لماذا يحبِّذ رجال الدين الإيرانيّون ضربة إسرائيلية؟

تاريخ الإضافة الأربعاء 7 آذار 2012 - 5:53 ص    عدد الزيارات 688    التعليقات 0

        

 

لماذا يحبِّذ رجال الدين الإيرانيّون ضربة إسرائيلية؟
يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي من أجل توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الايرانية، لكنّ رجال الدين في طهران قد يجدون الضربة الاسرائيلية بمثابة حلّ لمشاكلهم السياسية الداخلية.
فيما يحشد نتانياهو مؤيّديه الأميركيين ويثبط التعامل الديبلوماسي مع طهران، يرى بعض مسؤولي الاستخبارات وخبراء في الشأن الايراني أنّ الضربة العسكرية الاسرائيلية ممكن أن تكون أكثر ما يسعى المتشددون في إيران الى اثارته، حسب ما أفادت مجلة "نيوزويك" الأميركية.
وفي هذا السياق، قال ضابط كبير سابق في وكالة الاستخبارات المركزية، مارتي مارتن- قائد الوحدة التي لاحقت إرهابيي القاعدة بين عامي 2002 و2004 -: "إنّ القادة الإيرانيين الأكثر تشدّداً ينخزون ويدفعون الاسرائيليين، لأن ضربهم عسكرياً سوف يساعدهم على وضع مشاكلهم الداخلية جانبا".
وأكّد مارتن، الذي قضى معظم حياته المهنية في وكالة الاستخبارات في الشرق الأوسط، "أنّ بعض رجال الدين الايرانيين وعدد من القادة في الحرس الثوري الايراني، الذين يواجهون الشعب المستاء والقلق، يبحثون عن سبل لترسيخ الدعم الشعبي لهم"، وأضاف: "هم يرون الأمر على هذا النحو، اذا قصفتهم اسرائيل فإن ذلك سوف يخفّف من الضغوط الداخلية عليهم".
وتشمل مشاكل ايران الداخلية مستوى بطالة يزيد عن 12 في المئة، واقتصاد محطّم (بسبب العقوبات الدولية) واستياء شعبي من النظام القمعي بالإضافة الى اشمئزاز واسع النطاق من الفساد المستشري في البلاد.
من جهة ثانية، قال مارتن: "إذا كنت شخصا ايرانياً، فهناك منفعة من الضربة العسكرية الاسرائيلية، وهي ضربة لن تكون ناجحة عسكرياً، ولكنّها ستكون ناجحة في إعلان انطلاق اللعبة".
من جهته، يشاطر الضابط السابق في وكالة الاستخبارات الوطنية بول بيلار مارتن هذا الأمر، على الرغم من أنه يشدّد على أنّ قسماً من القيادة الايرانية فقط يتآمر على هكذا سيناريو. وقال: "إنّ ذلك عقلاني جدّاً، فمن وجهة نظر بعض عناصر النظام الايراني، فإن ذلك سوف يلعب لمصلحتهم السياسية". وبيلار الذي أمضى 28 عاماً في وكالة الاستخبارات المركزية، هو الآن استاذ في جامعة جورج تاون، أضاف: "اعتقد بقوة أنّ النتيجة السياسية لضربة عسكرية سوف تصبّ في مصلحة المتشدّدين".
وفي شهر كانون الثاني المنصرم كانت صحيفة ايرانية مقرّبة من الخامنئي قد نشرت الخبر "القنبلة"، أنّ موقعاً نووياً مدفوناً تحت الأرض هو في صدد بدء عملية تخصيب اليورانيوم. وفي هذا السياق قال الخبير في الشؤون الإيرانية في مؤسسة "كارنيغي للسلام الدولي" كريم سادجادبور: "إنّ مسؤولين بارزين في البيت الأبيض تساءلوا في تلك الفترة عمّا إذا كان بعض العناصر داخل النظام الايراني يحاولون جرّ إسرائيل نحو شنّ ضربة عسكريّة جويّة".
وفي هذا السياق، قال سادجادبور: "البيت الأبيض مدرك لحقيقة أن هناك عناصر متطرّفة في طهران قد تكون ترغب في اثارة هجوم من أجل مصالحهم الشخصية الداخلية".
وأضاف: "أعتقد أنّ انفجاراً عسكرياً قد يكون من الأشياء القليلة التي بإمكانها إعادة تأهيل النظام الايراني، ويمكن لانفجار مماثل أن يعيد إحياء الفكر الثوري وإعادة إصلاح الكسور العميقة الموجودة في أوساط النخبة السياسية وبين الشعب والنظام".
إنطلاقاً من ذلك، فإن ايران قد تقدم على تخطّي "الخطوط الحمراء" التي وضعتها الولايات المتحدة أو إسرائيل، وذلك من أجل التسبّب في شنّ هجوم تعتقد أنه لن يكون فعّالاً على نطاق واسع ضد منشآتها النووية، ولن يسبّب في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.
وفي هذا السياق، قال أحد قدامى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، الذي أمضى سنوات طويلة في العمل مع عملاء ايرانيين، أنه يجد هذا السيناريو "منطقياً بالكامل". وأضاف: "أنّ هؤلاء الأشخاص الذين يحاولون التسبب بضربة عسكرية، لن يموتوا، لأنهم ليسوا الأشخاص الذين سيتم ضربهم. وهم قادرون على ايجاد وتوظيف عالِم آخر أو خبير تقني آخر، لأن هؤلاء هم الأشخاص الذين سيقتلون".

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,193,620

عدد الزوار: 6,939,924

المتواجدون الآن: 116