الجيش الإسرائيلي يمطر الغزيين برسائل «إس إم إس» بحثا عن شاليط

غزة: «الشرق الأوسط»
رن الهاتف الجوال الخاص بياسر النمري، لكن بمجرد أن قرأ رقم الهاتف المتصل، عاد إلى عمله وتركه يرن. فنظرا لتكرار الاتصال من هذا الرقم، عرف ياسر أنه في حال رد على الاتصال، فإنه سيسمع رسالة مسجلة من قبل الجيش الإسرائيلي يعرض فيها خمسة ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات تقود للكشف عن الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس جلعاد شاليط منذ 25 يونيو (حزيران) 2006.

وقال ياسر لـ«الشرق الأوسط» إنها المرة السابعة التي يتلقى فيها مثل هذا الاتصال، وهو في ذلك مثل عشرات الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يتلقون اتصالات عشوائية من قبل الجيش الإسرائيلي تطالبهم بتقديم معلومات حول مكان احتجاز شاليط، مقابل مبالغ فلكية. ولا تقتصر محاولات الجيش الإسرائيلي على المكالمات، بل يقوم في كثير من الأحيان بإرسال رسائل مكتوبة تحمل المضمون نفسه. وفي أحيان أخرى يقوم الجيش بالاتصال عبر الهواتف الأرضية في البيوت والمؤسسات لعرض الاقتراح نفسه. وتأتي هذه التطورات في ظل خيبة الأمل التي تسود صناع القرار في تل أبيب في أعقاب عجز المجتمع الاستخباري في إسرائيل عن التوصل لمعلومات دقيقة حول مكان احتجاز شاليط. واعتبر كل من يعكوف بيري وعامي أيالون اللذين رأسا جهاز المخابرات العامة الإسرائيلية (الشاباك) سابقا أن عدم تمكن هذا الجهاز من تحديد مكان احتجاز شاليط يعد فشلا استخباريا كبيرا ومحرجا، لا سيما في ظل استثمار إسرائيل طاقات هائلة في البحث عن شاليط.

من ناحية ثانية، اعتبر الباحث المختص في شؤون الأسرى الفلسطينيين، عبد الناصر فروانة، أن استمرار إسرائيل في إرسال الرسائل القصيرة (الصوتية أو المقروءة) عبر الهواتف الجوالة أو الثابتة لسكان قطاع غزة، بحثا عن معلومات حول مصير الجندي شاليط، «إنما يكشف حقيقة موقفها وعدم جديتها في استعادته عبر المفاوضات وعدم جاهزيتها لدفع استحقاقات عملية التبادل». واعتبر فروانة أن هذا السلوك يدلل على إصرار إسرائيل «على مبدأ القوة في الوصول إليه واستعادته من دون ثمن، معتمدة على عملائها وأجهزتها الأمنية المختلفة وتكنولوجيتها المتطورة، رغم فشلها في ذلك طوال السنوات الخمس الماضية». وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال فروانة إن هذه الرسائل «تندرج في إطار سياسة قديمة جديدة انتهجتها ولا تزال تنتهجها سلطات الاحتلال بهدف الحصول على أي معلومة تقود لمعرفة مصير شاليط ومن ثم الوصول إليه».