ماذا يعني الهجوم على منزل الخميني وحوزات قم؟.."لحظة كسر المحرمات"..

تاريخ الإضافة الإثنين 21 تشرين الثاني 2022 - 4:02 ص    عدد الزيارات 482    التعليقات 0

        

تقرير: ميليشيات الباسيج تقود حملة الحرس الثوري ضد الانتفاضة الإيرانية..

المصدر | إنتلجنس أونلاين- ترجمة وتحرير الخليج الجديد... قال موقع "إنتلجنس أونلاين" الفرنسي المعني بالشؤون الاستخباراتية، إن ميليشيات "الباسيج" التابعة للحرس الثوري الإيراني تقود حملته ضد الانتفاضة الشعبية الإيرانية. ومليشيات "الباسيج" مجموعة شبه عسكرية، راسخة في المؤسسات المدينة الإيرانية، وتتلقي أوامرها من الحرس الثوري الإيراني. وأوضح الموقع أن مليشيات الباسيج، المسؤولة عن سقوط عدد كبير من الضحايا في صفوف المدنيين منذ وفاة الشابة "مهسا أميني"، تم نشرها بكثافة لمواجهة المتظاهرين ضد النظام في طهران. وذكر أن الهدف من هذا الانتشار هو تمكين قائد الحرس الثوري الإيراني "حسين سلامي" من اتخاذ إجراءات أكثر صرامة حال استمرار الاضطرابات في إثارة التوتر، او حتى قدرا معينا من المعارضة ضد النظام. ولفت الموقع أن الحرس الثوري الإيراني، اهتز بعد إقالة رئيس مخابرات ورئيس الباسيج السابق "حسين طيب" في يونيو/حزيران؛ ليخلفه "محمد كاظمي" بعد شهر. والآن يتعرض الحرس الثوري لاختبار يتمثل في الانتفاضة الشعبية المندلعة في البلاد والتي لا يزال يتعين عليهم احتوائها. وبالمثل، فإن إقالة "سعيد محمد" من منصب أمين عام المجلس الأعلى للمناطق الحر في الحرس الثوري (المرشح الخاسر في انتخابات عام 2021)، واستبداله بإحسان "عبد المالكي"، في 6 نوفمبر / تشرين الثاني، تعتبر بمثابة علامة أخرى على الخلاف داخل الحرس الثوري الإيراني. ولفت الموقع إلي وجود تقرير استخباراتي صادر من "كاظمي" و"اسماعيل الخطيب" رئيس وزارة المخابرات، في 30 أكتوبر/ تشرين أول، حاول إلقاء اللوم على الوضع في البلاد على عمليات التسلل من قبل الولايات المتحدة، ولا سيما وكالة المخابرات المركزية. وأشار الموقع أن "سلامي" الذي يعقد العزم على الحفاظ على الحرس الثوري الإيراني، يقوم بإرسال مليشيات الباسيج لمواجهة المظاهرات. يبلغ عدد الميليشيات حوالي مليون فرد في المجموع، بما في ذلك حوالي 100000 مقاتل في الخدمة الفعلية. بقيادة "غلام رضا سليماني"، غالبا ما تأتي عناصر الباسيج المتطوعة من المناطق النائية في إيران مثل بلوشستان. ولدى الباسيج أيضًا وحدة "شرطة الأخلاق" برئاسة "محمد رستمي جشمه كجي"، والتي يتم حشدها بنشاط بموجب أوامر الحرس الثوري الإيراني. وإضافة إلى ذلك هناك فرقة "الباسيج" السيبرانية مثل "لواء سلمان" أو "الكتائب المسلحة الأخرى" التي تعمل بالتنسيق مع قائد القوات المسلحة في الحرس الثوري، كما ينشط العميد "كيومارس حيدري" قائد القوات البرية بالجيش الإيراني، للغاية في طهران حيث أصيب المئات من مقاتليه منذ بدء المظاهرات. وفي 16 سبتمبر/ أيلول الماضي، اندلعت احتجاجات بأنحاء إيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) بعد 3 أيام على توقيفها لدى "شرطة الأخلاق" المعنية بمراقبة قواعد لباس النساء. وأثارت الحادثة غضبا شعبيا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية في إيران، وسط روايات متضاربة عن أسباب الوفاة.

الديمقراطي الكردستاني: الانتفاضة بإيران تريد إسقاط الحكم

دبي - العربية.نت... فيما تستمر الاحتجاجات التي تفجرت في إيران إثر مقتل الشابة الكردية مهسا أميني، شدد الحزب الديمقراطي الكردستاني على أن "الانتفاضة بكل أطيافها تريد إسقاط الحكم في البلاد". وقال مسؤول الإعلام في الحزب، آسو صالح، لـ"العربية/الحدث"، اليوم الأحد، إن الانتفاضة متعددة وغير محصورة بمكون محدد. فيما كشف أن النظام في إيران يحاول شق وحدة صف الأكراد.

رغم تهديدات خامنئي

يشار إلى أنه على الرغم من تهديدات المرشد علي خامنئي بقمع الاحتجاجات ومطالبة السلطة القضائية بمحاكمة من يشارك في "الأعمال الشريرة"، في إشارة إلى المظاهرات الشعبية، شكلت نحو 30 مدينة في 18 محافظة مسرحاً للاحتجاجات ضد النظام خلال الـ24 ساعة الماضية. كما انطلقت مظاهرات وإضرابات طلابية بنحو 50 جامعة وكلية في طهران ومدن أخرى، وفق ما كشفت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي.

