أحمدي نجاد وصف وسائل الإعلام بأنها «أسوأ من الأسلحة النووية »

تاريخ الإضافة الأربعاء 14 تشرين الأول 2009 - 7:27 ص    عدد الزيارات 1080    التعليقات 0

        

2009/10/14
\"\"
شهران أمضاهما إحسان مالكي يتجول في إيران وعلى ظهره حقيبة تضم كاميرته وبعض ملابسه وجهاز لابتوب. كان خلالهما يلتقط صور المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي في حملته الانتخابية. ولم يكن يعلم أن حقيبته وآلة التصوير سوف تصبحان خلال وقت قصير كل ما يمتلكه، أو أنه سيجد نفسه مضطرا للزحف هاربا من بلاده متخفيا وسط قطيع من الغنم.
مالكي( 29 سنة) واحد من دزينة من المراسلين والمصورين وكتاب المدونات الذين إما هربوا من إيران أو يحاولون الهرب بعد الانتخابات الرئاسية. وتقول منظمة «مراسلون بلا حدود» التي تتخذ من باريس مقرا لها وتتابع الحريات الصحافية وترعى سلامة الصحافيين، إن عدد الصحافيين الذين غادروا إيران كان الأكبر منذ السنوات التي أعقبت الثورة الإسلامية في 1979.
تعكس موجة الهروب هذه قلق الصحافيين من العقاب الذي يمكن أن يكون بانتظار كثير منهم بسبب تغطياتهم لعمليات القمع العنيفة التي مارستها الحكومة ضد المتظاهرين خلال الاحتجاجات التي تلت الانتخابات. فبعد الصدامات العنيفة التي شهدتها شوارع طهران، اتخذت الحكومة إجراءات صارمة للحد من انتقال المعلومات إلى العالم الخارجي. وقد تم منع الصحافيين الأجانب، في حين جرى تحذير المراسلين والمصورين المحليين من مغادرة بيوتهم. لكن عدداً من الصحافيين الإيرانيين تحدى تلك الأوامر عن طريق إيصال المعلومات عبر المقابلات بواسطة الهاتف ومواقع الإنترنت، ومن خلال إرسال الصور إلى الوكالات. وهم الآن يقولون إنهم يدفعون الثمن.
كثير من الصحافيين، ومنهم مراسل نيوزويك مازيار بهاري وهو مخرج سينمائي مستقل أيضا، كانوا من بين مئات الإيرانيين الذين أُوقفوا أو سُجنوا. وبعضهم يخضع للمحاكمة في المحاكمات الجماعية التي تنظمها الحكومة. وتقول زوجة أحد الصحافيين، وهو أحمد زيد أبادي، إنه تعرض للتعذيب في السجن.
وقد اختفى بعض محرري المدونات المعارضة الذين نقلوا أخبار أعمال القتل والدفن الجماعي التي طالت المتظاهرين. كما تم تفتيش بيوت بعض الصحافيين، ومنها بيت مالكي.
يقدر محمد شمس الواعظين، وهو صحافي قديم وخبير إعلامي في طهران، أن حوالي 2000 صحفي إيراني فقدوا أعمالهم في الفترة الأخيرة. وذكر أن حوالي 400 من هؤلاء طلبوا منه رسائل تزكية تساعدهم على تأمين عمل في الخارج. وفي أحد اللقاءات يقول: «الصحافيون هم الفئة التي تغادر إيران أكثر من غيرها لأن الحكومة أغلقت الصحف كما أنها أخافتهم وأرعبتهم».
وكانت الحكومة، التي أغلقت ست صحف على الأقل في الشهور الثلاثة الأخيرة، اتهمت وسائل الإعلام بالكذب فيما يخص الاحتجاجات. وفي الأسبوع الماضي وصف الرئيس أحمدي نجاد وسائل الإعلام بأنها سلاح أساسي «أسوأ من الأسلحة النووية» في أيدي البلدان الغربية، كما ذكرت وكالة فارس للأنباء. كل وكالات الأنباء في إيران تقريبا تتعاطف مع الحكومة وتعتمد عليها في التمويل، وتدار وكالتا أنباء إرنا وفارس من قبل الحكومة.
