انتشار أمني مكثف في طهران... والطلاب يواصلون الاحتجاجات المنددة بالحرس..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 14 كانون الثاني 2020 - 5:39 ص    عدد الزيارات 1080    التعليقات 0

        

انتشار أمني مكثف في طهران... والطلاب يواصلون الاحتجاجات المنددة بالحرس..

إيران تنفي إطلاق النار على متظاهرين رغم سقوط جرحى رصدتهم تسجيلات في شبكات التواصل الاجتماعي...

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»... وسط انتشار أمني مكثف وأجواء أمنية غير مسبوقة، بالعاصمة طهران، أظهرت مقاطع فيديو نشرت من داخل إيران على مواقع التواصل الاجتماعي احتشاد محتجين إيرانيين أمس في كبريات الجامعات الإيرانية بالعاصمة الإيرانية، وذلك لليوم الثالث على التوالي جراء غضب عام من اعتراف «الحرس الثوري» بإسقاط طائرة ركاب الأسبوع الماضي. وهيمن الحراك الطلابي على ثالث أيام الاحتجاجات الإيرانية بنسختها الجديدة. وكانت جامعة بهشتي في شمال طهران وجامعة علامة للعلوم الإنسانية وجامعتا شريف وأمير كبير الصناعيتان أبرز نقاط تجمع الطلاب الذين رددوا هتافات تندد بالمسؤول الأول في النظام علي خامنئي ودعمه لقوات «الحرس الثوري» الذي أعلن مسؤوليته السبت عن إسقاط الطائرة الأوكرانية ما أدى إلى مقتل 176 شخصا أغلبهم من الإيرانيين. وفي أصفهان اجتمع طلاب الجامعة الصناعية ورصدت تسجيلات متداولة عبر شبكات التواصل الاجتماعي هتافات تندد بقمع الاحتجاجات، وتشير إلى تلقيهم تهديدات. وأفادت «رويترز» بأن العشرات رددوا في إحدى جامعات طهران هتافات «قتلوا نخبتنا واستبدلوهم بواسطة رجال دين»، في احتجاج على إسقاط الطائرة. كما أظهرت اللقطات وجود العشرات من أفراد شرطة مكافحة الشغب في منطقة أخرى من طهران. وعاشت طهران ليلة الأحد الاثنين لحظات ملتهبة. وتدفق آلاف الأشخاص باتجاه ساحة آزادي، مرددين هتافات ضد المرشد الإيراني وكبار المسؤولين. وأحرق المحتجون الغاضبون لافتات وسط شوارع المدينة تحمل صور مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني. وبموازاة حركة حشود المحتجين أظهرت تسجيلات فيديو، وجودا مكثفا للقوات الخاصة. وكان لافتا حركة الدراجات النارية للقوات الخاصة في وسط المناطق الفاصلة بين وسط وغرب طهران. وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من مساء الأحد إطلاق أعيرة نارية والغاز المسيل للدموع في محيط الاحتجاجات في ميدان آزادي بطهران وبرك الدماء على الأرض وصور مصابين يحملهم آخرون، بالإضافة لأشخاص يعتقد أنهم أفراد أمن يركضون وبحوزتهم بنادق. وأظهرت منشورات أخرى الشرطة في زي مكافحة الشغب تضرب المحتجين بالعصي في الشارع في حين يصيح الناس على مقربة قائلين «لا تضربوهم». وأظهرت لقطات بعض المحتجين وهم يرددون «الموت للديكتاتور» موجهين غضبهم للمرشد الإيراني. ورددت مجموعة أخرى أمام جامعة في طهران هتافات تقول: «يكذبون ويقولون إن عدونا أميركا، عدونا هنا». وتحول حفل تكريم للضحايا في جامعة طهران مساء السبت إلى مظاهرة مناهضة للسلطات، هتف فيها المحتجون عبارة «الموت للكاذبين». وهتف المتظاهرون منذ اللحظات الأولى «الموت