غضب حول عدة قضايا

وتعم التظاهرات البلاد منذ 16 سبتمبر الفائت إثر مقتل أميني البالغة من العمر 22 عاماً، بعد اعتقالها في طهران من قبل "شرطة الأخلاق". فقد أشعلت وفاتها منذ ذلك الحين نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القوانين المتشددة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية والدينية بشكل عام. بينما تصدت القوات الأمنية بشكل عنيف للمحتجين، ما أدى إلى مقتل نحو 400 متظاهر، بينهم 47 قاصراً، بحسب وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان "هرانا". كما اعتقل ما لا يقل عن 14170 شخصاً، بينهم 392 طالباً، في تلك الاحتجاجات.

"لحظة كسر المحرمات".. ماذا يعني الهجوم على منزل الخميني وحوزات قم؟

الحرة / خاص – دبي... العديد من المتاجر في البازار الكبير بالعاصمة الإيرانية أغلقت وسط دعوات للإضراب

بعد ثلاثة أشهر من اندلاع انتفاضة شعبية في جميع أنحاء البلاد، حوّل المتظاهرون الإيرانيون غضبهم ضد مؤسس الثورة الإسلامية، روح الله الخميني، بعد أن أحرقوا المنزل الذي ولد فيه رجل الدين الراحل. وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن محتجين أضرموا النيران منزل الخميني الذي تحول إلى متحف. وأظهرت صور تحققت وكالة فرانس برس من صحتها اندلاع النيران في المنزل الواقع بمدينة خمين في محافظة مركزي خلال وقت متأخر الخميس بينما مرّ حشد من المتظاهرين الذين كانوا يحتفلون من أمام المكان. كما تحققت وكالة رويترز من موقع مقطعين عبر ملاحظة أقواس مميزة ومبان تتطابق مع الصور الأرشيفية. إلا أن وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء نفت احتراق منزل الخميني وقالت إن عددا قليلا من الناس تجمعوا خارجه. وقالت الوكالة الإيرانية إن "التقارير كاذبة. أبواب منزل الزعيم الراحل مؤسس الثورة الكبرى مفتوحة للجمهور". واعتبرت الباحثة في الشؤون الإيرانية، منى السيلاوي، أن هذه التطورات تعطي إشارة على أن الشعب يريد التخلص من النظام الإسلامي الذي يحكم البلاد. وقالت السيلاوي لموقع "الحرة" إن حرق منزل الخميني تمثل "رسالة للإصلاحيين بأن العودة للزمن الذهبي" مسألة تم تجاوزها، لافتة إلى أن التيار الإصلاحي في طهران دائما ما يطالب بإعادة حقبة الخميني ويصفها بـ "الذهبية". توفي الخميني عام 1989 لكنه ما زال يعد شخصية رمزية مؤثرة بالنسبة للقيادة الدينية في عهد خلفه، علي خامنئي. تم تحويل المنزل لاحقا إلى متحف لاستذكار الخميني. ولم يتضح حجم الضرر الذي تعرّض له بعد الحريق. وأحرق المتظاهرون مرّات عدة صور الخميني أو قاموا بتشويهها، في أعمال تشكّل خرقا للمحظورات في الجمهورية الإسلامية التي ما تزال تحيي ذكرى وفاته عبر يوم عطلة كل يونيو. وعلى الرغم من حملة القمع المميتة والاعتقالات الجماعية من قبل السلطات، واصل المتظاهرون الإيرانيون احتجاجات مكثفة ضد القادة الدينيين في البلاد وقوات الأمن في حركة تتخطى الاختلافات العرقية والطبقية والسياسية، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز". من جانبها، تتهم طهران، التي تعتبر معظم هذه التظاهرات "أعمال شغب"، قوات خارجية بالوقوف وراء حركة الاحتجاج في محاولة لزعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية.

"ليس لديه شيء يخسره"

كانت النساء على وجه الخصوص في طليعة الاحتجاجات منذ بدايتها في سبتمبر الماضي، بعد وفاة الشابة مهسا أميني، 22 عاما، بعد ثلاثة أيام من احتجازها لدى شرطة الأخلاق في البلاد بعد انتهاكات مزعومة لقيود اللباس الإسلامي. خلال الأيام الأخيرة، انتشرت أيضا الإضرابات عن العمل في مؤشر على زيادة الضغط على الحكومة. ففي أكثر من 12 مدينة رئيسية، بما في ذلك العاصمة طهران، توقفت التجارة تقريبا، الجمعة، لليوم الرابع على التوالي مع إغلاق المتاجر وإغلاق الأسواق التقليدية. وانضم الكثير من الإيرانيين إلى المقاطعة هذا الأسبوع بعدم التسوق، وفقا للصحيفة الأميركية. ولفتت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن الغضب وصل إلى الهجوم على إحدى الحوزات العملية وإحراقها بمدينة قم، وهي مدينة لطالما كانت معقلا للمدارس الدينية الشيعية في البلاد بعد الثورة التي تمكن فيها الخميني من الإطاحة بنظام الشاه رضا بهلوي عام 1979. وأرجعت السيلاوي الهجوم على الحوزات العلمية لأسباب اقتصادية وثقافية. وبينما تحصل الحوزات على الأموال وتزيد موازناتها سنويا، لا تملك المدارس الميزانية الكافية، حيث انضم اتحاد المدرسين، وهو أحد أكبر نقابات البلاد، للاحتجاجات بسبب تدني الرواتب، بالإضافة إلى تردي البنية التحتية للمدارس التي لم ترمم بعضها منذ عهد الشاه، بحسب السيلاوي. واستمرت الاحتجاجات والاشتباكات في جميع أنحاء البلاد، الجمعة، مع اندلاع موجة جديدة من الغضب على استهداف قوات الأمن للأطفال والمراهقين. وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أشخاصًا يهتفون في الشوارع وأسطح المنازل: "لا نريد نظامًا لقتل الأطفال". وتقول جماعات حقوقية إن ما لا يقل عن 50 قاصرا قُتلوا منذ بدء الانتفاضة في منتصف سبتمبر، ويُعتقد أن ما بين 500 إلى 1000 قاصر محتجزون وغالبًا ما يُحتجزون في زنازين مع البالغين. والأربعاء، كان ثلاثة أطفال من بين سبعة أشخاص قتلوا بالرصاص في مدينة إيذة، بؤرة احتجاجات واشتباكات متنوعة عرقيا في محافظة خوزستان جنوب غرب البلاد. وعلقت السيلاوي قائلة إن هؤلاء الأطفال لم يعيشوا في عهد الشاه الذي كانت فيه البلاد منفتحة على العالم وتملك حريات إلى حد ما، بعكس كبار السن الذي يعرفون الفرق بين النظام السابق والحالي. وأضافت أن محاولات التلقين الإيديولوجية لهؤلاء الأطفال "فشلت" على الرغم من كونهم لم يعرفوا سوى النظام الإسلامي، موضحة أن الأطفال باتوا أكثر شجاعة ويحثون أهاليهم على التظاهر.

