باليستي إيران يستنفر التحركات الدولية ضدها...

تاريخ الإضافة الخميس 16 تشرين الثاني 2017 - 4:50 ص    عدد الزيارات 1001    التعليقات 0

        

باليستي إيران يستنفر التحركات الدولية ضدها...

الحياة....بشير عبدالفتاح .. * كاتب مصري...

. يبدو أن رهان طهران على استثمار ما كان يبدو أنه اختلاف بين واشنطن وبقية أعضاء السداسية الدولية إزاء الاتفاق النووي، ذهب أدراج الرياح. ففي سياق استراتيجيته الجديدة تجاه إيران، والتي تتوسل السبل الكفيلة بمنعها من امتلاك السلاح النووي أو تطوير برامج الصواريخ الباليستية، علاوة على كبح جماح تدخلها السافر في الشؤون الداخلية لدول الجوار، وردعها عن دعم الجماعات المتشددة أو توظيف الميليشيات الشيعية في المنطقة، وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضربات متتالية للاتفاق النووي والنظام الإيراني، استهلها بعدم منح الثقة لذلك الاتفاق والامتناع عن الإقرار بالتزام طهران بتنفيذه، محذراً من إمكانية انسحاب واشنطن من «أحد أسوأ الاتفاقات في التاريخ»، على حد تعبيره. وفي السياق ذاته، أبى ترامب إلا الربط بين الاتفاق النووي وسياسات إيران الاستفزازية المتعلقة بالبرنامج الصاروخــي الباليـــستــــي، ورعـايــة الإرهاب، والتدخل السياسي والعسكري والاستخباراتي في الدول العربية، وانتهاك مبادئ الديموقراطية وحقوق الإنسان. وتوخى ترامب من ذلك الموقف، معالجة الخلل الذي طال مضمون الاتفاق، الذي تعجلت السداسية الدولية إبرامه بغية تقويض تطلعات طهران لإنتاج القنبلة النووية في المدى المنظور، مقابل رفع جزئي وتدريجي للعقوبات، المفروضة عليها. ويؤخذ على السداسية أنها أغفلت مطالبة مسؤولين أميركيين بتضمين البرنامج الصاروخي الإيراني ضمن الاتفاق ليطاله حظر التطوير، خشية فشل المفاوضات وضياع فرصة توقيع الاتفاق بسبب التعنت والتشدد الإيرانيين، خصوصاً بعدما رهنت طهران مواصلتها التفاوض وقتها بحصره ضمن نطاق البرنامج النووي فقط. وتوخياً لإصلاح ذلك الخلل، شرع ترامب في تحشيد حراك دولي لتكثيف الضغوط على نظام طهران وحمله على القبول بتضمين الاتفاق النووي بنوداً إضافية تكفل حظر تطوير البرنامج الصاروخي الإيراني، فضلاً عن إعادة التفاوض حول صياغة البنود المطاطية التي تحتمل تفسيرات متعددة بالاتفاق وتنقيتها من أي نصوص قد ترتكن عليها طهران في التحايل والمراوغة ومواصلة التدخل في شؤون جيرانها، علاوة على مباشرة تطوير برنامجها الصاروخي، متذرعة بأن تلك البنود قصرت حظر تطوير المنظومة التسليحية الإيرانية على الأنشطة النووية فقط من دون أن تشمل ذلك البرنامج الصاروخي. في غضون ذلك، واصلت