للديكتاتور» إضافة إلى شعارات مناهضة للحرس الثوري، واعترفت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» بنزول الإيرانيين للشارع. وحاولت الشرطة الإيرانية قطع الطريق على تدفق المحتجين إلى الساحة رغم نجاح آلاف منهم بالتجمهر في أطراف الساحة التي تعتبر رمزا لحراك الإيرانيين الذي أطاح بالنظام السابق، قبل شهور من إقامة نظام ولاية الفقيه في البلاد، ما منح رجال الدين نفوذا غير مسبوق في أركان الدولة الإيرانية. ومع ذلك سارعت الشرطة الإيرانية أمس بنفي تقارير عن استخدام العنف ضد المحتجين، وذلك بعدما تداولت تسجيلات تظهر إصابة ثلاث نساء في طلقات نارية بالقرب من ساحة آزادي. وأقرت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، في خطوة نادرة، بتمزيق لافتات تحمل صورة سليماني بعد أقل من أسبوع على تنظيم السلطات جنازة كبيرة، اعتبرها كثيرون محاولة للرد على الاحتجاجات الدموية التي شهدتها البلاد في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت مصادر حكومية لوكالة «رويترز» إنها أسفرت عن مقتل 1500 شخص، وذلك في وقت تمتنع فيه السلطات عن نشر الإحصاءات، فيما بدا أنها أكثر الحملات دموية على احتجاجات مناهضة للحكومة منذ الثورة عام 1979. ونشرت منظمة العفو الدولية صورا لرصاص مطاطي، بعد تداول صور عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تتهم قوات الشرطة باستخدامه. وأظهر أحد التسجيلات رجلا بملابس الشرطة وهو يحمل سلاحا ناريا ليلة أول من أمس في موقع وسط العاصمة طهران. بدوره، قال قائد شرطة طهران، حسين رحيمي في بيان نشرته هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية على موقعها: «الشرطة لم تطلق النار على الإطلاق خلال الاحتجاجات لأن ضباط شرطة العاصمة تلقوا أوامر بضبط النفس». كما قال رحيمي في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، إن «الشرطة عاملت الأشخاص الذين تجمعوا بصبر وتسامح. الشرطة لم تطلق النار على التجمعات لأن أمرا بضبط النفس أعطي لرجال الشرطة في العاصمة». وتأتي المواجهة الأخيرة مع الولايات المتحدة في وقت محفوف بالمخاطر على السلطات في إيران وحلفائها في الشرق الأوسط خاصة بعدما أحدثت العقوبات التي فرضها ترمب ضررا كبيرا للاقتصاد الإيراني. ونشر الرئيس الأميركي دونالد ترمب عدة تغريدات ثاني أيام المظاهرات الإيرانية، طالب فيها السلطات هناك بعدم قتل المحتجين. والاحتجاجات في الداخل هي أحدث حلقة في إحدى أكبر المواجهات بين الولايات المتحدة وإيران منذ الثورة الإيرانية. وأشاد ترمب أمس بتجنب المحتجين الإيرانيين المشي فوق العلم الأميركي، وذلك بعدما أظهر تسجيل فيديو رسم العلمين الأميركي والإسرائيلي في أحد شوارع طهران. وقبل ذلك بساعات قال ترمب على «تويتر» إن مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين «أشار اليوم إلى أن العقوبات والاحتجاجات جعلت إيران تختنق مما سيجبرها على التفاوض». وأضاف «حقيقة لا يهمني إذا تفاوضوا. الأمر يعود إليهم تماما ولكن لا أسلحة نووية ولا تقتلوا المحتجين عليكم»، مكررا تغريداته السابقة التي دعا فيها السلطات الإيرانية لعدم إطلاق