خامنئي يسعى في لقاءات رجال الدين المنتقدين في قم إلى وقف الانشقاقات بالنظام

تاريخ الإضافة الجمعة 22 تشرين الأول 2010 - 7:06 ص    عدد الزيارات 711    التعليقات 0

        

خامنئي يسعى في لقاءات رجال الدين المنتقدين في قم إلى وقف الانشقاقات بالنظام

خبراء يعتقدون أنه يحاول التسويق لنجله الأصغر قائد الباسيج لتولي الحكم مستقبلا

الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز يحيي مستقبليه في مدينة باران الجديدة أمس وذلك خلال زيارته إلى إيران (أ.ف.ب)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

دبي - لندن: «الشرق الأوسط»
يسعى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في جولة داخلية مطولة في قم إلى دعوة رجال الدين البارزين هناك للالتفاف حول النظام بعد حالة المواجهة التي شهدتها القيادة الإيرانية إثر الانتخابات المتنازع عليها الأسبوع الماضي.

وكان المرشد الأعلى آية الله خامنئي قد بدأ أول من أمس الثلاثاء الماضي جولة تمتد لعشرة أيام من اللقاءات والكلمات التي سيلقيها في مدينة قم. وتؤكد الرحلة على مخاوف حكام إيران بأن سيطرتهم عرضة للتهديد من قبل رجال الدين المعارضين والنفوذ المتنامي للقوات الأمنية في أعقاب أسوأ اضطرابات تشهدها إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

وقد دعم خامنئي، الذي يملك القول الفصل في كل شؤون الجمهورية الإيرانية، الرئيس أحمدي نجاد بعد انتصاره في الانتخابات المتنازع عليها في يونيو (حزيران) 2009 ورفض المزاعم بوقوع تزوير واسع في الانتخابات. لكن الكثير من علماء الدين البارزين في قم لم يساندوا أحمدي نجاد وتبنوا موقفا نقديا مناوئا للحكومة إلى حد بعيد.

ووفقا لتقرير لـ«أ.ب» يعتقد بعض الخبراء في الشأن الإيراني أن خامنئي البالغ من العمر 71 عاما ربما يحاول في جولته هذه تمهيد الطريق لابنه المتشدد مجتبى، كي يتبوأ في يوم ما سدة الحكم في إيران.

مثل هذه الخلافات ستزيد من عزلة الأصوات المعتدلة في إيران، حيث يعتبر الابن الأصغر لخامنئي القوة الموجهة للقوات شبه العسكرية الواسعة المعروفة باسم الباسيج، التي استخدمت في سحق مظاهرات المعارضة والتحرش بقادة المعارضة.

ويقول شادي حميد، الباحث في الشؤون الإقليمية في معهد بروكينغز في الدوحة، حسب «أ.ب»: «لم يعد خافيا توتر العلاقة بين خامنئي وبعض كبار علماء قم في أعقاب أعمال القمع التي تلت الانتخابات. وهؤلاء ليسوا بالأشخاص الهينين الذين يمكن تجاهلهم. فهم ركن ركين في وحدة النظام».

ويسعى خامنئي، من خلال حمل الرسالة شخصيا، إلى مواجهة رجال الدين الذين شككوا في شرعية النظام الحاكم وأساليب الخط المتشدد في السيطرة على مقاليد الأمور.

لكن مهمة خامنئي تنطوي في الوقت ذاته على بعض المخاطرة، إذ سيشكل الفشل في وقف الانتقادات في قم ضربة أخرى لسلطة خامنئي على الرغم من مواجهة المرشد الأعلى والدائرة الضيقة ضغوطا من طموحات نجاد وحلفائه. فقد حاول أحمدي نجاد توسعة سلطاته لتشمل السياسة الخارجية، التي تعتبر ميدانا خاصا بخامنئي. كما حاول أيضا إقامة علاقات وثيقة مع الحرس الثوري، الذي يمتلك نفوذا في كل شيء، بدءا من البرنامج النووي للدولة، وانتهاء بالصيرفة التجارية.

ويضيف حميد: «لقد تحول الحرس الثوري إلى دولة داخل الدولة. وفي الوقت ذاته هناك قدر كبير من التنافس على السلطة، وهو ما يثير قلق رجال الدين».

