«النوروز» في إيران: عين على العيد وأخرى على الرئاسة

تاريخ الإضافة الجمعة 22 آذار 2013 - 5:46 ص    عدد الزيارات 527    التعليقات 0

        

 

«النوروز» في إيران: عين على العيد وأخرى على الرئاسة
طهران – محمد صالح صدقيان
يحتفل الإيرانيون اليوم بأول أيام عيد «النوروز» الذي يشكّل بداية السنة الجديدة، وتختلط فيه عادات وتقاليد موروثة منذ 2500 سنة بالتاريخ الهجري الذي يعتمد على حركة الشمس، لا على حركة القمر. ويُطلق على السنة الإيرانية تسمية «الهجري الشمسي»، لا «الهجري القمري» كما في الدول الإسلامية، إذ حاول الإيرانيون إضفاء صبغة إسلامية على هذا العيد الذي كان الزرادشتيون، وهم سكان إيران الأصليون، يحتفلون به قبل دخول الإسلام إيران.
وتحتفل بـ «النوروز» دول أخرى لديها موروث مشابه، مثل أفغانستان وطاجيكستان وأذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان وأجزاء من تركيا، إضافة إلى مناطق الأكراد في العراق وسورية والعالم، فيما تحتفل شعوب كثيرة باليوم الأول من فصل الربيع، ولو بمسميات أخرى.
وكانت الأمم المتحدة اعترفت في 10 أيار (مايو) 2010 بعيد «النوروز»، بوصفه يوماً عالمياً يحتفل به أكثر من 300 مليون شخص في العالم، باعتباره بداية لسنة جديدة. وعام 2009 ضمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) عيد «النوروز» إلى قوائمها الممثلة للتراث الثقافي، باعتباره عيداً وتقليداً ثقافيَّين لشعوب كثيرة.وثمة روايات وأساطير حول «النوروز»، بعضها يشير إلى اعتقاد الإيرانيين القدماء بأن الله خلق النور في هذا اليوم الذي ظهرت الشمس خلاله، كما يرون أن أرواح أسلافهم وأمواتهم تعود إلى الدنيا في تلك الأيام.
وتُعدّ طقوس وممارسات احتفالية للعيد، من أبرزها تنظيف المنازل وإعادة ترتيب الوسائل والأغراض أو إعادة تأثيث المنازل وغسل السجاد والستائر، وهذا يُسمى عند الفرس «خانه تكاني»، وكذلك التسوّق وإعداد مائدة تُسمى «هفت سين»، أي مائدة ذات سبع سينات، تحوي سبعة أشياء ومواد تبدأ أسماء كل منها بحرف السين، مثل سبزي (الخضار) وسيب (التفاح) وسير (الثوم) وسكه (قطعة نقد معدنية) وسركة (خل) وسمنو (بعض الحبوب مثل الذرة والقمح أو الرز).
ترمز كل هذه الأشياء إلى مفهوم خاص، كما أن العدد سبعة يُعتبر مقدساً عند الإيرانيين، مثل البابليين والهنود. وثمة من يرى وجوب أن يوضع على المائدة مشعل وبيض ومرآة، تمسكاً بالتراث، وبعضهم يضع قرآناً للتبرّك، معتبراً ذلك طقساً إسلامياً أو سنّة صادق عليها الإسلام.
وغال الإيرانيون في طقوس «النوروز» وجعلوه عيداً، بعدما وضعوا له دعاءً خاصاً في توليفة حاولوا أن يدمجوا فيها الموروث القومي بالإسلام الذي دخلوه أيام الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، على يد القائد الإسلامي سعد ابن الوقاص. لكنه يُعتبر الآن من الأعياد الوطنية الإيرانية التي تشارك فيه كل طبقات المجتمع.
ولم تحاول الجمهورية الإسلامية التي أُسِّست بعد الثورة عام 1979، إلغاء هذا العيد أو التقليل من أهميته، بل طبّقت ما كان يحدث قبل الثورة، إذ كان قادة البلاد يوجّهون في الساعة الأولى من السنة الجديدة، خطابات تهنئة للإيرانيين.
والوضع الاقتصادي الصعب بالنسبة إلى العائلات الإيرانية، لم يمنعها من التسوّق ودخول السنة الجديدة بحلة جديدة، على رغم فقدان الريال الإيراني أكثر من 50 في المئة من قيمته، وارتفاع أسعار السلع والخدمات. وحاولت السلطات تذليل مشكلات، إذ وفّرت مواد استهلاكية أساسية، مثل الرز وزيت الطعام والسكّر، بأسعار مُخفّضة، فيما وزّعت دوائر حكومية هذه المواد على موظفين وعمال وأصحاب دخل محدود. لكن ذلك لم يحلّ دون تفاؤل الإيرانيين بنتائج انتخابات الرئاسة المقررة في حزيران (يونيو) المقبل، إذ يتوقّعون أن تأتي برئيس قادر على تخطي المشكلات المعيشية والحوار مع الغرب لرفع العقوبات الاقتصادية.
 
