رجال حول أبو مازن

تاريخ الإضافة الأربعاء 27 تشرين الأول 2010 - 7:26 ص    عدد الزيارات 656    التعليقات 0

        

رجال حول أبو مازن

يرسمون سياساته.. ويكتمون أسراره.. بعضهم «نجوم» معروفون.. ورجال «الظل» أكثر تأثيرا

الرئيس محمود عباس
صائب عريقات
ياسر عبد ربه
عزام الأحمد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رام الله: كفاح زبون
المعروف، أن مجموعة «معروفة» من مستشاري الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) يمثلون ذراعه اليمنى وكاتمي أسراره.. وراسمي السياسة معه، لكن ما لا يعرفه كثيرون أيضا أن مستشارين آخرين، يبقون في الظل، لا يقلون أهمية وربما يزيدون أحيانا عن المستشارين «النجوم»، ويشاركون ويؤثرون أيضا في رسم السياسات.

وعلى الرغم من أن الرئيس يترك إعلان القرارات التي تتخذ لاجتماعات القيادة الفلسطينية الممثلة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح، فإنه يكون قد حسم أمره مبكرا، وذهب إلى هذه الاجتماعات وقد طبخ طبخته، وهو يعرف ما يريد.

ويتمتع أبو مازن بقدرة كبيرة على فرض أجنداته، سواء على قيادة المنظمة أو فتح، وظهر هذا في أكثر من مفصل مهم، بخلاف ما كان يعتقد كثيرون عندما تولى الرئاسة. ومن عادات الرئيس الفلسطيني أن يسمع من الجميع، وقال مقربون منه إنه يستمع إلى كل مستشاريه، ويأخذ آراء مختلفة حول القضية الواحدة من أصحاب الاختصاص ومن غير أصحاب الاختصاص لكنه يثق بقليلين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة. وثقة أبو مازن هذه لها حدود، فالرجل مجرب وسياسي قديم، ولم يأت إلى السلطة «بالبراشوت»، يعرف أن القلوب تتقلب، وقد جرب ذلك، وله تجارب مع حلفاء تحولوا إلى أعداء والعكس.

* كيف يتخذ أبو مازن قرارته؟

بالتأكيد مثل أي زعيم آخر، يقوم بالتشاور مع مقربيه، لكن مهمة أبو مازن قد تكون أصعب وهو يقود سلطة تحت الاحتلال، فعلى الرجل أن يتابع شؤون الناس وشؤون الاحتلال معا، بكل ما يعنيه ذلك من تفاصيل يومية صغيرة لها علاقة بحياة الناس، وبكل ما يعنيه ذلك من تفاصيل كبيرة لها علاقة بالمفاوضات. وكل ذلك يتم في ظل غياب المؤسسات الاستشارية والرسمية، فلا «كابينت» (مجلس مصغر) فلسطيني ولا برلمان، ولا حكومة من اختصاصاتها أن تحسم في الشأن السياسي، في حين يقسم الانقسام ظهر كل شيء. وقال المحلل السياسي هاني المصري، لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يوجد مطبخ سياسي بمعنى مؤسسة، ولكن يوجد مجموعة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة هي التي تقرر مع أبو مازن». وأضاف: «عدد محدود هو الذي يتم استشارته، لكن من دون مؤسسة.. من دون صيغة منتظمة». لكن الكاتب خليل شاهين يختلف مع المصري، ويقول إن القرار يؤخذ في «مطبخ سياسي» مصغر ويتوسع بحسب الموضوع.

وحسب شاهين، فإن المطبخ السياسي التابع للرئيس يتكون من 3 إلى 7 أشخاص، يجتمعون كلما طلبهم الرئيس للتشاور في قضية ما.

ومن وجهة نظر شاهين، فإن مستشاري أبو مازن في هذا المطبخ، بالضرورة يتسلمون ملفات مهمة وعلى اتصال مع الدول المؤثرة؛ الأميركان إسرائيل وآخرين. وأوضح: «كل واحد فيهم مختص في ملف مهم، مثلا عليهم أن يعرفوا كيف ستفكر أميركا إذا ما اتخذوا هذا القرار». ويرى شاهين أن «القرار يخضع لعوامل كثيرة؛ داخلية وخارجية.. الداخلية مرتبطة تماما بالتحالفات ومصادر القوة، ومثلا قد لا يشارك رئيس الوزراء سلام فياض لكن رأيه بالتأكيد يجب أن يكون حاضرا في ما يخص الأميركان، عليه أن يجيب في الشأن المالي، ورأيه هذا قد يكون حاضرا من خلال أحد أعضاء المطبخ. وأما العوامل الخارجية، فلها علاقة بالدول نفسها».

