قصة موت صنعتها طهران بحق "فلسطينيي العراق"

تاريخ الإضافة الأحد 20 كانون الأول 2009 - 10:24 ص    عدد الزيارات 989    التعليقات 0

        

ميليشيات إيران تصف الفلسطينيين بالبعثيين والخونة
\"\"
متطوعون لدى زيارتهم المخيم

التنف (الحدود السورية العراقية): ياسر باعامر

على بعد 4 ساعات من العاصمة السورية دمشق، يقبع مخيم "التنف" الصحراوي، والذي يسميه بعض مسؤولي المخيم والمراقبين الدوليين، بمخيم "المــوت البطيء"، حيث تقطنه أعداد من الجالية الفلسطينية في العـراق، والذين شردتهم مليشيا إيـران ومخابراتها، بفعل القتل والتهجير القسري والطائفي من منازلهـم في العراق، بحجة أنهم دعموا نظـام الرئيس السابق صدام حسـين، أو بتهمة المساهمة في تغيير التركيبـة السكانية لصالح سنة العراق. الأمر الذي جعل ما يقارب 45 ألف لاجيء فلسطيني بأرض الرافدين، يقعون ضحية لتلك المليشيات التي تدار عن طريق المخابرات الإيرانية المعروفة بـ(فافاك).

أثر الاحتلال الأمريكي
ماهر حجازي، المسؤول الإعلامي لرابطة فلسطينيي العراق، يروي هذه المعاناة، موضحا أنه بعد الاحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003، تعرض اللاجئون الفلسطينيون إلى عمليات تهجير قسري، اتسمت بالقتل والاختطاف والاعتقال والتعذيب حتى الموت، ومصادرة ممتلكاتهم من منازل، وسيارات، ومحال تجارية، مضيفا أن هذه الأحداث المروعة أدت إلى هروب الآلاف من الفلسطينيين بعيداً عن أماكن إقامتهم.
آخر إحصائية متوفرة للعام 2007، تشير إلى أن 200 فلسطيني تم قتلهم في العراق. مما أدى برأي ماهر حجازي إلى هروب عدد كبير منهم، ولم يتبقَ في العراق إلا قرابة 15 ألف لاجئ فقط.
وتدعي بعض الأوساط المطلعة على الساحة العراقية الداخلية، أن المليشيات المدعومة إيرانياً كفيلق بدر (التابع للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق)، وجيش المهدي (التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر)، نفذت عمليات اغتيال لعدد من قادة المقاومة الفلسطينية الذين عاشوا في العراق إبان حكم الرئيس المخلوع صدام حسين، محسوبة، لصالح الموساد الإسرائيلي، بحسب زعم تلك الأوساط.
ووصف المتحدث الرسمي باسـم جيـش المهـدي، أكد لصحيفـة "ذي تلجراف" البريطانية في 21 يـناير 2007، "أن الفلسطيـنيـين مأجورون لصدام حسين، وأنهـم نفذوا عمليات قتل استهدفت الشيعة، وأنهم متعاونون مع القاعدة، وعليهم أن يدفعوا الثمن الآن".

