ماذا عن الاقتصاد والمجتمع؟

تاريخ الإضافة الجمعة 3 تموز 2009 - 8:26 ص    عدد الزيارات 1277    التعليقات 0

        

ركزت وسائل الإعلام المختلفة على تداعيات الأزمة التي فجرتها الانتخابات الإيرانية على المستوى الداخلي الإيراني وعلى مستقبل العلاقات الإيرانية الدولية؛ لكن أحداً لم يتطرق بشكل جدي ومباشر إلى الأزمات الحقيقية التي تلقي بظلالها على مستقبل إيران؛ ونقصد هنا الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تلاحق المجتمع الإيراني بسب غياب السياسات الحكومية للارتقاء بالتنمية الاقتصادية والبشرية على حد سواء.
والملاحظ من خلال قراءة متأنية لتقارير التنمية الصادرة عن منظمات الأمم المتحدة وكذلك معطيات الدراسات المختلفة عن اتجاهات التطور الاقتصادي والمجتمعي في إيران؛ نرى أن هناك رزمة من العوامل المساعدة في تأجيج الازمة باشكال مختلفة في ايران؛ وبالتالي الإبقاء على صورة التوتر في الشارع رغم الانتهاء من عملية الانتخابات؛ والثابت ان مطالبات شعبية ايرانية طفت الى السطح جنباً الى جنب مع الشعارات الانتخابية تدعو أصحاب القرار في ايران الى تبني سياسات اقتصادية وتنموية ناجحة لتحقيق مؤشرات نمو اقتصادية ترقى إلى معدل النمو السكاني والرفاه الاقتصادي والاجتماعي الذي تصبو اليه شرائح المجتمع المختلفة في ايران؛ وللدلالة على بؤس المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية في ايران يمكن الجزم من خلال معطيات تقارير الامم المتحدة بأن نسبة كبيرة من الشعب الإيراني الذي يصل مجموعه في العام الحالي 2009 إلى (70) مليون نسمة ترزح تحت خط الفقر؛ ناهيك عن تبوؤ إيران المرتبة الخامسة والتسعين من أصل 173 دولة في العالم أتت عليها تقارير التنمية البشرية خلال السنوات الاخيرة؛ أي أن إيران ورغم استحواذها على احتياطي نفطي كبير ومساهمتها اليومية الكبيرة في ضخ النفط الى السوق العالمي؛ بيد أنها لم تحقق سوى تنمية بشرية متوسطة بمعايير الناتج المحلي للفرد الإيراني الذي لم يتجاوز (1800) دولار سنوياً؛ ومعدلات التعليم بين الكبار في السن؛ ناهيك عن العمر المتوقع؛ وفي هذا السياق يذكر أن إيران لم تستطع التخطيط للزيادة السكانية العالية (3,6) في المائة سنوياً؛ وفي الوقت التي تنفق فيه الدولة الإيرانية على القطاع العسكري أكثر من خمسة في المائة من ناتجها المحلي؛ لم تنفق على قطاع الصحة سوى (1,5) في المائة وعلى قطاع التعليم 2,6 في المائة؛ الأمر الذي انعكس على اتجاهات التنمية البشرية في إيران كما اشرنا سابقاً؛ ويمكن القول أيضاً بان إيران لم تحقق التنمية المتوازنة بين المدن والأرياف فنسبة كبيرة ما تزال بعيدة عن خدمات الدولة المباشرة وخاصة الاتصالات؛ يمكن الاستدلال على ذلك من خلال بعض الحقائق؛ حيث تشير بعض التقارير الدولية إلى أن مكتبة واحدة فقط تتوفر لكل سبعين الف نسمة من الشعب الإيراني؛ ناهيك عن توفر (95) خط هاتف لكل الف نسمة من السكان؛ فضلاً عن (165) جهاز تلفزيون؛ واللافت أيضاً أن خمسين في المائة من المجتمع الإيراني هم من جيل الشباب؛ الأمر الذي فاقم من العوامل الضاغطة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي؛ حيث تشير الحقائق في هذا السياق أن معدلات البطالة قد وصلت إلى (12,5) في المائة في قوة العمل الإيرانية؛ ولهذا دلالة خاصة على التركيبة السكانية وخاصة الشباب الذين يعتبرون في سن الزواج؛ وهنا تبرز ظاهرة الخلل في أوضاع الزواج على مستوى المجتمع الإيراني، فهذه المشكلة ستؤدي إلى عدم وجود فرصة زواج لمليون ومائتي ألف فتاة إيرانية خلال العام الحالي 2009، بعبارة أخرى وحسب دراسات منشورة؛ سيكون هناك أكثر من 13% من النساء الإيرانيات اللائي في سني الإنجاب (15 ـ 50 سنة) غير متزوجات؛ ويمكن القول بأن مؤشرات عديدة ستتفاقم مثل الأمية والبطالة واتساع ظاهرة الفقر المدقع؛ وستنعكس تلك المؤشرات على سياقات الحراكات المختلفة في إيران إذا لم يتم التخطيط لها وربطها بعجلة التنمية مع الأخذ بالاعتبار النمو السكاني الكبير والمقدرات الاقتصادية الكبيرة المتوفرة وخاصة النفط ومشتقاته ومنتجات القطاع الزراعي الهائلة.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,065,492

عدد الزوار: 6,751,004

المتواجدون الآن: 94