بني صدر لم يكن خائناً

وبلغ الإرباك ذروته لدى مقدم البرنامج نتيجة إجابات الشمخاني الصريحة والشفافة والمختصرة إلى حد أنه لم يعد قادراً على فهم التعليمات التي كانت تصله من معدّ البرنامج عبر سماعة الأذن، ما دفع الشمخاني للقول: "هل طلبوا منك أن توجه لي مثل هذه الأسئلة؟".

يُذكر أن البرنامج يستضيف عادة شخصيات متشدّدة تعمل في الأجهزة الأمنية والسياسية الموالية للمرشد وللحكومة التي تحظى بدعمه اللامحدود.

وفي ردّه على أول سؤال لمقدم البرنامج الذي نعت الدكتور بني صدر، أول رئيس جمهورية في إيران، بالخائن قال الشمخاني: "بني صدر لم يكن خائناً بل إنه كان يريدنا أن ننتصر في الحرب (العراقية الإيرانية) إلا أن استراتيجيته وأهدافه كانت خاطئة، لأنه كان يهدف إلى تحقيق انتصارات سياسية لنفسه في طهران عبر تحقيق الانتصارات في الحرب"، وكرر مقدم البرنامج السؤال قائلاً: "أنت لا تعتبر بني صدر خائناً"، عندها اكتفى الشمخاني بابتسامة ساخرة.

وامتنع وزير الدفاع السابق عن الرد على الأسئلة السياسية، مؤكداً ضرورة عدم تدخل العسكريين في الشؤون السياسية باعثاً برسالة للقادة العسكريين الإيرانيين الحاليين الذين أصبحوا يتدخلون في الشؤون السياسية في البلاد.

وعندما قال له مقدم البرنامج: "هل هذا يعني أنك لا تعتبر أحداث عام 2009 (المظاهرات الاحتجاجية) أنها كانت فتنة؟"، ردّ عليه الشمخاني: "هل تقصد التواجد العظيم للشعب في الساحة؟". فكرر مقدم البرنامج سؤاله مرة أخرى قائلاً: "من وجهة نظرك هذه الأحداث لم تكن فتنة؟"، قال الشمخاني: "كان علينا أن نتحدث بخصوص الحرب العراقية الإيرانية". فقال مقدم البرنامج: "ألم تكن تلك الأحداث بمثابة حرب؟"، فرد الشمخاني باستغراب: "هل كان حقاً هناك حرب؟ هل كان ذلك حرباً؟ أي عدو أجنبي هجم علينا؟ أي تهديد خارجي واجهناه؟".

وخلال الحديث عن الحرب العراقية الإيرانية دافع الشمخاني عن دور هاشمي رفسنجاني، مؤكداً أن إيقاف الحرب بين البلدين تم في الظروف التي "لم تكن إيران تتمكن من توفير قيطان الأحذية العسكرية لجنودها في الظرف الذي بدا العراق في شن حرب كيميائية وتعرضت المدن الإيرانية للقصف الصاروخي".

وعندما استمر الشمخاني في الدفاع الصريح عن رفسنجاني خلال البرنامج هدّده مقدم البرنامج قائلاً: "عليك أن تنتظر انتقادات حادة في الأيام القادمة".

ووصف علي الشمخاني الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي الذي يعد أحد رموز المعارضة بـ"الرفيق"، ورفسنجاني بـ"المضحي"، وحكومة مير حسين موسوي بـ"الحكومة الكفؤة".

ورداً على المقابلة شنّت الصحف والمواقع الإلكترونية والشخصيات الموالية للنظام الثلاثاء هجوماً شديداً على الشمخاني الذي يعد من مؤسسي الحرس الثوري ولعب دوراً بارزاً في استمرار إضراب عمال النفط في جنوب إيران.

وينتمي علي الشمخاني إلى قبيلة الشميخات العربية في إقليم خوزستان جنوب غرب إيران وهو من مواليد مدينة الأهواز عاصمة الإقليم.