وقالت مصادر من فتح لـ«الشرق الأوسط» إن أبو مازن على اتصال مع بعض قيادي لبنان، ويتشاور معهم ويأخذ بآرائهم كذلك، بالإضافة إلى مستشاريه. وعلى الرغم من أن المطبخ الذي يتحدث عنه شاهين ولا يعتقد بوجوده المصري، لا يشبه أي مطبخ سياسي آخر، وإنما يخضع حسب مصادر، لمزاجية الرئيس وعلاقته بالأشخاص، على الرغم من ذلك، فإنه هو الذي يرسم فلسطينيا كل السياسات.

وقال شاهين إنه «مطبخ يضم أشخاصا قريبين لتفكير أبو مازن، لكنهم قد يتغيرون أو يغيبون فترات من الزمن ويعودون، ورأينا كيف ابتعد البعض لفترات، ثم عاد. وعلى مدار فترة حكم أبو مازن التي تجاوزت 4 أعوام، تبدل مقربوه. وقد شهدت مسيرته، رئيسا، إقصاء مستشارين وقياديين وتقريب آخرين، وهكذا».

وعند أبو مازن مثالان واضحان وضوح الشمس، حول تمسكه ببعض المستشارين، حتى مع كل الهجوم الذي يمكن أن يتعرض له هؤلاء، وتخليه عن آخرين، حتى وإن كانوا في يوم من الأيام أكثر من مستشارين، وعند الرجل بالطبع أسبابه. المثال الأول، هو لياسر عبد ربه (مستقل)، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والمشرف العام على هيئة الإذاعة والتلفزيون، وهما منصبان تشعر فتح دوما بغصة ما عندما ترى أنهما تركا لشخص من خارج الحركة.

وعلى الرغم من أن فتح جربت مرارا انتزاع المنصبين من عبد ربه، ومؤخرا رفع المجلس الثوري المنتخب للحركة توصية بذلك بعدما شن هجوما على الرجل، فإن أبو مازن لم ينفذ، بل حال دون أن تتمكن فتح من إقصاء عبد ربه.

تمسك به وأبقاه في منصبه، بل انتصر له وأعاده في تشكيلة الوفد الفلسطيني المفاوض هذه الأيام، بعدما استبعده رئيس الوفد السابق أحمد قريع. ويعتبر الرجل مقربا من الرئيس إلى الحد الذي يعتقد معه المراقبون أنه الأقرب والأكثر تأثيرا.

أما المثال الثاني، فهو لنبيل عمرو، حليف أبو مازن السابق، وصديقه وأكثر من مستشار، وقد تخلى عنه أبو مازن بعدما حمله عمرو عبر وسائل الإعلام المسؤولية عن تأجيل «تقرير غولدستون» الذي أثار جدلا كبيرا. ويقول مقربون من أبو مازن إنه يسمح بالانتقادات وتبادل وجهات النظر في الجلسات المغلقة، لكنه حساس من الانتقادات عبر وسائل الإعلام ويبغضها إلى حد كبير.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، كان عمرو، عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير، صريحا جدا عندما اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بإعطاء الأوامر بسحب الحراسات المكلفة حمايته، بعد تصريحاته الأخيرة في قضية تأجيل النظر في تقرير غولدستون، في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وكان عمرو اتهم عباس بأنه المسؤول المباشر عن قرار تأجيل البت في تقرير غولدستون، الذي اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة. وقال عمرو: «إن الأمن الفلسطيني أبلغوا الحراس الذين يعملون معي في رام الله بضرورة تسليم أسلحتهم، وأن ينهوا أي علاقة لهم بي». وتابع: «عندما سأل الحراس عمن يقف وراء القرار أبلغوهم بأنه قرار الرئيس». وأعرب عمرو عن استغرابه من ذلك القرار، وأوضح: «لست أنا من حرض على الرئيس، بل إن سحب التقرير هو الذي أجج الموقف». محملا عباس المسؤولية المباشرة عن أي أذى يلحق به أو بأي من أفراد أسرته جراء سحب الحراسات المكلفة حمايته.

