من هو بيراني السني الإخواني الإيراني الذي تثق به طهران وتموله قطر؟..

تاريخ الإضافة الخميس 21 آذار 2019 - 4:45 م    عدد الزيارات 1238    التعليقات 0

        

من هو بيراني السني الإخواني الإيراني الذي تثق به طهران وتموله قطر؟..

العربية نت...المصدر: الرياض، دبي - هدى الصالح، إيليا جزائري... مطلع يناير 2019 انتخبت الجمعية العمومية للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بمدينة اسطنبول، التركية، 4 أعضاء ضمن 31 عضواً لمجلس أمناء الاتحاد، كان من بينهم الإيراني – الكردي عبد الرحمن بيراني. لا يعد بيراني ضيفاً جديداً على مجمع الاتحاد العالمي (القطري)، حيث كان أحد أعضائه منذ بداية انطلاقه، باعتباره المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في إيران، ممثلة بما يسمى "جماعة الدعوة والإصلاح". فمنذ أن تولى زعامة الجماعة في العام 1991 ـ بعد تصفية النظام الخميني لقيادات الحركة الإسلامية (السنية) من كرد إيران، والزج بهم في السجون من بينهم مؤسس جماعة الإخوان في إيران أحمد مفتي زاده وإعدام زعيمها الروحي ناصر سبحاني، إثر الاعتراض على بنود الدستور الذي وضعه المرشد الأعلى للثورة الخمينية ـ تخلى بيراني، مراقب الإخوان، عن مظلومية طائفته وقوميته لصالح الجماعة، ففي إيران تخاذل عن الانتصار لطائفته السنية المقموعة، وفي تركيا تقاعس عن الانحياز لقوميته الكردية المضطهدة، لكنه في كلا الحالتين لم يتخلَ عن الانحياز لمواقف وخطاب جماعة الإخوان.

تهنئة لمرسي

كما جاءت تهنئته مباشرةً لمحمد مرسي، لاختياره رئيساً لجمهورية مصر، معتبراً نجاحه ثمرة من ثمار ما زرعه حسن البنا مؤسس ومرشد جماعة الإخوان المصرية قائلاً: "نعتبر هذا الفوز نتاجاً مباركاً لثمانية عقود من العمل الدؤوب المخلص وثمرة مباركة من ثمار الشجرة الطيبة التي غرسها الإمام المؤسس الشهيد حسن البنا وروتها أغلى الدماء الزكية". دفع بيراني في 2013 الذي تربطه علاقات جيدة بالنظام الإيراني، مباشرة بالمتظاهرين إلى الميادين في طهران انطلاقاً من أمام مكتب رعاية المصالح المصرية التي قادها جليل بهرامي، مسؤول الهيئة التنفيذية بالجماعة، رافعين شعار رابعة ومنددين بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومنادين بعودة محمد مرسي وإسقاط النظام الجديد بمصر. تنشط حركة الإخوان المسلمين في إيران باسم "جماعة الدعوة والإصلاح" بشكل قانوني وبتصريح حكومي منذ بداية الثورة الخمينية وحتى اليوم، وهي امتداد لعلاقة قديمة بين الإخوان وجماعات الإسلام السياسي في إيران تسبق سيطرة الخميني على الحكم في عام 1979.

