قادة إيران يبحثون تأجيل الانتخابات الرئاسية خوفا من الاحتجاجات

تاريخ الإضافة الأربعاء 20 آذار 2013 - 7:11 ص    عدد الزيارات 467    التعليقات 0

        

قادة إيران يبحثون تأجيل الانتخابات الرئاسية خوفا من الاحتجاجات
محللون أميركيون: أحمدي نجاد يحلم بتكرار مسار بوتين في الرئاسة وخامنئي يبحث عن مرشح توافقي
واشنطن: هبة القدسي
يسعى أصوليون مقربون من المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وجنرالات في الحرس الثوري إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 يونيو (حزيران) المقبل خاصة بعدما كشفت استطلاعات للرأي ارتفاع شعبية الرئيس أحمدي نجاد ومستشاره رحيم مشائي مقابل المرشحين الأصوليين. وهناك مخاوف من اندلاع مظاهرات احتجاجية خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة مما قد يدفع القادة الإيرانيين إلى إرجائها.

وعلى خلفية تلك التوترات في المشهد الإيراني، يرى المحللون في واشنطن أن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قد ساعد محمود أحمدي نجاد في السابق للفوز مرتين بالانتخابات الرئاسية، لكن سعي أحمدي نجاد الدؤوب للاستحواذ بالسلطة قاده إلى مواجهات مع خامنئي ورجال الدين. ورغم أن أحمدي جهاد لا يمكنه أن يخوض الانتخابات لولاية ثالثة فإنه يريد توسيع نفوذه من خلال دعم مدير مكتبه السابق اسفنديار رحيم مشائي للفوز بالانتخابات الرئاسية. ويرفض أنصار خامنئي مشائي ويتهمونه بتفضيل القومية الوطنية على الدينية.

ويقول سول بخش الأستاذ بجامعة جورج ميسون بولاية فيرجينيا «يثير ترشيح مشائي الذي يدعمه أحمدي نجاد كثيرا من القلق في معسكر خامنئي، والمرشحين المحتملين من هذا المعسكر، بينما الناخبون الإيرانيون منشغلون بالبحث عن لقمة العيش في وقت يعاني فيه الاقتصاد الإيراني من أشد الأضرار بسبب العقوبات الغربية التي فرضتها الولايات المتحدة والدول الغربية بسبب برنامج إيران النووي، وهذا يدفع الناخبين الإيرانيين إلى حصر خياراتهم بين المرشحين المحافظين، أما الإصلاحيون فمن غير المرجح أن يحققوا نجاحا».

ويضيف بخش «ما رأينا في الانتخابات السابقة حيث تنافس كل من مير حسين موسوي ومهدي كروبي أمام أحمدي نجاد في عام 2009 نجدهما الآن يعانيان من الإقامة الجبرية، وقد اعتبروا تلك الانتخابات مزورة. والمشكلة أن الحركة الإصلاحية ليس لديها القدرة التنظيمية وليس لديها مرشح بارز في الوقت الراهن».

ويوضح بخش أن السلطة الحاكمة في إيران حريصة على تجنب تكرار احتجاجات واسعة وأعمال عنف كما حدث في انتخابات 2009 وحريصة في الوقت نفسه على تمرير مرشحين يميلون بالولاء والطاعة لهم، لذا يعمل خامنئي على وضع العراقيل أمام مشائي وأي مرشح آخر موال لأحمدي نجاد من خلال توحيد المتشددين الموالين له للوقوف وراء مرشح واحد لتأمين فوز سريع وغير مؤلم في الانتخابات». ويوضح بخش «أن الخلافات بين النخبة الحاكمة تثير إحراجا للمرشد الأعلى وتظهره غير قادر على فرض الانضباط».

ويشير أستاذ السياسة بجامعة جورج ميسون أن مستشار السياسة الخارجية علي أكبر ولايتي هو القوة الدافعة وراء هذا الفكر ويعد أكثر مستشاري خامنئي نفوذا، كما يعد أحد المرشحين جنبا إلى جنب مع رئيس بلدية طهران والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني محمد باقر قاليباف، والنائب البرلماني غلام علي حداد عادل. ومن بين هؤلاء الثلاثة سيدفع خامنئي بمرشح واحد حتى يتمكن من إنهاء المهمة في الجولة الأولي حيث يشعر خامنئي بقلق عميق إزاء الانتخابات.

أما المرشحون المستقلون المحتملون فهم وزير الخارجية السابق منوشهر متقي وقائد الحرس الثوري السابق محسن رضائي.

ويوضح تريستا بارسي المحلل السياسي بالمجلس الوطني الإيراني الأميركي بواشنطن أن المرشد الأعلى آية الله خامنئي يريد أن يحكم قبضته، والتحكم في اختيار المرشحين. ورغم أن منع عدد كبير من المرشحين يضر المصلحة العامة في انتخابات يصفها الكثيرون أنها مقيدة، لكن إيران تراها أنها انتخابات شرعية وديمقراطية.

ويقول بارسي «من دون انتخابات تشهد مشاركة واسعة من المرشحين فإن الادعاء بأنها كانت انتخابات ديمقراطية ستسقط، والسماح بمرشحين مدعمين من أحمدي نجاد ينطوي على مخاطرة، ويبدو أن أحمدي نجاد لن ينسحب بهدوء، والخطر أنه إذا لم ينجح مرشحه في الانتخابات، وأثيرت صيحات بتزوير الانتخابات فإن ما حدث في انتخابات 2009 قد يتكرر».

فيما يري نيكولاي كوزانوف المحلل السياسي بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن الخلافات السياسية حول الانتخابات الرئاسية قد تؤدي إلى تحول الجمهورية الإسلامية من النظر في القضايا الخارجية مما يعيق تقدم المحادثات النووية، ويقول: «إن الدلائل تؤكد أن الرئيس محمود أحمدي نجاد لا يريد اللعب بقواعد خامنئي، وبدلا من أن ينفق الستة أشهر الأخيرة في ولايته الثانية في الإعداد للمغادرة بهدوء فإنه يساند مستشاره رحيم مشائي في الانتخابات، كما ظهرت تقارير عن آمال أحمدي أن يسير في نفس مسار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويعود للرئاسة بعد فترة واحدة لمستشاره».

ويرى كوزانوف أن خصوم أحمدي نجاد غير قادرين على التوحد خلف مرشح واحد كما أن قائمة المرشحين المحتملين ما زالت واسعة النطاق، وتضم عددا كبيرا من المرشحين لكن لا يمكن النظر لأي منهم على أنه مرشح مثالي للرئاسة في نظر خامنئي، ولا يوجد من يمكن أن نطلق عليه أنه الأوفر حظا بل إن جميع الأسماء المطروحة لديها فرص متساوية نسبيا ولذا سيكون القتال السياسي بين المرشحين شرسا وطويلا.

واستبعد المحلل بمعهد واشنطن أن يتم التركيز على الملف النووي الإيراني في خضم تلك الانتخابات الساخنة مرجحا أن تستمر التوترات بين القادة السياسيين بعد الانتخابات أو تزداد سوءا ويقول: «الاستنتاج الوحيد المؤكد هو أن القادة الإيرانيين بما في ذلك خامنئي سينشغلون بالمشاكل السياسية الداخلية وعلى رأسها الوضع الاقتصادي المتدهور ولن ينظروا في اتخاذ خطوات بشأن القضية النووية.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,069,074

عدد الزوار: 6,751,216

المتواجدون الآن: 97