النار. وصعّد ترمب المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران في عام 2018 بانسحابه من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية، ورُفعت بموجبه العقوبات عنها مقابل تقليص برنامجها النووي. وقال إن الهدف هو إجبار إيران على الموافقة على اتفاق أكثر تقييدا، يشمل الدور الإقليمي لإيران وتهديدات الصواريخ الباليستية. وقالت إيران مرارا إنها لن تتفاوض إلا بعد رفع العقوبات، رافضة التنازل عن برنامج الصواريخ الباليستية والدور الإقليمي. ونفت الحكومة الإيرانية أي محاولة «للتكتم» بعدما استغرق اعترافها بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية الأسبوع الماضي عدّة أيام، وسط مظاهرات تنديدا بالكارثة ودعوات لتحقيق شفاف. وجاء إسقاط الطائرة التي كانت متوجّهة إلى كييف بعد ساعات على إطلاق طهران سلسلة صواريخ استهدفت قاعدتين عسكريتين في العراق يتمركز فيهما جنود أميركيون، رداً على قتل واشنطن قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الجنرال قاسم سليماني في بغداد. ونفت السلطات الإيرانية في البداية الاتهامات الغربية التي استندت إلى معلومات استخباراتية بأن صاروخاً أصاب طائرة الركاب، قبل أن تقر بالأمر السبت. وفي هذه الأثناء، تحدّث موقع «نتبلوكس» الذي يراقب اضطرابات الإنترنت عن تراجع القدرة على الاتصال بالشبكة الاثنين في جامعة شريف قبيل أي مظاهرات جديدة محتملة. وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي في مؤتمر صحافي: «في هذه الأيام الحزينة، وُجّهت انتقادات إلى مسؤولي البلاد وسلطاتها. واتهم بعض المسؤولين بالكذب وبمحاولة التكتم على القضية، وفي الواقع، وبصراحة، لم يحصل ذلك». وأضاف «الحقيقة هي أننا لم نكذب. الكذب يعني تزوير الحقيقة عن قصد وعن علم. الكذب يعني التكتم على معلومات. الكذب يعني إدراك أمر ما وعدم قوله أو تشويه حقيقته». وتابع أن جميع التفاصيل التي قدمها المسؤولون قبل اعتراف السبت كانت مبنية على المعلومات المتاحة آنذاك. وأفاد «كل من أعربوا عن آراء في تلك الأيام، في ذروة الحرب النفسية الأميركية على الأمة الإيرانية (...) قاموا بذلك بناءً على المعلومات التي كانت متاحة في ذلك الوقت». وأفاد مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني بأنه تعهد خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفن بأن طهران ستُجري «تحقيقاً معمّقاً» في الكارثة. وصرّح «علينا السعي لضمان عدم تكرار أي حادثة صادمة كهذه في أي مكان بالعالم». وأشار الرئيس إلى أن الكارثة وقعت في ظل تصاعد حدة التوتر في المنطقة بعد مقتل سليماني بغارة نفّذتها طائرة أميركية مسيّرة ببغداد في الثالث من يناير (كانون الثاني). وأضاف «علينا جميعاً التكاتف لإعادة الأمن إلى المنطقة والسماح للسلام بأن يسود» وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. ويذكر أن معظم من كانوا على متن الرحلة «بي إس 752» المنكوبة هم من الإيرانيين والكنديين أو من حملة الجنسيتين. وكان باقي الضحايا من الأوكرانيين والأفغان والبريطانيين إلى جانب سبعة سويديين وعشرة أشخاص يقيمون في البلد الاسكندنافي.