التنف.. شكل آخر للموت
ويتوزع اللاجئون الفلسطينيون على أربعة مخيمات، اثنان منها على الحدود السورية العراقية، وهي "الوليد" و"التنف"، والثالث داخل سوريا في الشمال الشرقي منها، ويحمل اسم "الهول"، فيما الرابع "الرويشد"، يقع داخل الصحراء الأردنية، إلا أنه تفكك بعد أن تم ترحيل غالبيه قاطنيه إلى كندا والبرازيل.
وبين المخيمات الأربعة، يعد "التنف" الأسوأ سمعة، والأقل إمكانية، حيث يعاني ساكنوه ظروفاً معيشية صعبة، وشح في الخدمات الصحية والتعليمية، فضلا عن جغرافيته ومناخه الحار، حيث يقع في بيئة صحراوية وعرة، تنتشر فيها الحشرات والزواحف القاتلة، وترتفع فيها درجات الحرارة صيفاً، وتنخفض شتاءً، حيث البرد القارس والسيول الجارفة.
وتعود قصة إنشاء مخيم "التنف" إلى مايو 2006، عندما أقدم قرابة 30 لاجئا فلسطينيا، على الرحيل باتجاه مخيم "الهول" داخل الأراضي السورية، إلا أنهم منعوا من ذلك، بحسب "التقرير الاستراتيجي لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات".
ويضيف التقرير، أنهم بقوا في المنطقة الحدوديـة في العـراء أيـام عدة، إلى أن أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إقامة "التنف".
إلا أن العدد أخذ في الازدياد تاليا، حتى بلغ أكثر من 800 لاجيء، ليعود تاليا ويتقلص، ليصل إلى 660 لاجئاً، نتيجة ترحيل العديد من أفراده إلى دول أوروبا، وأمريكا اللاتينية.
تحذيرات من التوطين
المدير العام لتجمع العودة الفلسطيني (واجب) طارق حمود، حذر في تصريح لـ(الوطن)، من عملية ترحيل منظمة لفلسطيني العراق، تجري في الخفاء بغرض توطينهم وإسقاط حق العودة عنهم، مضيفاً أن أكثر من 63 لاجئاً فلسطينياً من مخيم "التنف" تم توطينهم في إيطاليا في نوفمبر الماضي.
وبثت وكالة الأنباء اليهودية الدولية في 8 يوليو 2009، أن الولايات المتحدة الأمريكية تقود أكبر عملية توطين منظمة في تاريخها لفلسطينيي العراق، البالغ عددهم 1350 لاجئاً ولاجئة، على رأسهم الأمين العام لجبهة التحرير العربية ركاد سالم أبو محمود.

أوضاع مأساوية
و يعيش أهل المخيم أوضاعاً مأساوية صعبة، ففي الجانب المعيشي والخدماتي، يعانون من نقص كبير في المواد الغذائية، وأحياناً تقدم لهم معلبات فاسدة أدت إلى تسمم الكثير منهم. إذ يعيش اللاجئون في الخيام التي لا تقي حر الصيف وبرد الشتاء، وقد قسموها إلى غرفة استقبال وأخرى للنوم وحمام ومطبخ، لا تقدم لهم مساعدات مالية من قبل المفوضية، وهذا يجبر اللاجئين على بيع حصتهم التموينية لشراء ما ينقصهم. ويواجه اللاجئين نقص في كميات الوقود المستخدمة للتدفئة شتاء، مما يدفعهم إلى تسول الوقود من الشاحنات العابرة، عبر الطريق الدولية بين بغداد ودمشق، والتي أدت في إحدى المرات إلى وفاة طفل دهساً.
كما يعاني المخيم من عدم وجود مطافئ حريق تسد حاجة المخيم بأكمله، حيث يستخدمون الأتربة والمياه لإطفاء الحرائق التي نشبت أكثر من مرة، تقدر بـ(6) مرات أدت في إحداها إلى احتراق خيمة لاجئة فلسطينية، حيث تفحمت جثتها وهي حامل ولها طفل عمره ثلاثة شهور.

حالات تفتقد للرعاية
لم تجد اللاجئة الفلسطينية سعاد عبد المحمود (70 عاماً) عناية صحية متكاملة في المخيم، مما أدى إلى وفاتها بعد إصابتها بسرطان النخاع الشوكي وشل أطرافها الأربعة.
ويعاني مستوصف المخيم (خيمتان مجهزتان بتجهيزات بسيطة ويشرف عليه الهلال الأحمر الفلسطيني) من نقص حاد في المعدات الطبية وأجهزة الفحص والتحليل، مما يستدعي نقل الحالات المعقدة إلى مستشفى فلسطين بدمشق.
يعد الملف الصحي الهم الأكبر لدى اللاجئين، حيث تنتشر أمراض الكلى، وفقدان الذاكرة، والبواسير والحالات النفسية المعقدة عند الكبار والصغار، وأمراض فقر الدم، وحالات إجهاض الحوامل، وأمراض العيون خاصة عند الكبار. وشهد المخيم بحسب موقع "فلسطينيو العراق" حالات وفيات عدة بين اللاجئين من مختلف الأعمار نتيجة سوء الأحوال الصحية والمعيشية.

