طهران «مُتخمة» بالقادة الأجانب... وسكانها يتمتعون بهواء نقي

تاريخ الإضافة السبت 1 أيلول 2012 - 6:34 ص    عدد الزيارات 593    التعليقات 0

        

 

طهران «مُتخمة» بالقادة الأجانب... وسكانها يتمتعون بهواء نقي
طهران – محمد صالح صدقيان
منذ أكثر من 30 سنة من عمر الجمهورية الاسلامية، لم تسنح لإيران فرصة استضافة هذا العدد الضخم من الرؤساء ورؤساء الوزراء ووزراء الخارجية والأمراء المشاركين في قمة حركة عدم الانحياز. فطهران التي لا تُحسد علی علاقاتها الخارجية، إقليمياً ودولياً، استفاقت علی وجود قادة 120 دولة في عاصمتها التي ما زالت شعاراتها تتحدث عن الثورة وقيم الإمام الخميني ومعاداة الولايات المتحدة، وعن عالم بلا إسرائيل.
لم تسعَ إيران الی إنجاز هذه التظاهرة الدولية، ولكنها جاءتها على طبق من ذهب في هذه الظروف، لتوظيفها في تسوية ملفاتها الساخنة مع المجتمع الدولي، وتحديداً مع الدول الغربية التي راهنت علی عزلها سياسياً واقتصادياً. فإذا كان صحيحاً أن على الدولة المضيفة للمؤتمر الحفاظ علی استقلاليتها في المسائل المطروحة، لكن الصحيح أيضاً أن القيادة الايرانية أرادت استغلال المؤتمر لتوضيح موقفها إزاء كل القضايا التي تهم دول حركة عدم الانحياز، إضافة الی ملفاتها التي أصبحت أكثر سخونة، بعدما سعت الدول الغربية الی ممارسة مزيد من الضغوط الاقتصادية والسياسية، لإرغام طهران علی تغيير مواقفها إزاء ملفات عدة.
وإذا كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تمرّد علی الولايات المتحدة، بذهابه الی طهران، لكنه أتى حاملاً رسالة للقيادة الايرانية تدعوها الى الالتزام بواجباتها في الملف النووي ومسائل أخری، مثل حقوق الإنسان وملفات إقليمية اتخذت في شأنها مواقف أصبحت مقلقة لدول اقليمية ودولية. لكنه سمع كلاماً واضحاً من مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي، وكلاماً أكثر وضوحاً من المسؤولين البارزين الذين التقاهم، في شأن القضايا التي حملها الى طهران.
وليس واضحاً هل اقتنع بان بما سمعه من الإيرانيين في شأن برنامجهم النووي، أو أنه ما زال يشكّك في صدقيتهم، علی رغم تأكيد خامنئي في خطابه أمام القمة، مطالبته بشرق أوسط خال من السلاح النووي، ونزعه في العالم أجمع.
الرئيس المصري محمد مرسي الذي تحدث عن ضمير دول عربية وإسلامية، حين وصف النظام السوري بأنه قمعي، مطالباً بـ «ترجمة التعاطف مع الشعب السوري الی رؤية سياسية واضحة تدعم الانتقال السلمي الی نظام حكم ديموقراطي يعكس رغبات الشعب في الحرية»، ألقی الكرة في ملعب دول عدم الانحياز، لتطرح مبادرة تنهي الأزمة في سورية. لكن ذلك لم يغضب الايرانيين الذين يتطلعون الی تفاهم مع مرسي، ليس في شأن الأزمة السورية فقط، بل حول ملفات عالقة بين البلدين منذ 3 عقود، وفي مقدمها العلاقات الديبلوماسية المقطوعة بين البلدين منذ 1980.
أما الشعب الايراني، وتحديداً سكان طهران، فيسألون ماذا يمكن القمة التي عطّلت أعمالهم أسبوعاً، في مدينة يتعدى عدد قاطنيها 12 مليون شخص، أن تحقّقه لهم؟ ويسأل الايرانيون عن إمكان تأثير المؤتمر في العقوبات، وفي مستقبل المحادثات مع الدول الست المعنية بالملف النووي لإيران.
وقد تفتقر هذه الأسئلة إلی أجوبة الآن، لكنها تعتمد علی كفاءة الحكومة الايرانية في آلية توظيف هذا الحدث، لخدمة مصالح شعبها. على أن ذلك لم يمنع سكان العاصمة من التمتع بهواء نقي وفّرته لهم عطلة منحتها السلطات، إذ خففت من ازدحام البشر والسيارات. والخاسر الوحيد هم 110 آلاف شرطي نشرتهم السلطات لضمان الأمن في طهران، والذين سهروا طيلة أسبوع لاستقبال وفود ازدحم بهم مطار العاصمة.
 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,156,982

عدد الزوار: 6,757,764

المتواجدون الآن: 124