تعويل أوروبي على دور روسي لدفع طهران للبقاء داخل الاتفاق النووي

بوتين وماكرون يسعيان للتنسيق رغم اختلاف التفسيرات للانتهاكات الإيرانية

الشرق الاوسط...باريس: ميشال أبونجم... مع التراجع النسبي للتوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، عاد ملف الاتفاق النووي إلى واجهة الاهتمامات الدولية، ومع القلق من النتائج المترتبة على تحلل طهران من التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق الموقع صيف عام 2015. وما يزيد من المخاوف الدولية خصوصاً لدى الدول الخمس الموقعة عليه، إلى جانب واشنطن التي انسحبت منه ربيع 2018، قرار إيران يوم 5 يناير (كانون الثاني) الحالي، في إطار «الخطوة الخامسة» من التخلي التدريجي عن التزاماتها النووية، تنحية القيود الخاصة بنوعية وأعداد طارداتها المركزية، ما يعني، عملياً، إطلاق العنان لمستوى تخصيب اليورانيوم وللكميات المخصبة. وكلما ازدادت الكميات وارتفعت نسبة التخصيب، اقتربت إيران مما يسمى «العتبة النووية» واختصرت المسافة التي تحتاج إليها للوصول إلى أول قنبلة نووية. وإزاء هذه المخاطر، تتحرك الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق وتتكثف اتصالاتها مع روسيا والصين، وكلتاهما موقعة أيضاً على الاتفاق. وآخر الثمار، بيان ثلاثي فرنسي - بريطاني - ألماني صادر عن قادة الدول الثلاث ليل الأحد/ الاثنين، يدعو إيران للعودة إلى العمل بالتزاماتها النووية ويحذرها من نقل ملفها إلى مجلس الأمن الدولي من خلال تفعيل «آلية فض النزاعات» التي يتضمنها الاتفاق. ويصب في السياق عينه وللغاية نفسها، الاتصال الهاتفي الذي جرى أول من أمس، بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون الذي كشف عن مضمونه بيانان صادران عن الطرفين. الجديد في هذا الملف هو بروز الدور الروسي والتعويل الأوروبي على موسكو لتلعب دور الوسيط مع طهران. وتعزو مصادر أوروبية ذلك لعاملين: الأول، ضعف الدور الأوروبي «الثلاثي» في التأثير على القرارات الإيرانية بسبب تراجع الأوراق الضاغطة. والدليل على ذلك فشل الوساطة التي قام بها الرئيس ماكرون الصيف الماضي. يضاف إلى ذلك، عجز أوروبا عن الاستجابة لمطالب طهران التي ربطت التراجع عن انتهاكاتها للاتفاق بتمكينها، أوروبياً، من الاستمرار في الاستفادة من المنافع التي وفرها الاتفاق التي أصابتها العقوبات الأميركية في الصميم. أما الأمر الثاني فهو اعتبار الأوروبيين أن موسكو تملك ما يكفي من النفوذ للي ذراع الجانب الإيراني، وهو ما تفتقر أوروبا إليه. لكنها ما زالت تتمسك بورقة آلية فض النزاعات. إلا أنها ترتاب من اللجوء إليها لأن طهران تعدّها «خطاً أحمر»، وأي تفعيل لها سيعني خروج إيران رسمياً من الاتفاق، وهو ما لم تفعله حتى اليوم، بل تؤكد أنها ما زالت ملتزمة به، وتعرب عن استعدادها للتراجع عن كامل الإجراءات التي اتخذتها في حال الاستجابة لشروطها. في هذا السياق، يفهم الاتصال الهاتفي بين ماكرون وبوتين. وأشار بيان قصر الإليزيه أمس، إلى أن الرئيسين «أكدا رغبتهما المشتركة في المحافظة على الاتفاق النووي، ودعيا إيران للعودة سريعاً إلى احترام كل التزاماتها النووية»، وكذلك الامتناع عن مزيد من العنف. وبالمقابل، أشار بيان الكرملين إلى أن الرئيسين «اعتبرا أنه من الضروري، في سياق التوترات المحيطة بـ(ملف) إيران، أن تتحلى كل الأطراف بضبط النفس، كما حثا على الاستمرار في الجهود الهادفة إلى المحافظة على الاتفاق النووي». بيد أن الرهان الأوروبي على موسكو يتبدى بشكل أفضل في تصريحات هايكو ماس، وزير خارجية ألمانيا التي نشرتها أمس صحيفة «نويه أوسنابروكر» وجاء فيها: «نريد أن تساعد موسكو في المحادثات المرتقبة حالياً، لدفع إيران مجدداً نحو الالتزام بقواعد اللعبة»، مضيفاً أن الاتفاق النووي «عامل استقرار للمنطقة». وذكر الوزير الألماني أن روسيا أعادت تأكيد الالتزام بالاتفاق، الأمر الذي يفتح الباب واسعاً، وفق الرؤية الأوروبية، للتعاون بين الجانبين. حقيقة الأمر أن التركيز على المحافظة على الاتفاق يهدف إلى أمرين: الأول، الرد على الرئيس الأميركي الذي حث الدول الموقعة على التخلي النهائي عن الاتفاق وما يريده الأوروبيون هو التمسك برد جماعي رافض للمطلب الأميركي. والثاني، إظهار وجود «جبهة موحدة» تضم الدول الخمس الموقعة بوجه طهران، رغم وجود تمايزات بين الموقفين الأوروبي والروسي. ففي حين يعدّ الأوروبيون أن ما تقوم به طهران انتهاك للاتفاق وإفراغه من أي مضمون ويشكل تهديداً لمعاهدة منع انتشار السلاح النووي، فإن الجانب الروسي، وفق البيان الصادر عن وزارة الخارجية، لا يرى تهديداً في تخلي الطرف الإيراني عن القيود فيما خص تخصيب اليورانيوم. لكن الوزارة تعيد التأكيد على تمسك موسكو بالاتفاق وتدعو الجميع للتقيد بالتزاماتهم. وثمة مسألة أخرى تدفع الأوروبيين للتنسيق مع موسكو؛ وفحواها أن إعادة الملف النووي إلى مجلس الأمن في إطار تفعيل آلية فض النزاعات يفترض أن تمتنع موسكو والصين عن استخدام حق النقض (الفيتو) ضد أي مشروع لإعادة فرض عقوبات دولية على طهران. من هنا تأتي أهمية التنسيق مع الطرف الروسي لجعل موسكو جزءاً من الدينامية الجماعية التي من الممكن أن تقود يوماً إلى مجلس الأمن. وثمة من يرى أن الاستعانة بالرئيس بوتين الذي تربط بلاده علاقات جيدة مع إيران، هدفها دفع إيران إلى الامتناع عن التنفيذ العملي لإجراءاتها الأخيرة، أو اتخاذ إجراءات إضافية ستضع أوروبا في موقف بالغ الحرج لن تتمكن عندها من الاستمرار في مقاومة الضغوط الأميركية والتمسك بالاتفاق أو التردد في تنفيذ تهديداتها بنقل الملف إلى مجلس الأمن. رغم كل التطورات الأخيرة، ما زال الأوروبيون يراهنون على خفض التصعيد ويشددون على استعدادهم للعمل من أجل ذلك وإطلاق حوار مع طهران للمحافظة على استقرار المنطقة، لكن مع طرح 3 شروط: الالتزام بالاتفاق والامتناع عن أي عمل عنفي بالتخلي عن الأنشطة المهددة للاستقرار ووضع البرنامج الباليستي على طاولة البحث، إضافة إلى رسم إطار لمستقبل البرنامج النووي الإيراني على المدى الطويل.

