المعارضة الإيرانيّة تقود "ثورة مخملية" بعيدا عن العنف والسلاح
الخميس 10 آذار 2011 - 6:46 ص 
737 
0
إيلاف تدخل كواليس الشؤون الايرانية في قناة العربية
المعارضة الإيرانيّة تقود "ثورة مخملية" بعيدا عن العنف والسلاح
يتحدّث نجاح محمد علي، رئيس تحرير الشؤون الإيرانية ومسؤول ملفها في قناة العربية، في حوار خاص مع "إيلاف" ويكشف عن معلومات جديدة حول واقع المعارضة الإيرانية في الخارج وإعلان أكراد إيران إلقاء السلاح.
 |
| نجاح محمد علي والرئيس السابق الحسن بني صدر |
طهران: "خبر عاجل" باللون الأحمر، ومعلومات يومية عن المعارضة والسلطة في إيران، لم تكن نقلا عن وكالات الأنباء، وإنما من مصادر إيرانية داخلية زودت بها مسؤول الملف الإيراني في قناة العربية منذ الانتخابات السابقة ولاتزال مستمرة، ما جعل القناة تميز نفسها عن بقية وسائل الاعلام العربية في تغطية الشأن الايراني ما دفع السلطات الايرانية لاتهامها بدعم المعارضة.
كيف تصل الأنباء الإيرانية إلى العربية ؟ وماذا تحضّر القناة من أشرطة عن واقع المعارضة الايرانية في الخارج ؟ وهل فعلا تم إهدار دم المسؤول عن الملف الايراني في القناة ؟ وهل تغطي القناة الشأن الايراني بروح المعارضة كما تقول حكومة طهران؟
أسئلة يجيب عليها نجاح محمد علي، رئيس تحرير الشؤون الايرانية ومسؤول ملفها في قناة العربية، في حوار خاص مع "إيلاف" كشف فيه أيضا عن معلومات جديدة حول واقع المعارضة الايرانية في الخارج وإعلان أكراد إيران إلقاء السلاح.
أكراد إيران: وداعا للسلاح
أين التقيت المعارضة الكردية الإيرانية ؟
الأحزاب الكردية الإيرانية لا تعتبر معارضة وهي دائما أحزاب تطالب بحقوق قومية مسلوبة في كل العهود، فهي ليست معنية كثيرا بنوع النظام الحاكم بقدر ما هي مهتمة بما تحصل عليه من حقوق قومية.
أما اللقاءات فقد تمت في عواصم دول أوروبية وأيضا في كردستان العراق حيث تتخذ هذه الأحزاب الكردية قواعد ومقرات لها.
من أكد لك منهم إلقاء السلاح في وجه الحكومة الإيرانية؟
حزب كومله أكد قادته ذلك، وتحديدا الامين العام عبدالله مهتدي، وهو حزب يتم التركيز عليه بشكل كبير من قبل الجمهورية الاسلامية، وتعتبره من الأحزاب المحاربة، وتقوم السلطات بين حين وآخر بإعدام عناصره بتهمة الانتماء له.
ما هو وزنه العسكري ؟
إيران تقول رسميا إنه يملك قوة عسكرية كبيرة وينفذ عمليات عسكرية باستمرار تستهدف المؤسسات الثورية والعسكرية والأمنية.
وإيران دائما تقدم لنا أشخاصا تحاكمهم بتهمة محاربة الله ورسوله عبر الانتماء لهذا الحزب وتقوم بإعدامهم.
من أين جاء بهذا السلاح؟
الأحزاب الكردية مسلحة منذ زمن الشاه وقبله، وروسيا كانت تدعهم، والعراق سابقا زمن صدام.
ماذا قال لك زعيم الحزب بالضبط ؟
قال الأمين العام للحزب من الناحية العملية أوقفنا منذ 15 سنة العمليات لكننا نضطر أحيانا للدفاع عن أنفسنا، ولذلك نقوم بعمليات دفاعية للرد على عمليات تنفذها إيران على مواقعنا داخل العراق، وقال أيضا نحن مستعدون حتى للحوار لأننا نعتقد أن الظروف تغيرت والعنف لم يعد مجديا والحركة السلمية هي الوحيدة القادرة على إجبار النظام على الانصياع في ظل المتغيرات الدولية، وأيضا لسحب الذرائع الايرانية حيث تدعي إيران عندما تعدم الشباب الكردي بأنهم أعضاء في كومله لأننا حزب محارب ونحن لسنا كذلك الآن ولا نريد الاعدام لهذا الشباب، كما أكد لي أمين عام الحزب.
موقف المعارضة من الحرب على إيران
هل من معلومات وأشياء جديدة تكشف عنها القناة قريبا بهذا الخصوص؟
المعارضة الكردية الإيرانية جزء من سلسلة أفلام وتقارير وثائقية مطولة تتناول الثورة المخملية التي يقودها المعارضون خصوصا من شارك في الثورة الاسلامية وقيادتها.
