معارض إيراني لـ«الشرق الأوسط»: طهران تخشى من غضب شعبي بعد تقليص الدعم

القاهرة: عبد الستار حتيتة
قال مسؤول بالمعارضة الإيرانية، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن إعدام إيران لعشرة سجناء شمال غربي العاصمة يعكس خوفا من تجربة تونس، بعد رفع الحكومة الإيرانية الدعم عن الكثير من السلع الأساسية. يأتي هذا في وقت أفصحت فيه منظمة مجاهدين خلق المعارضة عن اعتقال طهران 80 من كوادرها في مخيم أشرف بالعراق.

وقال الدكتور سنابرق زاهدي، رئيس لجنة القضاء في ما يعرف بـ«المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية»، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، إن لجوء النظام الإيراني لإعدام عشرة سجناء ينبع من التخوف من اندلاع انتفاضة شعبية ضده كتلك التي جرت في تونس مؤخرا وأطاحت بالنظام الحاكم هناك، بعد ارتفاع أسعار السلع في البلاد على خلفية العقوبات الدولية بسبب برنامج إيران النووي. وتحدثت مصادر المعارضة الإيرانية في الخارج عن إعدام السلطات الإيرانية عشرة سجناء بشكل جماعي في سجن شمال غربي العاصمة، قائلة في بيان موقع من «أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» إن الإعدام تم فجر يوم الأربعاء الماضي في سجن جوهر دشت بالقرب من مدينة كرج (غرب العاصمة طهران بنحو 40 كم).

وعما إذا كانت هذه الإعدامات قد جرت بحق سياسيين معارضين للنظام، قال الدكتور زاهدي «في الحقيقة أي إعدام في إيران هو إعدام سياسي، لأن النظام يريد من خلال هذه التصرفات لجم الغضب الشعبي في مختلف المدن الإيرانية، بعد تقليص الدعم عن الكثير من السلع». وتابع قائلا «منذ بداية هذا العام بدأ النظام موجة تصعيدية من الإعدامات، لأن النظام في صراعات داخلية مع الشعب»، ويخشى من رد فعل غير محسوب بسبب ارتفاع الأسعار وتراجع الدعم.

من جانب آخر، قالت مصادر المعارضة إن السلطات الإيرانية تسعى لدى الحكومة العراقية لاعتقال عشرات من منظمة مجاهدين خلق، من الموجودين في مخيم أشرف الواقع قرب العاصمة بغداد، ويبلغ عددهم نحو 3500 شخص.

وبينما لم يتسن الحصول على تعليق من السلطات العراقية، زعمت مصادر المعارضة الإيرانية أنها تلقت معلومات وصفتها بـ«المؤكدة»، بأن إيران طلبت من العراق اعتقال 80 من «مجاهدين خلق»، وأن هذا الطلب جرى التداول حوله قبيل تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة نوري المالكي، إلا أنه لم يقدم بشكل محدد ومباشر إلا في الأيام القليلة الماضية.

ومن مكتبها في باريس، أوضحت «أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» في بيان أرسلت نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني، أن إيران قدمت عن طريق سفارتها في بغداد طلبا للسلطات العراقية لاعتقال قائمة تضم 80 عضوا من «مجاهدين خلق» بمخيم أشرف، مشيرة إلى أن بعض الأسماء الواردة في القائمة لأشخاص من المنظمة توفوا منذ سنوات مضت، وأن البعض الآخر لا يقيم حاليا في العراق بل في أوروبا أو أميركا، إلى جانب أسماء لأشخاص «لم يكونوا إطلاقا من منتسبي (مجاهدين خلق) أو جيش التحرير الوطني الإيراني». ولم يصدر تعليق رسمي إيراني حول هذه المزاعم.