إيران تعرض بيع العالم وقوداً نووياً وتسحب عقداً من «غازبروم» الروسية

طهران – «الحياة»، أ ب، أ ف ب – حضّ رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية فريدون عباسي دواني أمس، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو على «تغيير لهجته»، داعياً الدول الأخرى الى التفاوض مع بلاده لتزويدها وقوداً نووياً.

في غضون ذلك، سحبت إيران من شركة «غازبروم» النفطية الروسية العملاقة، حق التنقيب في حقل «آذر» النفطي المحاذي للعراق، بسبب «التأخير في تنفيذ المشروع».

ونقلت وكالة «مهر» عن حميد كريمي، وهو مسؤول بارز في وزارة النفط الإيرانية، قوله إن الشركة الروسية ستُبدل بشركات إيرانية في هذا المشروع.

أتى ذلك بعدما شكا السفير الإيراني في موسكو محمود رضا سجادي، من أن إنجاز عقد التنقيب بين «غازبروم» والشركة الوطنية الإيرانية للنفط تطلّب سنتين، لكن الشركة الروسية لم توقّع عليه على رغم مرور أكثر من 8 شهور، معتبراً أن ذلك «أضرّ بمصالح الشعب الإيراني». وقال: «الشركات الروسية كبّدتنا خسائر ضخمة».

وأشار عباسي دواني إلى الاقتراح الروسي بتسوية الملف النووي الإيراني من خلال انتهاج سياسة «الخطوة خطوة»، قائلاً: «أي مشروع للتعاون يجب أن يعترف رسمياً بالحقوق النووية لإيران، سواء كان المشروع خطوة خطوة أو دفعة واحدة».

وقال: «لن نتفاوض بعد اليوم في شأن تبادل الوقود ووقف إنتاجنا الوقود. وصلنا الى مستوى من التقدم يفرض عليهم هم أن يتفاوضوا معنا لنقدم وقوداً إلى دول أخرى أو ليصبحوا شركاء إيران».

وأشار الى أن إيران ستخصب اليورانيوم بنسبة 3.5 في المئة في منشأة ناتانز التي أكد أنها لن تُغلق، وبنسبة 20 في المئة في منشأة فردو، مضيفاً أن إيران أنتجت «ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة» لمفاعل طهران للبحوث الطبية، لكن «إنتاج اليورانيوم بهذه النسبة سيتواصل».

وتطرّق الى التعاون مع الوكالة الذرية، قائلاً: «طلبنا منهم تقديم ادعاءاتهم الرئيسة، مع وثائقهم والأدلة لدرسها. قلنا للوكالة: إذا أردتم مناقشة هذه القضايا، هناك حدود، أي أن هذه الدراسة تتعلق بعدد محدود من الحالات فقط، وإلا لن تكفّ الدول المعادية لنشاطاتنا النووية السلمية عن طرح أسئلة أخرى وفبركة وثائق لتقديمها إلى الوكالة. إيران لن تجيب عن آلاف الأسئلة». وأضاف أن «لهجة المدير العام للوكالة في تقاريره الدورية عن النشاطات النووية السلمية الإيرانية، غير مقبولة، وعليه تغيير نهجه. يبدو أن الوكالة تخضع لضغط هائل، وعليها إثبات استقلاليتها في اتخاذ القرار».

من جهة أخرى، أفاد موقع «عصر إيران» بأن جنوداً أميركيين مسلمين شاركوا الجمعة الماضي، في حفلة إفطار في السفارة الإيرانية في سيول.

على صعيد آخر، أعلنت منظمة «الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران» أن زعيم المعارضة مهدي كروبي المحتجز في إقامة جبرية منذ شباط (فبراير) الماضي، يخضع لـ «ضغوط شديدة» من أجهزة الأمن ليدلي بـ «اعترافات متلفزة».

ونقلت المنظمة عن مصدر «موثوق» قوله إن «كروبي مُحاط بفريق من علماء النفس الذين يعملون مع خاطفيه للتلاعب به وجعله يوافق على الظهور أمام كاميرات والإدلاء باعترافات متلفزة»، مشيراً الى أن «لعملاء الاستخبارات الإيرانية تاريخاً طويلاً في اعتماد تكتيكات مشابهة ضد معارضين بارزين».

وأعربت المنظمة عن «قلقها الشديد» على الوضع الصحي لكروبي (74 سنة) الذي أشارت زوجته الى أن أجهزة الأمن نقلته الى شقة صغيرة منفصلة مطلع الشهر الجاري، ولم يتواصل أحد معه منذ 16 تموز (يوليو) الماضي.