مؤتمر التقريب بين السنة والشيعة

وقد أسفر لقاء حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان، الذي جمعه بآية الله أبو القاسم كاشاني في حج 1948، عن اتفاق على إنشاء مؤتمر التقريب بين السنة والشيعة، واستضافة محمد القمي في المركز العام للإخوان في القاهرة، قبل أن يستكمل المشروع سيد قطب المرشد الروحي للجماعة والعمل مع نواب صفوي زعيم حركة "فدائيي إسلام"، وأحد زملاء الخميني الذي كان الأخير يعتبره أستاذه. ووفقاً لما أفاد به مصدر كردي خاص وموثوق في كردستان إيران، رغب عدم ذكر اسمه، فقد منح الإخوان الكثير من المقاعد في انتخابات مجالس البلديات الإيرانية الأخيرة، إضافة إلى تولية النظام الإيراني ممن لهم ميول إخوانية مناصب إدارية في بعض الدوائر الحكومية في المناطق الكردية الإيرانية. وقال المصدر: "أتاح النظام الإيراني للمنتمين إلى جماعة الإخوان الحصول على الكثير من المقاعد في انتخابات مجالس البلديات الأخيرة في المناطق الكردية ولهم الأغلبية في مدينة بوكان، حيث تم تعيين أحمد صالحي رئيساً لمجلس بلدية مدينة بوكان، وحاجي أحمد يوسفي عضواً في المجلس وجميعهم من جماعة الإخوان". بيراني وفي مناسبة انتخابات البلدية في إيران عبر عن امتنانه وإشادته بالنظام الإيراني القائم، فبحسب ما صدر في بيان له قائلاً: "النظام القائم من الثورة ضد الاستبداد والاستعمار الذي يوشك أن يكمل عقده الرابع، فالحرية والاستقلال هما الركنان الرئيسيان للجمهورية الإسلامية واللذان أصبحا هدف الشعب".

بيراني يستقبل مسؤولي طهران

وأضاف: "إن المادة 9 من الدستور تعتبر الحرية والاستقلال ووحدة الأراضي الإيرانية أصولا لا تنفصل عن بعضها، وتؤكد أنه ليس لأحد الحق بانتهاك الاستقلال وسلامة الأراضي الإيرانية باسم الحرية.. أربعة عقود استطاع النظام الإيراني أن يحقق الكثير من المكتسبات المطلوبة في مجالات كثيرة، هناك بعض النواقص القليلة في مجال حقوق الأقليات التي يجب العمل عليها". ينشط بيراني تارة من مكتب جماعة الإخوان في إيران باستقبال مسؤولي الحكومة الإيرانية، من بينهم وزير الاستخبارات السابق علي يونسي، كما يظهر في صورة التقطت لهما حينها، إلى جانب تبادل الزيارات مع مسؤولين أمنيين في وزارة الاستخبارات الإيرانية. وتارة أخرى، يظهر أمير جماعة الدعوة والإصلاح، في العاصمة القطرية الدوحة بمقر الاتحاد العالمي إلى جانب يوسف القرضاوي والأمين العام للاتحاد علي قرة داغي. ووفقاً لما كشف عنه أحد قياديي مجموعة "مكتب قرآن"، (والمحسوبة على التيار السلفي الإيراني)، التي تعاني من تضييق حكومي إيراني، فإن جماعة الإخوان في إيران وتركيا تتسلم تمويلها مباشرة من قطر وهناك اتفاق بين الحكومة الإيرانية وقطر حول الموضوع وأن الشرط هو ألا تعمل جماعة الإخوان في إيران ضد النظام بأي شكل من الأشكال وألا يكون لها أي صلة مع المعارضة الإيرانية الداخلية أو الخارجية.

تقاعس تجاه القضية الكردية

وأفاد القيادي في حديث مع "العربية.نت" أنه: "في العام الماضي كان هناك نشاط مشترك لمكتب قرآن ومكتب قرآن كردستان وجماعة الدعوة والإصلاح، حيث شكلوا شورى التخطيط الإستراتيجي لأهل السنة، ولكن بعد فترة انسحب مكتب قرآن من المجموعة لأنه حسب قول قادته شعروا أن ما كانوا يقومون به موجه من الأمن الإيراني بشكل مباشر و(الشورى) يطبق التخطيطات التي تملى عليه من الدوائر الاستخباراتية". وإذا بحثنا عن مواقف بيراني الإسلامي السني من أكراد إيران، والذي يشغل منصباً في الاتحاد العالمي، نجده حيناً خاطباً ود النظام في طهران، وحيناً آخر يغازل حكام تركيا من العثمانيين الجدد. وفي 2017 أرسل الرئيس الإيراني حسن روحاني، مبعوثه المراقب العام لجماعة الإخوان في إيران، عبد الرحمن بيراني، إلى تركيا، للعب دور الوساطة وترطيب العلاقات المتوترة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد ظهور بوادر للتعارض المصلحي بين طهران وأنقرة على الأرض السورية. اختيار بيراني كمبعوث للنظام الإيراني الى تركيا، يأتي على ما يبدو لإجادته العمل وفق قواعد اللعبة التي صممها النظام الإيراني وحدد أطرها بعد تقليم أظافر الحركة الإسلامية السنية -الإيرانية، وخصوصاً في إقليم كردستان إيران، وذلك فور نجاح آية الله الخميني في تولي الحكم، ومع بيراني ظلت جماعة الإخوان المسلمين في إيران، الممثل الوحيد والمعترف به رسمياً للسنة في إيران من قبل النظام الخميني.