كان مالكي يغطي مظاهرة في 20 (يونيو) حزيران حين أخذ أفراد من الباسيج يطاردونه مع عشرات المتظاهرين. وعندها هربوا إلى إحدى البنايات، حيث استطاع مالكي إخفاء الكاميرا في إحدى المداخن قبل أن يتمكن أفراد من هذه الميليشيا من توقيفهم. وقد سجن مع مئات آخرين ليوم واحد. فمن دون كاميرته لم تعرف السلطات أنه مصور، لكنهم سجلوا رقمه الوطني.
لم يذهب مالكي بعد ذلك إلى بيته. وبعد أيام قليلة أخبره أحد الجيران أن بيته خضع للتفتيش، وقد تم أخذ كمبيوتره ووثائقه الشخصية، بما في ذلك جواز سفره. وذكر أنهم «اكتشفوا أني كنت أرسل الصور إلى سيبا»، مشيرا إلى وكالة دولية للتصوير.
يقول مالكي إنه كان ينام في مكان مختلف كل يوم، وأنه تابع التقاط صور الاحتجاجات، لكنه في النهاية أدرك أن البقاء يمثل مجازفة كبيرة. فدفع 150 دولارا لمهرب نقله إلى «خينيريه» قرب الحدود التركية مع العراق. وبرفقة دليل كردي، زحف وسط قطيع كبير من الأغنام لمدة نصف ساعة إلى أن عبرا الحدود الإيرانية ووصلا منطقة منحدرة.
يقول مالكي في مقابلة هاتفية من العراق «استغرقت عملية هبوط المنحدر سبع ساعات قبل أن نصل إلى طريق في شمال العراق». وهو يرفض ذكر المدينة التي يقيم فيها لأسباب أمنية.
يعمل الصحافيون الذين يغادرون إيران في عدد من المؤسسات الصحافية، وليس فقط مع تلك المتعاطفة مع المعارضة. فقد ذكر موقع بارشام. إر الإلكتروني المساند لأحمدي نجاد الأسبوع الماضي أن اثنين من الصحافيين الذين يعملون في التلفزيون التابع للدولة هربا إلى إيطاليا وبريطانيا. وأن اثنين على الأقل من المصورين الذين يعملون في وكالة أنباء فارس غادرا البلاد. ومن بين الصحافيين الذين غادروا البلاد هذه المراسلة التي غطت الانتخابات والاحتجاجات التي تلتها قبل أن تغادر إيران في وقت مبكر من يوليو (تموز) لأنها شعرت أن سلامتها مهددة.
ليس معروفا عدد الصحافيين الذين غادروا إيران. والبعض يشعر بالقلق من احتمال إقدام الحكومة على مضايقة عائلاتهم إذا ما عرفت بفرارهم. وآخرون يرفضون الكشف عن أماكن وجودهم في البلدان المجاورة مثل تركيا والعراق، خوفا من عثور عملاء الحكومة عليهم وإعادتهم إلى إيران.
رضا موغيمي، الذي كان مصورا في وكالة فارس، اعترف أنه تفاعل عاطفيا مع الاحتجاجات. ويقول موغيمي( 24 سنة) في لقاء هاتفي من تركيا «كان المتظاهرون شبابا مثلي تماما. كان من المستحيل أن أبقى غير مبال. شعرت أن من واجبي التقاط الصور ونقل أصواتهم إلى الخارج».
بالكاميرا التي حصل عليها من وكالة فارس بدأ يلتقط الصور بشكل يومي. وقال إن إحدى صوره ظهرت على غلاف مجلة تايم من دون ذكر اسم مصورها، لكنه لم يخبر أحدا أنه هو الذي التقطها. ويقول مغيمي إن مخاوفه تزايدت بعدما رأى زميله السابق ماجد سعيدي الذي سجن لمدة شهر. وبعد بضعة أيام، وجه مدير وكالة أنباء فارس تحذيرا صارما: «علمنا أن اثنين من مصورينا كانا يلتقطان الصور بشكل سري، ويرسلانها إلى وسائل الإعلام الأجنبية. ونحن بانتظار مزيد من المعلومات وسنواجههما قريبا». ولذلك سارع موغيمي لركوب أول طائرة إلى تركيا في اليوم التالي وتقدم بطلب لجوء سياسي.

ترجمة محمد جمول
عن صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,140,613

عدد الزوار: 6,756,560

المتواجدون الآن: 117