وكانت الخلافات بين عمرو وعباس قد تفجرت بعد ظهور نتائج انتخابات اللجنة المركزية لحركة فتح؛ إذ اتهم عمرو أبو مازن بأنه عمل على إسقاطه عمدا في تلك الانتخابات، لحساب إنجاح آخرين. وبعدها قرر عمرو الاستقالة من منصبه سفيرا لدى القاهرة، ومسؤولا عن فضائية «الفلسطينية» التابعة لفتح، وقبل أبو مازن الاستقالتين.

وازدادت الخلافات أكثر أثناء عقد اجتماعات للمجلس الوطني لعقد انتخابات للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لملء 6 مقاعد شاغرة، وتم حينها تعيين 4 وانتخاب 2. ولم يرض عمرو عن مبدأ التعيين آنذاك، وقال إن هذا مخالف للقانون، ومن ثم عدل عن ترشيح نفسه، بعد اشتباك كلامي مع أبو مازن اتهمه فيه بأنه المسؤول عن «خراب» منظمة التحرير وحركة فتح عبر إهمالهما. وظلت العلاقات متوترة بين الرجلين اللذين عملا معا فترة طويلة من الزمن، وشكلا ما يمكن أن يسمى حلفا معارضا في فتح لبعض نهج الرئيس الراحل ياسر عرفات في إدارة السلطة. وأظهر عمرو جرأة بانتقاده عباس أثناء تنامي الجدل حول تقرير غولدستون كأول فتحاوي يفعل ذلك، وقال عمرو آنذاك لـ«الشرق الأوسط» إن مستشاري أبو مازن، من دون أن يسمى أحدا بعينه، عادة ما يورطونه.

كان عمرو يغمز في قناة مستشاري الرئيس المعروفين، الذين قال مرة عنهم في لقاء متلفز إنه يضمن الانتصار عليهم في أي انتخابات مقبلة.

ويبدو أن أقرب المسؤولين «النجوم» إلى عقل أبو مازن، الذي كان يغمزهم عمرو من قناة، ولا نقول إلى قلبه - وتلك مسألة لا يعرفها إلا هو - صائب عريقات وياسر عبد ربه، وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إنهما ركنان مهمان من أركان «المطبخ» في هذه الأوقات. ولا يقل تأثيرا عن الرجلين عزام الأحمد في القضايا التي تخص فتح والمصالحة مع حماس، على الرغم من أنه (أي الأحمد) ظل مختلفا مع أبو مازن في ما يخص مكانة ودور فتح، لكنه يمثل ثقلا في الحركة لا يمكن تجاوزه.

وهؤلاء الثلاثة، هم الأكثر استشارة، وكل واحد منهم يتابع عن الرئيس ملفات شائكة. عريقات وعبد ربه، يتابعان ملف المفاوضات والعلاقة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، أما الأحمد فيتابع بعض العلاقات العربية وملف المصالحة وملف فتح في لبنان.

من هم؟

* عريقات ولد في القدس عام 1955، وحصل على الشهادة الجامعية من جامعة سان فرانسيسكو الأميركية وجامعة برادفورد البريطانية، التي حصل منها على درجة الدكتوراه في دراسات السلام. بعد حصوله على الدكتوراه عمل محاضرا للعلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس كبرى الجامعات الفلسطينية وأعرقها. كما عمل صحافيا في صحيفة «القدس» الفلسطينية لمدة 12 عاما. هو أول وزير للحكم المحلي في أول حكومة تشكلها السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات.

بدأ مع المفاوضات منذ أوسلو، وبعد دخول السلطة صار كبير المفاوضين الفلسطينيين، وأصبح محترفا في هذا المجال، وأصدر قبل عام كتابا عن المفاوضات، قال عنه، إنه «مقدمة لعلم المفاوضات ويخصص للمفاوضات كعلم بذاته واستغرق مدة ثلاث سنوات لكتابته».