قتل واعتقالات ومداهمات.. السلطات الإيرانية تبطش بالشباب والأطفال

لم يكن الأطفال بمنأى عن الغضب والقمع الذي واجهت به السلطات الإيرانية الاحتجاجات التي اجتاحت مدنا إيرانية مختلفة منذ أسابيع، حيث لقي عشرات القاصرين حتفهم واعتقل المئات، وفق ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" التي أجرت مقابلات مع آباء بعض الضحايا وأقاربهم، بالإضافة إلى محامين وحقوقيين. وقالت إن اندفاع المراهقين الشجعان "يسبب أزمة للنظام" رغم كل محاولات التلقين الأيديولوجي. وتابعت: "النظام لا يتراجع (عن القمع) ولا يقدم إصلاحات ثقافية ولا اقتصادية ... من السيء أن يصل الشعب لدرجة أن ليس لديه شيء يخسره". في المقابل، زعمت الحكومة أن "الإرهابيين قتلوا المدنيين"، بمن فيهم الأطفال الثلاثة. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن محافظ خوزستان قوله إنه تم اعتقال 11 شخصا على خلفية "الهجوم الإرهابي". والسبت، ندّدت طهران بـ "صمت" المجتمع الدولي بعد هجمات دامية شهدتها عدّة مدن إيرانية، ووصفتها الحكومة بأنها أعمال "إرهابية". وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان نشرته وكالة أنباء "إرنا" الرسمية إنّ "الشعب الإيراني والمجتمع الدولي شهدا في الأيام الأخيرة أعمالاً إجرامية من قبل مجموعة من الإرهابيين لا تعرف الرحمة ضدّ المواطنین الأبریاء والمدافعین عن أمن إیران في مدن إیذة وأصفهان ومشهد". معلقا عن الهجمات على إرث الخميني وإغلاق الأسواق والمحلات التجارية، قال كيان تاجبخش، الخبير الإيراني الذي يدرس العلاقات الدولية بجامعة كولومبيا، "هذه لحظة كسر المحرمات". وأضاف لصحيفة "نيويورك تايمز": "سواء أدى ذلك إلى الإطاحة بالنظام أم لا، فقد تجاوزنا خطا من الخطاب العام لم يسبق له مثيل، ولا عودة إلى ما كانت عليه الأمور".

مهاباد على صفيح ساخن.. والأمن يطلق النار على المحتجين

دبي - العربية.نت... لا تزال مدينة مهاباد شمال غربي إيران تعيش حالة من الغليان، بعدما عاشت المدينة ليلة ساخنة أمس عقب هجوم أمني وعسكري مكثف ضد المحتجين الذين خرجوا للمشاركة في جنازة أحد الناشطين الذي قتلوا برصاص الأمن. وأفاد ناشطون بإطلاق قوات الأمن النيران على المحتجين، وبحسب مقاطع فيديو فإن الأجواء في المدينة تشبه أجواء الأحكام العرفية حيث تحلق المروحيات في السماء. كما كشف مقطع مصور أهالي مهاباد وهم يغلقون الشوارع بالصخور والبراميل لمنع تقدم قوات الأمن الإيرانية، بحسب موقع "إيران إنترناشونال". في موازاة ذلك، دخل تجار المدينة وبعض المدن الأخرى في محافظة أذربيجان الغربية، وكذلك محافظتا كردستان وكرمانشاه في إضراب. كما لا تزال عشرات المدن الكردية تنتفض بوجه السلطات، في استمرار للحراك الواسع الذي انطلق إثر مقتل الشابة مهسا أميني، في منتصف سبتمبر الماضي، بعد توقيفها من قبل الشرطة الدينية على الرغم من القمع العنيف من قبل قوات الأمن.

اندلاع الاحتجاجات

فقد أشعلت وفاتها منذ ذلك الحين نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القوانين المتشددة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية والدينية بشكل عام. فيما تصدت القوات الأمنية بشكل عنيف للمحتجين، ما أدى إلى مقتل العشرات منهم، واعتقال المئات. وأعلنت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) أن نحو 400 متظاهر قتلوا، بينهم 47 قاصرا. كما اعتقل ما لا يقل عن 14170 شخصا، بينهم 392 طالباً، في تلك الاحتجاجات التي خرجت في 136 مدينة وبلدة و134 جامعة.