إصلاحيو إيران يعدّون خطة انتخابية أيّدها خاتمي
لندن – «الحياة»
نشر الإصلاحيون في ايران، خطة انتخابية أيّدها الرئيس السابق محمد خاتمي، هدفها إخراج البلاد من أزمتها، تحت شعار «حكومة أمل وثقة واستقرار». ووقّعت 46 شخصية إصلاحية، بينهم مستشارون سابقون لخاتمي وخبراء ومحللون واقتصاديون وناشطون سياسيون وثقافيون، خطة لأجندة إصلاحية سُلِّمت الى الرئيس السابق، هدفها «إيجاد طريق لتحرير الشعب من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية» التي يواجهها. وحددت الخطة 11 شرطاً، بينها «الحرية والعدالة» و «الحقوق المدنية».
وعلّق نجاد على الخطة، فكتب رسالة تقدير وجيزة وَرَدَ فيها أنه «يأمل بـ(اتخاذ) خطوات لتسوية المشكلات» في البلاد. وبين الموقّعين على الخطة، معصومة ابتكار وعبدالله نوري ومجيد أنصاري ومحمد رضا خاتمي وعلي شكوري ‌راد وعبدالواحد موسوي ‌لاري.
 خامنئي
في غضون ذلك، أطلق مرشد الجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي على السنة الإيرانية الجديدة التي تبدأ اليوم، اسم سنة «الملحمة السياسية والاقتصادية». وشكا خامنئي «قصوراً وإهمالاً» في البلاد «ساعدا خطط الأعداء»، فيما شدد الرئيس محمود أحمدي نجاد على وجوب سيادة «إرادة الشعب» خلال انتخابات الرئاسة المقررة في حزيران (يونيو) المقبل.
واعتبر خامنئي أن «الشعب الإيراني انتصر على ضغوط الاستكبار»، مشيراً إلى أن «الأعداء استهدفوا البلاد في المجالين الاقتصادي والسياسي، لكنهم فشلوا».
وأضاف في خطاب لمناسبة رأس السنة الإيرانية (النوروز): «تحمل الشعب في السنة الماضية ضغوطاً اقتصادية، وظهرت مشكلات ومعضلات في الداخل، مثل قصور وإهمال ساعدا خطط الأعداء، ولكن حركة الشعب والنظام كانت إلى أمام، وسنشهد تأثير ذلك ونتائجه مستقبلاً». وأكد «عجز الأعداء» عن الحدّ من «السياسات الإقليمية والدولية» لإيران. ورأى خامنئي أن انتخابات الرئاسة «ستكون الإنجاز الأكبر في السنة الجديدة»، إذ ستتيح للشعب «رسم غد مشرقٍ، بمشاركته في هذه الملحمة». وزاد: «من هذا المنطلق، نسمي السنة الإيرانية الجديدة، سنة الملحمة السياسية والاقتصادية، ونأمل بنجاح الشعب في تسطيرهما».
 نجاد
أما نجاد فاعتبر أن السنة الإيرانية الماضية كانت «مهمة وحافلة بالنجاحات والانتصارات»، و «شهدت فشل الأعداء في الضغط على الشعب الإيراني». وأضاف في خطاب لمناسبة «النوروز»: «على رغم ضغوط الأعداء، اصبح الاقتصاد الإيراني اكثر قوة، والشعب يخطو نحو مزيد من الإنجازات».
وشدد على أن «جهود الشعب الإيراني ستتواصل، حتى إلحاق هزيمة كاملة بالأعداء وبلوغ قمم رفيعة وتحقّق العدالة الدولية»، لافتاً إلى أن «الشعب الإيراني سيواصل مسيرته نحو الكمال، بحكمة وجهد دؤوب وتضامن في كل الميادين». وأكد أن «النصر سيكون حليفاً للشعب الإيراني».
وتطرّق نجاد إلى انتخابات الرئاسة، فاعتبر أن «نتائجها يجب أن تصبّ في مصلحة الشعب الإيراني»، مشدداً على أن حكومته «مصممة على تنظيم انتخابات ملحمية ونزيهة». وأضاف: «الانتخابات ساحة ممارسة إرادة الشعب، ويجب إدارة البلاد اعتماداً على تلك الإرادة البلاد، إذ إن أصوات الشعب هي الأساس».
 
 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,207,634

عدد الزوار: 6,940,479

المتواجدون الآن: 115