إيران: تخصيب النظام...!

تاريخ الإضافة الأحد 5 كانون الثاني 2014 - 7:58 ص    عدد الزيارات 487    التعليقات 0

        

 

إيران: تخصيب النظام...!
عبد الرحمن عبد المولى الصلح
الاتفاق الأولي للدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية مع النظام الإيراني حول الملف النووي يندرج ضمن المثل القائل: ليس هناك في السياسة صداقات دائمة ولا عداوات دائمة، هنالك مصالح دائمة. ومع تسليمنا بأنّ هذه المعادلة تم تطبيقها منذ بدأت الصراعات بين الشعوب، فلا يمكن للمرء إلاّ أن يتحسّر على تغييب الجانب الأخلاقي من تلك المعادلة، والتي عادة ما تدفع ثمنها الشعوب الأخرى. والسؤال: هل يكون الإتفاق، لحسابنا أم على حسابنا نحن اللبنانيين، وغيرنا من العرب بمن فيهم السوريون الذين يصح أن يطلق عليهم "المعذبون في الأرض" عنوان رواية طه حسين! ويا حسرتي على جماهير الممانعة والمقاومة التي كانت تُطلِقْ الصيحات المدوّية ضد أميركا، في وقت كان ممثلو، وليّ الفقيه - يجتمعون سرّاً - مع مندوبي الشيطان الأكبر، منذ ثمانية أشهر، وفي مسقط، كما أشارت أخيراً صحيفة "اللوموند" الفرنسية! علماً انّ رئيس بلدية طهران، أمَرَ، عند بداية عقد المفاوضات العلنية، بإزالة اللافتات المعادية لأميركا. ولا عجب أن يسري الأمر نفسه على الضاحية الجنوبية... لبيروت طبعاً! فالشعار المعهود "الموت لأميركا" قد يُستبدل بالتحية لها. ولا عجب إذذاك، إذا اُستُقبل السفير الأميركي في بيروت في الضاحية الجنوبية بالأحضان! الإعلام الإيراني في الداخل، والموالي له في بيروت أعطى الانطباع وكأنّ الولايات المتحدة الأميركية هي التي رضخت لإيران وليس العكس. "حزب الله" وفي سياق سياسة المكابرة التي ينتهجها، وصف الإتفاق بأنّه "انتصار نموذجي" و"إنجاز عالمي..." ("النهار" 26/11/2013) وكاد ينقص أن يصفه بالانتصار الإلهي! أما إذا سأل أحدهم عن مصير الشعارات المعادية لأميركا والتي طالما حض "حزب الله" مناصريه على رفعها، فالجواب: استُبدل الشيطان الأكبر، بعدوٍ جديد هو "التكفيريين"، والواجب أن نحاربهم حتى في سوريا. والله معنا وكذلك أميركا، فالتكفيريون أيضاً أعداؤها!
"الوفاق" الأميركي الإيراني ليس بالجديد. تُرجم عام 2003 بالاجتياح الأميركي لبغداد بالتعاون الضمني مع طهران، وتمظهر أيضاً من خلال "التنسيق" لضمان الانسحاب الأميركي من العراق. وقبل ذلك، لم تتردّد الولايات المتحدة الأميركية بتدبير صفقة الأسلحة الإسرائيلية للنظام الإيراني أبان الحرب الإيرانية العراقية، والذي دفع ثمنها مستشار الامن القومي مكفرلين، علماً أنّ أميركا كانت تزود النظام العراقي الأسلحة والمعلومات الإستخبارية.
وللتذكير فقط، فإن الولايات المتحدة الاميركية، بناءً على نظرية زبيغنيو بريزينسكي مستشار الأمن القومي خلال ولاية الرئيس كارتر، القاضية بإنشاء حزام أخضر ديني حول الاتحاد السوفياتي أبان الحرب الباردة عام 1978 بهدف زعزعته، هي التي شجّعت ورعت تثبيت نظام الخميني، والذي أحاطته فرنسا برعاية خاصة، وكرّست قنواتها الإعلاميّة لبث أفكاره. وتتّمة القصة معروفة، لا داعٍ لذكرها منعاً للتكرار.
إذا كان الجدال دائراً حول درجة تخصيب اليورانيوم، فممّا لا شك فيه، أنّ الاتفاق الأخير سوف يُساهم في تخصيب النظام الذي أثار القلاقل في المنطقة بهدف توسيع نفوذه، وترسيخ هيبته، حتى على حساب الوحدة الإسلامية. عُدت من زيارتي إحدى الدول الخليجية، قابلت خلالها أحد المسؤولين السابقين عن الملف الامني في بلاده. قال لي: لا ثقة بالإيرانيين. لن يتوانوا عن التخصيب النووي ولا حتى عن التدخل في شؤون دول المنطقة. وحين سألته عن الحل، قال لي أنّ لا حلّ إلاّ بتغيير النظام من الداخل! ولعلّه كان صائباً في قوله، اللهم، إلاّ إذا امتنع النظام الحالي، بالكف عن جعل العرب الشيعة حزباً تابعاً له والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، واستغلال القضية الفلسطينية لمآربه الخاصة. الحق، أنّه لا يمكن إطلاقاً إلغاء الدور الإيراني في المنطقة. الشيعية السياسية في إيران عاجلاً أم آجلاً الى خفوت، لكنّ الشيعة بتراثهم الفكري والفقهي سوف يبقون. وما نأمله، وقد يكون ذلك طوباوياً، أن تغدو إيران عنواناً للتكامل والتعاضد مع الدول العربية. لنتخيل اقتصاداً إيرانياً يتناغم ويتكامل ليس مع اقتصاد العرب فحسب، بل ايضاً مع اقتصاد الاتراك كم سيبدو قوياً، بل الأقوى بين كل اقتصادات العالم، وقد يبدو آنذاك، النمر الصيني هزيلاً مقارنة به. ولعلّ هذا التعاون الاقتصادي الوثيق يؤدي الى تخفيف الصراع المذهبي ليس بإيجاد شبه توازن عددي بين السنة والشيعة، بل من خلال الرخاء الاقتصادي المنتظر أن يعم ويطاول أوسع الشرائح الإجتماعية.

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,553,583

عدد الزوار: 7,033,069

المتواجدون الآن: 78