جيل الألفية الثالثة المنتفض.. كيف أصبح كابوس النظام الإيراني؟

العربية.نت - صالح حميد... أصبح جيل الألفية الثالثة وأغلبهم طلاب الثانويات والجامعات يشكلون كابوساً للنظام الإيراني من خلال مشاركتهم الواسعة في التظاهرات التي دخلت شهرها الثالث، سواء على مستوى دورهم في استمرارية التجمعات أو تنوع طرق الاحتجاج التي يبتدعونها. وعبر العديد من المسؤولين، بمن فيهم قادة في أجهزة الاستخبارات والأمن والشرطة، عن دهشتهم من مستوى مشاركة هذا الجيل الذي لم يعاصر الثورة التي أطاحت بالشاه عام 1979، ولم يعهد عقيدة التشدد الأقصى في الثمانينيات والتسعينيات، حيث بات يشكل تحدياً كبيراً في هذه الاحتجاجات غير المسبوقة منذ إنشاء نظام "ولاية الفقيه".

عوامل حاسمة

كما من الواضح أن النظام مرتبك في التعامل مع هذا الجيل الذي ولد بعد عام 2000 ويعرف عالمياً بجيل "زد"، حيث إن معظم المحتجين هم من المراهقين والشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و20 عاماً، وباتت السلطات عاجزة عن إيجاد الحيل لإعادتهم إلى منازلهم، ولم تؤثر التهديدات وحتى القتل في ردعهم أو تخويفهم. إلى ذلك تشير التحليلات الأمنية والدراسات الاجتماعية التي تنشرها بعض المراكز الإيرانية الرسمية بين الفينة والأخرى، إلى أن "الفجوة العميقة بين الأجيال وفشل نظام التعليم الديني، وشغف جيل الشباب بقيم العولمة وارتباطهم بالعالم الخارجي عن طريق الإنترنت، كانت عوامل حاسمة لدفعهم نحو المشاركة بقوة في الاحتجاجات المستمرة".

فشل النظام التعليمي

وفي هذا السياق، نشرت مجلة "راهبورد" (التي تعني الاستراتيجية بالفارسية)، وهي مجلة فصلية تابعة لمجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، دراسة عزت فيها أسباب خروج التلاميذ والطلاب من جيل الألفية الثالثة ضد النظام، بما وصفته "فشل النظام التعليمي" في البلاد. كما انتقدت مجال التشريع، لافتة إلى أن "البرلمانيين يفتقرون لرؤية في صياغة التشريعات والقرارات والسياسات التربوية حيث تستند كلها إلى رغبات وآمال بعيدة عن الواقع"، حسب المجلة.

عدم فهم لغة الجيل "زد"

وکان وزير التراث والسياحة، عزت الله ضرغامي، وهو من قادة الحرس الثوري سابقاً وشغل منصب رئيس الإذاعة والتلفزيون من 2004 إلى 2014، قد أكد أن كبير محققي دائرة الاستخبارات اعترف بأنه لم يفهم فحوى أقوال مواليد جيل الألفية الثالثة، الذين يتم احتجازهم بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات الجارية، أثناء التحقيق. كما أضاف ضرغامي خلال كلمة له في جامعة "شريف" بطهران: "عندما كنت رئيساً لهيئة الإذاعة والتلفزيون، طلبنا من بعض القادة أن يأتوا ويتحدثوا عن الحجاب. إلا أنهم قالوا إنهم لا يعرفون التحدث عن هذا الموضوع ويجب أن نأتي بمن يمكنه التحدث فيه، كفتاة تبلغ 16 عاماً". جاء ذلك بعد أن قال المحقق المذكور لضرغامي: "لقد استجوبت شخصيات سياسية كبيرة طيلة عمري. إلا أن هذه الأيام التي استجوبت خلالها مئات الأشخاص كانت الأصعب بالنسبة لي لأنني لم أفهم ما يقوله شباب هذا الجيل، وبالمقابل هم لم يفهموا ما أقوله".

الجيل "زد" والإنترنت

ويحذر قادة النظام دائماً بتأثر هذا الجيل من الإنترنت، حيث يقضي معظم هؤلاء الشباب والفتيات وقت فراغهم في الألعاب على الإنترنت أو على مواقع التواصل الاجتماعي بدلاً من ألعاب الأطفال التقليدية، مما يؤدي إلى اتصال افتراضي واسع النطاق مع الآخرين، خاصة مع أقرانهم، وبذلك تتم ترجمة هذا التواصل إلى تجمعات احتجاجية حقيقية في الشارع. كما حاولت الحكومة الحد من هذا التواصل من خلال تعطيل وصولهم إلى الإنترنت وحجب وسائل التواصل وتطبيقات المراسلة خاصة، واتساب وإنستغرام وحتى بعض الألعاب عبر الإنترنت التي تحظى بشعبية لدى الشباب، لكنها لم تستطع إيقاف حضورهم في الشارع حتى الآن. ويستمر تحدي هؤلاء الشباب للنظام من خلال إبداع أناشيد وأغان ثورية ونشرها عبر الإنترنت والحضور الجماعي المكثف أثناء الاحتجاجات بالشوارع على الدراجات أو السكوتر مروراً بمشاركتهم بحملة إسقاط العمائم من رؤوس رجال الدين في الشوارع وحرق رموز النظام وقادته في الساحات والميادين العامة.

من أهم محركات التظاهرات

يشار إلى أن هذا الجيل إلى جانب حراك النساء وطلاب الجامعات، يعتبر من أهم محركات التظاهرات خاصة أن طلاب المدارس والثانويات باتوا يخرجون بشكل شبه يومي إلى الشوارع ويهتفون بنفس شعارات المنتفضين حول ضرورة تغيير النظام والقيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، والاحتجاج على الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون. ومنذ بداية الاحتجاجات وحتى اليوم قتل نحو 400 متظاهر، بينهم 47 قاصراً، وفق وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان "هرانا". كما اعتقل ما لا يقل عن 14170 شخصاً، بينهم 392 طالباً.

تحذير خامنئي لا يوقف التظاهر... ولا غزو لأذربيجان..