اللقاء 2015 بين بيراني ويونسي

هذا الامتحان كان قد اجتازه، الإيراني- الكردي عبد الرحمن بيراني، بامتياز بعد تجاهل حزبه، العملية العسكرية التي شنها الجيش التركي بمشاركة فصائل الجيش السوري الحر على مدينة عفرين شمال – شرق سوريا، التي أطلق عليها بعملية "غصن الزيتون"، لاستهداف وحدات حماية الشعب الكردية في 20 يناير 2018. وتبع حياد وصمت جماعة الدعوة والإصلاح الكردية، تجاه التدخل العسكري التركي في مدينة عفرين، تهنئة المراقب العام لجماعة الإخوان عبد الرحمن بيراني بعد 6 أشهر فقط على بدء عملية "غصن الزيتون" للرئيس التركي "أردوغان" وزعماء حزب العدالة والتنمية لمناسبة فوز الحزب ومرشحيه بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية قائلاً في بيانه الصادر في 2 يوليو 2018: "انتصار برامج ومرشحي حزبكم بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الاختبار الثالث عشر على التوالي يؤكد ثقة غالبية الشعب التركي بخطاب حزبكم وأدائه، بهذه المناسبة يطيب لي أن أتقدم إليكم وإلى أعضاء ومؤيدي حزب العدالة والتنمية والشعب التركي العزيز بخالص التهاني.. نأمل لكم المزيد من التوفيق في المساهمة في بناء مستقبل أفضل لجميع شعوب المنطقة من خلال صون هذا الرصيد الوطني". اللافت أن تهنئة المراقب العام جاءت فقط بعد 5 أشهر على نفي جمال إسماعيلي، مسؤول العلاقات العامة لحزب الدعوة والإصلاح الإيراني، دعمهم وتأييدهم النظام السياسي الحالي في تركيا وممارساته، وخصوصاً بعد اقتحام الجيش تركي لمنطقة عفرين، قائلاً في حوار نشر على الموقع الرسمي للحزب: "أقول بصراحة إن جميع هذه التعابير للشخصيات والتيارات وبيانات الجماعة ورسائلها ترجع إلى فترة مبكرة من حكومة أردوغان وحزبه حيث كان مصدراً لعديد من الإنجازات الإيجابية في الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. مع الأسف تغير نهجه شيئاً فشيئاً من تعاطيه مع المجتمع المدني والصحافة المستقلة واعتقال الشخصيات المنتقدة والصحافيين وزجهم في السجون ووقف عملية المصالحة مع الأكراد وحرمانهم من حقهم الطبيعي". وبحسب ما كشف عنه عبد الرحمن السويدي، القيادي السابق في تنظيم الإخوان المسلمين في الإمارات، في لقاء متلفز معه، فقد تم تكليف عبد الرحمن بيراني مسؤولية مكتب التنسيق الخليجي التابع لجماعة الإخوان في إيران، ومن خلال إدارة مؤسسة "إصلاح" للنشر وتوزيع الكتب في إيران. وأكد الإخواني المنشق، السويدي، أن مؤسسة "إصلاح" الإيرانية تتلقى تمويلها المالي من قطر والجمعيات الخيرية القطرية.

