إيران: أزمة البحرين تهدد الاستقرار ونحذر السعودية من استفزازنا

في موقف إيراني جديد من الأزمة البحرينية يهدّد برفع منسوب التوتر بين إيران ودول الخليج، حذر وزير الخارجية علي أكبر صالحي من أنّ عواقب الأحداث في البحرين ستؤدي إلى زعزعة استقرار منطقة الخليج الفارسي، قائلا "إن هذا سيؤثر بالطبع في العالم". ودعا في خطاب ألقاه في طهران أمس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى "تحرك جدي وفوري من مجلس الأمن حيال قمع مطالب الناس في البحرين من خلال استخدام القوة العسكرية".

وقال صالحي "لا يمكن أن تقف جمهورية إيران الاسلامية مكتوفة أمام الأحداث في البحرين وعواقبها، لأنّ الوضع يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة إذا استمر الوضع الحالي على حاله".

وفي السياق، أيد رجل الدين الايراني المحافظ أحمد جنتي، بعد صلاة الجمعة في طهران أمس، تصريحات صالحي، وحذّر السعودية من استفزاز إيران، وقال للمصلين: "كراهية السعودية تنتشر. الناس يكرهون فعلا أولئك الوهابيين".

إلى ذلك، تظاهر طلاب إيرانيون أمام سفارة البحرين في طهران امس تضامنا مع المعارضة البحرينية، رافعين أعلام حزب الله وايران، كما احرقوا علمي اميركا وإسرائيل.

وكان صالحي شكا للأمم المتحدة الشهر الماضي دخول قوات "درع الجزيرة" البحرين، معتبرا أنّ الرياض تستخدم الاحتجاجات في البحرين "كذريعة للتدخل".

في غضون ذلك، أجّلت وزارة العدل البحرينية بتّ الدعوى القضائية التي كانت رفعتها أمس الأول لحل جمعيتي "الوفاق الاسلامية"، و"العمل الاسلامي" الشيعيتين.

وأفادت في بيان أن "في ضوء ما اثير في وسائل الاعلام في شأن الدعويين المقامتين على الجمعيتين، وفي ضوء ما يجري من تحقيقات ومحاكمات تتعلق بالأحداث المؤسفة التي شهدتها البلاد في الفترة الماضية، وحرصا من الوزارة على اكتمال كافة الحقائق والمعطيات اللازمة لهذا الأمر بالشكل الذي يخدم تحقيق العدالة وارساء حكم القانون ودفع مسيرة الديموقراطية في مملكة البحرين، فإن موقف الوزارة تجاه الجمعيتين المذكورتين سيتحدد في ضوء تلك الحقائق والمعطيات حين اكتمالها".

واكدت الوزارة أنّ "المصلحة الأولى في هذه المرحلة هي الحفاظ على مكتسبات الوطن وتحقيق السلم الاهلي ودعم مسيرة الاصلاح"، مشيرة إلى أنها "لن تألو جهدا في القيام بدورها، في إجراء الانتخابات التكميلية والتي تطمح إلى أن يشارك فيها المخلصون من ابناء هذا الوطن لدفع المشروع الاصلاحي إلى الأمام".

وكانت الادارة الاميركية اعربت في وقت سابق أمس عن أسفها لـ"حل" الجمعيتين المعارضتين. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر: "هذا الأمر يقلقنا (...) ندعو حكومة البحرين إلى دعم حرية التعبير، وحرية تشكيل الجمعيات، وأن تعتمد التعددية السياسية والمشاركة".

واضاف تونر "سنكون سعداء في حال تراجعوا عن هذا العمل"، لافتا إلى قلق بلاده من "أن يكون الأمر متعلقا بتنظيم سياسي مسجل وشرعي كانت الحكومة البحرينية اعترفت به من قبل".

وأوضح أن مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فلتمان سيتوجه الاسبوع المقبل الى المنامة في محاولة لإجراء حوار مع جميع الاطراف. (وكالات)