عام على "الرصاص المصبوب": أهالي غزة يتذكرون ويخشون عدواناً جديداً

تاريخ الإضافة الإثنين 21 كانون الأول 2009 - 5:30 ص    عدد الزيارات 1018    التعليقات 0

        

غزة ـ ميسرة شعبان

لا يمكن لأهالي قطاع غزة ان ينسوا تاريخ 27 كانون الأول 2008، حين صبت طائرات وسفن ودبابات ومدفعية الجيش الإسرائيلي حممها على منازلهم قاتلة وجارحة الآلاف ومدمرة المنازل وبنى القطاع التحتية، وتاركة جرحا غائرا لا يشفى.
فها هو عام مرير يمر على ذكرى حرب "الرصاص المصبوب" الإسرائيلية على قطاع غزة، ومازالت الآثار النفسية باقية والخوف محدقاً من إمكانية حدوث حرب ثانية كما تهدد بعض الصحف الاسرائيلية.
وفي ذكرى الحرب، تباينت آراء ومواقف الغزيين مع اقتراب ذكرى الحرب الأليمة على قطاع غزة وخصوصا بعد التلويح الإسرائيلي الأخير بشن حرب جديدة على القطاع، فقد أخذ الكثير منهم تلك التهديدات على محمل الجد وتوقعوا شن حرب أكثر ضراوة، في حين اعتبر آخرون أن هذا التهديد مجرد حرب نفسية هدفها إثارة مخاوف الغزيين وإفقادهم الشعور بالأمان.
وكان رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي غابي أشكنازي هدد بشن حرب إسرائيلية أخرى على قطاع غزة في "حال استدعت الضرورة لوقف إطلاق الصواريخ على المستوطنات المحاذية للقطاع".
وبدا سكان مناطق التماس خصوصا من يقطنون قرب الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي المصرية وقطاع غزة أكثر المواطنين خوفا مع اقتراب ذكرى الحرب وتزايد التهديدات الإسرائيلية، لا سيما وأن ذكريات الحرب الأخيرة لا زالت عالقة في أذهانهم.
ودعا المواطن محمد قشطة إلى عدم الاستخفاف بالتهديدات الإسرائيلية الأخيرة، خصوصا وأن تهديدات مماثلة استبقت الحرب الماضية. وأشار إلى أن مجرد التفكير في حرب جديدة يثير مخاوفه، متوقعا أن تكون في حال وقوعها أشد شراسة من سابقتها. ولفت إلى أنه سيضطر لمغادرة منزله القريب من مجمع الأنفاق مع إطلاق أول قذيفة إسرائيلية لحماية أبنائه، متمنيا أن لا يحدث ما يخشاه.
وترى المواطنة منى عبد الكريم أن إسرائيل تشعر بأنها دولة فوق القانون، وهي في الوقت ذاته تمتلك قوة عسكرية هائلة تمكنها من توجيه ضربة قوية لقطاع غزة واحتلاله في وقت قصير. ولم تستبعد أن تقوم إسرائيل بشن حرب على غزة خاصة في ظل تصريحات وتهديدات قادة الاحتلال، كما أن الكتاب الأخير الذي نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية على لسان حاخامات إسرائيليين الذين حللوا سفك دماء العرب، ربما يكون تمهيدا وتهيئة للجنود لتلك الحرب.
وشددت عبد الكريم على ضرورة أن يأخذ الفلسطينيون الدروس والعبر من التجارب السابقة، داعية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة لمواجهة أي تهديد أو تحد جديد. كما طالبت باتخاذ الاحتياطات اللازمة بما في ذلك الاحتياطات الطبية والغذائية والإعلامية، مطالبة الإعلاميين بالابتعاد عن الحزبية.
لكن المحلل السياسي أيمن يوسف استبعد أن تشن إسرائيل هجوماً على غزة في القريب العاجل أو المدى المتوسط، وقال: "يمكن أن يحدث ذلك مستقبلاً إذا استمر الوضع على حاله من انسداد الأفق السياسي وإذا فشلت إسرائيل في استرداد جلعاد شليط فمن المحتمل أن تقوم إسرائيل بمغامرة عسكرية من أجل أن تسوق للرأي العام أن لديها نوعا من الانتصار".
ويعتبر المواطن خالد عبد الله أن التهديدات الإسرائيلية الأخيرة "زوبعة في فنجان"، موضحا أنها بدأت تطلق بعد أزمة تقرير غولدستون لتثبت إسرائيل أن التقرير وما جاء فيه لا يعنيها، وهي على استعداد لشن حرب أكثر ضراوة.
وبيّن عبد الله أن "شن حرب جديدة أمر مستبعد كليا خاصة خلال الفترة المقبلة، وتزايد التحديات والمشاكل أمام حكومة نتنياهو"، مؤكدا أن الأخير يعتبر من أكثر رؤساء وزراء إسرائيل خوفا من الحروب وشنها وتاريخه يثبت ذلك.
ويشارك المواطن محمود جمعة سلفه الرأي، مؤكدا أن التهديدات الأخيرة "ما هي إلا محاولة لإخافة الغزيين وطمأنة الشارع الإسرائيلي بقدرة الجيش على وقف أي تهديد يتعرض له الإسرائيليون".
ويرى جمعة أن "التهديدات ما هي إلا رسالة لحركة حماس مفادها أن الحرب الماضية لن تكون الأخيرة، وأن شن حرب جديدة ضد الحركة أمر وارد، وهذا يبقي على حالة الترقب والحذر في صفوف الحركة وجناحها العسكري، ويمنعها من تنفيذ الكثير من الأنشطة التي يمكن أن تنفذ خلال فترات التهدئة، كإجراء تدريبات أو ما شابه".
وأعلنت وزارة الصحة في حكومة غزة أنها مستعدة "لمواجهة أي طارئ أو أزمة في حال شنت إسرائيل أية حرب جديدة، خاصة بعد التصريحات والتهديدات الأخيرة".
وقال وكيل الوزارة في الحكومة المقالة حسن خلف: "لدينا استعدادات لمواجهة أية حرب جديدة على القطاع، وقد وضعنا خطة طوارئ إستراتيجية متكاملة".
وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي شنت عملية "الرصاص المصبوب" الدموية على قطاع غزة في 27 كانون الأول (ديسمبر) 2008 واستمرت 23 يوما حتى 16 كانون الثاني (يناير) 2009، حاصدة أرواح نحو 1450 شهيدا و5 الاف جريج بالإضافة إلى هدم آلاف المنازل والمنشآت الصناعية والتجارية وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين.
وقد عانى المواطنون في غزة من آثار نفسية بعد انتهاء الحرب، حيث احتاج ما يقارب من 1.5 مليون مواطن غزي إلى دعم نفسي للتخلص من آثار هذه الحرب.
 

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,428,044

عدد الزوار: 7,028,338

المتواجدون الآن: 79