ساعة طهران النووية بحاجة لالتهام الكثير من الوقت بعد

تاريخ الإضافة الأحد 18 تشرين الأول 2009 - 7:14 ص    عدد الزيارات 1127    التعليقات 0

        


بقلم: ديفيد إغناطيوس : في الثامن من هذا الشهر نشرت مجلة «اسبوع النوويات» مقالا ذكر ان اليورانيوم المخصب في ايران يحتوي على شوائب معينة يمكن ان تصيب اجهزة الطرد المركزي بالخلل اذا ما حاول الايرانيون تخصيب هذا اليورانيوم الى المستوى المطلوب لاستخدامه في صنع السلاح النووي.

لا شك ان هذا الكشف ينطوي اذا كان صحيحا على اهمية بالغة يمكن ان تغير بالكامل طريقة التعامل مع ملف ايران النووي. ذلك ان معظم الـ 1500 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بدرجة منخفضة، الذي وافقت ايران في محادثات جنيف على ارساله الى الخارج من اجل المزيد من التخصيب، لم يمكن بالضبط من المستوى المطلوب بسبب ما لحق به من شوائب.

لذا، لم يكن هناك خيار امام ايران سوى ان تسعى للحصول على المساعدة الاجنبية في عملية التخصيب لسبب بسيط هو ان اجهزة الطرد المركزي التي لديها لا تعمل.

اذ يقول مارك هييز مراسل مجلة «اسبوع النوويات» ان تلك الشوائب التي هي مركبات «ميتاليك فلورايد» تتدخل في عملية التخصيب المركزي التي تتم في منشأة نطنز.

اعود واقول اذا كان هذا التقرير صحيحا، يكون برنامج ايران النووي عندئذ في حالة اسوأ بكثير مما كان معتقدا. اذ ان الوقود الملوث هذا، الذي انتجته ايران حتى الآن، هو بلا اية فائدة لعملية صنع السلاح النووي مما يعني ان على طهران ان تعود الى البداية، وتنتج يورانيوم مخصبا خاليا من الشوائب اذا ارادت صنع مثل ذلك السلاح.

اذا، على الغرب الاستفادة من هذه المشكلة الى اقصى حد ممكن.

لقد دفع الايرانيون الغرب في محادثات جنيف للموافقة على نزع الشوائب من ذلك الوقود لاستخدامه في انتاج الطاقة النووية المدنية التي يقولون دائما انها هدفهم الوحيد. لذا، رأى الكثيرون في اتفاق جنيف المبدئي في الاول من اكتوبر تقدما كبيرا لأن ايران تعهدت بنقل ما نسبته %3.5 من اليورانيوم المخصب بدرجة منخفضة الى روسيا ليتم تخصيبه بنسبة %19.75 وهو المستوى اللازم لتشغيل مفاعل الابحاث في طهران الذي ينتج نظائر مشعة لاستخدامها في مجال الطب.

الحقيقة ان الفائدة الكامنة من هذه العملية اذا ما تحققت هي انها ستقلل مخزون ايران من اليورانيوم المخصب بدرجة منخفضة والذي هو مصدر للقلق في الشرق الاوسط الى حد كبير، طبقا لما ذكره مسؤول امريكي رفيع المستوى بعد محادثات جنيف. وهناك اجتماع آخر مع الايرانيين يوم الاثنين المقبل في فيينا لبحث التفاصيل المتعلقة بالتخصيب.

اننا الآن اذا امام مرحلة جديدة، فإذا كان يتعين ازالة الشوائب من اليورانيوم الايراني الملوث قبل اعادة تخصيبه يكون معنى هذا ان السيناريو النووي الايراني لا يثير أي خطر على المدى المنظور برأي هيبز. ويبدو ان لدى شركة «اريفا» الفرنسية الوسائل التكنولوجية اللازمة لازالة تلك الشوائب عن اليورانيوم الايراني ذي التخصيب المنخفض.

لكن، كيف تلوث اليورانيوم الايراني اولا؟

هذا سؤال مثير للاهتمام، لكن يبدو ان المشكلة بدأت من منشأة اصفهان التي تحول اليورانيوم الخام الى شكل غازي يمكن تخصيبه في اجهزة الطرد المركزي. ويبدو ان منشأة اصفهان لم تتخلص بشكل كاف من مادة موليبدينوم وغيرها من الشوائب الاخرى.

لكن من اين حصلت ايران على الاجهزة التي لا تعمل على نحو صحيح في منشأة اصفهان التحويلية؟

من المؤكد ان الايرانيين كانوا يشعرون بالقلق حول هذه المشكلة منذ بعض الوقت بل وربما ساورهم الشك في ان تكون اجزاء اخرى من مؤسستهم النووية معرضة للخلل.

على أي حال، بصرف النظر عن مصدر تلك الاجهزة، من الواضح ان الساعة النووية الايرانية بحاجة لالتهام الكثير من الوقت قبل ان تثير الشعور بالخوف لدى المحللين والسياسيين، فالمخزون الذي جاهد الايرانيون كثيرا لانتاجه سوف يدمر اجهزة الطرد المركزي لديهم اذا حاولوا تخصيبه من اجل صنع القنبلة.

لقد كان الاتفاق مع ايران حول تخصيب وقودها النووي في الخارج خطوة مفيدة بالتأكيد شرط ان يبقى المجتمع الدولي متنبها للكيفية التي ستستخدم ايران من خلالها مثل هذا الوقود.



تعريب: نبيل زلف


تاريخ النشر 18/10/2009

 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,189,488

عدد الزوار: 6,939,709

المتواجدون الآن: 142