أعداد مخصصة لـ"رابعة"

تجدر الإشارة الى أن مجلة "إصلاح"، إحدى منتجات الجماعة، كانت قد خصصت أعداداً من مجلتها الشهرية، للحديث عن فض اعتصام رابعة، وعزل مرسي وكافة الشؤون المصرية، إلى جانب استكتابها عدداً من الشخصيات المحسوبة على جماعة الإخوان أو المتعاطفة معها من بينهم فهمي هويدي، والإخوانية اليمنية توكل كرمان، وعلي قرة داغي. وفي 2017 شارك المراقب العام لجماعة الإخوان في إيران عبد الرحمن بيراني، في مؤتمر "اللجنة الدولية لمساعدات الإنسانية" في الكويت، والتي كانت برعاية "مؤسسة الرحمة العالمية"، ومؤسسة قطر الخيرية، ومنظمة الدعوة الإسلامية، إلى جانب منظمة حقوق الإنسان والحريات التركية، ومنظمة المساعدات الإسلامية العالمية. وهنا يصبح بيراني جزءاً من التحالف بين الإخوان والنظام الإيراني، وهو التحالف الذي لم يعد خفياً منذ أن انبرى الاتحاد الدفاع عن إيران انسجاماً مع النظام الإسلامي الحاكم في تركيا، وسبب ذلك هو أن كل هذه الجماعات والأفراد والمؤسسات تنتمي إلى مظلة واحدة هي الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي. من علامات ذلك خروج جماعة الدعوة والإصلاح الإخوانية ببيان استنكار لتنفيذ حكم الإعدام بحق الإرهابي السعودي "الشيعي" نمر النمر، ووصفه بـ"الناشط الحقوقي وذي المكانة الدينية"، وبحسب ما جاء في البيان الذي صدر في ربيع الأول 1437 : فـ"إن تطبيق هذه العقوبة ضد شخص مع ميزات اجتماعية وهوية خاصة وذي مكانة دينية خاصة بين أتباعه هو عمل متوتر وفي ظروف الإقليم الحالية لديه قدرة كبيرة لجلب التوترات (..)، في عدد من البلدان الإسلامية قد يتم تجاهل حق حرية التعبير وحق التمتع بمحاكمة عادلة ونزيهة خاصة في حق الناشطين الحقوقيين والحريات المدنية والنشطاء المدنيين وقد يتم توجيه تهم زائفة إلى عدد منهم وتفرض في حقهم عقوبات صارمة".

فرع "إخوان إيران"

تأسست جماعة الإخوان في إيران عقب الثورة الخمينية في العام 1979، إثر مشاورات لعلماء أهل السنة بتشكيل جماعة الدعوة والإصلاح وكان على رأسهم أحمد مفتي زاده وناصر السبحاني، ويتكون الهيكل التنظيمي لجماعة إخوان إيران وفقاً للمادة 6 من النظام الأساسي لجماعة الدعوة والإصلاح في إيران من: المؤتمر العام وهو أعلى هيئة صنع قرار في الجماعة ويتم انتخاب أعضائه لمدة 4 سنوات، ومن الشورى المركزي، والمراقب العام، والهيئة التنفيذية المركزية، واللجنة الإدارية، وهيئة الرقابة والتحكيم. عبد الرحمن محمد بيراني مواليد عام 1954 بمدينة روانسر بمحافظة كرمنشاه من أسرة كردية، حصل على شهادة البكالوريوس من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة طهران، ثم على شهادة الماجستير من كلية الشريعة في القانون من السودان، وحصل على شهادة الدكتوراة في القانون من جامعة النيلين السودانية، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو مجلس النقابة في اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي في اسطنبول بتركيا، انتخب بيراني في المؤتمرين الأول والثاني للجماعة اللذين عقدا في (2001-2006)، أميناً عام لجماعة الدعوة والإصلاح في إيران، كما أنه تولى منصبه كأمين عام لجماعة الدعوة والإصلاح منذ عام 1991 وحتى اليوم.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,179,505

عدد الزوار: 6,759,245

المتواجدون الآن: 124