تقرير امريكي: ايران تخوض حرباً ارهابية واستخباراتية "بالوكالة" في الشرق الأوسط

تاريخ الإضافة الأحد 7 شباط 2010 - 11:06 ص    عدد الزيارات 723    التعليقات 0

        

شباط ٢٠١٠
 
:: طارق نجم ::

أصدر مركز الدراسات الأميركية المتخصص بالقضايا الإستخباراتية ستراتفور STRATFOR تقريراً يوم الأربعاء 3 شباط 2010 يتناول فيه ما سماه بـ"وكلاء إيران" في منطقة الشرق الأوسط ويقصد بهم الجماعات المسلحة التي تعمل في بلدان الشرق الأوسط، والتي تتلقى الدعم المادي والتسليحي والتدريبي من النظام الإيراني. كاتب التقرير سكوت ستيوارت قال أنّ ايران تدأب باستمرار على تذكير العالم بشبكة الوكلاء التي تملكها كلما ظهرت تهديدات من قبل الولايات المتحدة واسرائيل بتدمير مواقع الاسلحة الايرانية من خلال غارات جوية، بالتزامن مع إستعرض الإيرانيين لقوتهم الصاروخية ومناوراتهم العسكرية في الخليج العربي. وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، طرحت مواضيع مثيرة للاهتمام ومعلومات حول وكلاء طهران المحليين وما يحضروه للمرحلة المقبلة.

أول الوكلاء في لبنان: حزب الله

منذ اليوم الأول للجمهورية الاسلامية الايرانية، سعى نظام الملالي لتصدير ثورتهم الى اجزاء اخرى من العالم الاسلامي. لم يكن الدافع وراء ذلك فقط تحقيق أغراض أيديولوجية، أي مواصلة الثورة، ولكن أيضا لغايات براغماتية، باعتبارها وسيلة لمواجهة الخصوم الإقليميين من خلال الحرب بالوكالة. بين المجموعات الأولى المستهدفة لهذا التوسع كان السكان الشيعة في العراق والخليج العربي، وبطبيعة الحال لبنان. أتاح انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان في عام 1982 المجال لكوادر من الناشطين الشيعة المدربين على أيدي المنظمات الفلسطينية بالتحول إلى عملاء للحرس الثوري الإيراني وعلى رأس هؤلاء عماد مغنية. وقد شكل هؤلاء المقاتلون العامود الفقري للقوات المسلحة الايرانية بالوكالة في لبنان، اي ما يعرف بحزب الله ، الذي عمل في العقود التي تلت ذلك ، على تطوير قدراته فيتحول من جماعة إرهابية غامضة إلى كيان سياسي قوي لديه القدرة العسكرية الكبيرة، بحسب التقرير الأمريكي.

أحد الأمور الأكثر إثارة للإعجاب والإستغراب في حالة لبنان هي ان الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات والأمن في إيران على حد سواء كانت مؤسسات يافعة جداً في ذلك الوقت، وكانت تخضع لضغوط شديدة بسبب إندلاع الحرب الإيرانية العراقية عام 1980. وكان على وكلاء إيران في لبنان أيضا خوض تنافس دموي مع حركة أمل ، المدعومة من سوريا والتي كانت تهيمن على المشهد الشيعي اللبناني في ذلك الوقت إلى حدّ كبير لأنّ الإمساك بالسلطة في لبنان في ظل تلك الظروف كان مفاجأة مدهشة، لم تنجح بها العديد من منظمات الاستخبارات العريقة.

ويعزي التقرير أن ثوار إيران قد إكتسبوا خبرتهم من خلال صراعهم ضد جهاز مخابرات الشاه المعروف بالسافاك، وهي منظمة وحشية عالية الكفاءة، فتعلموا دروس حول أمن العمليات السرية. فعلى سبيل المثال، كان من الصعب جدا على حكومة الولايات المتحدة أن تثبت أن الإيرانيين، من خلال وكلاء لهم، كانوا وراء التفجيرات التي استهدفت السفارة الأميركية (مرتين) وثكنات المارينز في بيروت أو في عمليات خطف الغربيين في لبنان. لأن هؤلاء استخدموا في كل مرة أسماء مختلفة في بياناتهم، مثل منظمة الجهاد الإسلامي، منظمة العدالة الثورية ومنظمة المضطهدين في الأرض وغيرها. كما نجحت المخابرات الايرانية بإخفاء العديد من خلاياها في أماكن مثل الكويت والبحرين.