الصدر رفض لقاء قآني في بغداد بعد اتهامه عناصر من تياره بتهريب أسلحة لخوزستان

الجريدة.. طهران - فرزاد قاسمي .... استمرت الاحتجاجات في عدة مدن إيرانية، رغم مطالبة المرشد علي خامنئي للسلطة القضائية بمحاكمة مَن يشارك في «الأعمال الشريرة»، في حين أطلق مستشار المرشد للشؤون الدولية علي ولايتي رسالة طمأنة لأذربيجان، عقب تقارير عن استعداد طهران لشنّ عملية برية ضد باكو، لمنعها من استعادة شريط حدودي تسيطر عليه أرمينيا. غداة تحذير المرشد الإيراني علي خامنئي لمن سمّاهم بـ «مديري أعمال الشغب» ومطالبته للسلطة القضائية بمحاكمة مَن يشارك في «الأعمال الشريرة»، في إشارة إلى التظاهرات والاضطرابات المتواصلة منذ منتصف سبتمبر الماضي، شكّلت نحو 30 مدينة في 18 محافظة مسرحاً للاحتجاجات ضد النظام خلال الـ 24 ساعة الماضية. كما انطلقت تظاهرات وإضرابات طلابية بنحو 50 جامعة وكلية في طهران ومدن أخرى، وفق ما كشفت تقارير على وسائل التواصل أمس. وشهدت مدن في محافظات طهران وكردستان وأذربيجان الغربية وأذربيجان الشرقية وأردبيل وأصفهان وفارس وسمنان وخراسان رضوي وخراسان الشمالي وجيلان ومازندران وهمدان وبلوشستان وكرمانشاه وعيلام وجهارمحال وبختياري وهرمزجان وألبرز والمحافظة المركزية، تظاهرات ضد النظام كانت في بعضها مصحوبة بعمليات كر وفرّ، بين المحتجين وقوات الأمن، خاصة بالمدن الكردية.

هجوم وتوتر

وأنهت مدينة مهاباد ليلة ساخنة نتيجة الهجوم المكثف للقوات الأمنية والعسكرية بالأسلحة الثقيلة وقطع الكهرباء. وكان المتظاهرون قد خرجوا منذ صباح السبت للمشاركة في جنازة الشاب كمال بور، الذي قتل يوم الجمعة برصاص قوات الأمن. وبحسب مقاطع فيديو تلقتها منصة إيران إنترناشيونال، المعارضة، فإن الأجواء في مهاباد بعد الهجوم العنيف لقوات الأمن المصحوب بتحليق كثيف للمروحيات في سماء المدينة، تشبه أجواء فرض الأحكام العرفية. من جانب آخر، أفادت هيئة الإذاعة البريطانية بالنسخة الفارسية «بي بي سي»، بأن السلطات الأمنية اعتقلت رجل الدين السنّي من القومية الكردية محمد خضر نجاد في مدينة بوكان بعد إعلان دعمه للمتظاهرين، فيما نجا إمام صلاة الجمعة في مدينة إيرانشهر البلوشية مولوي حافظ جوهر كوهي. ومع استمرار الاحتجاجات التي تفجّرت إثر مقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني بعد توقيفها من قبل الشرطة بسبب مخالفتها لقواعد الحجاب الإلزامي، شدد الحزب «الديموقراطي الكردستاني» المتمرد على أن «الانتفاضة بكل أطيافها تريد إسقاط الحكم في البلاد».

قآني والصدر

في هذه الأثناء، رفضت حكومة إقليم كردستان العراق، اتهامات صحف إيرانية لها بتهريب أسلحة عبر الحدود للجماعات الإيرانية الكردية الانفصالية. وجاء نفي حكومة أربيل بالتزامن مع كشف مصدر، رافق قائد فيلق القدس التابع لـ «الحرس الثوري»، الإيراني اللواء اسماعيل قآني، إلى العراق، السبت الماضي، أن الأخير حذّر من أن الرد على قيام مجموعات كردية بعمليات إرهابية داخل إيران لن يقتصر على قصف مقار تلك المجموعات، ويمكن أن يتطور إلى اجتياح بري لإقليم كردستان العراقي لفرض منطقة عازلة. انتشار أمني كثيف وأجواء عرفية في مهاباد الإيرانية وذكر المصدر لـ «الجريدة» أن قآني سلّم سلطات بغداد ما وصفها بوثائق تثبت سماح سلطات أربيل لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بتأسيس قواعد لها قُرب إيران. ولفت المصدر إلى أن قآني كشف عن عرض تركي لشنّ عملية مشتركة ضد الجماعات الكردية الانفصالية بشمال العراق، مشيراً إلى أن دوائر صنع القرار في طهران قد تضطر لتغيير موقفها الرافض لمثل تلك الخطوة التي تنتهك سيادة بغداد. وأوضح المصدر أن المسؤول الإيراني حمل وثائق تتعلق بـ «مشاركة بعض العناصر الموالية للتيار الصدري في تهريب الأسلحة وتدريب العناصر المعارضة للنظام الإيراني في منطقة خوزستان»، حيث تم الاتصال عدة مرات بمقتدى الصدر، كي يقوم قآني بلقائه ويسلمه تلك الوثائق شخصياً، لكنه رفض. وتحدّث المصدر عن نقل رسالة من مندوب «حزب الله» اللبناني في العراق، محمد الكوثراني، إلى الصدر مفادها إنه إذا لم يضبط تلك العناصر، فإن طهران ستتصرف وفقاً لما تقتضيه مصلحة أمنها القومي.

