لا بد مما ليس منه بد...

تاريخ الإضافة الأحد 10 حزيران 2018 - 8:58 ص    عدد الزيارات 497    التعليقات 0

        

لا بد مما ليس منه بد...

الحياة... راسم المدهون...

مرض الرئيس الفلسطيني الأخير وضع الفلسطينيين كجماهير شعبية وأيضاً كقوى سياسية أمام عصف سؤال ظلَ غائباً من التداول والبحث على رغم معرفة الجميع بالحالة الصحية لأبو مازن، بل وحتى معرفتهم بالحقيقة البشرية التي تجعل الموت حقيقة لا بد منها. من تابع الحوارات التي رافقت أيام مرض أبو مازن وما بعدها يلحظ حالة الارتباك العام وغياب أية إجابة أو حتى مقاربة سياسية واقعية وتمتلك وضوحاً يمكن أن يؤسس لخارطة طريق تقود إلى رؤية ما واضحة وممكنة التحقيق: القوى السياسية الفلسطينية على تعددها واختلافها تبدو في حالة «انكشاف» لا تعرف معها ماذا تفعل كي تتجاوز السقوط في الفراغ السياسي والدستوري والحفاظ على الحد الأدنى من وحدة مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسات السلطة وما يرتبط بهما من منظومات تدير العمل الفلسطيني في الداخل والخارج. الشائع في مداخلات الفلسطينيين في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي يقع في أغلبه في سياق نوعين متضادين ينطلقان من مديح الرئيس أبو مازن أو العكس أي كيل الهجاء له من دون أن ينتبه الطرفان إلى أن المسألة المطروحة للنقاش تتعلق بالمستقبل أي بما بعد أبو مازن وهي لذلك لا تقع في أي من حيزَي المديح أو الهجاء. وما يصح في وصف الآراء الفردية يصح للأسف على مواقف الفصائل والأحزاب والقوى السياسية فالجميع يفضل الصمت واعتبار الأمر كله مؤجلاً إلى حينه، فيما تتناثر في مواقع التواصل الاجتماعي اقتراحات ترشح جبريل الرجوب فتواجهها آراء تهجو الرجل، ويرشح آخرون محمد دحلان فيمطره آخرون بالهجاء ذاته من دون أن يلامس أحد أفق حل حقيقي فكل الحلول والاقتراحات تنتمي لعقلية حزبية فئوية بل وغالباً تتعصب لأفراد لا يتمتعون بأية أهلية ولا يحظون بتأييد شعبي واسع بل أقرب الى وصفهم بالقبضايات و «الحرافيش» الذين يبذلون كل جهدهم لتكريس وجودهم كمراكز قوى أمر واقع يتمتعون بحقوق ثابتة في إدارة السفينة الفلسطينية باعتبارهم قدراً لا بد منه. لا أحد بعد نصف قرن من العمل الوطني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية يفهم أو يمكنه تبرير غياب وجود نائب لرئيس المنظمة أولاً وللسلطة بعد ذلك فالحالة التي يعيشها الفلسطينيون – ومنذ زمن طويل – تفترض تكويناً سياسياً ومؤسسيًا لا يشبه ما هو قائم اليوم من قريب أو بعيد والفلسطينيون لم يقتنعوا يومًا بمقولة الراحل ياسر عرفات بمزاحه الجاد بأنه لا يطيق رؤية صورته في المرآة. ليس من المنطق في شيء استمرار غياب وجود نائب حقيقي في المنظمة والسلطة بحجة عدم الرغبة في إثارة الخلافات فالخلافات ستكون مدمرة حين يقع الفراغ الدستوري والسياسي. مهم في هذا السياق أن نتذكر جميعاً ولا ننسى لحظة أننا شعب ومنظمة وسلطة ومؤسسات نعيش تحت الاحتلال، أما السلطة والوزارة فليستا سوى مؤسسات أقرب إلى الافتراضية والمجاز ومن المدمر أن نسمح لأنفسنا بالاعتقاد أنها حقيقة راسخة فهي ليست مرشحة للرسوخ إلا في حالة تحقيق الاستقلال الكامل والتام والمعترف به دولياً، أما ما هو دون ذلك فليس سوى تكوينات واعدة مفتوحة على النقيضين التطور إلى الأمام أو تكريس الفشل كما نعيشه اليوم. ذلك كله مهم وضروري ولكنه لا يكتمل إلا بوقفة جدية مسؤولة أمام مسألة قطاع غزة الذي يعيش مواطنوه وضعاً شاذاً فمن المضحك المبكي أن تنتشر دوريات الشرطة في شوارع رام الله لملاحقة غير الصائمين ويستمر الصمت عمّن لا يجدون طعام أفطارهم عند غياب شمس غزة كل يوم في رمضان.

نقــول هذا ونــزيد عليه: لا بد مــما ليــس مــنه بد.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,707,661

عدد الزوار: 6,909,618

المتواجدون الآن: 104