طهران المراوغة، فبعدما أكد مسؤول إيراني أنه أبلغ السداسية الدولية، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة، استعداد بلاده للتفاوض بشأن برنامجها الصاروخي بغية تبديد المخاوف الغربية حياله، بادرت وزارة الخارجية الإيرانية بالتشديد على رفضها إدخال أي تعديل على الاتفاق النووي وأن برنامج الصواريخ الباليستية يرتكن على أغراض دفاعية بحتة ولا يتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، ومن ثم فهو غير قابل للتفاوض بأي حال. ويلاحظ في غضون ذلك، حدوث تحول في مواقف الدول الخمس الشركاء في الاتفاق لتقترب مِن موقف ترامب، الذي تمكّن خلال جولته الآسيوية، مِن إدراك توافقات مع موسكو وبكين بشأن كبح جماح طهران. وعلى رغم تجديد مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، التزام الاتحاد ضمان مواصلة تطبيق ذلك الاتفاق، إلا أن الدول الخمس راحت تُبدي قلقها المتزايد حيال برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني. فمن جهته، لم يستبعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إمكان فرض بلاده عقوبات على إيران بجريرة برنامجها الصاروخي وسياساتها الإقليمية التي اعتبرها «مقلقة بشدة». وعكس موقف ماكرون تضامناً فرنسياً مع الرياض التي تعرضت لعدوان بصاروخ باليستي إيراني، انطلق من اليمن، وتلاقياً مع الموقف الأميركي الرافض لضلوع إيران في تزويد الحوثييين صواريخ باليستية متطورة، واستعداداً لانضواء الأوروبيين والمجتمع الدولي ككل تحت لواء التحركات الرامية إلى تقويض البرنامج الصاروخي الإيراني، بما يتطلبه من تعليق للاتفاق النووي ذاته بعدما تراءى للعالم من تبدُّل في المعطيات الجيوستراتيجية في المنطقة. وتزامن التحول في الموقف الدولي حيال إيران وبرنامجها الصاروخي الباليستي وسياساتها الاستفزازية، مع تطورين استراتيجيين بارزين: أولهما استهداف الرياض بصاروخ متوسط المدى مِن طراز «بركان H2 «، والثاني، تجلى عقب معركة البوكمال في سورية، حينما تمكنت فصائل مسلحة موالية لإيران، من السيطرة على الخط الذي يربط المدينة بمعظم مناطق الشرق السوري، ويتفرع منها نحو الميادين وتدمر، وصولاً إلى الطريق الدولي الذي يمر بحمص ثم دمشق، وينتهي بالحدود اللبنانية الشرقية مع سورية. وهو الأمر الذي يتيح لطهران، تحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل في إيجاد موطئ قدم ثابت لها عند نقاط حيوية على الحدود بين العراق وسورية، يمهد لربط طهران بلبنان والبحر المتوسط، لتسهيل التواصل المباشر مع حزب الله، وإرساء مقومات الهلال الشيعي، الذي طالما طمحت إيران لإقامته.

