رفسنجاني يسير على حبل رفيع.. بين إرضاء الإيرانيين وعدم استعداء القادة

تاريخ الإضافة الإثنين 20 أيار 2013 - 7:15 ص    عدد الزيارات 483    التعليقات 0

        

رفسنجاني يسير على حبل رفيع.. بين إرضاء الإيرانيين وعدم استعداء القادة
كان ينتظر مباركة خامنئي لقراره
طهران: توماس إردبرينك*
مر وقت على أكبر هاشمي رفسنجاني بدا فيه أنه يمتلك الدنيا؛ فقد كان من قادة الثورة الإسلامية وترأس إمبراطورية عائلية امتلكت شركة «ماهان»، ثاني أكبر شركة طيران إيرانية، وكانت تحتكر تجارة الفستق المربح وتسيطر على أكبر جامعة خاصة وهي جامعة «آزاد». مع ذلك بدأت الأمور تسير في الاتجاه غير الصحيح. استغل خصومه السياسيون الغيورون من إحكام قبضته على الاقتصاد دعمه للإصلاحيين ووصفوه بـ«الأرستقراطي» و«الرأسمالي» ونصير «الإسلام الأميركي». وانخفضت أسهمه السياسية إلى أدنى مستوى لدرجة لم تمكنه من الفوز بالأصوات التي تضمن له مقعدا في البرلمان عام 2002.

ويحاول رفسنجاني البالغ 79 عاما ويقف على أطراف دائرة السلطة المغلقة العودة من خلال الترشح للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 14 يونيو (حزيران). ورغم صب اللعنات عليه يوما ما، يبدو أن سمعته كرجل عملي اقتصادي ومؤمن بالتحديث، بالمقاييس الإيرانية على أي حال، ما زالت في ذاكرة أفراد الشعب. ويقول فرشد غوربانبور، صحافي قضى أشهرا في السجن لعلاقته بالمعارضة: «إنه الوحيد الذي يستطيع إصلاح هذه الفوضى. إن هذا الرجل هو رمز من رموز ثورتنا. إنه صاحب المحل إن جاز التعبير. وهو قادر على إصلاح الاقتصاد». ويتوق الإيرانيون، الذين سئموا تعثر الاقتصاد ومعدل التضخم الهائل، إلى سياسات تحفز العمل وتساهم في انخفاض أسعار السلع الأساسية والعقارات وسعر الصرف الأجنبي. ويقول الكثيرون في طهران ممن كفروا بالسياسة، إن رافسنجاني، التي أرست سياساته كرئيس أساس الطبقة المتوسطة في إيران في يومنا هذا، هو الرجل المناسب. ويقول حسن سرهانغي، تاجر في جنوب طهران الفقيرة يبلغ من العمر 35 عاما: «إنه أستاذ اقتصاد وفي الوقت الراهن حال عملي متدهور. ولا يوجد لدينا من يمتلك مؤهلاته. بمقدوره أن يجعلنا أغنياء مرة أخرى».

إذا تمت الموافقة على ترشحه، وهذا أمر مؤكد بكل المقاييس، من المرجح أن يجد رفسنجاني نفسه سائرا على حبل رفيع في محاولة لمخاطبة أفراد دائرته الطبيعية غير الراضين عن الحال ويريدون المزيد من الحريات وسياسات اقتصادية واقعية وفي الوقت نفسه عدم استعداء قادة البلاد، الذي يقول كثيرون منهم إنه يستحق المحاكمة بتهم فساد ولعلاقته بالمعارضة.

