واشنطن وبروكسل تتهمان إيران بـ«الاستهتار والمماطلة»

تاريخ الإضافة الجمعة 8 آذار 2013 - 5:16 ص    عدد الزيارات 571    التعليقات 0

        

واشنطن وبروكسل تتهمان إيران بـ«الاستهتار والمماطلة»
أصغر سلطانية: لن نفتح منشآتنا لكل من هب ودب
فيينا: بثينة عبد الرحمن طهران - واشنطن: «الشرق الأوسط»
وجهت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تحذيرا شديد اللهجة إلى إيران، أمس، من أنها ستواجه إجراءات أكثر صرامة، تزيد عزلتها الدولية، إذا لم تعالج المخاوف الدولية بشأن أنشطتها النووية. وفيما اتهم المندوب الأميركي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية جوزيف ماكمانوس، إيران بـ«الخداع.. والاستهتار»، في تعاملها مع التحقيقات بشأن برنامجها النووي، استغل الاتحاد الأوروبي فرصة اجتماع مجلس المحافظين للوكالة المنعقد حاليا في فيينا ليزيد الضغط على إيران واصفا ما سماه بـ«عراقيل إيران» أمام التحقيقات بأنها «غير مقبولة». وعبر الاتحاد عن قلق عميق من توسيع طهران نطاق أنشطتها النووية. ورد مندوب طهران في الوكالة أمس الاتهامات باتهام مماثل، قائلا إن سكرتارية الوكالة هي التي تطيل أمد الأزمة، وتضيع الوقت بالدخول في مفاوضات تقنية شاقة ليس من سلطاتها التوقيع عليها.

وفي تصريحات أدلى بها جوزيف ماكمانوس على هامش اجتماع لمجلس محافظي الوكالة، قال «يساورنا قلق عميق بسبب التزام إيران الذي لا يتزحزح في ما يبدو بالخداع والتحدي والتعطيل». وأضاف الدبلوماسي الأميركي أن «الحوار مع الوكالة بلغ حدوده.. هناك تطابق في وجهات النظر من قبل معظم أعضاء المجلس مفاده أنه على إيران التحرك الآن». وأضاف «كان على إيران أن تتخذ منذ زمن إجراءات ملموسة للرد على كل المسائل العالقة وأي تأخر جديد غير مقبول». وقال السفير الأميركي «الحوار لمجرد الحوار غير مثمر.. يجب أن تكون العملية مثمرة.. وفي حال لم يكن أو لا يمكنه أن يكون فيجب تعديل بعض الأمور». وندد بتجاوز إيران طيلة 10 سنوات «لأسس التعاون الشفاف مع الوكالة، ضاربة عرض الحائط بـ12 قرارا صدرت من مجلس الأمناء ومجلس الأمن»، وجميعها قرارات تدين نشاط إيران النووي وتطالبها بالالتزام وتجميد تخصيب اليورانيوم والكشف عن كل أنشطتها النووية السرية «بالإضافة لـ9 جولات تفاوض ومحادثات أخيرة أجرتها وفود من الوكالة مع قيادات إيرانية مسؤولة»، ظلت كما قال تماطل وإن وعدت لا تفي، مكررا الحديث عما يعتري بلاده من قلق بسبب التأخير «المتعمد» الذي تبديه إيران تجاه السماح للمفتشين الدوليين التابعين للوكالة بدخول موقع بارشين العسكري حيث يشتبه في إجراء إيران لأنشطة عسكرية الطابع.

وبعد تحقيقات مستمرة منذ 10 سنوات، لم تتمكن الوكالة حتى الآن من تحديد ما إذا كان برنامج إيران النووي لأهداف سلمية بحتة كما تؤكد طهران، أم أنه كان يخفي شقا عسكريا لعدم التعاون الكافي من قبل طهران. وبعد تسعة اجتماعات حول هذا الموضوع منذ مطلع 2012 تقول الوكالة إنه لم يحرز أي تقدم. وقال مندوب للاتحاد الأوروبي في اجتماعات الوكالة، أمس، إن وضع إيران للعراقيل أمام تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أبحاث مزعومة لإنتاج قنبلة ذرية «غير مقبول».

من جانبه، أكد المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، السفير علي أصغر سلطانية، أن بلاده لن تسمح مطلقا للمفتشين الدوليين بالدخول لموقع بارشين العسكري «ما لم تتوصل إيران والوكالة لبرنامج عمل خاص بهذا الشأن، أيا كانت تسميته، اتفاقا إطاريا أو خطة عمل أو خارطة طريق أو غيرها»، معللا ذلك أمام الصحافيين بمقر الوكالة بأن بارشين موقع عسكري لا يمكن تفتيشه أو حتى مجرد زيارته تحت أي بند من بنود اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية الموقعة بين إيران والوكالة وبموجبها فإن إيران ملزمة بإخضاع أنشطتها النووية لتحريات الوكالة وصلاحياتها للتفتيش والتحقق، مضيفا أن دخول بارشين دون قواعد محددة ومتفق عليها يعرض أمن إيران القومي للخطر. وتساءل «أي من الدول أعضاء الوكالة تفتح منشآتها العسكرية لكل من هب ودب؟».

