معاناة أهالي غزة تتجدد مع اقتراب موسم الشتاء

تاريخ الإضافة الجمعة 30 تشرين الأول 2009 - 6:11 ص    عدد الزيارات 1363    التعليقات 0

        

غزة ـ ميسرة شعبان

سيطرت على أهالي قطاع غزة مشاعر مختلطة ما بين الفرح والقلق في وقت واحد، عندما هطلت أمس ألامطار الغزيرة. ففي حين توحي تلك الامطار بالخير والتفاؤل للمواطنين والمزارعين من جانب، إلا أنها تسبب الحيرة والمأساة لأصحاب البيوت المتضررة ومن يسكنون في الخيام، اضافة الى أن مدارس القطاع بحاجة إلى أبواب ونوافذ، وأسطحها مشققة لن تصلح للتدريس خلال فصل الشتاء.
فقد تسلل الخوف والقلق الى قلوب المواطنين، الذين فقدوا منازلهم، على أسرهم التي شردت بفعل تدمير منازلهم في الحرب الاسرائيلية التي استمرت ثلاثة اسابيع من 27 كانون الاول (ديسمبر) الى 18كانون الثاني (يناير) الماضي من قصف وتجريف. في حين لا يزال الأمل يراود العديد من المتضررين وسكان الخيام بحصولهم على مساكن مؤقتة (كرفانات) قبل أن يدركهم فصل الشتاء بأمطاره الغزيرة وبرده القارس ورياحه الهوجاء.
وبحسب تقديرات جهاز الإحصاء الفلسطيني وصل عدد المنازل المدمرة خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع ما يقارب من عشرين ألف منزل منها 4100 منزل دمر بشكل كلي، فيما بلغ عدد المنازل التي تعرضت لأضرار جزئية 17000 منزل، فضلاً عن تدمير العشرات من المساجد والمقرات الأمنية والمستشفيات والمدارس.
ويقول المواطن عرفات السموني (48عاماً)، وهو متزوج من سيدتين ولديه خمسة أبناء إضافة إلى أنه يرعى أبناء أخيه الشهيد والبالغ عددهم ثمانية: "مضى على تشردنا ثمانية شهور ونحن على حالنا لم يتغير شيء، كل الجهات قدمت لنا وعوداً بإعادة إعمار بيوتنا لكننا لم نر أي فعل على أرض الواقع، وما قدمته لنا الحكومة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، من مساعدات مالية تدبرنا به أمورنا في التسعة أشهر الماضية فلم يعد لدينا أي مصدر دخل".
عرفات اشترى عدداً من الأحجار ومن ألواح (الزينكو) المستعملة وقام ببناء غرفتين على أنقاض منزله المدمر، مبدياً خشيته من أن لا يصمد هذا البيت في وجه الأمطار والعواصف في فصل الشتاء، معرباً عن أمله في الحصول على مسكن مؤقت ليقضي فصل الشتاء فيه.
بينما لم يجد محمد عبيد، الذي يقطن شرق عزبة عبد ربه شمال غزة، ما يضع ملابسه وملابس أسرته فيه سوى أكياس كان يستخدمها لتخزين أعلاف مواشيه التي أبادها الاحتلال.
لكن عبيد ليس الوحيد الذي أجبر على هذا الخيار، فهو ليس سوى نموذج واحد من بين آلاف المواطنين المهدمة بيوتهم بسبب همجية الاحتلال، والذين تتجدد معاناتهم عند قدوم الشتاء، وفي ظل حصار إسرائيلي جعل من إعادة بناء منازلهم أمراً شبه مستحيل بسبب نقص مواد البناء، كما قنن الحلول المتاحة أمامهم إلى حلين اثنين لا ثالث لهما تقريبا: الإيجار أو خيام "النايلون".
أضاف عبيد "سنستقبل فصل الشتاء الماطر خلال شهرين، ولا نملك أي استعدادات له، بل إننا لا نملك مكانا نعيش فيه سوى هذا الكوخ، وكل ما يمكننا فعله هو لف المكان بـ "النايلون" ليحمينا من زخات المطر... وها أن استيقظت من الصباح الباكر أحاول رفع المياه التي تكومت في البيت بفعل الأمطار التي هطلت اليوم".
حال أسرة رائد العثامنة ليس أفضل كثيراً من عائلة عبيد، فقد هدم الاحتلال منزل العائلة الكبير، الذي كان يحتوي شقته وشقق إخوته ووالديه، ليتشتت شمل أفراد الأسرة بعيداً عن بعضهم، ولترسم بذلك معالم مأساة جديدة لا يدري أي منهم متى ستنتهي.
يقول العثامنة: "بعد أن قصفت منازلنا سكنت في منزل والد زوجتي أنا وأطفالي الثمانية، أما أشقائي فتفرقوا ما بين منزل مؤجر وآخر لقريب من العائلة أو صديق، باستثناء شقيقي الأكبر الذي يسكن هو وأطفاله في إحدى الحاويات (كارافان)، أما والداي فيقيمان في خيمة نصبوها على أنقاض منزلنا الأصلي".
وأشار إلى أن وضع أسرته "مأسوي للغاية"، فهم لا يمتلكون دخلا ماديا يمكِّنهم بناء منزل جديد أو حتى دفع إيجار لبيت يؤويهم، كما أن المساعدات التي تلقوها كانت لتوفير الاحتياجات الضرورية بعد أن قصفت منازلهم واندثر كل ما يملكونه تحت الركام.
ولم تتوقف المعاناة عند المنازل المتضررة فحسب، بل يستعد طلاب المدارس لخوض معارك مقبلة مع البرد وامطار الشتاء، فالعديد من المدارس لا نوافذ ولا أبواب وأسقف مشققة.
وأكد الناطق باسم وزارة التعليم في حكومة غزة خالد راضي "إن أضرارا لحقت بأكثر من 170 مدرسة في الحرب الأخيرة ولم يتم إصلاحها بعد"، مضيفاً بـ"أن حجم الضرر يجعل هذه المدارس غير ملائمة لمواجهة الشتاء وإن آلاف الطلاب سيضطرون للدراسة في حجرات من دون كهرباء معتمة أو تدفئة".
من جهته، قال مستشار الاونروا في غزة عدنان ابو حسنة "أن الوكالة استطاعت الحصول على مواد من السوق المحلية لإصلاح معظم المدارس الخمسين، التي لحقت بها أضرار من جراء القصف بالقنابل والمدفعية لكن بعضها لا يزال بحاجة الى زجاج واسمنت وحديد".
يشار إلى أن جهات دولية وعربية وعدت بتقديم، ما قيمته خمسون مليون دولار في مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة، والذي عقد في مدينة شرم الشيخ المصرية في الثالث من آذار (مارس) الماضي بحضور الرئيس الفلسطيني (المنتهية ولايته) محمود عباس لم يصل قطاع غزة منها شيء حتى الآن.
وتفرض (إسرائيل) حصاراً مشدداً على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاثة أعوام وتمنع دخول معدات ومواد البناء والمتطلبات الأساسية، التي يحتاجها المواطن الفلسطيني.
 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,070,403

عدد الزوار: 6,751,301

المتواجدون الآن: 107