كان رفسنجاني، المقرب من مؤسس الجمهورية الإيرانية، آية الله الخميني، يوما ما صانع الملوك في الدولة ويقال إنه من أوصل آية الله علي خامنئي إلى السلطة بعد موت الخميني. ويتفق أكثر المحللين على أن هذا التاريخ، فضلا عن دعم آية الله خامنئي المستمر، هو الذي سمح له بتجاوز مرحلة سقوطه وأمله في النضال من أجل العودة للسلطة. وحذر وزير الاستخبارات الإيراني، حيدر مصلحي، الذي عينه آية الله خامنئي، رفسنجاني مؤخرا من الترشح للانتخابات. وكان السبب الوحيد الذي حال دون وضع رفسنجاني رهن الإقامة الجبرية ردا على خطابه عام 2009 هو «اعتبارات محددة من النظام» في إشارة إلى علاقته بالمرشد الأعلى على حد قول الوزير.

هناك عقبة أخرى هي موافقة مجلس صيانة الدستور، الذي يتكون من 12 عضوا معينين من آية الله خامنئي، ورئيس القضاء، والبرلمان، على مشاركة رفسنجاني في الانتخابات.

وأرسل 100 عضو من أعضاء البرلمان يوم الثلاثاء خطابا إلى مجلس صيانة الدستور يطالبون فيه الفقهاء ورجال الدين برفض ترشح رفسنجاني واصفين إياه بـ«المحرض» «لدعمه» احتجاجات عام 2009. وفي مواجهة هذه المحاولات، يمكن لرفسنجاني الاعتماد على علاقته بآية الله خامنئي صديقه منذ 50 عاما كما يحلو له أن يقول. ورفض المرشد الأعلى، الذي يحافظ على منصبه من خلال تأليب الفصائل على بعضها البعض، قطع العلاقة التي تحمي رفسنجاني من أعدائه. وفي المقابل كان رفسنجاني حريصا على عدم انتقاد المرشد الأعلى. مع ذلك، ورغم هذه العلاقة الوطيدة التي تمتد لسنوات طويلة، أفكار الرجلين في ما يتعلق بحال الدولة مختلفة. في حين ظل رفسنجاني لسنوات يؤكد أن إيران تواجه خطر «الفاشية الإسلامية» وتعاني من «أزمة خطيرة»، كان المرشد الأعلى يصر على أن إيران هي «منارة الحرية» وأنها «تحقق قفزات مذهلة نحو التقدم».

النتيجة هي تحديد المسموح لرفسنجاني بقوله في أي حملة على حد قول محللين. لم تقيده علاقته بآية الله خامنئي وتمنعه من معالجة القضايا التي تواجهها البلاد فحسب، بل أيضا يتوق أنصار آية الله خامنئي إلى وصف أي انتقاد محتمل بالمهين للمرشد الأعلى وهو أمر مخالف للقانون الإيراني. ومع ذلك يعتمد رفسنجاني بوضوح على دعم صديقه القديم. أوضحت ابنته فاطمة، خلال مقابلة مع صحيفة «شرق» الإصلاحية يوم الأحد، أن أباها كان ينتظر بالقرب من الهاتف طوال يوم التقدم بأوراق الترشيح متوقعا اتصال آية الله خامنئي ومباركته لترشيحه. الجدير بالذكر أنه قال في السابق إنه لن يترشح دون دعم المرشد الأعلى. ولم يرن الهاتف، ويأس رفسنجاني وأمر فريق عمله بكتابة خطاب يوضح فيه سبب عدم ترشحه مشاركته في السباق الرئاسي. هناك روايات مختلفة لما حدث، لكن قبل نحو ساعة ونصف الساعة من إغلاق باب الترشح، خرج أباها من مكتبه فجأة وقال: «بسم الله توكلنا على الله» وذهب في آخر لحظة كما أوضحت ابنته فاطمة. وقال أحد الصحافيين الإيرانيين المقربين من معسكر رافسنجاني رفض الإفصاح عن اسمه لحساسية الموقف: «نحن لا نعلم ما إذا كان خامنئي قد بارك ترشحه أم لا، لكن اعتقد أننا سنكتشف هذا قريبا».

* خدمة «نيويورك تايمز»

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,195,215

عدد الزوار: 6,939,984

المتواجدون الآن: 129