لافروف: أي هجوم عسكري على إيران تهديد للأمن الإقليمي والعربي

حذر من نزوح الآذريين من إيران بعد تقارير عن أن المقاتلات الإسرائيلية ستنطلق من أذربيجان

يريفان - لندن: «الشرق الأوسط».... حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من هجوم عسكري على إيران، وقال إن توجيه ضربة عسكرية إلى الجمهورية الإسلامية سيهدد أمن أذربيجان والمنطقة العربية أيضا.

وكان مسؤولون إسرائيليون قد هددوا بشن ضربات عسكرية على طهران بسبب البرنامج النووي الإيراني الذي تقول إسرائيل بأنه تهديد لأمنها، وجاء ذلك في وقت وردت فيه تقارير عن أن المقاتلات الإسرائيلية ستنطلق من قواعد عسكرية في أذربيجان لتنفيذ تلك الضربات.

وقال لافروف عقب لقاء مع نظيره الأرميني إدوارد نالبانديان في يريفان أمس: «في حال وقع الأسوأ وتم اللجوء للقوة العسكرية، فإن ذلك سيهدد ليس فقط أمن أرمينيا، بل أذربيجان أيضا. ويجب الأخذ في عين الاعتبار أن تعداد الجالية الآذرية في إيران يفوق عدد سكان أذربيجان بثلاثة أضعاف، ومن الصعب التنبؤ بكيفية تصرفهم في حال توجيه الضربة إلى إيران».

وواصل الوزير الروسي: «سيؤدي ذلك إلى تدفق اللاجئين، بلا شك، وإذا حدث ذلك، لا سامح الله، سيتوجه الكثير منهم إلى روسيا، هذا أمر واضح بالنسبة لي، مع العلم بأن الجالية الآذرية في روسيا كبيرة».

وأردف قائلا: «سيهدد ذلك الأمن الإقليمي والأمن العربي. فمن الصعب التنبؤ بالعواقب لكثرة مكونات هذا الموضوع، لكنه من الواضح أنها ستكون خطيرة وسلبية».

وكانت تقارير صحافية قد تحدثت عن أن أذربيجان سمحت للمقاتلات الحربية الإسرائيلية بأن تستخدم قواعد عسكرية في أذربيجان لضرب إيران، في حال اضطرارها إلى توجيه ضربة كهذه. بينما قالت مجلة «فورن بوليسي» الأميركية، إن استخدام القواعد الأذربيجانية سيحل أحد أصعب التحديات والعقبات الرئيسية التي تعترض أو من شأنها أن تعيق ضرب منشآت الذرة الإيرانية - الحاجة لتزويد المقاتلات الإسرائيلية بالوقود في الجو - وبالتالي فإن انطلاق الهجوم من أذربيجان المجاورة لإيران سيحل هذه المشكلة.

وقال وزير الخارجية الروسي أمس «عندما نسمع تصريحات بعض المسؤولين عن أن جميع الخيارات مطروحة أود أن أوضح أنه يجب أن تكون هذه الخيارات قانونية ومعتمدة على الشرعية الدولية»، وواصل: «إن القانون الدولي يحرم استخدام القوة إلا في حالات تعرض الدول للاعتداء. لهذا آمل أن يبدي أولئك الذين يناقشون هذه الخيارات مسؤوليتهم».

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أكد في أوقات سابقة أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة في التعامل مع إيران.

وكانت أذربيجان قد نفت إجازتها إسرائيل استخدام قواعدها الجوية في حال توجيه ضربات جوية ضد منشآت نووية إيرانية. واعتبر مسؤول كبير في الإدارة الرئاسية الأذربيجانية أن هدف هذه الادعاءات «هو الضرر بالعلاقات بين أذربيجان وإيران».

وكانت العلاقات بين طهران وباكو قد توترت في الآونة الأخيرة بعد أن أثارت علاقات باكو مع إسرائيل استياء إيران. وبحسب الصحافة الإيرانية، قد تكون أذربيجان اشترت من إسرائيل أسلحة بمئات ملايين الدولارات. كما اتهمت طهران باكو بمساعدة منفذي عمليات اغتيال مسؤولين عن البرنامج النووي الإيراني نسبتها طهران لإسرائيل.

وبدورها أكدت أذربيجان أنها أحبطت اعتداءات خططت لها طهران ضد سفارتي إسرائيل والولايات المتحدة في باكو، وهو ما نفته إيران.