تحديات أمام المصالحة الفلسطينية

تاريخ الإضافة الأربعاء 23 تشرين الثاني 2011 - 6:41 ص    عدد الزيارات 573    التعليقات 0

        

تحديات أمام المصالحة الفلسطينية

بقلم معتصم حمادة

يفترض أن يلتقي في القاهرة، في الساعات القليلة المقبلة، محمود عباس، وخالد مشعل، لاستكمال خطوات المصالحة الفلسطينية بين "فتح" و"حماس" والتي انطلقت في 4/5/2011، دون أن تخطو حتى الآن، خطوة عملية واحدة إلى الأمام. ورغم أجواء التفاؤل التي يحرص الطرفان على نشرها، فإن هذا التحرك تنتظره مجموعة من التحديات.
أول هذه التحديات أن لدى كل من "فتح" و"حماس"، تيارا قويا استمرأ حالة الانقسام، وبنى عليها مصالح ومكاسب، ويرى في المقابل، في استعادة الوحدة تدميراً لمصالحه ومكاسبه هذه، فمن هم في غزة يرون في استعادة الوحدة نهاية لنفوذهم الذي بنوه منذ الانقسام ، وعودة لنفوذ "فتح" لتكون شريكاً أو بديلاً منهم. وبعض من في  رام الله وفر لهم الانقسام أجواء الخلاص من مناكفات "حماس"، وفرصة الاستفراد بالسلطة ومغانمها، ولا يرغبون في عودة كابوس الشركة الثنائية القائمة على المنازعات والمشاحنات اليومية. والتياران يملكان من القوة ما يمكّنهما من أن يحرفا أي اتفاق قد يتوصل إليه عباس ومشعل عن مساره، ويفرغاه من مضمونه.
ثاني هذه التحديات عوائق عربية وإقليمية ودولية، لا ترغب في ان تستعيد الحالة الفلسطينية وحدتها الداخلية وان تستقوي، في مسيرتها السياسية، بهذه الوحدة، وبتطورات الربيع العربي. من هنا بدأت الإنذارات إلى عباس تصدر عن تل أبيب وواشنطن، كما أن أجواء طهران لا تعبر عن ارتياح من مواقف مشعل. برز ذلك  في المؤتمر الدولي لدعم القضية الفلسطينية حين انتقدت خطابا لمشعل، أبدى فيه تأييده لمواقف عباس في الأمم المتحدة.
ثالث هذه التحديات ما سوف يشهده جانب من العلاقات الفلسطينية من خلط للأوراق، خاصة على ضفة "التحالف" الذي يضم ـ نظرياً ـ "حماس" إلى عدد من الفصائل المنشقة عن منظمة التحرير الفلسطينية.
أما رابع هذه التحديات فيتعلق بالصيغة التي ستقوم مستقبلاً عليها العلاقة بين "فتح" و"حماس": ثنائية على مبدأ المحاصصة وتهميش الآخرين، أو استقطاب ثنائي يعكر الأجواء الداخلية ويوترها. في كلتا الحالتين ستجد بعض الأطراف ("الديموقراطية" و"الشعبية" و"حزب الشعب") نفسها مطالبة بالعودة، مرة أخرى إلى لعب أحد الدورين: الاطفائي لإخماد حرائق التجاذبات السياسية، وتصفية الأجواء المتوترة، أو "القطب الثالث" لإحداث توازن نسبي، وللحد، ضمن حدود معينة، من اجتياح "الثنائية" الجديدة للحالة الفلسطينية.
هذا فضلاً عن التحديات التي تنتظر الطرفين في القاهرة لتجاوز عقبات الوصول إلى اتفاق. في كل الأحوال، مازالت تفصلنا عن اللقاء ونتائجه، ساعات قليلة، ستمكننا من قراءة الحالة، دون الارتهان إلى افتراضات مسبقة، مستمدة من تجارب الماضي.
 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,251,979

عدد الزوار: 6,942,190

المتواجدون الآن: 122