السلطة الفلسطينية تبحث عن اتفاق أمني مع «حماس» لإعادة توحيد الضفة وغزة وتأمين الحقوق المشروعة

تاريخ الإضافة الأربعاء 23 شباط 2011 - 6:56 ص    عدد الزيارات 660    التعليقات 0

        

السلطة الفلسطينية تبحث عن اتفاق أمني مع «حماس» لإعادة توحيد الضفة وغزة وتأمين الحقوق المشروعة
الثلاثاء, 22 فبراير 2011
رام الله – محمد يونس غزة - «الحياة» القاهرة – جيهان الحسيني

وقال فياض لـ «الحياة»: «الانقسام لن ينتهي من تلقاء نفسه، علينا أن نتحرك لإنهائه، وكل ما هو مطلوب اليوم للشروع في تشكيل حكومة وحدة وطنية، هو أن يتم رسم هذا المفهوم الأمني، والجاري عملياً تطبيقه في قطاع غزة من قِبَل حماس وفي الضفة الغربية من قبل السلطة».

وأضاف: «إذا تم رسم هذا المفهوم، يكون لدينا جاهزية فورية لتشكيل حكومة وحدة وطنية تحكم في غزة والضفة الغربية من خلال الترتيبات المؤسسية القائمة»، مشيراً بذلك الى مؤسسات «حماس» في غزة التي تعمل على تطبيق الأمن ومنع خروج العمليات المسلحة من القطاع.

وقال إن «هذا لا يعني تحقيق المصالحة فوراً، لكنه يعيد الوحدة للوطن».

وقال إن حكومة الوحدة الوطنية ستعمل على أداء مهامِّها الاعتيادية، بما فيها الإشراف على تنفيذ هذا المفهوم الأمني من خلال الترتيبات المؤسسية القائمة حالياً كما هي في كل من الضفة والقطاع»، مشيراً الى مؤسسات «حماس» الأمنية العاملة في القطاع.

وقال فياض إن الحكومة الجديدة ستعمل على «إعادة إعمار قطاع غزة وتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع».

ويشكل قبول السلطة للمؤسسات القائمة في قطاع غزة إغراءً لحركة «حماس» لقبول إعادة الوحدة.

وقالت مصادر فلسطينية إن السلطة تُعِدّ لتقديم خطة لإعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة على نحو يُبدد مخاوف «حماس» من تقويض مصالحها الأمنية في قطاع غزة.

وأعلن عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» نبيل شعث، أنه سيتوجه الى قطاع غزة الاسبوع المقبل للقاء قادة «حماس» والتباحث معهم في فرص إعادة الوحدة.

وقال: «نريد تشكيل حكومة وحدة وطنية، ثم نتوجه بعدها إلى الانتخابات»، و «إن الانتخابات يجب أن تجرى في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس».

وقال حسام زملط نائب شعث لـ «الحياة»، ان الوفد «الفتحاوي» المتوجِّه الى غزة سيلتقي شخصيات سياسية من مختلف ألوان الطيف الفلسطيني، وقال إن «فتح» ستُجري اتصالات مع مختلف الأطراف في القطاع، بمن فيهم حماس، بحثاً عن أفكار خلاّقة لإنهاء الانقسام.

وأضاف «أن المرحلة الراهنة هي الأفضل لإعادة توحيد الوطن والنظام السياسي»، مشيراً إلى تلقص الخلافات السياسية الى حد كبير بين الجانبين.

وشدد على انه اذا «كانت حماس تتحدث عن عقبات، مثل المفاوضات وعلاقة السلطة مع الولايات المتحدة، فهذا لم يعد قائماً، فلا مفاوضات مع إسرائيل اليوم، ولا عملية سياسية، والسلطة تحدَّت السياسة الاميركية ورفضت الخضوع لها، فما المانع من أن نلتقي ونبحث عن مخرج من الانقسام».

وقال: «الواقع من حولنا يتغير، وعلينا أن نتغير، وأن نعمل على إنهاء الانقسام، وأن نتجه الى استحقاق سبتمبر (إقامة الدولة) ونحن موحَّدون.

واعتبر المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري تصريحاتِ شعث بأنها «تفتقر إلى الجدية والصدقية وبلا معنى، في ظل استمرار الاعتقالات ومسلسل التعذيب في سجون فتح في الضفة».

ورأى أبو زهري في بيان أمس، أن «المدخل الحقيقي للمصالحة هو وقف الاعتقالات والإفراج عن المعتقلين وتمكين مؤسسات الحركة (حماس) الخيرية من استعادة دورها في خدمة الشعب الفلسطيني».

وشدد على أن «تشكيل حكومة وحدة وطنية يجب أن يأتي في سياق حل وطني شامل، وليس حلاًّ مجتزأً، عدا عن أن تصريحات شعث يجب أن تمثل موقفاً رسمياً لفتح، لأنها تتعارض مع تصريحات قيادات أخرى» في الحركة.

وقال المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم، إن الحركة «لم تتلقَّ حتى الآن أيَّ اتصالات من فتح لإجراء حوار قريب حول المصالحة»، مجدداً تأكيد «حرص حماس على إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية».

وأضاف برهوم في بيان أن «حماس سمعت عبر وسائل الإعلام عن رغبة (...) شعث بزيارة القطاع قريباً والالتقاء مع حماس في خصوص المصالحة، لكنها لم تتلق أي اتصال حتى الآن».

واعتبر أن «الحاجة تستدعي تقويم موضوع المصالحة والورقة المصرية بعد سقوط نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، بخاصة أنها تتضمن مغالطات كثيرة سبق لحماس الإعلان عنها أكثر من مرة وإبداء ملاحظات وتحفظات عدة حولها».