من الشخصيات التي التقيتها ؟
محسن مخملباف المخرج العالمي المعروف (باريس)، محسن سازغارا أحد أبرز مؤسسي الحرس الثوري ( أميركا) ونائب رئيس الوزراء للشؤون السياسية في بداية الجمهورية الاسلامية، أكبر عطري القيادي البارز السابق في الحركة الطلابية في مكتب تعزيز الوحدة المعروف وهو أكبر حركة طلابية في إيران المؤيدة للإصلاح( واشنطن) وهو يدير معهدا لتعليم الايرانيين عن طريق الانترنت بالصوت والفيديو وكيف يقومون بهذه الثورة الناعمة لاسقاط نظام الجمهورية الاسلامية وكيف يحافظون على أنفسهم خلال النشاط على الانترنت وكيف يتم التغيير من الداخل بشكل هادئ، والناشطة مهرنغيز كار في مجال حقوق المرأة في بوسطن.
ونواب سابقون في البرلمان الايراني الاصلاحي أثناء عهد الرئيس السابق محمد خاتمي أبرزهم محمد موسوي خوئيني وفاطمة حقيقت جو، بالاضافة إلى الناشط في مجال حقوق الإنسان أحمد باطبي الذي اشتهر بصورته على غلاف مجلة الايكونوميست في العام 1999 عندما كان يرفع قميصا ملطخا بدم أحد رفاقه في قضية الاعتداء على الحي الجامعي المشهورة. وطبعا يدعم هذه الحركة التغييرية الفيسلوف والمفكر الايراني عبدالكريم سروش. كما التقيت الرئيس السابق بني صدر والاعلامي والسياسي المعروف الدكتور حسن عباسي.
هل يؤيد هؤلاء الحرب على إيران ؟
عادة هؤلاء ينكرون أنهم يقومون بالفعل بثورة مخملية لأن الجمهورية الاسلامية كانت وجهت هذا الاتهام لهم في بداية الاحتجاجات على بداية الانتخابات في العام 2009 وأصبحوا يعلنون أن التغيير في إيران لن يحصل إلا عن طريق الثورة الناعمة التي تضمن عدم الانتقام من رؤوس النظام.
وأكدوا أنهم يعارضون خيار الحرب على إيران ويعتبرونه خيارا مدمرا وهم مستعدون للإنضمام إلى النظام في حال تعرض إيران لضربة عسكرية.
أعداء أميركا خلال الثورة يرفعون علمها اليوم !
ما هو أهم شيء لفتك في هذه الشخصيات خلال لقائها؟
اللافت في جولة العربية هو أن الاصلاحيين الذين كانوا شاركوا في اقتحام السفارة الأميركية في نوفمبر عام 1979 وقادة الطلبة الذين ساندوا خاتمي وباقي الاصلاحيين ينظرون إلى أميركا بأنها ليست عدوة لإيران، وأن نظرتهم التي تحقّر أميركا تغيرت، وباتوا يعتبرونها دولة كبيرة جدا أكثر مما كانوا يتصورون، مثل علي أفشاري القيادي البارز السابق في مكتب تعزيز الوحدة الطلابي، وأحمد باطبي الذي يفخر أنه يملك في منزله علمين الأميركي والايراني الذي كان حتى قبل حكم الشاه.
هل التقيت شخصيات أخرى مؤثرة ولديها تاريخ طويل وستظهر على الشاشة؟
في هذه الجولة تم إعداد بروفايلات لشخصيات مؤثرة في الحركة الطلابية وفي الاعلام وأيضا لوزراء في آخر حكومة شكلها الشاه قبل رحيله برئاسة شهبور بختيار، مثل منوتشهر رزم آرا وكان وزيرا للصحة وقد كشف تفاصيل عن الاعدامات التي تمت بواسطة رئيس محكمة الثورة آنذاك صادق خلخالي. وكشف أيضا بالوثائق أن شقيقه رئيس الوزراء في إيران في الخمسينات حسين رزم آرا لم يقتل من قبل منظمة فدائيان إسلام التي يسيطر أتباعها الآن على النظام بل قتله الشاه لأسباب تتعلق بمعركة تأميم النفط.
كذلك اللقاء مع الحسن بني صدر أول رئيس للجمهورية بعد سقوط الشاه، ولماذا زوج ابنته من زعيم مجاهدي خلق مسعود رجوي وهل هرب من إيران بلباس امرأة كما تقول السطات الايرانية. كذلك هناك لقاء مع الصحافي أحمد رأفت الذي رافق الامام الخميني في منفاه في فرنسا والذي كشف كيف كان بني صدر و"ساز غارا" يحرفان تصريحات الخميني حول حقوق المرأة والحقوق المدنية لتسويقه إلى الغرب على أنه رجل عصري وكانا يجبران الصحافيين على نقل الترجمة المحرفة لإقناع الغرب بأن الخميني ليس متزمتا وعودته إلى إيران لن تشكل خطرا على مصالحه.