غزو أذربيجان

إلى ذلك، نفى مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، أمس، وجود رغبة لدى إيران لغزو جارتها أذربيجان بعد تصاعد التوتر بين البلدين في الآونة الأخيرة، على خلفية تحركات عسكرية حدودية من قبل باكو للسيطرة على شريط حدود تسيطر عليه أرمينيا، وهو ما قد يقطع التواصل بين طهران وياريفان. وقال ولايتي، في تصريح نشر أمس: «أشاع البعض أن إيران تريد الحرب مع أذربيجان، وهذا هو أبشع افتراء ضدنا». وأضاف: «ليس لدى إيران خطط لمهاجمة أي دولة مجاورة، سواء في القوقاز أو في أي مكان آخر، وخاصة جيرانها، لا سيما الأشخاص من نفس الجنس والعرق واللغة والدين والتقاليد والتاريخ». ولطالما اتهمت إيران، موطن ملايين الأذربيجانيين، جارتها الشمالية الصغرى بتأجيج المشاعر الانفصالية على أراضيها، إضافة إلى اتهامها لباكو بمنح إسرائيل منصة على حدودهما المشتركة.

الملف النووي

من جهة أخرى، رأى نائب الرئيس الإيراني رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أمس، أن إصدار قرارات متعددة ضد إيران من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرّية لن يؤدي إلى تعطيل تقدّم البرامج النووية الإيرانية. وجدد إسلامي تأكيد بلاده على أنها سترد بحسم على قرار إدانة يتوقّع صدوره من مجلس حكماء الوكالة الدولية المجتمع حالياً في فيينا.

لقمع تظاهرات المناطق الكردية.. طائرات عسكرية تنقل الحرس الثوري

رويترز... أفادت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي وجماعات حقوقية، بأن النظام الإيراني كثف قمعه للاحتجاجات المستمرة المناهضة للحكومة في المنطقة الكردية بالبلاد، ونشروا قوات، وقتلوا أربعة متظاهرين على الأقل، الأحد. واندلعت الاحتجاجات في أنحاء إيران بعد وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني (22 عاما) في سبتمبر، في حجز لشرطة الآداب، وزادت حدتها في المناطق التي يعيش فيها غالبية الأكراد الإيرانيين البالغ عددهم زهاء عشرة ملايين نسمة. وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، لم تتمكن رويترز من التحقق من صحتها، قافلة آليات عسكرية تحمل قوات مدججة بالسلاح، في مدينة مهاباد، غرب إيران على ما يبدو. وأمكن سماع أصوات أسلحة ثقيلة في العديد من المقاطع المصورة الأخرى. وقالت منظمة هينجاو الحقوقية، مقرها النرويج، إن طائرات هليكوبتر عسكرية نقلت أعضاء من الحرس الثوري لقمع الاحتجاجات في مدينة مهاباد الكردية.

ناشطون ومنظمات حقوقية قلقون من قمع التظاهرات في مهاباد الإيرانية

الراي.... باريس - أ ف ب - عبّر ناشطون، أمس، عن قلقهم من حملة قمع واسعة تشنها إيران في مدينة مهاباد التي يقطنها أكراد وشهدت احتجاجات ضدّ النظام في الأيام الماضية. وأُرسلت تعزيزات أمنية إلى مدينة مهاباد (غرب)، ونُشرت ليلاً صور وملفات صوتية لإطلاق نار كثيف وصراخ. وتشهد ايران منذ 16 سبتمبر الماضي، احتجاجات إثر وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) بعد أيام من توقيفها من قِبل «شرطة الأخلاق» لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة. وبدأت التظاهرات الأولى في مناطق يسكنها الأكراد، بما فيها مدينة سقز مسقط رأس مهسا أميني، قبل أن تمتد إلى مناطق عدة في البلاد. وكانت مجموعات حقوقية نشرت في وقت سابق لقطات من الاحتجاجات في مهاباد، بما فيها صور لجنازات ضحايا حملة القمع الدامية للتظاهرات. وذكرت منظمة «هنكاو» ومقرها في النروج، ان «قوات مسلحة» أُرسلت من أورميا، المدينة الرئيسية في محافظة أذربيجان الغربية، إلى مهاباد. وكتبت على «تويتر»، «في المناطق السكنية في مهاباد، هناك الكثير من إطلاق النار». ونشرت المنظمة لقطات تُظهر مروحيات تحلّق فوق مهاباد قيل إن على متنها أفراداً من الحرس الثوري أُرسلوا لقمع الاحتجاجات.

«وضع خطير»

ونشرت منظمة «إيران هيومان رايتس»، التي يقع مقرّها أيضاً في النروج، لقطات ليل السبت - الأحد، ذكرت انها تُظهر سماع صدى إطلاق نار في المدينة. وكتب مدير المنظمة محمود أميري مقدّم أن السلطات «قطعت التيار الكهربائي ويُسمع صوت إطلاق نار من مدافع رشاشة». وتحدث عن «تقارير غير مؤكدة عن مقتل أو إصابة متظاهرين». ونشر مقطع صوتي يُسمع فيه صُراخ وسط إطلاق نار متواصل. في المقابل، اتهمت «وكالة تسنيم للأنباء» شبه الرسمية «مثيري الشغب» بـ«نشر الرعب» في المدينة من خلال إضرام النار في منازل يملكها عناصر أمن وجنود وإغلاق الطرق. وتابعت ان معظم هؤلاء تمّ اعتقالهم ولم يُقتل أحد، مشيرة إلى عودة الأمن، ونافية الأنباء عن إضراب عام. ولمدينة مهاباد أهمية خاصة لدى الأكراد، إذ يعتبرونها المدينة الرئيسية في «جمهورية مهاباد» التي لم تدم طويلاً، وهي دويلة كردية لم يتم الاعتراف بها ونشأت بدعم من الاتحاد السوفياتي في 1946 في أعقاب الحرب العالمية الثانية. لكنها استمرت أقل من عام قبل أن تستعيد إيران السيطرة عليها. وحذّرت «هنكاو»، السبت، من أن الوضع «خطير» في بلدة ديواندره (إقليم كردستان غرب) حيث قُتل ثلاثة مدنيين على الأقلّ برصاص القوات الحكومية. وعبّرت المنظمة أيضاً، أمس، عن قلقها في شأن الوضع في مدن أخرى يسكنها أكراد، مع سماع دوي انفجارات في بوكان وسقز وإطلاق نار في بوكان. وقُتل ما لا يقلّ عن 378 شخصاًـ بينهم 47 طفلاً في حملة قمع التظاهرات، وفق حصيلة جديدة نشرتها أمس، «إيران هيومان رايتس». وأشارت إلى أن هؤلاء القتلى سقطوا في 25 محافظة من أصل 31، من بينهم 123 في سيستان بلوشستان. وعلى خلفية الاحتجاجات، أصدرت السلطات الإيرانية أحكاماً بالإعدام على خمسة أشخاص لم تسمّهم. وأعلنت منظمة العفو الدولية ان 21 شخصاً على الأقل حتى الآن اتُهموا بارتكاب جرائم تتعلق بالتظاهرات قد تؤدي إلى الحكم عليهم بالإعدام. وأكد المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، كما نقل عنه التلفزيون الرسمي، السبت، أنه «يجب معاقبة مرتكبي الجرائم والقتل والتدمير ومحاولات إشعال الحرائق في المحلات التجارية وسيارات التجّار والناس على أساس جرائمهم»، عبر القضاء.

