طهران تنفي تضرر مفاعل بوشهر بالزلزال وتنوي إنشاء محطات جديدة على ضفاف الخليج

أكد رئيس منظمة الطاقة النووية الايرانية فريدون عباسي دواني ان الزلزال الذي ضرب منطقة كاكي في محافظة بوشهر وبلغت قوته 6.1 درجة على مقياس ريختر «لم يؤثر اطلاقا على سلامة مفاعل بوشهر النووي»، مبينا ان «هذه المحطة لم تدخل حتى الن حيز التنفيذ بالكامل، اضافة الى ذلك فانها انشئت بحيث تستطيع مقاومة زلزال بدرجة 8 درجات على مقياس ريختر ايضا».

وعن الاعطال التي تسببت في توقف مفاعل بوشهر عن العمل، اوضح: «لقد حصلت بعض الاعطال في توربينات المحطة وطلبنا من الشركة الروسية المشرفة على المشروع استبدال اجزاء من هذه التوربينات، والشركة تقوم حاليا بتوريد الاجزاء المطلوبة».

وكان مساعد منظمة الطاقة النووية الايرانية محمد قنادي، طمأن مواطني محافظة بوشهر والدول الخليجية المجاورة من عدم تأثر محطة بوشهر النووية بالزلزال.

وقال ان «هذه المحطة مصممة لمقاومة زلازل تصل قوتها الى 8 درجات، وحتى في هذا المستوى من الهزات الارضية فان المحطة لن تتأثر ولن يحصل اي تسرب اشعاعي، لكون قلب المفاعل النووي سيغلق بشكل اتوماتيكي، ما يمنع حصول اي تسرب اشعاعي».

من جهة ثانية، رفض دواني طلب السداسية الدولية منها في محادثات الماتي بكازاخستان، بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم الى مستوى 20 في المئة، موضحا: «اننا مادمنا بحاجة الى الوقود النووي، فلن نوقف تخصيب اليورانيوم بمستوى 20 في المئة».

واضاف: «لقد انتجنا اليورانيوم المخصب بمستوى 20 في المئة لاستمرار نشاط مفاعل طهران للابحاث الطبية، وما دمنا بحاجة الى هذا الوقود فإننا سنواصل انتاجه، ونظرا لخطة انشاء 5 مفاعلات بحثية في البلاد، فإننا سنكون بحاجة مستمرة لانتاج هذا الوقود».

ووصف اقتراح مجموعة «5+1» في محادثات الماتي على ايران بتحويل اليورانيوم الفائض المخصب بمستوى 20 في المئة الى يورانيوم مخصب الى اقل من 5 في المئة، بأنه «اقتراح غير منطقي، رغم ان ايران لديها القابلية للقيام بذلك»، مؤكدا: «نحن ننتج حسب احتياجاتنا، ولن نخرج المواد النووية من البلاد ولن نقوم بتخفيض تخصيبها، ومن الافضل للدول الاخرى ان تطرح مقترحات منطقية»،

ويأتي هذا التصريح ليزيد من تعقيد الامور بين طهران والمجتمع الدولي كما يقلص من فرصة التوصل الى حلول بين الطرفين في المفاوضات التي تجري بينهما منذ سنوات، ومع ذلك فان كبير المفاوضين النوويين سعيد جليلي اكد في ختام محادثات الماتي السبت الماضي، ان ايران تطالب القوى الكبرى الاعتراف بحقها في التخصيب، مع استعدادها للحوار حول قضية تخصيب اليورانيوم الى مستوى 20 في المئة.

وتابع دواني: «نحن نقوم بتخصيب اليورانيوم تحت اشراف تام من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا توجد اي مخاوف في هذا المجال، وأن على الغربيين ألا يقلقوا من هذا الموضوع لأننا نريد ان نتحاور بالمنطق مع العالم، وبالتأكيد ان الحوار افضل من الاساليب الاخرى، وبالطبع قلنا كلمتنا للعالم، ونريد حقنا بناء على معاهدة حظر الانتشار النووي».

من ناحية ثانية، كشف دواني عن تقدم طهران باقتراحات لدول لم يسمها، لانشاء محطات نووية على الاراضي الايرانية لتوليد الطاقة الكهربائية، مذكرا بقرار سابق لمجلس الشورى الاسلامي الزم الحكومة بانشاء 20 محطة نووية لانتاج 20 الف ميغا واط من الطاقة الكهربائية.

وقال ان «منظمة الطاقة النووية الايرانية حددت 16 موقعا تمتلك كلها قابلية انشاء محطات نووية عليها، وذلك نظرا لتوفر الشروط اللازمة لاقامتها من حيث قربها من الماء وابتعادها عن المناطق المأهولة بالسكان، وهذه المواقع تقع على ساحل الخليج وبحر عمان وبحر قزوين».

الى ذلك، حذر مساعد رئيس هيئة اركان القوات المسلحة للشؤون الاعلامية والباسيج العميد مسعود جزائري، دول المنطقة من «الاهداف الخفية لاميركا والصهيونية العالمية»، مبينا ان «هذه القوى تخطط لاثارة الازمات في المنطقة».

وقال في معرض الرد على سؤال حول وجهة نظر ايران ازاء المناورات البحرية التي تنوي اميركا تنفيذها مع 30 دولة في مياه الخليج ان «ايران تقوم برصد كل التحركات التي تقوم بها القوى المعادية في المنطقة، ولاسيما اميركا، ولها اشراف كامل على هذه التحركات»، مضيفا ان «اميركا تحاول خلط الاوراق في هذه المنطقة لتحقيق المزيد من المكاسب». وقال: «نحن طالما حذرنا اميركا والكيان الصهيوني، بانهم سيواجهون ردا حازما ان هم ارتكبوا ادنى خطأ عسكري ضد ايران».

من جانب ثان، وفي معرض الرد على اتهامات وجهها وزير الخارجية الكندي جان بيرد، لايران خلال جولة قام بها اخيرا على بعض دول الشرق الاوسط، قال الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست ان «السياسة الخارجية لكندا تنبع من عدم معرفتها للواقعين الايراني والاقليمي في المنطقة».