عباس يرفض ضغوطاً للاجتماع مع نتنياهو

عباس يرفض ضغوطاً للاجتماع مع نتنياهو
الجمعة عضوية و"بعد ذلك لكلّ حادث حديث"

نيويورك – علي بردى:
أبلغ وسطاء دوليون وديبلوماسي فلسطيني "النهار" أمس أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض ضغوطاً أميركية وأوروبية لجمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبراً أن "لا جدوى" من أي اجتماع كهذا. ونقل أحدهم عن عباس أنه سيقدم طلب عضوية كاملة لفلسطين الجمعة و"بعد ذلك لكل حادث حديث".
وهيمن موضوع طلب الفلسطينيين الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة عبر مجلس الأمن، على الاستعدادات الجارية لبدء الدورة السنوية السادسة والستين للجمعية العمومية للمنظمة الدولية في نيويورك. وشهدت الأروقة الخلفية للأمم المتحدة والمقرات الرسمية للبعثات الدولية محادثات ومشاورات محمومة في "محاولة لايجاد أرضية مشتركة معقولة لتلافي منازلة سياسية وديبلوماسية علنية على الساحة الدولية بسبب المأزق الذي وصلت اليه عملية السلام" بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما قال مصدر ديبلوماسي.
وتركزت الأنظار خصوصاً على المحادثات التي يجريها الرئيس الفلسطيني، وكان أبرزها أمس لقاءه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون الذي تبلغ منه "نيته أن يقدم الجمعة... طلب العضوية الى الأمم المتحدة"، استنادا الى بيان وزعه الناطق باسم المنظمة الدولية مارتن نيسيركي الذي نقل عن بان أنه "أبلغ الرئيس عباس نيته أن يقوم بواجباته بموجب ميثاق الأمم المتحدة". وأضاف أن الأمين العام "كرر دعمه حل الدولتين"، مشدداً على أنه "يرغب في ضمان أن يتمكن المجتمع الدولي والطرفان من ايجاد طريقة  لمعاودة المفاوضات في إطار متوازن ومشروع". وناقش مع عباس "الجهود المتواصلة للرباعية في هذا الشأن". ونقل عن عباس "تشديده على التزام حل متفاوض عليه".
ولدى خروجه من الاجتماع الذي حضره أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه وعضوا اللجنة التنفيذية للمنظمة صائب عريقات وحنان عشراوي وعضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" قيس عبد الكريم (أبو ليلى) ووزير الشؤون الخارجية رياض المالكي ومندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، أمل مسؤول فلسطيني مرافق لعباس في "ألا يحاول أحد المماطلة في موضوع احالة الطلب الفلسطيني من الأمانة العامة للأمم المتحدة على مجلس الأمن".
ورداً على التساؤل، أكد مصدر رفيع المستوى في الأمانة العامة لـ"النهار" أن بان "سينظر فقط في الشروط التقنية للطلب على أن يحيله فور ذلك على رئيس مجلس الأمن" للشهر الجاري المندوب اللبناني الدائم لدى المنظمة الدولية السفير نواف سلام، متوقعاً "ألا تستمر هذه العملية أكثر من 24 ساعة". غير أنه لاحظ أن عباس "سيقدم الطلب الجمعة، أي قبل ساعات فقط من عطلة نهاية الأسبوع".
وكشف وسيط قديم لمفاوضات السلام في الشرق الأوسط أن الرئيس الفلسطيني "رفض اقتراحات حملها اليه" المبعوث الأميركي للسلام ديفيد هيل ومبعوث الرباعية طوني بلير والممثلة العليا للإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية كاترين أشتون، كي يعقد اجتماعاً مع نتنياهو "للتفاهم على صيغة لمعاودة المفاوضات المباشرة". غير أن الرئيس الفلسطيني أعلن أن "لا جدوى من الإجتماع مع أي مسؤول اسرائيلي لمعاودة التفاوض من أجل التفاوض".
