الناطق باسم «جند الله» في إيران لـ الشرق الأوسط»: ريغي اعتقل في قندهار

تاريخ الإضافة الإثنين 8 آذار 2010 - 2:10 م    عدد الزيارات 729    التعليقات 0

        

قال: اعتقلنا شخصا أفغانيا متورطا مع الموساد

القاهرة: خالد محمود
أبلغ كمال ناروئي البلوشي، الناطق باسم تنظيم جند الله السني المسلح المناوئ للسلطات الإيرانية «الشرق الأوسط»، أن التنظيم الذي يخوض منذ سنوات مواجهات لاستعادة حقوق السنة والأقلية البلوشية «سيفجر قريبا مفاجأة كبيرة بنشر اعترافات لعميل أفغاني يعمل لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد)، تكشف تورطه في عملية اعتقال عبد الملك ريغي زعيم جند الله».

وكشف ناروئي عبر الهاتف لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن أن ريغي اعتقل في منزل أحد أصدقائه في مدينة قندهار الأفغانية، نافيا صحة الرواية الإيرانية، التي تزعم أنه جرى اعتقاله بعد إجبار طائرة كان يستقلها متجها إلى بيشكك عاصمة قرغيزيا للقاء مسؤولين أميركيين، على الهبوط في مطار مدينة بندر عباس الإيرانية. وروى الناطق الرسمي باسم جند الله لـ«الشرق الأوسط» القصة الحقيقية لاعتقال ريغي. وقال إن التحقيقات الأمنية الداخلية التي أجراها التنظيم أثبتت أن ريغي اعتقل في أفغانستان على يد قوات أميركية، مشيرا إلى دور واضح للموساد في هذه القضية.

وأوضح أن ريغي اضطر للانتقال إلى خارج إيران بسبب الأجواء الأمنية الشديدة التي سادت في أعقاب عملية سرباز التي نفذها التنظيم في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأدت إلى مقتل 31 شخصا بينهم 6 من كبار قادة الحرس الثوري.

وأضاف: «الأجواء لم تكن تناسب وجود الأمير هناك، وهو ذهب بدعوة أحد من الذين نعرفهم وهو رجل بلوشي في أفغانستان، ذهب إليه وأمضى 3 أيام في بيته بقندهار. ومن هناك أنا شخصيا تكلمت معه عبر الهاتف وقال إنه بعد يوم أو يومين سيعبر الجبال ليعود إلينا مجددا بعد هدوء الوضع بعض الشيء، لكن انقطع الاتصال بيننا قبل يومين فقط من إعلان إيران عن ضبطه واعتقاله».

وأكد ناروئي الذي كان يتحدث من مكان ما رفض الإفصاح عنه داخل الحدود المشتركة بين أفغانستان وباكستان وإيران لأسباب أمنية، أن ريغي اعتقل ليلا في منزل بمدينة قندهار الأفغانية عبر تعاون مشترك بين القوات الأميركية والسلطات الأفغانية، مشيرا إلى أن تنظيم جند الله اعتقل شخصا أفغانيا يعمل لحساب الموساد الإسرائيلي وأن هذا الشخص أدلى باعترافات كاملة في هذا الصدد يعتزم التنظيم إذاعتها لاحقا.

وسخر من الرواية الرسمية التي قدمتها طهران لاعتقال ريغي، وتساءل: «كيف يقولون إنه كان متجها إلى قرغيزيا للقاء مسؤولين أميركيين مع أن هناك قاعدة عسكرية أميركية كبيرة في أفغانستان؟ ثم كيف يخرج من هناك إلى تلك الدولة للاجتماع إليهم وهو ليس في حاجة إلى ذلك بينما الأميركان موجودون في أفغانستان وباكستان».

وأضاف «هل قرغيزيا أقرب جغرافيا أم دبي؟ ما الذي سيدفعه لكي يطول طريقه إلى دبي وهو يعرف أن هذه الطائرة تمر من الأجواء الإيرانية، وأن هناك احتمالات لخطفه، ولهذا نقول إنهم يكذبون».

واعتبر ناروئي أن دور باكستان في هذه العملية لم يكن الدور الرئيسي، وإنما اكتفى الباكستانيون بتقديم معلومات استخباراتية عن تنظيم جند الله وتحركات عناصره في المناطق الحدودية المشتركة، على حد قوله.

