الشيخ عبد الحميد: إغلاق مصلى السنّة في طهران مغاير لأدنى حقوق المواطنة ولجميع هتافات التقريب

تاريخ الإضافة الأحد 20 شباط 2011 - 8:13 ص    عدد الزيارات 619    التعليقات 0

        

الشيخ عبد الحميد: إغلاق مصلى السنّة في طهران مغاير لأدنى حقوق المواطنة ولجميع هتافات التقريب

molana_22أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان في خطبة الجمعة التي ألقاها أمام عشرات الآلاف من المصلين في الجامع المكي، إلى مبادرة السلطات الإيرانية إلى إغلاق مصلى لأهل السنة في طهران واعتقال إمامه في الأحد المنصرم، قائلا: قد رحّبنا دائما بنداءات الوحدة ونعتقد أن الوحدة ضرورية، ولكن الوحدة لا تتحقق بالشعارت والهتافات، وأعتقد أن الحكومة لو تخلت عن الدعوة إلى الوحدة لكننا نلتزم بها لحاجة الأمة إليها، ولكن الواجب على دعاة التقريب أن يتمتّعوا بسعة الأفق تجاه الأقليات.
وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: هناك اهتمام بالغ في العالم إلى حقوق أتباع كافة المذاهب والأديان والأقليات، وكان رجاءنا أن يمتلك أهل السنة في المدن الكبيرة في إيران الحرية المذهبية كما ورد في الدستور، كأدنى حقوق المواطنة في البلاد، وأن يملكوا مساجد في ظل النظام الديني؛ ولكن إن لم يُسمَح لهم ببناء المساجد أن يستطيعوا إقامة صلواتهم في أماكن مستأجرة أو في منازلهم؛ ولم نكن نتوقع أن  يبادر المسؤولون إلى إغلاق المصليات، ويتصرفوا بشدة ضد صلاتهم في مثل هذه الأماكن.
وتساءل فضيلة الشيخ: ماذا يضركم وجود هذه المصليات لأهل السنة، وأي نقص وضرر يتوجّه صوب النظام منها؟!
كنا نرجو أن يقوم النظام الديني بدعمنا عندما نتوجه إلى الصلاة وبناء المساجد، ولكن لم نكن نتوقع أن يقوموا بمنعنا من الصلاة حتى في المصليات والأماكن المستأجرة!
وأشار فضيلة الشيخ إلى وجود عدد كبير من الكنائس ومعابد لليهود وأتباع الديانات الأخرى في العاصمة وغيرها من المدن الكبرى مثل إصفهان، قائلا: ماذا يمرّ بأذهان أهل السنة وكذلك بأذهان من يسمع بهذا الخبر عندما نرى الكثير من الكنائس والمعابد لغير المسلمين في طهران وإصفهان في حال لا يُسمَح لأهل السنة بإقامة الصلاة في منزل يُستأجَر لهذا الغرض ولا يُسمَح لهم ببناء مسجد في العاصمة؟!
وتابع قائلا: على الشيعة أن يفكروا قليلا في هذه القضية، فأهل السنة في إيران يشكّلون حسب الإحصائيات غير الرسمية عشرين في المائة (على أقل تقدير) من سكان البلاد؛ وهم بهذا العدد وإن كانوا أقل عددا من الشيعة ولكن ليسوا أقلية وليسوا في قائمة الأقليات الأخرى الدينية. وليجعل الشيعة أنفسهم مكاننا، فحينئذ ماذا كانوا يتوقعون؟ ولكني أقول بصراحة لو كنّا مكان الشيعة، لراعينا جميع حقوقهم القانونية وكنا نحسن إليهم.
وأشار إمام وخطيب أهل السنة إلى جهود أهل السنة في سبيل تحقيق الأمن والوحدة في البلاد قائلا: يجب على المسؤولين أن لا يحسبوا أنهم المعنيون بالأمن وأنهم حققوا هذا الأمن في بلوشستان بجهودهم، بل قد قدّم كل من العلماء ورؤساء العشائر جهودهم في سبيل الأمن والوحدة، ويستمرون في سبيل ذلك، ونحن أهل السنة وقفنا تجاه جميع الحركات الهدّامة التي تبتغي إثارة الفتنة أو أعمل العنف في المنطقة، ونحن واقفون ضد جميع الأنظمة التي تريد استغلال هذه المنطقة لصالحها.
وأضاف قائلا: لقد حافظ أهل السنة على الوحدة وهم لا يريدون لبلادهم إلا الأمن والطمأنينة، ويريدون أن يصلوا إلى كافة حقوقهم المذهبية والوطنية، ويبتغون الحرية المذهبية. يبتغون الحرية في أمورهم التعليمية والحرية في ممارسة عباداتهم وشعائرهم الدينية.
واستطرد فضيلته قائلا: نحن بعون الله تعالى لن نسكت على سلب حريتنا المذهبية، ونشتري جميع المشكلات في سبيل حفظها.
وتابع فضيلة الشيخ، شاكيا سكوت ممثلي أهل السنة في المجلس تجاه الضغوط الأخيرة على أهل السنة في إيران: أنا أشكو سكوت ممثلي أهل السنة في المجلس تجاه هذه التصرفات الأخيرة من قبل السلطات، فكان من واجبهم أن يتابعوا هذه القضايا وأن يضحّوا بجميع مصالحهم ومصالح أبنائهم لصالح شعبهم ولصالح الذين حصلوا على أصواتهم في الانتخابات.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد تضييق الأجواء على أهل السنة وإغلاق أماكن صلاتهم في مصلحة الأعداء، قائلا: إن الأعداء يتربصون الفرص بنا، وهم يبتغون تجزئة البلاد، فلا تساعدوهم بهذه التصرفات، بأن تمنعوا أهل السنة من الصلاة في منزل أو مكان مستأجر. ولا تزعموا بأن أهل السنة فقط هم العلماء، بل العلماء والمثقفون ورؤساء القبائل كلهم معا، وكلهم قلقون بالنسبة إلى هذه التصرفات.