وكلاء طهران من غير الشيعة

في حين ان ايران استثمرت الكثير من الجهد لبناء ميليشيات شيعية مثل حزب الله وغيرها من الجماعات المختلفة في العراق، والمملكة العربية السعودية ودول الخليج، فإن الإيرانيين لم يقتصر عملهم على الشيعة. لم يكن من المستغرب أن يتعاون نظام طهران مع جماعات ماركسية مثل حزب العمال الكردستاني، وجماعات سنية مثل حماس الفلسطينية ومختلف الجماعات المتشددة في باكستان وأفغانستان. وأغرب مثال على ذلك أن الإيرانيين سعوا لتقويض حركة طالبان عندما كانت تستلم زمام السلطة في افغانستان ولكن في الوقت الراهن يقدمون المساعدة للطالبانيين في محاولة لافشال الجهود الاميركية هناك.

ومن خلال علاقات مريبة ولعبة معقدة للغاية، يعمل الايرانيون مع جماعات سنية مختلفة وجماعات كردية في العراق، بالإضافة إلى وكلائها من الشيعة العراقيين، كي يشكلوا الجار العراقي، الذي كان يثير الرعب في نفوسهم في يوم من الأيام، بطريقة تمكنهم من بسط نفوذهم وسيطرتهم بطريقة أقوى واسهل.

وايران منذ فترة طويلة قد دعمت الجماعات الجهادية المختلفة. هذا الدعم امتد بشكل متقطع منذ الأيام الأولى لتنظيم القاعدة في السودان، حيث قدم صانعو القنابل في حزب الله التعليمات اللازمة لمتشددي تنظيم القاعدة في كيفية صنع القنابل السيارة. وفي الآونة الأخيرة، قدمت ايران اسلحة وتدريبات للمجلس الأعلى للمحاكم الإسلامية في الصومال واحد أهم فروعها، أي حركة الشباب. بعض التقارير تشير إلى أن معسكرات تدريب الجهاديين المنتشرة في سوريا لتدريب وإرسال مقاتلين دوليين الى العراق، قد نقلوا لاحقاً إلى إيران ، ليجري تحويلهم من هناك إلى اليمن.

تجارب وفضائح التسليح
منذ سنوات، في كل مرة يتصاعد الكلام عن احتمال شن هجوم على ايران، يصدر تهديد من الجانب الايراني المقابل باستخدام وكلائها المحليين في الردّ. حزب الله وحماس على حد سواء أعلنا عزمهما على مهاجمة إسرائيل إذا ما شنت هذه الأخيرة هجوما على منشآت ايران النووية، وهذه التهديدات هي أكثر بكثير من مجرد بلاغات إعلامية.وفي سبيل تحقيق ذلك، اتخذت ايران العديد من الخطوات الملموسة لاعداد وتسليح هذه الجماعات الوكيلة عنها:

- وفي 11 كانون الأول 2009، صادرت السلطات التايلندية طائرة شحن من طراز اليوشن 76 في بانكوك تحتوي على 35 طنا من الأسلحة الكورية الشمالية التي كانت متجهة الى ايران. والأسلحة ، والتي شملت أنظمة دفاع جوي محمولة على الكتف، تعادل أو أكثر تقدماً من الأسلحة التي تنتجها ايران بنفسها. هذا الواقع يشير إلى أنّ الإيرانيين قد اشتروا الأسلحة الكورية الشمالية من أجل توزيعها على وكلائهم وإخفاء للدور الإيراني في حال تمّ كشف أمر هذه الأسلحة.
- في تشرين الثاني 2009 ، ضبطت القوات الخاصة في البحرية الاسرائيلية سفينة قبالة سواحل قبرص التي كانت محملة بمئات الأطنان من الأسلحة التي كان يتمّ ارسالها من ايران الى حزب الله. الكميات المصادرة، والتي هي الأكبر في تاريخ إسرائيل، شملت قذائف مدفعية وصواريخ وقنابل يدوية وذخيرة للأسلحة الفردية.
- وفي آب 2009، صادرت السلطات في دولة الإمارات العربية المتحدة سفينة تحمل 10 حاويات ملأى بالاسلحة الكورية الشمالية المخبأة وسط معدات نفطية. الأسلحة المخبأة شملت منتجات عسكرية ايرانية، مثل الصواريخ وقذائف صاروخية وقنابل يدوية، تؤكد جميع الترجيحات احتمال انها كانت متجهة الى وكلاء ايران المتشددين.
- وفي نيسان 2009، أعلنت السلطات المصرية انها القت القبض على شبكة كبيرة من عناصر حزب الله كانوا يخططون لشن هجمات ضد أهداف إسرائيلية داخل مصر. ومن المحتمل، ان هذه الشبكة متورطة في تهريب الأسلحة كذلك الأمر، وأعتبرت هذه رسالة تحذير إلى أي شخص يفكر في تهريب الأسلحة في المستقبل.
- في كانون الثاني 2009 ، تعرضت قافلة من مهربي الاسلحة في شمال السودان بالقرب من الحدود المصرية لضربة جوية اسرائيلية. وأفيد أن الأسلحة كانت متوجهة لحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين ، وكانت مرتبطة بشبكة إيرانية، وفقا لمصادر ستارتفور STRATFOR ، فقد تم شراء الأسلحة في السودان ومن المزمع كان نقلها عبر سيناء الى غزة.

الحرب الإستخباراتية على وكلاء طهران

الاستخبارات الاسرائيلية من جهتها كانت نشطة في محاولتها اعتراض تدفق الأسلحة من إيران إلى وكلائها المسلحين. هذا قد يفسر مقتل محمود المبحوح بحسب التقرير، الذي اكتشفت جثته في 20 كانون الثاني فى غرفته في فندق خمس نجوم في دبي. المبحوح، وهو قائد بارز في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، الذي عاش في المنفى في دمشق، كانت مهمته الأساسية تنسيق عملية نقل الأسلحة من ايران الى قوات حماس في قطاع غزة. وقالت مصادر ستارتفور STRATFOR أن المبحوح خلال الفترة التي قتل بها كان يستعد للتوجه الى طهران للاجتماع مع الحرس الثوري ومعالجة بعض القضايا العالقة. عملية قتل المبحوح تحمل الكثير من أوجه التشابه في عمليات الاغتيال الإسرائيلية السابقة. فكونه قائداً لكتائب عز الدين القسام ومتورط بالعديد من الهجمات ضد اسرائيل، من المؤكد أن تجعل منه هدفاً جذاباً بالنسبة للإسرائيليين.

حكومتي اليمن والمملكة العربية السعودية لديهما أسباب وجيهة للغاية للتخوف من خطط ايران التوسعية في منطقة الخليج ، خصوصاً اليمنيين اللذين ساقوا اللوم الصريح لإيران كونها المحرك وراء تمرد الحوثيين مع الأخبار التي أكدت مقتل العديد من عناصر حزب الله المقاتلين في صعدة إلى جانب الحوثيين. فالتقارير الإستخباراتية تدلّ على أن الإيرانيين قد تورطوا في تهريب الأسلحة إلى الحوثي في اليمن عن طريق وعرة بالقرب من ساحل البحر الأحمر مما أدى إلى فرض حصار بحري من قبل السعودية على الساحل اليمني.

ما يجب أخذه بعين الإعتبار، هو أنّ وكلاء ايران المتشددين كانوا طوال عقود مشغولون بإنشاء خلاياهم وقواعدهم في المنطقة. لذا من المنتظر أنّ المثلث الذي يمتد من لبنان شمالاً إلى الصومال جنوباً وصولاً إلى أفغانستان شرقا، مما يمّكن إيران من تشكيل شبكة أمنية وعسكرية واسعة تغطي منطقة الشرق الأوسط. اذاً على الولايات المتحدة التي بدأت تتخذ مواقع دفاعية في منطقة الخليج، أن تحترس ليس فقط من الضربات الصاروخية الايرانية، ولكن أيضاً من استخدام إيران لوكلائها من الجماعات المتشددة.
المصدر : خاص موقع 14 آذار

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,558,161

عدد الزوار: 6,900,946

المتواجدون الآن: 80