وأشار إلى «أهمية انجاز المصالحة وليس فرض إجراء الانتخابات (المحلية والرئاسية والتشريعية) من دون توافق وطني»، داعياً إلى «اعتماد إستراتيجية وطنية لتحقيق المصالحة والتصدي للعدوان الإسرائيلي والتعامل مع المرحلة المقبلة».

ورأى برهوم أن «هناك حالاً من الإرباك داخل صفوف فتح تجاه تبنّي قرار موحَّد بالمصالحة».

وكان شعث أعلن أنه سيزور غزة في الأسبوعين المقبلين، وسيعقد لقاءات مع قادة «حماس» من أجل دفع عجلة المصالحة الى الأمام.

بدوره، قال عضو المكتب السياسي في «حماس» الدكتور صلاح البردويل، تعقيباً على ما تردد في بعض وسائل الإعلام عن عرض رئيس الحكومة في الضفة الدكتور سلام فياض على حركة «حماس» المشاركة في حكومة جديدة يعمل على تأليفها حالياً، إن الحركة «لم تتلقَّ رسمياً أيَّ مبادرة من حركة فتح أو منظمة التحرير حول أيِّ شكل من أشكال المصالحة».

ووصف البردويل فياض بأنه «لا يمثل قيادة فلسطينية تُعبر عن طرف من الأطراف المتعارضة، وهو شخص ألصقت به الحكومة من دون شرعية، وهو غير مخول الحديث في الشأن العام».

واعتبر أن «أي حل للأزمة يجب أن ينطلق من حل شامل وتصور للقضية، فالمشكلة ليست مشكلة حكومة، والمطلوب حل شامل يبدأ بمنظمة التحرير وينتهي بتشكيل حكومة عبر انتخابات نزيهة للمجلسين الوطني والتشريعي».

ورأى أن «أيَّ حل لا يبدأ بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وتحسين أجواء حرية الرأي والتعبير ووقف كبت الحريات، هو مبادرة خدّاعة لا قيمة لها أو رصيد».

الى ذلك، توقعت مصادر في غزة أن يتم خلال اليومين المقبلين الإعلان عن التعديل الوزاري في الحكومة المقالة التي تقودها حركة «حماس».

وكان قيادي في الحركة كشف في وقت سابق لـ»الحياة»، أن الحكومة الجديدة ستضم 13 وزيراً، من بينهم وجوه جديدة، فيما ستخرج وجوه اخرى، وسيتم دمج بعض الوزارات ببعض.

وكان قيادي في حركة فتح قال لـ «الحياة» في القاهرة، إن القيادة الفلسطينية فوَّضت شعث إجراء اتصالات مع حركة «حماس» تمهيداً لزيارته الوشيكة الى غزة التي يحمل خلالها مبادرة لاستئناف الحوار بين الحركتين من أجل إنجاز المصالحة.

وعما تتضمنه المبادرة قال: «انها ستتناول معالجة ملاحظات حركة حماس على ورقة المصالحة التي صاغتها مصر ووقَّعتها فتح، لكن حماس رفضت ان توقعها قبل الأخذ بملاحظاتها».

وأشار القيادي الفتحاوي الى أن هناك مخارج يمكن من خلالها تسوية نقاط الخلاف بين الحركتين، قائلاً: «ان الورقة الفلسطينية-الفلسطينية التي تم التوافق عليها، الى جانب الورقة المصرية، تتناول ثلاث قضايا، هي منظمة التحرير والانتخابات والملف الامني (...) الذي مازال عالقاً».

ولفت المصدر الى ان معالجة الوضع الداخلي هي على رأس أولويات القيادة الفلسطينية، خصوصاً في ضوء الانسداد الذي تمر به العملية السلمية، والجمود الذي يعترض استئناف المفاوضات في ظل تمسُّك الرئيس عباس بموقفه الرافض لاستئناف المفاوضات طالما ان الاستيطان لم يتوقف.

وأعرب المصدر عن تفاؤله بأن ملف المصالحة سيحقق تقدماً في الأيام القريبة المقبلة، لأن هناك زخماً شديداً لدفع دفَّة الحوار الفلسطيني-الفلسطيني قدماً، خصوصاً في ظل الوضع العربي غير المستقر.

وقال: «إن مصر الآن منشغلة في ترتيب اوضاعها الداخلية، وهناك قلق وعدم استقرار في المنطقة، وعلينا جميعاً، بمن فيهم نحن، أن نعيد ترتيب اوضاعنا الداخلية، تلبية لمطالب الشعب الفلسطيني الذي خرج ونادى بضرورة إنهاء الانقسام في ظل التحدي الحالي الذي تتعرض له القضية الفلسطينية، خصوصاً بعد الفيتو الأميركي في مجلس الأمن على مشروع وقف الاستيطان الذي رفض الرئيس عباس سحبه على رغم أن الاميركيين ضغطوا عليه من أجل ذلك».

وقال السفير الفلسطيني في القاهرة بركات الفرا لـ «الحياة»، إن مصر قررت فتح معبر رفح أمام العالقين، سواء في مصر أو في الدول العربية، الذين يريدون العودة الى القطاع وانقطعت بهم السبل بسبب اغلاق المعبر، نظراً للظروف الامنية في مصر، مشيراً إلى أن بعض العالقين الذين كانوا في مصر توجَّهوا الى العاصمة الأردنية أملاً في العودة الى غزة من خلال جسر الملك حسين. وأوضح الفرا ان مصر ستسمح من اليوم بعبور الطلبة وأصحاب الإقامات والحالات الإنسانية من قطاع غزة الى مصر عبر المعبر.

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,263,793

عدد الزوار: 6,942,716

المتواجدون الآن: 142