يقول عريقات في كتابه، إن «الحروب تعددت أسبابها ولكن المصالح تبقى أساس أي صراع، والصراع سببه الشعور بأن مصالح الأمة في الحرية والأمن في خطر وأن الموارد مهددة.. وإذا كانت الصراعات حتمية، فإن المفاوضات حتمية». وهو قريب من أبو مازن كثيرا، ويرأس الآن الوفد الفلسطيني المفاوض، ويتابع ملف العلاقة مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

* ياسر عبد ربه دخل معترك الحياة السياسية من خلال عضويته في حركة القوميين العرب ومن ثمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عام 1969، وقام هو ونايف حواتمة بالانفصال عن الجبهة الشعبية وأسسا الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين التي قامت بتعديل اسمها عام 1974 إلى الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

شغل عبد ربه منصب نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية، حتى انفصل عنها هي الأخرى، وشقها وشكل مع آخرين ما سمي في حينه «خط التجديد»، الذي انبثق عنه لاحقا الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني «فدا». فصل من «فدا» بسبب تبنيه وثيقة جنيف في 2003، وظل مستقلا منذ ذلك الوقت. كان عبد ربه من رجالات ياسر عرفات المقربين، وظل مقربا من أبو مازن، وأوكل إليه كثير من المهام الخارجية الفلسطينية. وكان من المبادرين لفتح قنوات الاتصال بين منظمة التحرير الفلسطينية والولايات المتحدة في منتصف الثمانينات. هو اليوم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وشغل هذا المنصب منذ انتخاب محمود عباس رئيسا. يعتبر الرجل مثيرا للجدل، وفشلت كل محاولات فتح في إقصائه من موقعه، وله اتصالات واسعة مع الإسرائيليين والأميركيين.

* عزام الأحمد من مواليد قرية رمانة، بقضاء جنين عام: 1947. التحق بحركة فتح مبكرا. حصل على درجة البكالوريوس في الإدارة والاقتصاد من جامعة القاهرة، عام 1974. ومن ثم صار رئيس الاتحاد العالمي لطلاب فلسطين، فرع بغداد، بين عامي 1972 - 1974. كان ممثل حركة فتح في العراق بين عامي 1975 - 1994، وسفير فلسطين ممثلا لمنظمة التحرير الفلسطينية في العراق بين عامي 1979 - 1994. شغل منصب عضو المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1974 وحتى الآن، ورئيس كتلة فتح البرلمانية في المجلس التشريعي الفلسطيني الذي نجح فيه دورتين متتاليتين. وهو شخصية قوية ومؤثرة في فتح. كان عضو المجلس الثوري لحركة فتح منذ عام 1989، والآن هو عضو اللجنة المركزية للحركة. كان مقربا من ياسر عرفات، وهو يمثل هذا التيار في اللجنة المركزية مع آخرين.

شغل مناصب عديدة، من بينها نائب رئيس الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية الأخيرة، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات منذ عام: 2003 وحتى 2006.، ووزير الأشغال العامة الفلسطيني بين عامي 1996 - 2003. جريء في انتقاد الرئيس، لكن ليس عبر وسائل الإعلام، وعادة ما يختلف معه في القضايا التي تخض مكانة فتح ودورها في الضفة وغزة.

يشرف على ملف المصالحة مع حماس وعلى العلاقة مع الفصائل الأخرى، كما يشرف على العلاقة مع دول عربية من بنيها لبنان وقد طار إلى هناك غير مرة لتسوية المشاكل المرتبطة بفتح أو بعلاقة الفلسطينيين بالدولة اللبنانية بتكليف مباشر من أبو مازن.

* ولكن ليس هؤلاء هم فقط المستشارون المؤثرون، فعادة ينضم إلى هؤلاء المستشارين، آخرون، لا يفضلون الأضواء، ويعملون بصمت كبير، وقد يكونون أكثر تأثيرا أحيانا، ولعل أهمهم، أكرم هنية، ويقال إنه مؤثر إلى حد كبير. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن هنية أحد أكثر الرجال تأثيرا في رسم السياسات للسلطة بالإضافة إلى عريقات وعبد ربه. وليس سرا أن هنية، سافر مع أبو مازن في معظم جولاته المهمة، رافقه إلى القدس للالتقاء برئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أكثر من مرة في أوقات كادت تتفجر فيها المفاوضات، وطار معه للقاء الرئيسين الأميركيين الحالي باراك أوباما والسابق جورج بوش بينما كانت السلطة كلها على المحك.

