هل قُتل العالم النووي الإيراني محمدي بيد استخبارات بلاده؟

تاريخ الإضافة الأحد 27 أيار 2012 - 4:53 ص    عدد الزيارات 567    التعليقات 0

        

 

هل قُتل العالم النووي الإيراني محمدي بيد استخبارات بلاده؟
صلاح أحمد         
في منتصف الشهر الحالي أعدمت طهران شابًا قالت إنه جاسوس للموساد اغتال بأوامره العالِم النووي مسعود محمدي. لكن المشككين يذهبون إلى أن المخابرات الإيرانية هي التي قتلته لأنه كان مواليا للمعارضة، ويقولون إنهم يملكون الدليل أيضا على براءة «جاسوس الموساد» المزعوم.
صار الهمس مسموعاً على مواقع الإنترنت فقال إن المخابرات الإيرانية هي التي اغتالت العالم النووي البروفيسور مسعود علي محمدي في 2010. وفي 15 من الشهر الحالي أُعدم النجم الرياضي ماجد جمالي فاشي بجريرة قتله لمحمدي تنفيذًا لأوامر «الموساد»، ونُفذ فيه حكم الإعدام شنقا بسجن إيفين في طهران.
ونقلت صحف بريطانية أن نشطاء المعارضة الإيرانية يشيرون إلى عدد من التناقضات التي اكتنفت هذه القضية. وتشير هذه بدورها إلى أن عملاء استخبارات النظام هم الذين يقفون وراء مقتل العالم النووي. ويقول كاتب المدونة الإلكترونية (بلوغر) الإيراني بوتكين أزرماهر إن قدرا كبيرا من المصداقية يسند هذا الزعم. بل أنه يصل حد القول إن فاشي «مجرد كبش فداء إذا أُعدم فعلا أو انه لم يُعدم في المقام الأول».
ويرتبط الأمر في أهم أطرافه بوثيقة سفر عرضتها السلطات الإيرانية وقالت إنها تعود لفاشي. وهي تظهر أنه سافر من أذربيجان (حيث شارك في منافسات لملاكمة الركل في 2009) إلى تل أبيب. وكان هذا مقرونًا باعترافه على التلفزيون الإيراني بأنه تلقى تدريبًا في قاعدة عسكرية إسرائيلية وتعلم - باستخدام مجسم لدار العالِم الإيراني - كيفية تنفيذ مهمته لقتله بدراجة نارية مفخخة.
لكن أزرماهر يلاحظ - كبقية المشككين - أن تاريخ الوثيقة لا يعود إلى العام 2009، وهو تاريخ زيارة فاشي إسرائيل كما تقول طهران، وإنما إلى 2003، أي عندما كان في الخامسة عشرة من عمره لا أكثر. ومع ذلك فإن الصورة التي تحملها الوثيقة تعود إليه وهو في العشرينات من عمره. وبعبارة أخرى، كما يقول أزرماهر ونشطاء المعارضة الإيرانية، فإن الوثيقة «مزوّرة بجلاء لأن صانعها لم يتنبّه إلى أهم تفاصيلها على الإطلاق»!.
وكان العالم النووي الإيراني (50 عامًا) موضع القضية قد قتل بتفجير دراجة نارية مفخخة أمام منزله بشمال طهران في يناير / كانون الثاني 2010. وعلى الفور وجهت السلطات الإيرانية أصبع الاتهام إلى «وكالات استخبارات أجنبية تسعى لوقف مشروعنا النووي السلمي». وبعد انقضاء نحو عام أعلنت في عاصفة إعلامية عاتية اعتقال «عشرة جواسيس يعملون للموساد الإسرائيلي» قالت إنهم دبروا مقتل محمدي، ومن بينهم فاشي.
والواضح أن هذا الأمر برمته لم ينته فصولا بعد وأن أبعادا عديدة فيه لا تزال غامضة. وعلى سبيل المثال فرغم أن السلطات الإيرانية أعلنت إعدام فاشي، فقد بثّت شريط فيديو لتنفيذ الحكم فيه. لكن نوعية الصورة في هذا الشريط متدنية ولا تظهر بأي شكل ما أن كان الشخص المعلّق من حبل المشنقة هو فاشي فعلاً. وفي هذا الاتجاه نفسه فقد التزمت السلطات الصمت الكامل إزاء مصير «جواسيس الموساد» التسعة الآخرين الذين ألقت القبض عليهم مع فاشي بالتهمة نفسها ولم تشر إلى مصير أي منهم.
وبالإضافة إلى هذا فهناك عدد من الأسئلة المعلقة أيضا فوق الضحية البروفيسور محمدي، الذي كان يدرّس فيزياء الجزيئات بجامعة طهران. فليس من دليل على أنه كان ذا علاقة بمشروع إيران النووي وأحد العاملين فيه كما تقول إيران الرسمية.
والواقع أن معارضين للنظام يقولون إنه كان نصيرا لحركة «الخضر» وعلى وشك الهجرة إلى سويسرا، وإن المخابرات الإيرانية هي التي اغتالته لأنه كان مواليًا أيضا لزعيم المعارضة المهندس المعماري رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي. ويضيف هؤلاء أن نظام طهران يستغل الأجواء المنذرة بحرب مع إسرائيل (حول البرنامج النووي الإيراني) ويستخدمها ذريعة للانقضاض على المعارضين بالداخل.
 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,612,688

عدد الزوار: 6,904,010

المتواجدون الآن: 89