وقد تطرق خامنئي إلى هذه النقطة في أعقاب وصوله إلى قم، نحو 80 ميلا (130 كيلومترا) جنوب طهران، فقال في كلمته أمام حشد بالقرب من أهم أضرحة مدينة قم، التي أذاعها التلفزيون الرسمي الإيراني: «الاتحاد في حاجة إلى مزيد من التعزيز يوما بعد يوم، خاصة مع السلطة التنفيذية (حكومة أحمدي نجاد) التي تحمل الكثير على كاهلها من الأعباء».

لم يسهب خامنئي بشأن الصراع الذي يواجه الدولة، فلم يكن في حاجة إلى ذلك، فهي مادة يومية في وسائل الإعلام الإيراني ومواقع الإنترنت.

ويقول المصرف المركزي الإيراني إن معدلات التضخم انخفضت إلى دون 10 في المائة، على الرغم من حديث الكثير من الخبراء عن تجاوزه نسبة 20 في المائة بالنسبة للغذاء والسلع اليومية الأخرى.

من ناحية أخرى تواصل الشركات انسحابها من سوق إيران تحت ضغوط من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وتقول الولايات المتحدة وحلفاؤها إن طهران تحاول تطوير أسلحة نووية، وهي مزاعم تنفيها طهران.

وتؤكد السلطات الإيرانية أن اقتصادها القائم على النفط يمكن أن يتغلب على أي شيء يمكن أن يفرضه المجتمع الدولي، لكن الخطط التي يتم إعدادها حاليا لخفض حاد لدعم الدولة للوقود والسلع الأساسية تناقض ذلك.

وبالنسبة لخامنئي، فقد تحمل الانتقادات الموجهة من علماء قم طابعا خاصا، فهي تتحدى جوهر نظام حكم رجال الدين في إيران.

جدير بالذكر أن خامنئي اختير لخلافة آية الله الخميني، أبو الثورة الإسلامية، الذي توفي عام 1989. ويعتقد بعض أتباعه أن المرشد الأعلى ملهم ولا يحاسب إلا من الله. واختير خامنئي إلى أرفع منصب لآية الله دون عمل أكاديمي شاق عادة ما يكون ضروريا. كما لم ينشر أيضا رسالته أو كتابة تعاليمه، كما يفعل غالبية كبار علماء الشيعة.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، أغلقت السلطات الكثير من المواقع على الإنترنت، لثلاثة علماء على الأقل من رجال الدين الإصلاحيين للحد من وصولهم إلى العامة ومؤيديهم.

فقد اتهم آية الله العظمى ناصر مكارم شيرازي، أحد أبرز رجال الدين في قم، حكومة أحمدي نجاد الشهر الماضي بالكذب بشأن الوضع الاقتصادي للدولة. وقال شيرازي: «دائما ما تصدر إحصاءات بشأن انخفاض العجز لكنها تناقض ما يراه الناس بأعينهم». واستشهد شيرازي بما أوردته وسائل الإعلام بالقول: «عندما لا تتطابق البيانات الرسمية للدولة مع الحقائق، يفقد الناس الثقة في الحكومة».

وكان آية الله العظمى حسين علي منتظري، الذي توفي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قد قضى سنوات من الإقامة الجبرية في منزله في أعقاب الشقاق مع خامنئي. وكان قد انتقد العام الماضي التعامل الوحشي مع المتظاهرين على يد القيادة الإيرانية، متهما القيادة الدينية بارتكاب «جرائم باسم الإسلام».

وقد رد رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، المقرب من خامنئي، يوم الأحد الماضي، على المزاعم بحدوث شرخ في العلاقات بين خامنئي ورجال الدين في تصريح لوكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية، بالقول: «لا توجد فجوة بين رجال الدين والقيادة». ومن المتوقع أن يستغل خامنئي إقامته الطويلة نوعا ما في قم لتعزيز سلطاته الدينية.

ويعتقد بعض المحللين أن خامنئي ربما يعمل بذلك أيضا على اختبار الدعم لابنه مجتبى لتصعيده إلى سدة الحكم.

ويقول رسول نفيسي، الخبير في الشؤون الإيرانية في جامعة ستراير في فيرجينيا: «ستكون تلك فرصة لمحاولة الفوز بالدعم لمجتبى. فخامنئي يحاول تهيئة الأجواء لابنه، ومن ثم فهو في حاجة إلى العمل مع علماء قم». وتقول مواقع المعارضة الإيرانية إن رحلة خامنئي إلى قم تتم تحت إجراءات أمنية مشددة ترافقها دعاية كبيرة لجذب جمهور كبير يمنح القائد ترحيبا استعراضيا.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,687,295

عدد الزوار: 6,908,544

المتواجدون الآن: 105