إيران تحذّر بريطانيا من «التدخّل» في شؤونها

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين».. حذّرت إيران اليوم (الاثنين) بريطانيا من «التدخل» في شؤونها، ملمّحة إلى احتمال طرد سفيرها روب ماكير، بعد يومين على توقيف الدبلوماسي الذي اتهمته طهران بالمشاركة في «تجمّع غير قانوني» لمدة وجيزة. ودعت طهران في بيان لوزارة الخارجية إلى «الوقف الفوري لكل أشكال التدخل والاستفزاز من جانب السفارة البريطانية في طهران»، محذّرة من أنها لن تكتفي «باستدعاء السفير إذا استمر هذا السلوك». وصدر البيان بعد ساعات قليلة من استدعاء السفير الإيراني في لندن حميد بعيدي نجاد، الذي عبرت «وزارة الخارجية» أمامه عن «اعتراضها الشديد» على توقيف ماكير لفترة قصيرة ليلة السبت قرب مسيرة ضد الحكومة في طهران. واستدعت الوزارة الإيرانية ماكير اليوم (الأحد) واتهمته بحضور «تجمع غير قانوني» في انتهاك للاتفاقات الدبلوماسية، مطالبة لندن بتقديم «تفسيرات». وأكد ماكير عدم «المشاركة في أي تظاهرة» ضد السلطات، موضحاً أنه شارك في تجمع لتكريم الضحايا الذين كانوا على الطائرة الأوكرانية التي أسقطها الحرس الثوري في 8 يناير (كانون الثاني). وقال: «غادرت بعد 5 دقائق عندما بدأ بعض الناس إطلاق هتافات». والعلاقات بين إيران وبريطانيا سيئة تاريخياً. وتعتبر إيران أن المملكة المتحدة مشابهة للولايات المتحدة ممثلة «الإمبريالية» و«الغطرسة» في الغرب. وكتبت الخارجية الإيرانية أن «الوقت الذي لا تغرب فيه الشمس عن الإمبراطورية البريطانية قد ولى»، مؤكدة أن الشعب الإيراني «رغم خلافات في الرأي (...) لا يقبل التدخل الأجنبي، وخصوصاً تدخل الحكومات ذات الماضي الاستعماري ودعم الديكتاتوريين». وقد أحرق متظاهرون علماً بريطانياً وعلماً إسرائيلياً خارج السفارة البريطانية في طهران الأحد، وهتفوا: «الموت لبريطانيا».

