هـذه هـي الديموقراطية الإسرائيلية!

تاريخ الإضافة الجمعة 25 تشرين الثاني 2011 - 5:18 ص    عدد الزيارات 562    التعليقات 0

        


هـذه هـي الديموقراطية الإسرائيلية!
بقلم أنطـوان شلحـت - عكا

باستثناء عدد ضئيل من المحللين الهامشيين المحسوبين على اليمين المتطرف، يندر أن تعثر هذه الأيام على محلل إسرائيلي بارز لا يوافق على أن قوانين اليمين الأخيرة التي سنّتها الكنيست منذ الأسبوع الفائت، ولا سيما التي تهدف إلى تضييق الخناق على حرية عمل منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام، وإلى تغيير وجه المحكمة الإسرائيلية العليا لكبح توجهاتها الليبرالية، وإلى تكريس تعريف إسرائيل دستوريًا على أنها الدولة القومية للشعب اليهودي، تلحق أضرارًا بطابع النظام الديموقراطي القائم.
وذهب جزء منهم إلى حدّ التنبؤ بأن تكون حصيلة هذه القوانين وما سبقها في المدى البعيد هي أن تحل القومية محل المواطنة المدنية، على غرار ما حدث في بعض أقطار أوروبا في أواخر النصف الأول من القرن العشرين، وتسبب بصعود النازية والفاشية إلى سدة الحكم.   
ومع هذا، فما يجب قوله هو أن القضية لم تعد منحصرة في تشخيص الحالة الراهنة، وما يستتبع ذلك من تحذير بشأن مترتباتها المتعلقة بطابع النظام. فمنذ أن أطلق "المعهد الإسرائيلي للديموقراطية" مشروع "مؤشر الديموقراطية الإسرائيلية" في عام 2003 يتكرّر سنويًا التأكيد أن إسرائيل في الجوهر هي ديموقراطية صورية، لم تفلح في أن تؤقلم نفسها مع الميزات الجوهرية لطريقة الحكم هذه، ولا في أن تستوعب قيمها ومفاهيمها وثقافتها، فضلاً عن أن وضعها في ما يتعلق باحترام حقوق الأقليات بائس للغاية.
القضية هي أن هناك تقاسمًا للأدوار بين عدد من الشخصيات الوزارية والبرلمانية التي تؤدي دورًا حاسمًا على هذا الصعيد، وأن من يتزعمهم هو رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يتجه نحو المسار المعادي للديموقراطية.
والقضية أيضًا هي افتقار إسرائيل إلى منظومات بمقدورها أن تكبح تدهورها نحو صيرورة الدولة الدينية المتعصبة التي تعتمد على الطابع اليهودي أكثر مما تركز على الطابع الديموقراطي.
وكذلك إن المفهوم القاضي بأن لدى اليهود حقوقا لا يستحقها الآخرون راسخ بشكل عميق في الفكر السياسي اليهودي، وهو الذي يعبّد الطريق أمام دولة كهذه تتسم بالطابع الفاشي.
على صلة بهذا سبق لأستاذة جامعية إسرائيلية أن أوجزت الجدل الدائر بشأن مخاطر نشوء نظام فاشي في إسرائيل بالقول: في البداية هاجموا العرب، لكنني لست عربيا فصمتّ. عقب ذلك هاجموا ناشطي حقوق الإنسان، لكنني لست منهم فصمتّ. وبعد ذلك هاجموا الأكاديميين... وهكذا دواليك. وفي نهاية المطاف سيصل الهجوم إلينا جميعا، لكن الوقت سيكون متأخرا جدًا، ولن يتمكن أحد من النهوض ورفع صوته من أجلنا. وهذه هي الفاشية بالضبط!

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,153,002

عدد الزوار: 6,757,471

المتواجدون الآن: 141