ولفت إلى أن الاعترافات التي بثها التلفزيون الرسمي الإيراني لريغي مؤخرا تمت على خلفية تهديده بالاعتداء الجنسي عليه، مشيرا إلى أن اعتقال ريغي لن يؤثر في الحركة أو يقلل من نشاطها في مواجهة السلطات الإيرانية. وأضاف «إذا تعرضوا لحرمة وشخصية الإنسان وحقروه وهددوه بالتحقير فيفعل ما يريدونه في سجنهم». وردا على اتهامات إيران للتنظيم بالارتباط بأجهزة استخبارات عربية وأجنبية، قال ناروئي، إن تنظيمه لم يتلق أي دعم خارجي من أي جهة، معتبرا أن إيران تدعي عكس ذلك قلبا للحقيقة. وتابع «إذا قام أحد ليطالب بحقوقه فهم يقولون إن لديه ارتباطات مع أجهزة الاستخبارات الخارجية، والاعتراف الذي أذاعوه لأميرنا يقول إنهم (الأميركان) اقترحوا أن يقدموا دعما للحركة وهذا تناقض بين دعاياتهم».

والتمس ناروئي العذر للسنة المسلمين في إيران الذين تنصلوا من ريغي وقالوا إنه «إرهابي»، لافتا إلى أن السنة في إيران يعيشون في خوف شديد من الحكومة الإيرانية، ولا يستطيعون الحديث عن حقوقهم الأولية وإلا اعتقلوا وأعدموا.

وأضاف «إذا اعترضوا يعدم الإيرانيون الكثير منهم، وإذا دافعوا عن الحركة والأمير سيقتلون الجميع، وإبراهيم حميدي القاضي الإيراني في بلوشستان قال علنا في التلفزيون الإيراني، إن من يدافع عن الحركة بالقلم أو اللسان أو أي طريقة أخرى سنحكم عليه بالإعدام». وأشار إلى أن السلطات الإيرانية تمنع مختلف وسائل الإعلام الدولية والعربية من الاقتراب من مناطق السنة والبلوش في إيران، موضحا أنه تم مؤخرا اعتقال وطرد صحافي فرنسي زار هذه المناطق.

وعن مطالب الحركة من إيران، قال ناروئي: نحن كحركة سنية بلوشية نريد جميع حقوق الأقوام الساكنة في إيران، في إطار حكومة فيدرالية، حكومة محلية في بلوشستان وعربستان وكردستان. ونصل لحقوقنا فقط في إطار حكومة فيدرالية في إيران. وطلب من المسلمين من جميع أنحاء العالم دعم الحركة والسنة والبلوش الذين يعانون متاعب وشدائد من السلطات الإيرانية، على حد قوله.

ورأى أن اعتقال ريغي لن يقلل من شدة عمليات الحركة، مشيرا إلى اتخاذ إجراءات أمنية استثنائية في أعقاب اعتقاله. وقال: «لدينا قواعد وأصول أمنية بأنه إذا اعتقل شخص ما من الحركة فإنه لا يؤثر عليها، الآن اعتقل الأمير وقبضوا عليه، نعم هو كان القائد، لكنه لم يكن يعرف كل شيء عن الحركة»، مضيفا «هذا أسلوبنا لتفادي تأثيرات الاعتقال، هناك إجراءات أمنية للحد من المخاطر على الحركة». وكشف عن محاولات إيرانية رسمية ومستمرة للتفاوض مع التنظيم، كان آخرها قبل اعتقال ريغي بنحو أسبوعين. وأضاف: «كانت هناك لقاءات بين مسؤولين إيرانيين وكبار مسؤولي الحركة، لكنهم لم ينفذوا مطالبنا فأجلناها».

وتابع: «نحن لا نريد الحرب، وهي ليست المسألة الأساسية لنا، بل هي حقوق أهل السنة وبلوشستان، نريد حل هذه المشكلات، وإذا كان بالكلام والمفاوضات فنرحب، وإلا فإنها الحرب، وإلا فنحن مجبورون على القتال والاستمرار فيه».

كما نفى ناروئي من جهة أخرى، وجود أي علاقة مع تنظيم القاعدة بسبب ما وصفه باختلاف الأهداف والمقاصد. وقال: «نحن حركة إسلامية معتدلة، وهناك اختلاف كبير يبدأ من أنهم يقاتلون ولهم أهداف عالمية، بينما نحن نقاتل من أجل تحقيق مصالح الشعب السني والبلوشي داخل إيران».

وسئل هل تعيين ظاهر بلوش خلفا لريغي يعني أن الأمير المعتقل انتهى دوره؟ فقال: «لا.. الآن هو معتقل في زنزانة العدو، وليس لديه قوة إجرائية، لذلك اخترنا نائبا، وإذن فهو الأمير لأنه ليس قائدا للحركة، بل هو قائد لثورة بلوشستان».

وبعدما أشار إلى أن الأمير الجديد هو شاب في الثلاثين من عمره، كشف عن محاذير أمنية منعت التنظيم من نشر صوره، وقال موضحا: «كان هناك خلاف في مجلس الشورى حول هذا، وخلصنا إلى عدم نشر أي صور في الوقت الحالي لدواعٍ أمنية».

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,449,950

عدد الزوار: 7,029,133

المتواجدون الآن: 67