اتهام المعارضة بالتسول
هناك من يرى المعارضين الايرانيين مجرد متسولين في الخارج على أبواب الولايات المتحدة والغرب ؟ كيف رأيت ذلك ؟
طرحت عليهم هذا السؤال ووجدتهم في الغالب مستائين من موقف أميركا وعموم الغرب من إيران، فمثلا أبلغني محسن مخملباف أن لقاءاته مع المسؤولين الغربيين كشفت جهلهم بحقيقة ما يجري في إيران وأنهم يرجحون التعامل مع إيران لحل قضية أزمة البرنامج النووي على حقوق الإنسان والحركة الإصلاحية، ويحمل معظم المعارضين الرئيس الأميركي أوباما تحديدا مسؤولية ما وصفوه بإخفاق حركة الاحتجاجات من تحقيق أهدافها.
رد "العربية" على اتهام دعم المعارضة
هناك من يقول إنك قمت بتغطية الحدث الايراني بروح الصحافي المعارض وليس الصحافي المستقل، كيف ترد على هذا الرأي ؟
ولماذا لا يطرح هذا السؤال على القنوات الفضائية التي تغطي ما تشهده المنطقة حاليا من انتفاضات، ومنها فضائيات إيران نفسها التي تسمى قتلى تلك الانتفاضات بالشهداء وتغطي التظاهرات على مدار الساعة وتنحاز علنا ضد الأنظمة بينما نحن ننقل وجهة نظر الطرفين، وهو ما يغيظ إيران وأنصارها الذين لايريدون منا نقل وجهة نظر الإصلاحيين.
ما حدث في إيران أمر استثنائي لأنه كشف عن صراع فكري بين تيارين قادا النظام لسنوات طويلة منذ سقوط الشاه، وبما أنني عاصرت هذه الفترة ميدانيا لنحو 25 عاما فإنني أجد من اللازم أن أغطي هذا الحدث الكبير بكل موضوعية وهي تعني بالنسبة للإعلام أن تنقل الوقائع كما هي، بينما السلطة في إيران تريد ألا ينقل أي شيء عن الطرف الآخر الذي تعرض للقمع بشكل استثنائي وهو ما يجب كشفه.
لكن السلطات الإيرانية تتهمك بأنك عدو لإيران والأمة الإيرانية وبرز ذلك في الاعلام الرسمي والتابع للحرس الثوري ؟
وسائل الإعلام الإيرانية نفسها لم تستطع أن تكذب خبرا واحدا من أخبارنا وكل ما تقوله إنها تقوم بترجمة تقارير العربية والأخبار العاجلة نقلا عن العربية وتكيل السباب والشتائم لي وتتهمني بالعمالة والتجسس، وأهدرت دمي بشكل واضح ومكشوف، مع ملاحظة أن بعض الاخبار التي نقلتها عن وسائل الاعلام الرسمية الايرانية نفسها تقوم هذه الوسائل بإعادة نقلها عن العربية ولكن بالفارسية مثل تظاهرات الايرانيين في ذكرى الثورة حيث قالوا العربية "تذعن مُجبرة بأن الكثير من الايرانيين شاركوا في التظاهرات الرسمية"، وهذا يعني أننا ننقل وجهة النظر الرسمية كما أنني أترجم على الهواء مباشرة كل خطابات المرشد خامنئي والرئيس أحمدي نجاد وهذا يُفترض أن يعتبر ترويجا لهم، ونحترم المسميات والألقاب الرسمية مثل مرشد الثورة والرئيس، بينما الاصلاحيون لا يعتبرونهم هكذا.
وأود أن أشير إلى أن الضغوط والتهديدات الموجهة ضدي، تكثفت في الآونة الأخيرة، واللافت فيها أن أطرافا من غير الايرانيين، انضموا لها،وبمختلف السبل.
| الامين العام لحزب كومله الكردي الايراني عبدالله مهتدي متحدثا للعربية في شريط لم يبث بعد ترجمة كلامه: "في الحقيقة، نحن أعلنا ذلك ..أعلنا أن حزب كوملة كردستان إيران يريد تغيير نظام الجمهورية الاسلامية، ولكنه يرفض العنف والعمل المسلح، نعم أعلنّا ذلك مرارا في السنوات الأخيرة وأستطيع أن أقول إن ذلك تكرر في السنوات الأخيرة وبشكل أكثر دقة في السنوات العشر الأخيرة وقد أعلنا ذلك بشكل واضح وأنا شخصيا أعلنت عن ذلك مرارا وقد أثبتنا ذلك عمليا..". |