أحمدي نجاد كبش فداء الاقتصاد الإيراني

تاريخ الإضافة الجمعة 12 تشرين الأول 2012 - 6:30 ص    عدد الزيارات 548    التعليقات 0

        

 

أحمدي نجاد كبش فداء الاقتصاد الإيراني
لميس فرحات       
شجعت الأزمة الاقتصادية التي تضرب ايران وانهيار العملية الوطنية العديد من منتقدي الرئيس محمود أحمدي نجاد الذين يصطفون للتشهير به ووضع الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة التي يتّسم بها انتخاب رئيس جديد في العام القادم.
إعداد لميس فرحات: هبط الريال الإيراني بنسبة 40 في المئة مقابل الدولار منذ آب/ أغسطس الماضي، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة التضخم، إلى جانب عراقيل أساسية أخرى اهمها حظر تصدير النفط المفروض من قبل الولايات المتحدة وأوروبا. واندلعت احتجاجات ضد ارتفاع تكلفة المعيشة في أسواق طهران الاسبوع الماضي واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود الغاضبة.
في هذا السياق، أشار موقع "بلومبيرغ" الاقتصادي إلى أن ايران تتوقع اندلاع اضطرابات أوسع، ما يضيف إلى الضغوط التي يقبع تحتها حكام إيران وزعماؤها الروحيون، الذين استخدموا القوة لقمع الاحتجاجات بعد اعادة انتخاب احمدي نجاد في العام 2009. وكان الرئيس قد تعرض لانتقادات في الماضي على خلفية تعاطيه مع مع الغرب، وتحول اليوم إلى كبش فداء لكل ما يحدث في البلاد بسبب سوء إدارته للاقتصاد.
"سيكون هناك طابور طويل من الناس المستعدين لدفع أحمدي نجاد نحو الهاوية ولومه على كل ما يحدث في البلاد"، قال انوش احتشامي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دورهام في المملكة المتحدة، مضيفاً أن " ايران تواجه الآن أكبر أزمة منذ جيلين، وفي هذه الظروف لا يمكن إخفاء الكفاءة تحت صخرة ما". وهددت اسرائيل بشن هجمات عسكرية على إيران لمنعها من الحصول على أسلحة نووية، فيما لم تستبعد الولايات المتحدة استخدام القوة لتحقيق هذه الغاية، ما أثار القلق بنشوب صراع في الخليج العربي يعطل احتياطيات النفط العالمية الكبيرة. وتقول ايران ان برنامجها النووي لأغراض سلمية وإن العقوبات تستهدف اقتصادها بشكل غير عادل.
فشل أساليب روبن هود
انتهز بعض المرشحين المحتملين في انتخابات حزيران/يونيو المقبل، أمثال علي لاريجاني، الفرصة لإلقاء اللوم على نجاد في التسبب بالانهيار الاقتصادي. وقال لاريجاني، المفاوض النووي السابق الذي استقال بعد خلاف مع الرئيس، إن سوء الإدارة هو المسؤول عن 80 في المئة من مشاكل ايران الاقتصادية، مضيفاً أن "أساليب روبن هود" لم تساعد البلاد. ويعني لاريجاني بـ "اسلوب روبن هود" الجهود التي يبذلها نجاد كالتعهد بتوزيع ثروة النفط على قدم المساواة، تحويل الغذاء العالمي والطاقة نحو الفقراء وغيرها من المحاولات.
وعلى الرغم من أن صندوق النقد الدولي أشاد بالبرنامج الذي سعى نجاد إلى تطبيقه، إلا أن النقاد يقولون انه أجج التضخم الذي يقول لاريجاني انه كان أعلى بكثير من 23.5 في المئة في آب/ أغسطس الماضي. انتقد النائب الياس نادران الرئيس نجاد لتقاعسه عن العمل في مواجهة هبوط العملة، قائلاً :"أنا حقا لا أعرف ما الذي يفكر به. ما هي خطته؟" مشيراً إلى أن نجاد لم يعترف بارتكابه خطاً واحداً طوال فترة رئاسته التي دامت سبع سنوات.
سلطة من دون مساءلة
يطالب العديد من النواب باستعداء نجاد للرد على أسئلة حول اضطرابات العملات. وفي آذار/ مارس أصبح نجاد أول رئيس في تاريخ الجمهورية الاسلامية الذي يحال ملفه على الجمعية ويضطر للدفاع عن سجله. وقال محللون بما في ذلك كريم سجادبور، الخبير في الشؤون الإيرانية في مؤسسة كارنيغي إن دور أحمدي نجاد جلب الكثير من الانتقادات للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي وغيره من رجال الدين. وأشار موقع "بلومبيرغ" إلى أن خامنئي هو صاحب الكلمة الأخيرة في السياسة النووية والخارجية وأن نفوذ الرئيس محدود في تلك المجالات، ما يعني أن رحيل أحمدي نجاد لن يؤدي بالضرورة إلى تغييرات في السياسة الايرانية. وقال سجادبور: "خامنئي يعتمد أسلوب ممارسة السلطة من دون مساءلة، ولذلك فهو يحتاج إلى رئيس لا يملك السلطة ولكن يمكن محاسبته".
خلفاء المحتملين
يعتبر بعض المراقبين أن علي أكبر ولايتي مستشار السياسة الخارجية لخامنئي هو المرشح المحتمل لخلافة أحمدي نجاد، إلى جانب محمد باقر قاليباف، رئيس بلدية طهران. وعلى الرغم من هذه الاحتمالات، من الصعب معرفة من سيحصل على المركز، لأن المرشحين يحتاجون إلى موافقة مجلس الشورى، بناء على معايير عقيدتهم الإسلامية والتمسك بالمبادئ الدينية.في مؤتمر صحافي في طهران يوم 2 اكتوبر، أشار أحمدي نجاد إلى انه لن يخرج بهدوء، فقال: "ألا يملك أي شخص آخر في هذه البلاد أوجه قصور سوى الحكومة؟" ملقياً اللوم على"حرب نفسية" يشنها أعداء إيران في التسبب بالصعوبات الاقتصادية.
حياة الجحيم
وقال جالا رياني، محلل رئيس للشرق الأوسط في لندن، إن "حياة أحمدي نجاد قد تتحول إلى جحيم بين اليوم وصولاً إلى فترة الانتخابات، على الرغم من أنه من غير المحتمل أن تتقلص وفترة ولايته عبر الاقالة".وقال علي أنصاري مدير معهد الدراسات الإيرانية في جامعة سانت أندروز في اسكتلندا انه "من غير المحتمل ان تغيير الرئيس سيجلب التحسينات التي يدعو إليها الكثير من منتقدي نجاد". وأضاف: "لا أعتقد أن أحداً يصدق أن اللوم يقع على نجاد وحده، أو أن تغيير الرئيس سوف يغير من الأمر كثيراً".
 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,107,660

عدد الزوار: 6,753,137

المتواجدون الآن: 89