تعليم من تحت الركام
رغم تلك الأوضاع المريعة للاجئين، إلا أنهم استطاعوا بناء مدرسة لتعليم أبنائهم، وهي عبارة عن ستة صفوف من الخيام وفسحة كبيرة، يدرس فيها أساتذة من المخيم مقابل مرتب تدفعه لهم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وتقتصر الدراسة فيها على المرحلتين الابتدائية والمتوسطة وفق المنهاج السوري، كما توجد في المخيم خيام خصصت لتكون حضانة ورياض أطفال وفق الإمكانيات المحدودة.

فلسطينيون في العراق
أوضاع صعبة، تعود جذورها لتاريخ مضى، وتحديدا إلى زمن نكبة 1948، إبان احتلال فلسطين،
حيث هجر أكثر من 800000 لاجئ قراهم ومدنهم، كان من نصيب العراق حينها، 4300 لاجئ، تكفلت برعايتهم وزارة الدفاع العراقية بداية، بعدما رفضت السلطات العراقية إدراجهم ضمن سجلات وكالة غوث اللاجئين، وأنشأت بدورها السلطات حينها، "مديرية شؤون اللاجئين الفلسطينيين في العراق" والتي عرفت اللاجئ الفلسطيني بأنه "الإنسان الذي هاجر من بلده المحتل عام 1948، ودخل العراق وأقام فيه قبل 25 سبتمبر 1958".
إلا أن رعاية السلطة العراقية لضيوفها القادمين من أرض فلسطين، بقدر ما أفادهم في جوانب، ألحق بهم الضرر كذلك، حيث يرى الصحفي ماهر حجازي بأن جعل الفلسطينيين تحت رعاية الحكومة العراقية أدى إلى خضوعهم إلى التقلبات السياسية التي سادت العراق في فترة ما قبل الاحتلال الأمريكي.
كما أن تحديد اللاجئ بالفترة الواقعة ما بين 1948 – 1958، أدى إلى استثناء الفلسطينيين الذين قدموا إلى العراق بعد هذه الفترة من سجلات الحكومة العراقية، بالإضافة إلى عدد كبير من الفلسطينيين الذين قدموا من الكويت إبان حرب الخليج الثانية 1991.

اللاجئون ومخيماتهم
يتوزع اللاجئون الفلسطينيون على أربعة مخيمات:
• "الوليد" و"التنف": على الحدود السورية العراقية.
• "الهول": داخل سوريا في الشمال الشرقي منها.
• "الرويشد": داخل الصحراء الأردنية. تم ترحيل غالبية قاطنيه إلى كندا والبرازيل.

فلسطينيو العراق
•عام 1948هُجر أكثر من ثمانمئة ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم.
• العراق استقبل حينها، 4300 لاجئ.
•رفض إدراجهم ضمن سجلات "الوكالة الدولية لغوث اللاجئين".
•أنشئت "مديرية شؤون اللاجئين الفلسطينيين في العراق".
•المديرية عرفت اللاجئ الفلسطيني بأنه: "الإنسان الذي هاجر من بلده المحتل عام 1948، ودخل العراق وأقام فيه قبل 25 سبتمبر 1958".
•ورد في إحصائية لعام 2007، أن 200 فلسطيني قتلوا في العراق.
 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,791,183

عدد الزوار: 6,915,173

المتواجدون الآن: 116