تقرير للبنتاغون: إيران نفذت عشرات الضربات الجوية الخاطئة خوفاً من إسرائيل

استهداف طهران للطائرة الأوكرانية ليس الأول ضد رحلات مدنية

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»... قال تقرير استخباراتي أميركي سري، إن الجيش الإيراني كان لديه قلق كبير جداً من تنفيذ إسرائيل ضربات جوية على منشآته النووية في عامي 2007 و2008، لدرجة أنه أطلق النار خطأ على طائرات مدنية، بل وفي إحدى الحالات، على إحدى طائراته العسكرية أيضاً. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، عن تقرير سري للبنتاغون صدر عام 2008، أن «وحدات الدفاع الجوي الإيراني قامت بأعمال غير لائقة عشرات المرات، بما في ذلك إسقاط عدد من الطائرات المدنية بواسطة صواريخ أرض – جو، وبطاريات مضادة للطائرات». جاء ذلك في وقت تزايدت فيه المخاوف الإسرائيلية والأميركية بشأن البرنامج النووي الإيراني، حيث كانا يتناقشان في طرق الرد العسكري عليها. وفي سبتمبر (أيلول) 2007، قصفت الطائرات الإسرائيلية مفاعلاً نووياً كان قيد الإنشاء في شمال شرقي سوريا، كما أجرت إسرائيل في العام التالي مناورة جوية كبيرة على البحر المتوسط بدا أنها بروفة لهجوم محتمل على محطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية في نطنز. ونتيجة لذلك؛ أصيبت وحدات الدفاع الجوي الإيرانية بالتوتر الشديد؛ خوفاً من تنكر الطائرات الإسرائيلية المعادية في هيئة طائرات ركاب مدنية، وفقاً لتقرير البنتاغون. وأدى القلق الإيراني الزائد وضعف القيادة والسيطرة إلى سلسلة من الأخطاء. وأشار التقرير إلى أنه في يونيو (حزيران) 2007، أطلقت وحدة الدفاع الجوي التابعة للحرس الثوري صاروخ أرض - جو «TOR - M1» على طائرة مدنية. كما أطلقت بطارية مضادة للطائرات على طائرة استطلاع إيرانية وطائرة مدنية أيضا في مايو (أيار) 2008، وفي الشهر نفسه، أطلقت أيضاً بطارية مضادة للطائرات على طائرة مقاتلة إيرانية من طراز «F - 14». وفي يونيو 2008، أطلقت وحدات الدفاع الجوي الإيرانية النار على طائرتين مدنيتين أخريين. وفي العام نفسه، سارعت مقاتلة إيرانية من طراز«F - 4» باعتراض طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية العراقية كانت في طريقها من بغداد إلى طهران، إلا أن الطائرة لم تصب بأضرار. وأضاف تقرير البنتاغون، أن التدريبات التي يخضع لها الجيش الإيراني ضعيفة جداً، وأنظمة الاتصالات الموجودة به غير كافية إلى حد كبير، مشيراً إلى أن هذه العوامل ستؤدي إلى تكرار الخطأ واستمرار «التعريف الخاطئ للطائرات». وأسقط الجيش الإيراني طائرة تابعة للخطوط الجوية الدولية الأوكرانية بطريق الخطأ، بعد دقائق من إقلاعها من طهران يوم الأربعاء الماضي، أثناء حالة استنفار للقوات الإيرانية تحسباً لرد أميركي على ضربات إيران الانتقامية؛ الأمر الذي أدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها، وعددهم 176 شخصاً. واعترفت إيران، يوم السبت، بإسقاط الطائرة، بعد أيام من المراوغة شملت إرجاع سبب سقوط الطائرة إلى عطل فني، وادعاء تعطل الصندوق الأسود للطائرة. وخرج المحتجون الإيرانيون بعد قليل من اعتراف الجيش الإيراني بإسقاط الطائرة مطالبين بتنحي كبار المسؤولين نتيجة للحادث. وتزيد الموجة الجديدة من الغضب من التحديات التي تواجه السلطات التي شنت حملة دامية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي؛ لإخماد الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود.