توقيف ممثلتين إيرانيتين لدعمهما الاحتجاجات ونزع الحجاب

استدعاء شخصيات رياضية وسينمائية

لندن: «الشرق الأوسط»... اعتقلت قوات الأمن الإيرانية الأحد الممثلتين کتایون ریاحي وهنغامه قاضياني بعدما خلعت حجابها على الملأ في فيديو دعماً لحركة الاحتجاج التي اندلعت في إيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني خلال اعتقالها، حسبما أفادت وسائل إعلام رسمية. وأفادت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» إن رياحي أوقفت بتهمة «نشر محتوى كاذب» و«التواطؤ في تشويش الرأي العام وإثارة الفوضى». وكانت رياحي بين أولى الممثلات اللواتي أعلن تأييدهن للاحتجاجات في الأسبوع الثاني على، ونشر صورة لها من دون حجاب على إنستغرام احتجاجاً على حملة القمع. وجاء الإعلان عن اعتقالها بعد أسابيع من اختفائها وتداول أنباء عن اعتقالها. وقالت وسائل الإعلام الحكومية إن رياحي اعتقلت بالقرب من فيلا تملكها في ضواحي مدينة قزوين غرب طهران. وتعد كتايون رياحي من أبرز الممثلات في السينما الإيرانية. وجاء الإعلان عن اعتقالها بعد ساعات من اعتقال هنغامه قاضياني، وذلك غداة نشرها رسالة على إنستغرام أكدت فيها أنها استدعيت من قبل القضاء، ثم نشرت مقطع فيديو على حسابها على إنستغرام خلعت فيه الحجاب. وكتبت في وقت متأخر السبت: «قد تكون هذه رسالتي الأخيرة». وأضافت: «من الآن فصاعداً، مهما حدث لي، اعلموا أنني كالعادة مع الشعب الإيراني حتى آخر نفس لي». ويظهر الفيديو، الذي يبدو أنه تم تصويره في أحد الشوارع التجارية، غازياني من دون حجاب في مواجهة الكاميرا من دون أن تتحدث، ثم تستدير وترفع شعرها وفق تسريحة ذيل حصان كما تفعل النساء الأخريات قبل الذهاب للاحتجاج. في الأسابيع الأخيرة، وجهت الممثلة البالغة 52 عاماً انتقادات حادة لحملة قمع حركة الاحتجاج، متهمة السلطات بقتل أطفال وشباب خلال حملة القمع التي تشنها السلطات لإخماد المسيرات الاحتجاجية المناهضة للنظام. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الإعلام الحكومي الإيراني أن هنغامه قاضياني اعتقلت بتهمة التحريض ودعم «أعمال الشغب» والتواصل مع وسائل إعلام معارضة. وأعلن القضاء الإيراني الأحد استدعاء قاضياني مع سبع شخصيات معروفة، سينمائية وسياسية ورياضية، بسبب نشر محتوى «استفزازي» دعماً لحركة الاحتجاج. وكتبت قاضياني الجمعة على إنستغرام: «تحدثتم عن الظلم بحق أطفال فلسطين، لكن جرى تسجيل اسمكم في التاريخ باسم دولة قاتلة للأطفال»، وأضافت: «قتلتم 52 طفلاً في وقت قصير. وإن لم تقتلوا طفلاً، قتلتم روحه، عندما أخذتم والده وأمه إلى الأبد. ألا يكفي هذا؟». وقالت وكالة «ميزان» المنبر الإعلامي للقضاء الإيراني، في وقت متأخر السبت: «عقب تعليقات نُشرت من دون أدلة على الأحداث الأخيرة، ونَشر مواد استفزازية تدعم أعمال الشغب من قبل شخصيات سياسية ومشاهير، تم استدعاء هؤلاء الأشخاص إلى مكتب المدعي العام في طهران السبت للإجابة عن (أسئلة) السلطات القضائية». وتم استدعاء هؤلاء «لتوضيح موقفهم بشأن نشر محتوى غير موثق أو مسيء». من بين هذه الشخصيات مدرب نادي بيرسيبوليس لكرة القدم يحيى غول محمدي والنائبان الإصلاحيان السابقان محمود صادقي وبروانه سلحشوري. وكان غول محمدي قد وجه انتقادات حادة الأسبوع الماضي إلى لاعبي المنتخب الوطني لـ«عدم رفع صوت الشعب المقموع إلى آذان السلطات»، بعد لقاء المنتخب الإيراني مع الرئيس إبراهيم رئيسي. كذلك أشارت وكالة «ميزان» إلى أنه تم استدعاء الممثلات إلناز شاكردوست وميترا حجار وباران كوثري وسيما تيراندازي، لنشرهن «محتوى استفزازياً» غير محدد. ولم تعُد صفحات غول محمدي وكوثري متاحة على إنستغرام الأحد. من جهتهما، أيد النائبان السابقان الحركة الاحتجاجية بشكل علني، خصوصاً عبر موقع «تويتر»، ونددا باستخدام الحكومة القوة ضد المتظاهرين. وأواخر سبتمبر (أيلول) هدد محافظ طهران محسن منصوري باتخاذ «إجراءات ضد المشاهير الذين أسهموا في تأجيج أعمال الشغب». والأسبوع الماضي، اعتقلت قوات الأمن الحارس الأسبق للمنتخب الإيراني ولاعب فريق استقلال سابقاً، برويز برومند. وكانت الممثلة كتانه إفشاري نجاد قد نشرت فيديو لها من دون حجاب احتجاجاً على مقتل الطفل كيان بيرفلك. وقالت السلطات إنه قتل في هجوم «إرهابي»، لكن أسرته اتهمت قوات الأمن بإطلاق النار عليهم في مدينة إيذه. وأعلنت الممثلة مهتاب كرامتي الجمعة تنازلها عن منصب سفيرة النوايا الحسنة لليونيسف. وكانت قاضياني قد انتقدت كرامتي على التزامها الصمت. وقالت نقابة الموسيقى أو ما يعرف بـ«بيت الموسيقى» في إيران، السبت إن السلطات اعتقلت 21 فناناً منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. والأسبوع الماضي، قالت لجنة تابعة لـ«بيت السينما» الإيرانية إنها أعدت قائمة بـ100 مصور سينمائي وفنان موسيقي ومسرحي تم اعتقالهم أو منعهم من الخروج في الأشهر القليلة الماضية.