حضر مع أبو مازن معظم لقاءات زعماء العالم، وكان إلى جانبه وهو يفكر في الاستقالة، وهو يفكر في البدائل الممكنة للمفاوضات، وهو يفكر في التغيير الوزاري، وهو يفكر في الانقسام وفي المصالحة. وقالت المصادر: «يستشار في كل كبيرة وصغيرة، حتى إنه يتدخل في التشكيلات الوزارية، وأسماء الوزراء». فمن هو هنية؟

* اسمه أكرم عبد السلام هنية، ولد عام 1953 في رام الله، وحاز الشهادة الجامعية الأولى في الآداب من كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1975، كان كاتبا في جريدة «الشعب» التي كانت تدعمها منظمة التحرير ثم أبعدته إسرائيل في الثمانينات. كتب مجموعة من القصص وآلاف المقالات، وعاد مع ياسر عرفات إلى أرض الوطن، وأسس جريدة «الأيام»، التي يرأس تحريرها الآن. تقول المصادر الرئاسية إنه أحد أكثر المشاركين في رسم السياسات منذ أيام الزعيم الراحل ياسر عرفات. ومعروف عن هنية أنه «لا يفشي سرا»، وحتى جريدته لم تنشر يوما عن ما يدور خلف الكواليس. يوصف هنية بأنه صامت وزاهد أيضا في المناصب. وحسب المعلومات، فقد رفض عروضا عدة كما رفض حتى الترشح للجنة المركزية لحركة فتحن ولا يتقاضى أي راتب من السلطة الفلسطينية.

ولكن ما مصدر قوة هنية؟

تقول المصادر إن مصدر قوته كان في الأساس ياسر عرفات، وكان هنية أكثر قربا لأبو عمار من أبو مازن، ويعتبر هنية أحد أصدقاء عرفات، وقد أشركه عرفات في المفاوضات الأكثر مفصلية في تاريخ السلطة آنذاك، مفاوضات كامب ديفيد. معروف بأنه وفيّ جدا لعرفات، وبقي معه وخلفه ويدافع عنه، حتى عندما تقلبت القلوب ضد «الختيار».

أما اليوم، فظل هنية مصدر قوة مهما، ربما بحكم الملف الذي يتعامل معه، وهو ملف العلاقات الفلسطينية - الأميركية، ولطالما طار هنية إلى واشنطن لإجراء مباحثات لم يعرف عنها أحد، سبق بعضها سفر الرئيس الفلسطيني نفسه. وقال مصدر مطلع: «يسافر كثيرا ليومين أو 3 أيام في مهمات لا يعرف عنها أحد شيئا ولا يكتب عنها في وسائل الإعلام». أما العاملون في جريدة «الأيام» معه فإنهم يرون كبار المسؤولين الفلسطينيين وأعضاء في «مركزية فتح» ووزراء ومبعوثين أميركيين وأوروبيين يزورنه باستمرار، ولا أحد ينشر شيئا.

ويعمل حول أبو مازن، مجموعة أخرى من المستشارين لا يستغني عنهم أبدا، ربما أبرز مصطفى أبو الرب، وهو مستشاره الاقتصادي، ويسافر مع الرئيس كثيرا ويساعد في رسم السياسات المالية. وعادل سمارة، وهو مسؤول الشؤون الصينية والدولية. ومجدي الخالدي، وهو مستشار الشؤون الدبلوماسية. وعبد الله الافرنجي، وهو مستشار الشؤون الدولية. وكمال الشرافي، وهو مستشار حقوق الإنسان، والحاج إسماعيل جبر وهو المستشار الأمني.

أما المجلس الاستشاري، فيتكون من مستشارين يكلفهم الرئيس في مجالات الاختصاص المختلفة، مثل مستشار الرئيس لشؤون التنمية والإعمار، ومستشار الرئيس للشؤون الصحية، ومستشاره للشؤون العسكرية، ومستشار الشؤون القانونية، ومستشار شؤون القدس، ومستشار شؤون القضاء والنيابة العامة، ومستشار شؤون منظمة التحرير، ومستشار شؤون المحافظات، ومستشار شؤون الاتصالات والمعلوماتية والتعليم التقني، ومستشار شؤون مقاومة الاستيطان والجدار، والسكرتير العسكري للرئيس، والناطق الإعلامي الرسمي باسم الرئاسة. وكل هؤلاء يتركز عملهم فقط مع الرئيس، وإلى جانبه، وقد يفوقون عددا، مستشاري رؤساء دول قائمة، لكن هذا يبدو منطقيا ما دام على أبو مازن أن يتابع شؤون الناس والاحتلال معا.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,106,937

عدد الزوار: 6,753,083

المتواجدون الآن: 104