مصير الشعوب والأمم:
وتطرق فضيلة الشيخ موضحا قول الله تعالى "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" إلى مصير الأمم والشعوب في التاريخ قائلا: هناك سنن إلهية في الكون لا تقبل التغيير والتبديل. "ولن تجد لسنة الله تبديلا". وأشيرت في الآية إلى سنة من هذه السنن، وهي أن الله تعالى فوّض مصير الأقوام والشعوب إلى أنفسهم.
وتابع فضيلته: المال والسيادة والرئاسة كلها نعم إلهية. عندما أعطاها الله إلى أمة من الأمم في التاريخ، لم يسلبها منهم ولا يليق بالله تعالى أن يسترد نعمة يعطيها لشخص أو أمة إلا أن يرى منهم تمردا وكفرا بتلك النعمة، فعندئذ تزول النعمة. قال الله تعالى:"لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ"، فكفران النعمة تزيلها.
وأشار فضيلة الشيخ إلى مصير الشعوب والأمم في التاريخ قائلا: عندما نلقي نظرة في مصير الشعوب الماضية نرى كيف سقطت أمم متحضرة وراقية عندما لم يعرفوا قدر هذه النعمة الإلهية. وقد تطرق القرآن الكريم إلى بيان مصيرهم، وإلى النعم الظاهرية والمعنوية التي أعطاها الله تعالى إياهم، وكيف استردت منهم هذه النعمة عندما لم يعرفوا قدرها.

خصوصية عهد الصحابة:
وأشار فضيلته إلى خصوصية عهد الصحابة في التاريخ قائلا: إن عهد الصحابة رضي الله عنهم هو عهد ذهبي في التاريخ، ويمتاز من العهود الأخرى بأن الصحابة كانوا أمة شاكرين وعابدين، وقد ملكوا العالم  وورثوا الأرض، وكانت بلاد واسعة تحت سيطرتهم، وهذه البلاد التي نحن نعيش فيها هي من بلاد الصحابة، وكانوا يعرفون قدر هذه النعمة الإلهية. ولكن لما ذهب عهد الصحابة وجاء السلاطين والملوك من بعدهم ولم يعرفوا قيمة هذه النعمة، وابتعدوا عن الكتاب والسنة، واجهوا مشكلات وواجهوا الحروب الصليبية واحتلت البلاد الإسلامية وسيطر كل دولة من دول الكفر على جزء من البلاد الإسلامية، وانهزم المسلمون، وكانت هزيمتهم نتيجة العدول عن العدل الاجتماعي والإقبال على المادية ورواج الظلم. فلما تغيّروا سلّط الله عليهم أعدائهم. قال الله تبارك وتعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ".

العمل الصحيح ضمان لبقاء النظام:
واستطرد إمام وخطيب أهل السنة قائلا: إن كثيرا من الأنظمة في الشرق الأسط عملاء للأجانب ولو كان "مبارك" في العقود الثلاثة في خدمة شعبه لم يرفضه ولم يولّه الشعب اليوم، والشعوب ليسوا قاصرين في أداء واجبهم، وإنما الحكام هم القاصرون.
وأضاف قائلا: يزعم معظم رؤساء الدول الإسلامية أن بقاء سلطتهم في عمالتهم للأنظمة الأوروبية، ولكن عليهم أن يعلموا أن بقاء السلطة بيد الله، فهو لا يغيّر إلا أن يتغيروا.
واستطرد قائلا: أسرة "شاه" إيران كانت تحكم إيران كلها وتحسب أن هذه البلاد مِلكها، فـ"شاه" كان بالأمس في امتحان من جانب الله تعالى، والحكومة اليوم أيضا في امتحان آخر. ويصدق علينا قول الله تعالى حكاية عن حال بني إسرائيل الذين "قالوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ".
وتابع قائلا: نحن جميعا في امتحان من جانب الله، وكل نعمة زائلة، وكل هذه المناصب من الرئاسة والوزارة ونيابة البرلمان وغيرها امتحانات إلهية لأصحابها.
إن الله تعالى ينظر إلى العمل، وعندما يذهب الله بقوم ويستبدل قوما آخر مكانه، ينظر إلى عملهم، فإن لم يكن العمل صحيحا فالنعمة معرض للزوال.
وأضاف: إن نجاح حكومة أو نظام يكمن في كيفية عمله وامتلاكه سعة الأفق ورحاب الصدر تجاه شعبه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما طلب منه أن يأمر بقتل المنافقين أنكر ذلك ولم يأمر بقتلهم ولا معاقبتهم ولا اعتقالهم، وقال: "لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه".

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,736,568

عدد الزوار: 6,911,170

المتواجدون الآن: 103