الفلسطينيين يعيشون في لبنان البلد القائم على توازن طائفي ومذهبي عنفي ولأن الفلسطينيين كانوا طرفاًرئيسياً في الصراع الداخلي طيلة الحرب الأهلية اي ما قبل اتفاق الطائف فمقررات الرياض والقاهرة خريف 1967 لحظت معالجة مسألة الشق الفلسطيني في لبنان وموضوع التوطين الفلسطيني في لبنان اثير رسمياً العام 1977 اثناء زيارة وزير الخارجية الأمريكية سايروس فانس الى لبنان وقد رفضه حينها الرئيس اللبناني الراحل الياس سركيس اليوم وبعد 23عاماً على اعلان الدولة قدم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ابو مازن اوراق اعتماد تلك الدولة للمجتمع الدولي علها تحظى بالعضوية الكاملة في الهيئة العمة للأمم لمتحدة والتي على مما يبدو دونها فيتو امريكي واضح وفي سياق المسيرة التفاوضية اياها ما بين الأعلان والأعتراف وما بينهما من محطات مدريد وكامب دايفد.. واتفاقات أوسلو وغيرها يخلص الدكتور "عبدالله نسور" نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الأردني السابق للقول عن التحولات السياسية في الشرق الأوسط:"التحولات لها تاريخ تبدأ وتنتهي به بل هي مستمرة تاريخياً ومطردة ومتزامنة.التحول الجديد في مسيرة التفاوض هو اسقاط خيار الحق من العرب!؟وعدم اسقاط هذا الخيار من اسرائيل!!فهو اسقاط غير متبادل وغير متكافئ وهو اسقاط مجاني لا يعبر الا عن العجز هذا هو حقيقة التحول الجديد(المفارقة ارتفاع الفاتورة الفلسطينية المدفوعة على كل الصعد زمن التفاوض عنها في اي وقت آخر)!؟.في ظل التطور الأبرز الذي قضى بتفرد الراعي الأمريكي عبر ثلاثية الشهير هنري كيسنجر التي دشنها العام 1973" لا يمكن تحقيق السلام مع اسرائيل الا بشكل مجزأ متدرج سواء ما يتعلق باطراف الصراع او بعناصر السلام-الأطراف غير قادرين على فرض السلام وحدهم يحتاجون الى مساعدة-الولايات المتحدة هي الوسيط الوحيد الممكن".
زياد علوش(اعلامي كاتب)

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,761,655

عدد الزوار: 6,913,569

المتواجدون الآن: 101