استعادة خطاب "حقوق اليهود" في فلسطين...

تاريخ الإضافة الجمعة 7 تشرين الأول 2011 - 6:30 ص    عدد الزيارات 615    التعليقات 0

        

اتجاه
استعادة خطاب  "حقوق اليهود" في فلسطين...
بقلم انطـوان شلحـت - عكا

في سياق إعلان معارضة تسليم "أمن إسرائيل" إلى يد طرف ثالث، دولي أو عربي، والذي اعتبر مغامرة ربما تكون حبلى بالكوارث، صكّ النائب الأول لرئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الشؤون الإستراتيجية موشيه يعالون مصطلحات جديدة تتعلق بسيرورة الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، من قبيل أن فحوى اتفاق أوسلو هي "الأرض في مقابل الإرهاب"، وأن خطة الانفصال عن قطاع غزة كانت بمثابة "الأرض في مقابل الصواريخ".
وشدّد على أن التجربة السابقة أثبتت أن وجود قوة الطوارئ الدولية (اليونيفيل) في لبنان لم يحل دون تهريب عشرات ألوف الصواريخ من إيران عبر سوريا إلى هذا البلد.
وتمثل الاستنتاج الذي خلص إليه في أن "أمن إسرائيل" يجب أن يبقى في يد جيشها، وذلك في موازاة تطبيق إجراءات أمنية تكفل عمقًا إستراتيجيًا، وقدرة على مواجهة التهديدات المتعددة.
أقوال يعالون هذه جاءت في نطاق محاضرة ألقاها في القدس الأسبوع الفائت في مستهل مؤتمر دراسي يهدف كقول منظميـه إلى إعداد كتاب شامل بشأن "حقوق الشعب اليهودي في إقامة دولة خاصة به في أرض إسرائيل"، ولفت خلالها إلى أن هذه المطالب الأمنية مشتقة قبل أي شيء من أن لـ "اليهود حقوقًا في البلد".
وقد لوحظ في الآونة الأخيرة أن ثمة تشديداً غير مسبوق على استعادة صيغة "حقوق اليهود في فلسطين" في الخطاب الإسرائيلي الرسمي، باعتبار أن استبطـان هذه الحقوق يشكل عنصرًا حيويًا في سياق ما يسمى "كيّ وعي" الفلسطينيين أولاً، ووعي العالم كله ثانيًا، بأن القضية الفلسطينية لم تكن محصلة عملية استعمار كولونيالية، وبالتالي فإن حلها لا يُفترض أن يستند إلى تجاوز آثار هذه العملية، أو إلى ما تثيره من مسائل أخلاقية، وإنما إلى تسوية سياسية تنطلق أساسًا من قاعدة أن الصراع هو مجرّد نزاع حدودي، وأن الحق اليهودي في فلسطين ليس أدنى مرتبة من الحق الفلسطيني، إن لم يكن سابقًا عليه أصلاً.
وفي واقع الأمر فإن مثل هذا الخطاب يدغدغ أيضًا وعي الرأي العام الإسرائيلي بأطيافه كافة، لا سيما وأنه ما زال خاضعًا لاستحواذ الرواية الصهيونية، التي ترى أن "احتلال الأرض في فلسطين" كان فريضة تبرّر عدم تحمل أي مسؤولية عن المشكلات التي ترتبت عليه مثل اللاجئين الفلسطينيين. وهو ما دفع مفكرًا إسرائيليًا بارزًا من اليسار إلى القول اخيراً:
"إن احتلال البلد حتى 1948 كان ضروريا وحيويا، ولذا فإنه عادل أيضا، وقد جسّد حق اليهود في الاستقلال وتقرير المصير"!.

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,892,377

عدد الزوار: 7,007,421

المتواجدون الآن: 76