اجتماع زعماء دول ضحايا الطائرة الأوكرانية المنكوبة في لندن الخميس

لندن - مونتريـال: «الشرق الأوسط».. أعلن وزير خارجية أوكرانيا عن اجتماع مرتقب الخميس المقبل بين الدول الخمس التي قُتل رعايا لها في طائرة أسقطتها إيران الأسبوع الماضي، لبحث اتخاذ إجراء قانوني، فيما قالت كييف إنها سترسل خبراء للحصول على بيانات الصندوقين الأسودين، ووصفت تصريحات إيرانية عن عبور الطائرة من موقع عسكري بأنها «هراء». وقال فاديم بريستايكو على هامش زيارة يقوم بها لسنغافورة أمس لوكالة «رويترز» إن الدول الخمس ستبحث التعويضات والتحقيق في الواقعة. ورد في السياق نفسه، على تصريحات لقائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زادة، حول عبور الطائرة فوق موقع عسكري حساس ما أدى إلى تعرضها لإطلاق صواريخ من الدفاعات الجوية. واعتبر تصريحات إيرانية من هذا النوع بأنها «هراء». من جانب آخر، نقلت «رويترز» عن سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف، أن إيران سيكون لها الكلمة الفصل بخصوص مكان فك شفرات بيانات الصندوقين الأسودين. وعرض تفسيرا لأحد المصادر المبكرة التي أحدثت ارتباكا بخصوص الحادث، وهو البيان الذي أصدرته سفارة أوكرانيا لدى إيران في يوم الحادث الذي أشار إلى أن عطلاً في المحرك هو سبب الحادث. وقال إن البيان، الذي أُلغي في وقت لاحق يوم الأربعاء واستبدل ببيان آخر يقول إن السبب غير معلوم، صدر في محاولة للسماح بالوصول لمكان تحطم الطائرة. وأضاف: «لو كنا قلنا مباشرة إنهم أسقطوها فلم أكن على يقين من أنهم سيسمحون لنا بالوصول للحطام أبداً، دعونا نفعل ما كنا نفعله». واستدعت الخارجية السويدية السفير الإيراني في ستوكهولم اليوم الاثنين بعد اعتراف إيران بإسقاطها لطائرة الركاب الأوكرانية قبل أيام. وفي أعقاب زيارة السفير الإيراني للخارجية السويدية، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي، قولها على «تويتر» إن بلادها طالبت الجانب الإيراني بالتعاون والسرعة والشفافية، بالإضافة إلى تحمل إيران المسؤولية حيال أقارب الضحايا. وأوضحت أن فريقاً من العاملين سيتوجه من السويد اليوم إلى طهران لمساعدة السفارة السويدية في إيران في أعمال الاستشارات. وأجرى السفير الإيراني، ساجد رسول مهاجر، مباحثات مع سكرتير مجلس الوزراء السويدي، روبرت ريدبرج. وحسب الخارجية السويدية، فإن هناك 17 شخصاً بين الضحايا كانوا يقيمون في السويد منهم 7 مواطنين سويديين وعشرة أشخاص مدرجون في السجل الشعبي السويدي الذي يضم أشخاصاً لديهم تصريح إقامة دائم في السويد. في كندا، وعد رئيس الوزراء جاستن ترودو عائلات ضحايا تحطم الطائرة الأوكرانية في إيران بالعمل «بلا توقف حتى إحقاق العدالة»، وذلك خلال حفل تأبين في إدمونتون في غرب كندا مساء الأحد. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية عن ترودو قوله لعائلات الضحايا: «ربما تشعرون أنكم بمفردكم، لكنكم لستم كذلك». وأضاف أن «البلاد بأكملها إلى جانبكم، هذا المساء وغداً، ولسنوات مقبلة». وكان أكثر من نصف ضحايا تحطم الطائرة الكنديين يعيشون في مقاطعة ألبيرتا، بينهم 13 من مدينة إدمونتون وحدها، وفق الإعلام الكندي. وأضاف ترودو لجمهور يذرف الدموع في أغلب الأحيان: «أنتم تمنحوني العزم لأطالب باسمكم بإحقاق العدالة ومحاسبة المسؤولين»، مؤكداً من جديد: «سنواصل العمل مع شركائنا للقيام بتحقيق شفاف وكامل»، مؤكداً: «لن نتوقف حتى نحصل» على أجوبة. ويطالب ترودو منذ أيام بـ«تحقيق كامل وشفاف» بعد تحطم طائرة البوينغ 737 - 800 التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية الدولية، الذي أسفر عن مقتل 176 شخصاً كانوا على متنها بينهم 57 كندياً. وكان ترودو قد أعرب السبت عن «غضبه وصدمته» بعدما اعترفت إيران بإسقاطها الطائرة عن طريق الخطأ. وطالب ترودو الرئيس الإيراني بـ«إلقاء الضوء» على جميع الأسباب التي أدت إلى هذه المأساة، و«تحمل المسؤولية كاملة» بما في ذلك دفع تعويضات مالية للعوائل. أكد ترودو الأحد: «قلوب جميع الكنديين مكسورة» وجميعهم «تحت الصدمة»، مشيراً إلى أن «هذه المأساة ضربت الجالية الإيرانية - الكندية، وتركت مدناً مثل إدمونتون تحت وقع الصدمة، لكنها بالفعل كانت مأساة كندية» وطنية. وقبل ساعات في تورونتو، تجمع الآلاف في جامعة المدينة الواقعة في جنوب شرقي كندا، للمشاركة في حفل تأبين آخر لضحايا الطائرة المنكوبة الذي أعرب خلاله الكثير من أقارب الضحايا عن غضبهم وحزنهم. وقال علي إسناشاني (30 عاماً) إن «هذه قصة تحفز الناس، كالمهاجرين الذين لديهم آمال وأحلام. لقد عملوا بجد كبير، كانوا أفراداً ناجحين، ووصلوا إلى هذه المرحلة من حياتهم، حتى يقتلوا بصاروخ وهم في الجو». وأكد أنه يشعر «بغضب وحزن»، لكنه شدد قائلاً: «أجد نفسي أيضاً بروح معنوية عالية لرؤية مجتمعنا موحداً بهذه الطريقة». وتضم كندا أكبر جالية إيرانية في أميركا الشمالية، ويعيش فيها 210 آلاف كندي من أصول إيرانية، وفق بيانات رسمية لعام 2016. وعلى المنصة، بكى مهرداد أريان نجاد، رئيس منظمة الحوار الإيراني الكندي، في بداية خطابه الذي قال فيه إن «الصدمة الآن حلت محل الحزن والغضب». وأضاف: «علينا أن نطالب سلطات إيران بإحقاق العدالة، وبأجوبة، وبتعويضات عن الإهمال وعدم احترام حياة الناس، اللذين قادا إلى هذه المأساة».

 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,239,593

عدد الزوار: 6,941,736

المتواجدون الآن: 136