في سياق مواز، واصل سلطانية اتهامه لسكرتارية الوكالة بتضييع الوقت والدخول في مفاوضات تقنية شاقة ليس من سلطاتها التوقيع عليها والمضي بها لآخر مدى. وردا على سؤال من «الشرق الأوسط»، قال إن الوكالة تدار بـ«الريموت كنترول»، بمعنى أن كل فريق يتفاوض مهما كانت درجته ووظيفته لا يملك حق اتخاذ القرار، مفصلا أنهم في طهران تفاجأوا، في شهر مايو (أيار) الماضي، بقرار مدير الوكالة يوكيا أمانو قطع مسار المفاوضات التي كانت تمضي في سلاسة تامة بين إيران والوكالة بفيينا، مفضلا القيام بزيارة لطهران عاد بعدها للتصريح بأن المسؤولين الإيرانيين وعدوه بوعود لم يلتزموا بها، رغم أن القيادة الإيرانية، حسب قوله، لم تزد عن غير توضيح مواقفها التي سبق أن وضحتها للوكالة من قبل بضرورة الاتفاق على خطة عمل تمكن الوكالة من زيارة بارشين دون مساس بأمن إيران، مشددا على ضرورة أن تحافظ الوكالة على موقف واضح ومحدد وألا تميل وفق أهواء سياسية تناسب أجندة دول بعينها تعادي إيران. وردا على سؤال عما يرغبه في حال جدد الأمناء رغبتهم في التمديد للمدير الحالي للوكالة الياباني يوكيا أمانو لأربع سنوات جديدة وفترة ثانية، قال سلطانية إن أمانو عليه الالتزام بعدم إعادة فتح ملفات تم إغلاقها، كما أن عليه أن يغير من الأجواء الحالية التي تسود الوكالة وإبدال أجواء أخرى تصلح للعمل في تقنية أكثر بها.

إلى ذلك، أجمع مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية على التمديد للياباني يوكيا أمانو المدير الحالي للوكالة الدولية للطاقة الذرية لدورة ثانية عمرها 4 سنوات تبدأ من نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) هذا العام بعد موافقة المؤتمر العام. وكان أمانو قد انتخب مديرا عاما خلفا لمدير الوكالة الأسبق المصري الدكتور محمد البرادعي، الذي خدم ثلاث دورات من 1997 – 2009، وسبقه السويدي هانز بليكس 1997 – 1981، الذي سبقه مواطنه سيغارد اكلند من 1961 – 1981، فيما كان المنصب بدأ من نصيب الأميركي استرلينغ كول الذي خدم من 1957 إلى 1961.

وعبر أمانو عن سعادته بإعادة اختياره، واصفا ذلك بإعادة ثقة في سكرتارية الوكالة. وفي معرض رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» إن كان في نيته تغيير الاستراتيجية التي تعامل بموجبها مع قضية الملف النووي طيلة فترته الأولى، قال إنه سيواصل العمل وفق أسلوب يحقق حلا دبلوماسيا، وفي هذا فإنه يحتاج لكل العون من إيران.

من جهة ثانية، وبعد عشر سنوات من اجتياح العراق بحجة حيازته أسلحة دمار شامل لم يتم العثور عليها قط، دعا كبير مفتشي الأمم المتحدة في العراق سابقا هانز بليكس المجتمع الدولي إلى عدم تكرار الخطأ نفسه عبر شن حرب على إيران. وقال الدبلوماسي السويدي السابق البالغ من العمر 82 عاما، في حديث مع عدد قليل من ممثلي وسائل الإعلام في دبي، إن «ذاكرة العالم قصيرة. الفشل والأخطاء المأساوية التي ارتكبت في العراق لا تؤخذ بعين الاعتبار كما يجب». وأضاف «في حالة العراق، كانت هناك محاولة من بعض الدول لتدمير أسلحة دمار شامل لم تكن موجودة. واليوم هناك مع يتكلم عن ضرب إيران لتدمير نوايا ربما ليست موجودة. آمل ألا يحصل ذلك». وبليكس الذي عمل في السابق وزيرا لخارجية السويد، عين عام 2000 مديرا تنفيذيا للجنة المراقبة الخاصة بالعراق.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,043,429

عدد الزوار: 6,749,213

المتواجدون الآن: 90