كذلك صرح عباس في حديث الى شبكة "فوكس" الأميركية للتلفزيون: "أنا مستعد للاجتماع معه في أي وقت. أنا مستعد للاجتماع مع أي مسؤول اسرائيلي في أي وقت يريده. ولكن أن نجتمع فقط من أجل الاجتماع أعتقد أنه غير مجد". وأضاف: "نريد أن نجتمع على أساس يعيدنا الى طاولة التفاوض".
وإذ أكد مصدر ديبلوماسي فلسطيني أن عباس "لن يجتمع مع نتنياهو"، لم يجب أحد المسؤولين الأميركيين في نيويورك عن سؤال عما إذا كان الرئيس باراك أوباما سيحاول جمع عباس ونتنياهو.
ووصف ديبلوماسي عربي مطلع على فحوى المحادثات هذه الإقتراحات بأنها "ضغوط" تتضمن "ألاعيب واضحة لنا. قالوا لنا في أيلول الماضي: تعالوا لنتحدث. يريدون تضييع المزيد من الوقت بالإضافة الى الوقت الضائع خلال أكثر من 20 سنة من المفاوضات". ورأى أن "الأميركيين غير جاهزين الآن للإضطلاع بدور فاعل" في عملية السلام. واقترح أن يعلن نتنياهو "عبر الإعلام خطوات عملية ما، كوقف الإستيطان مثلاً، لتسهيل احتمالات عقد اجتماع ذي جدوى بينه وبين الرئيس عباس".
وضغط المفاوضون الأوروبيون لثني عباس عن تقديم طلب العضوية في الوقت الراهن، و"استبداله بمشروع قرار الى الجمعية العمومية لرفع مستوى التمثيل الفلسطيني الى دولة مراقبة"، على أن يمتنع الجانب الفلسطيني عن اللجوء الى محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية للفصل في القضايا العالقة مع اسرائل. وكشف أحدهم أن "أشتون وعدت عباس بتوفير أصوات 26 دولة من الإتحاد الأوروبي لهذا الخيار". ونقل عن عباس: "لم نأخذ موقفاً بعد مما إذا كنا سنتوجه الى الجمعية العمومية. كل الخيارات مفتوحة".
كذلك اضطلع بلير بدور في الجهود المكثفة لإصدار بيان من الرباعية يتضمن "محددات لعملية السلام وبرنامجاً زمنياً واضحاً لمفاوضات هدفها التوصل الى حل نهائي لكل القضايا العالقة"، استنادا الى تصريحات له ليل أول من أمس، موضحاً أن "الغاية تتمثل في ايجاد أرضية واضحة وصلبة لإقناع الفلسطينيين والإسرائيليين بالعودة الى المفاوضات المباشرة”.
وتداول الديبلوماسيون نسخاً متعددة لمشروع بيان للرباعية، التي عقد ممثلوها مجدداً اجتماعاً أخفق في التوصل الى اتفاق على صيغته النهائية. وكان مقرراً أن تجتمع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف ليلاً للبحث في امكان اصدار بيان بـ"صيغة متوازنة". كما كان مقرراً أن يستضيف الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لتنفيذ القرار 1559 تيري رود – لارسن بصفة كونه رئيساً لمركز السلام الدولي عشاء مغلق تشارك فيه كلينتون ولافروف ووزراء خارجية عرب وأوروبيون. وسيكون الموضوع الفلسطيني عنوانا لهذا العشاء.
وتجرى استعدادات واسعة النطاق في الولايات المتحدة لتنظيم تظاهرات تأييد للشعب الفلسطيني وطلبه الحصول على مقعد في الأمم المتحدة. وتنظم تظاهرة كبرى الجمعة المقبل في نيويورك بالتزامن مع تقديم طلب العضوية الى الأمين العام للمنظمة الدولية.

 

وفي وقت متقدم أمس، أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أن بلادها تقوم بـ"ديبلوماسية مكثفة جدا في محاولة لتجنب مواجهة على خلفية طلب عضوية دولة فلسطين في الامم المتحدة.
وكررت قبل لقائها نظيرها الياباني كويشيرو غيما أن "الطريق الوحيد المؤدية الى حل يقوم على دولتين، الامر الذي ندعمه ونريد بلوغه هو طريق المفاوضات".