عائلة فرنسية محتجزة في إيران تخرج عن صمتها

ميتز (فرنسا): «الشرق الأوسط»... تحدثت عائلة وأقارب مدرسة اللغة الفرنسية والنقابية سيسيل كوهلر، المحتجزة في إيران منذ مايو (أيار) الماضي، للمرة الأولى الأحد لإحدى الصحف الإقليمية، وقالت: «من أجلها يجب أن لا ننكسر». وقال والدها باسكال كوهلر لصحيفة «درنيير نوفيل دالزاس» (DNA): «هل نحن على يقين بأنها لا تزال على قيد الحياة في الوقت الذي لا نعرف فيه حتى مكان احتجازها؟ مصلحتهم ليست في قتلها، وهي بالتأكيد تُعامَل أفضل من المعتقلين الإيرانيين على المستوى المادي، ولكن هذه المعاملة غير إنسانية» حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. لم تجر عائلتها التي تعيش في سولتز بالقرب من ستراسبورغ في شرق فرنسا، أي اتصال بها منذ اعتقالها. ولم يتمكن أي ممثل قنصلي فرنسي من لقائها. وهو وضعٌ «لا يطاق» للوالدين باسكال وميراي، القلقَين على «الحالة النفسية» لسيسيل. وتُطلق لجنة دعم الثلاثاء في ستراسبورغ، في يوم القديسة سيسيل، وستكون شقيقتها نويمي كوهلر المتحدثة باسمها. أوقفت سيسيل كوهلر البالغة 38 عاماً مع فرنسي آخر هو جاك باريس، بينما كانت في رحلة إلى إيران، البلد الذي كانت تحلم بزيارته «منذ وقت طويل». وقرر أقرباؤها التحدث علناً بعدما بثت طهران بداية أكتوبر (تشرين الأول) مقطع فيديو قُدم على أنه «اعترافات» بأن سيسيل كوهلر كانت تعمل لصالح الاستخبارات الفرنسية، وشجبت باريس «التدبير غير اللائق» لهذه الاعترافات، مشيرة للمرة الأولى إلى «رهائن دولة». من جهتها، أشارت صحيفة «درنيير نوفيل دالزاس» إلى أن النقابية المسؤولة عن العلاقات الدولية في «القوة العاملة» (Force ouvriere) وخريجة الأدب الحديث، اختارت الاستمرار في التدريس من أجل «البقاء قريبة من الميدان وزملائها وطلابها». ودعت وزارة الخارجية الفرنسية بداية نوفمبر (تشرين الثاني) الفرنسيين الذين يمرون عبر إيران إلى «مغادرة البلاد في أسرع وقت نظراً لمخاطر الاعتقال التعسفي التي يتعرضون لها». كما طالبت منظمة العمل الدولية هذا الأسبوع بالإفراج عن سيسيل كوهلر «من دون تأخير»، وكذلك الإفراج عن جاك باريس، مشددة على أنهما يستطيعان الحصول على «مساعدة قنصلية فورية». وقال أقرباء سيسيل إنها «تجسد التفاني»، وهي معلمة «مستعدة دائماً (لتعليم) الصفوف التي تعتبر صعبة»، وفق مارين زميلتها وصديقتها. كذلك، أشار إلى أنتوني زميلها السابق في السكن إلى أنها «شخص يتمتع ببهجة كبيرة في الحياة». واعتقل «الحرس الثوري» العشرات من مزدوجي الجنسية والأجانب في السنوات الأخيرة، ومعظمهم واجهوا تهم تجسس، فيما يتهم نشطاء حقوقيون إيران بممارسة «دبلوماسية الرهائن» عبر اعتقال مزدوجي الجنسية والأجانب بهدف الضغط على دول أخرى لتقديم تنازلات.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,143,875

عدد الزوار: 6,756,853

المتواجدون الآن: 125