الأمور، كما تريدها إيران

تاريخ الإضافة الجمعة 14 أيار 2010 - 6:55 ص    عدد الزيارات 747    التعليقات 0

        

طوني بدران، الخميس 13 أيار 2010
\"\"
   
\"\"
 

\"\"

... صحيفة "القبس" الكويتية كانت أوّل من فجّر قضية الخلية قبل أسبوعين، ليعود المسؤولون الكويتيون والسعوديون ويؤكدون على وجودها. وفي حين التزم المسؤولون الصمت حول تفاصيل القصة، وتم إصدار أمر رسمي يحظّر نشر أية معلومات إضافية حول الموضوع، فقد وردت العديد من التفاصيل المهمة في التقارير الصحفية.

تضم الخلية هذه على ما يبدو مواطنين لا يحملان أي جنسية (يعرفون بالبدو)، ومواطن لبناني عمل كصلة وصل للخلية مع الإيرانيين، بالإضافة الى العديد من الضباط العسكريين. وقد أشار أحد التقارير الواردة في صحيفة القبس، نقلاً عن مصادر مطلعة قولها إنّ شبكة التجسس امتدّت الى البحرين والإمارات العربية المتحدة- وهو خبر نفاه وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز. غير أن الكويتيين يطالبون بإعادة النظر بالاتفاق الأمني لمجلس التعاون الخليجي (الذي سبق أن امتنعت الكويت عن التوقيع عليه)، وذلك في ضوء "التحديات الجديدة"، أي خطر الخروقات الأمنية الإيرانية.

بين الكويت وكل من إيران و"حزب الله" ثمة تاريخ ما. ففي الثمانينات، عانت الكويت من حادثي اختطاف طائرتين على أيدي "حزب الله" (بالتعاون مع حزب "الدعوة" الإيراني)، وشارك فيهما عماد مغنية، الذي ترأس شبكة العمليات الخارجية لـ"حزب الله" لحين اغتياله في دمشق عام 2008.

وعقب اغتيال مغنية، قام عدد من الكويتيين بإحياء ذكراه، مثنين على إرثه، ومبرّئينه من القيام بأي عمل مسيء لدولة الكويت. وعلى إثر ذلك، قامت الكتل النيابية بطرد النواب الذي شاركوا في إحياء الذكرى منها، ووضعوا تحت الحراسة بعد اتهامهم بالإنتماء الى "حزب الله" الكويتي. وقامت السلطات الكويتية بترحيل الأجانب الذين شاركوا في التجمّع، وبينهم بحرينيون، ولبنانيون، وإيرانيون.

هذا التصرف أدى الى حملة ترهيب على الكويت في لبنان. فقد هُدّدت سفارتها في بيروت بالتفجير (ليعقب ذلك اتصال من أحد مسؤولي "حزب الله" طمأن فيه الدبلوماسيين بأنهم في أمان!). وهذا ما دفع الحكومة الكويتية الى نصح مواطنيها بتجنّب السفر الى لبنان. وفقط بدافع التأكيد على أنّ الكويتيين كانوا يكنون الاحترام لمغنية، قام مناصرو "حزب الله" بتعليق رسم ضخم له على جدران السفارة.

وفي حين لم يتضّح إذا ما كانت الخلية الكويتية قد وسعّت نشاطها الى البحرين والإمارات العربية المتحدة، تعرّضت البحرين كذلك الى نشاطات مشبوهة خلال السنوات الأخيرة. فعشية حرب غزة 2008-2009، أعلنت السلطات البحرينية أنّها قبضت على مجموعة من المسلحين الشيعة الذين تدربوا في سوريا، متهمة إياهم بالتخطيط لاعتداءات إرهابية خلال احتفالات اليوم الوطني في البحرين.

وفي تلك الفترة تقريباً، أي في 19 كانون الأوّل 2008، جرى تجمّع حاشد في المنامة تلبية لطلب أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله. والهدف منه كان الضغط على الحكومات العربية لتساعد على إنهاء الحصار المفروض على غزة. وبعد أيام قليلة من ذلك، بدأت الحرب على غزة.

أما الإمارات العربية المتحدة فقد مشت على خطى الكويت، وعمدت الى ترحيل الأجانب، لا سيما الشيعة اللبنانيين. فبدءًا من صيف 2009، تم طرد العشرات من أبناء الطائفة الشيعية. وقد ربط أحد الممثلين عن المطرودين عمليات الترحيل بكونهم يشكلون "جزءاً من جماعة تدعم المقاومة". علماً أنّ السبب المباشر للقيام بعمليات الترحيل هذه لا يزال غير واضح. غير أنّه بالنظر الى دور شبكات "حزب الله" في نشاطات إيران في المنطقة، فإنّ هذا القرار لا يبدو مفاجئاً.

هذه الأمور كلها إنّما تدل على مدى تأثّر جيران إيران العرب بالتلاعب الإيراني، وخصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالاختلافات الطائفية فيها.

وفيما قوّتها العسكرية التقليدية محدودة، تفرض إيران سيطرتها من خلال قوّة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، وتزيد من سلطتها عبر خلاياها وتهريب الأسلحة. فالتفاعل المحتمل بين إيران النووية وحلفائها الإقليميين يثير الشكوك حول مدى فعالية اعتماد استراتيجية الاحتواء مع إيران- التي مع ذلك تبرز بسرعة كاستراتيجية متوافق عليها في واشنطن. أما ما هو غير مقنع على الإطلاق فهي مقولة إنّ الولايات المتحدة يمكن أن تلقي بعبء جهودها لاحتواء إيران على كاهل دول الخليج العربي المتقلقل.
هدف إيران هو الحلول محل الولايات المتحدة كالسلطة الأولى في الشرق الأوسط، وإعادة تشكيل وهندسة الأمن في المنطقة. لقد كانت طهران تحثّ دول مجلس التعاون الخليجي على توقيع معاهدة أمن جماعية جديدة مع إيران، التي تقدّم نفسها على أنها ضامن الأمن الجديد في المنطقة، وبالتالي تحصل ضمنياً على اعتراف بسيطرتها إقليمياً. إذ سبق أن أعلنت إيران صراحةً أمام جيرانها أنّ وجود قوات أميركية على أراضيهم هو "مصدر عدم استقرار" يجب إنهاؤه. وفي حال أصبحت إيران دولة نووية، ستتوفّر لديها المزيد من الوسائل لإقناع هذه الدول بعدم رضاها عن هذا الوضع.

قيل إنّ الخلية الإيرانية في الكويت كانت تقوم، من جملة أمور أخرى، بمراقبة التحركات الأميركية والقواعد العسكرية في البلد. وفي حين يرى العديدون هذا التصرّف على أنّه تحضير لعمل انتقامي في حال حصول اعتداء على منشآت إيران النووية، ثمة تحليل آخر، يعتبر أنّ إيران النووية سوف تسعى من خلال الخلايا الناشطة في دول الخليج العربي الضعيفة، الى الضغط على هذه الدول لإنهاء الإمتياز الأميركي بامتلاك قواعد على أراضيها، والاتفاق على ترتيبات أمنية جديدة من شأنها تعزيز النفوذ الإقليمي لطهران أكثر فأكثر.

طوني بدران باحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.

\"\"

\"\"
\"\"

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,155,762

عدد الزوار: 6,757,671

المتواجدون الآن: 121