لمنع طهران من دفع المنطقة إلى الهاوية

الحياة...منير أديب .. * كاتب مصري..

إطلاق صاروخ باليستي أخيراً على الرياض من جانب «الحوثيين»، هو تطبيق عملي للطموح الإيراني الشيعي، فمن قبل حرّكت طهران عملاءها في المنطقة كمحاولة لإثارة الفوضى وخلق حالة من التمرد جرت مواجهتها بكل حزم، واليوم تصنع الشيء نفسه من خلال الخطة B واستهداف أمن المملكة من خلال الأذرع العسكرية خارج حدودها وإطلاق صواريخ باليستية مقبلة من طهران لدعم الانقلابيين اليمنيين. إيران لم تهدأ ولن تهدأ حتى تأخذ المنطقة إلى هاوية الحرب خدمة للمشروع الصهيوني الذي تدعي أنها تحاربه أو تقف أمامه، بعدما أخذت الأوضاع في سورية في طريق اللاعودة من خلال دعم متواصل لنظام بشار الأسد على رغم إصراره على قتل أبناء شعبه حتى وجدنا أبناء الشام ما بين قتيل وأسير وجريح ولاجئ. وضع بشار الأسد يده في يد جماعات العنف وعقد اتفاقاً، بل اتفاقات، بهدف البقاء في منصبه كرئيس للبلاد بعد إعطاء مساحات جغرافية للمتطرفين الدواعش في سورية بغية تصدير صورة منافية للواقع أن ما يحدث في سورية هو أن النظام يحارب الإرهاب ولا يقتل شعبه. ما فعلته طهران في سورية وما زالت، فعلته من قبل بدعم «أنصار الله» والحركة الحوثية في اليمن، فدعم هؤلاء الانقلابيين بالأسلحة بغية ضرب أرض الحرمين والاعتداء على عباد الله الآمنين هو واحدة من الوسائل غير الشرعية من أجل تحقيق طموحها الفارسي في المنطقة العربية. من قبل فرضت سيطرتها وسطوتها على لبنان والعراق وفعلت ذلك في اليمن وسورية، كما أنها تنشط ميليشياتها المسلحة من خلال الحرس الثوري الإيراني وقائد فيلق القدس، قاسم سليماني، فطموحها أسبق من أي محاولات لرأب الصدع مع هذه الجارة التي تناصب الجميع العداء وتسعى إلى تصدير التّشيُّع السياسي والعقائدي. تتعامل المملكة العربية السعودية بسياسة ضبط النفس ولكنها ستواجه أي خروق لأمنها ولن تسمح بأي تهديد لهذا الأمن سواء لها أو لجيرانها، وهي مستعدة لأي مواجهة من أي نوع لو تحركت إيران وهي تفعل في هذا الاتجاه، وهنا ستكون المواجهة بين طهران وداعميها في المنطقة وبين بقية العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي الذي لمس دور إيران التخريبي. لعل ما يحدث في المنطقة والتصعيد الإيراني مرجعه الأساسي أن الولايات المتحدة الأميركية لم تأخذ القلق السعودي في الاعتبار في شأن الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، ورفع العقوبات عن طهران وهو ما أعطاها فرصة أكبر لزعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى، وهنا يوجه المجتمع الدولي سؤالين أحدهما عن عدم أخذ رأي المملكة العربية السعودية في الاعتبار في شأن هذا الاتفاق؟، والثاني في شأن عدم الوقوف الجدي أمام طموحها المتصاعد نحو احتلال أراض عربية جديدة بما يخالف الأعراف الدولية وتصدير تمردها الذي ألبسته ثوب الثورة وتحاول تصديره للعالم قبل أربعين عاماً. شيء من الإحباط يضرب المنطقة بسبب المواقف الدولية التي لا تتعدى مجرد الشجب للسلوك الإيراني الذي يأخذ المنطقة إلى مساحة الصراع المسلح والحرب المحتملة، فما يحدث لا يخدم سوى المشروع المتطرف للجماعات الإرهابية التي نجحت في احتلال أراض عربية في حزيران (يونيو) 2014 وإقامة خلافة مزعومة تهاوت بعد ثلاث سنوات من إقامتها، وكأن هناك من يقف في الخلف محاولاً إعادة هؤلاء المتطرفين للمشهد مرة أخرى. التحدي الخطير ليس في قوة جماعات العنف والتطرف وإنما في استغلال بعض الدول مثل إيران هذه التنظيمات بما يخدم مصالحها السياسية، من قبل استضافة قيادات التنظيمات المتطرفة ومازالت على أراضيها فأبناء وزوجات أسامة بن لادن مقيمون على الأراضي الإيرانية، وأمس دفعت تكاليف حرب تنظيم داعش بالوكالة، واليوم تدفع في اتجاه خوض حرب لتوفير مناخ داعم لهذه التنظيمات المتطرفة، فهي ترى أن الأهداف والغايات المشتركة أكبر من تلك التي تجمعها بالعرب مجتمعين، وهو ما يؤكد ما ذهبنا إليه من فساد عقيدة التنظيمات المتطرفة وعقيدة الفرس المتشيعين.

 

 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,166,853

عدد الزوار: 6,937,887

المتواجدون الآن: 129