سكان البلدة القديمة في الخليل.. حياتهم جحيم بسبب مستوطنة "كريات أربع"

تاريخ الإضافة الأربعاء 25 تشرين الثاني 2009 - 7:25 ص    عدد الزيارات 1270    التعليقات 0

        

 

 
أصبحت حياة سكان البلدة القديمة في الخليل بجوار مستوطنة "كريات أربع" لا تطاق في ظل التضييق المتواصل ومنع البناء ومنع حرية الحركة والسكن، واستمرار اعتداءات المستوطنين بحماية الجيش الاسرائيلي وإلقاء الحجارة عليهم.
بينما حذر مختصون ومسؤولون فلسطينيون من وجود أطماع للاستيلاء على مزيد من الأراضى وبيوت الفلسطينيين في تلك المنطقة لتهويدها.
ويعتبر طريق وادي النصارى محل أطماع احتلالية مستمرة، فقد سبق وتم شق طريق بالقوة وفق أوامر عسكرية وهدم عدد من البنايات التاريخية المبنية قبل الاحتلال بهدف تأمين حركة المستوطنين في مستوطنة "كريات أربع" على حساب المواطنين الفلسطينيين.
ويقول محافظ الخليل حسين الأعرج إن تحركات المستوطنين تأكيد على سياسة الاستيطان التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية لتهويد مدينة الخليل، محذرا من خطورة الوضع بالمدينة.
وأكد الاعرج أنه في الوقت الذي أقرت فيه محكمة العدل العليا الإسرائيلية إخلاء بيت الرجبي، توافد آلاف المستوطنين لتعزيزه "وهذه مسؤولية الحكومة الإسرائيلية التي عليها أن تنفذ الإخلاء". وشدد على أن الوضع أصبح لا يحتمل نتيجة اعتداءات المستوطنين على المواطنين وممتلكاتهم ومقدساتهم، مشيرا إلى أن المنطقة تقع خارج السيطرة الفلسطينية، ومع ذلك تعمل السلطة الفلسطينية على توفير كل ما يمكن لتعزيز وجود المواطنين هناك، وتجري اتصالاتها مع الجانب الإسرائيلي لتحميله مسؤولية ما يجري وضرورة كبح جماح المستوطنين.
ويقدر خبير الاستيطان والأراضي عبدالهادي حنتش عدد العائلات الفلسطينية المتضررة بشكل مباشر وكبير قرب شارع وادي النصارى بنحو 40 عائلة، مشيرا الى ان المستوطنين يعتبرون أنفسهم أقوى من حكومتهم.
ويؤكد خبير الاستيطان أن حياة السكان تحولت إلى جحيم فى ظل التضييق المتواصل والمنع من البناء ومنع حرية الحركة والسكن واستمرار اعتداءات المستوطنين بحماية الجيش وإلقاء الحجارة والقاذورات عليهم.
ويقول أمجد الرجبي، وهو من سكان منطقة جبل جوهر شرق البلدة القديمة من الخليل، إن حياة السكان على طرفى الشارع قاسية جدا، موضحا أنهم يمنعون من اجتياز الشارع بسياراتهم طوال الوقت وأحيانا على الأقدام.
ويشير إلى أن الراغبين في الذهاب بسياراتهم من أحد جانبي الشارع إلى الجانب الآخر يضطرون لسلوك طريق بطول عشرة كيلومترات في الوقت الذي تمنع قوات الاحتلال البناء على طرفي الشارع.
يضيف الرجبي أن أعياد المستوطنين تعني تجدد الاعتداءات على السكان من قبل المستوطنين بالبؤر الاستيطانية الأربع فى قلب المدينة، ومن قبل مستوطني "كريات أربع" التي تحولت إلى مدينة يهودية في قلب مدينة الخليل.
وكان من الصعب أن تخرج مجزرة المسجد الإبراهيمي الذي قام بها المستوطن غولدشتاين من الذاكرة الفلسطينية، حيث لم تزل أحداثها ماثلة للعيان، لقد كانت مجزرة رهيبة خطط لها ونفذت بدقة متناهية.
وبعد المجزرة، تعطلت الحياة الفلسطينية العامة في العديد من الأحياء والأسواق القديمة ومنها سوق الحسبة، الذي استولى عليه المستوطنون كليا، والسوق القديم (العتيق) وسوق القزازين وخان شاهين وشارع السهلة والشهداء وشارع الأخوان المسلمين وشارع الشلالة القديم الذي يحتوي على السوق الأهم في المدينة وشارع الشلالة الجديد وسوق اللبن وطلعة الكرنتينا وغيرها.
وهناك حالة إرباك شديد في المدارس الفلسطينية التي تقع داخل البلدة القديمة في الخليل، والتي يصل تعدادها إلى أكثر من 30، حيث يتم تعطيل الدراسة فيها خلال الأحداث التي تشهدها المدينة وخلال أعمال العنف التي يقوم بها المستوطنون وخلال عمليات فرض نظام منع التجول. وتمنع سلطات الاحتلال وصول المدرسين خلال تلك الأحداث وتعتدي على عدد غير قليل منهم حتى خلال الأيام التى تتسم بالهدوء.
وخلال السنوات الماضية، عمل المستوطنون، الذين تدعمهم جمعيات صهيونية خارج فلسطين المحتلة وداخلها، على خلق واقع ما يسمى "التواصل الإقليمي" بين البؤر الاستيطانية ومستوطنة (كريات أربع)، حيث لا يستطيع المواطن الفلسطينى استخدام هذه الشوارع والأسواق لقضاء مهماته وحاجياته كما كان سابقا.
كما تمنع سلطات الاحتلال المصلين من التوجه لأداء الصلاة فى أكثر من 20 مسجدا بالبلدة القديمة أثناء عمليات الإغلاق، فيما تم إغلاق عدد منها إغلاقا تاما كما حدث مع مسجد الأقطاب داخل السوق القديم.
وأصبح هناك عداء شخصي بين الفلسطينيين والمستوطنين في البلدة القديمة في الخليل. فالفلسطيني الذي أغلق محله التجاري أو هدم منزله أو أصيب في اعتداءات المستوطنين، يعرف من هو المستوطن الذي فعل ذلك به بسبب قلة عدد المستوطنين وكثرة اعتداءاتهم حتى أصبحت وجوههم مألوفة لدى الفلسطينيين. اذ ان عدد المستوطنين في الخليل لا يتعدى 400 بينما يبلغ عدد الفلسطينيين فى البلدة القديمة والأحياء المحيطة بها أكثر من 160 ألفا.
ويقوم المستوطنون خلال حالات الإغلاق للبلدة بإحراق المحال التجارية وأحيانا نهبها، وإذا ساد شيء من الهدوء وفتح الفلسطينيون أبواب محلاتهم يقوم المستوطنون والجيش بأعمال استفزاز واعتقال لمن يدخلون إلى البلدة القديمة بهدف التسوق أو التجول.

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,619,155

عدد الزوار: 7,035,464

المتواجدون الآن: 61