دعا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله على خامنئي مواطنيه إلى الاقتراع الكثيف في الانتخابات الرئاسية، لأن "الأمر يتعلق بمستقبل البلاد"، ورد على الانتقادات الأميركية بقوله: "اذهبوا إلى الجحيم".

فتحت مراكز الاقتراع ابوابها الساعة الثامنة صباحا (الثالثة والنصف فجراً بتوقيت غرينيتش)، وظلت مفتوحة عشر ساعات حتى السادسة مساء، ثم مددت ساعتين وبعدها ساعة أخرى، ثم ساعة رابعة.
ودعي 50 مليوناً و483 ألفاً و192 ناخباً لاختيار خلف للرئيس محمود احمدي نجاد، بينهم 1٫6 مليون انضموا الى لوائح الناخبين للمرة الأولى.
واعتمد 285 مركزاً انتخابياً خارج البلاد لتمكين الرعايا الايرانيين في الخارج من الاقتراع.
وتدور المنافسة الانتخابية بشكل اساسي بين المرشح الوحيد للإصلاحيين والوسطيين حسن روحاني وثلاثة مرشحين محافظين هم وزير الخارجية سابقاً علي اكبر ولايتي ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي. وفي السباق أيضاً المرشحان المحافظان محسن رضائي ومحمد غرضي.
ولاحظ صحافيون أن نسبة المقترعين تبدو مرتفعة نسبياً في العاصمة، وإن تكن دون ما كانت عام 2009 عندما بلغت 85 في المئة.
ويذكر أنه اذا لم يحصل اي من المرشحين على 50,1 في المئة من الأصوات في الدورة الأولى، تنظم دورة ثانية في 21 حزيران. ومن المتوقع صدور النتائج اعتباراً من اليوم السبت.    

 

وقال خامنئي بعدما أدلى بصوته بعيد فتح مراكز الاقتراع: "ليشارك الشعب لأن الأمر يتعلق بمستقبل البلاد. أنصح الجميع بالتصويت، وبالتصويت منذ ساعات النهار الاولى". وأضاف أن "ازدهار البلاد وسعادتها يتوقفان على اختياركم الشخص الصالح ومشاركتكم في الانتخابات، وعليكم الاقتراع بحماسة وحيوية وأن تدركوا أن مصير البلاد بين أيديكهم"، مع العلم أن "الأعداء يحاولون ردع الناخبين عن التصويت وتثبط عزيمتهم".
وشدد على أنه لم يبلغ أحداً مرشحه المفضل للرئاسة. وأوضح "أنه بين هؤلاء المرشحين، كان في ذهني واحد اخترته. لم أبلغ أحداً. حتى اولئك القريبين مني مثل أسرتي وأولادي لا يعرفون من الذي أعطيته صوتي".
وقللت الادارة الأميركية اهمية الانتخابات، معتبرة أن امام الناخبين "خياراً محدوداً" بين ستة مرشحين استمروا في السباق. ورد خامنئي على ذلك: "سمعت أن احدهم في مجلس الامن القومي الاميركي قال :"نحن لا نقبل هذه الانتخابات في ايران". وأضاف: "إننا لا نعير ذلك أي اهتمام. اذهبوا الى الجحيم إن لم تقبلوا بالانتخابات، الشعب الايراني لا ينتظر معرفة ما تقبلون به وما لا تقبلون به".
والخميس صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بيساكي بأن الولايات المتحدة لا تعتقد أن الانتخابات شفافة، لكنها لن تحض الايرانيين على المقاطعة، وإن يكن ما "حدث قبل أربع سنوات يدعونا جميعاً إلى التفكير"، في إشارة إلى إعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد.

 

وقال حسن روحاني لدى اقتراعه في مدينة ري جنوب طهران إنه "إنجاز لنا في كل الأحوال بصرف النظر عن الذي سيختاره الناس. أهنئ من يفوز في الانتخابات". وبدوره دعا إلى الاقتراع الكثيف. وخاطب الناخبين قائلاً: "لا تفكروا في أنكم إن امتنعتم عن التصويت، فستحلون اي مشكلة. إنه مستقبل الأمة. من بين المرشحين، اختاروا من يستطيع على الأقل تلبية الحد الأدنى من مطالب الشعب". وأضاف: "الشائعات التي تفيد أن الرئيس قد اختير هي كذب. رئيس الجمهورية ينتخب بأصوات الناخبين".
أما قاليباف فأكد أن "الأمر متروك للقانون، القانون هو الذي سيحدد النتيجة". وأمل أن يؤدي الاقتراع الكثيف إلى "ملحمة سياسية". وتعهد إجراء "تغييرات مهمة" في حال انتخابه.
وهنأ جليلي "الشعب بتصويته". وتعهد "بذل كل الجهود للعمل مع الناس لضمان سير البلاد الى الأمام في السنوات الاربع المقبلة".
وناشد ولايتي "جميع الايرانيين التصويت لأن أصواتهم تجديد لدعمهم للجمهورية الاسلامية".
كذلك اقترع الرئيسان السابقان محمد خاتمي وعلي أكبر هاشمي رفسنجاني في شمال طهران. وأمل رفسنجاني أن تؤدي الانتخابات إلى مزيد من "التلاحم" الوطني لمواجهة "المخاطر الداخلية والخارجية". ودعا إلى "تجنب الخلافات وهي سموم".
ورأى رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام آية الله احمد جنتي أن الناخبين عند التصويت "يقحمون أصبعاً في عيون الأعداء".
على صعيد آخر، اتهمت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" النظام الايراني بممارسة "مستويات لا سابق لها من الترهيب" حيال عائلات موظفي قسمها الفارسي. ذلك أن السلطات حذرت أفراد أسر 15 من موظفي قسمها الفارسي العاملين في لندن من أنهم يواجهون مخاطر على حياتهم.