منتظري: عرفات قال أن فلسطين أستعيدت(4)

تاريخ الإضافة الثلاثاء 29 كانون الأول 2009 - 8:11 ص    عدد الزيارات 790    التعليقات 0

        

مقتطفات من مذكرات آية الله منتظري (1)\"\"

إعداد: عدنان ابو زيد

أعادت مواقع الإصلاحيين الإيرانيين نشر مذكرات آية الله منتظري، التي سبق أن تداولها الإعلام ونشرتها وسائل إعلام عربية وإيرانية على مدى الأعوام الماضية، وما يثير في نشر المذكرات تلك النبوءات التي أطلقها منتظري بشأن مستقبل الحكم في إيران وأساليب إبعاده عن هرم السلطة بطريقة تعسفية، ولعله في هذا يذكر بما يردده الإصلاحيين اليوم من محاولات إبعادهم عن مركز القرار واتهامهم بعدم الولاء والخيانة. "إيلاف" تعيد نشر عبر أربع حلقات، نقاطا بارزة في مذكرات آية الله منتظري.

آية الله حسين علي منتظري كان قاب قوسين أو أدنى من خلافة آية الله الخميني، خاصة وأن آية الله مطهري رئيس مجلس قيادة الثورة اغتيل في الأسابيع الأولى من انتصار الثورة على يد المتشددين الدينيين في أبريل/نيسان 1979، لكن انتقاداته لولاية الفقيه التي يستمد منها النظام الحاكم في إيران شرعيته، وموقفه الذي وصفه المحافظون باللين فيما يتعلق بمسألة حقوق الإنسان، كانت مبررا لأن يجرده آية الله الخميني من مناصبه ثم يعزله عام 1988، وقد اضطهد أتباعه وأقاربه وتعرض العديد منهم للاغتيالات.

عاش آية الله منتظري تحت الإقامة الجبرية في منزله بمدينة قم العلمية، وأصبح مجرد ذكر اسمه ضمن مقالة أو صحيفة مدعاة للعقوبة، ونشر آية الله منتظري مذكراته التي تتضمن كشفا للاتصالات السرية بين رموز المحافظين الإيرانيين وكل من إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية بغرض شراء الأسلحة في حربهم مع العراق، ويوجه انتقاداته لنظام الحكم في إيران وبالأخص لمسألة حقوق الإنسان.

صدر حكم بالإعدام على آية الله منتظري عام 1975 لكنه لم ينفذ، بل وأطلق سراحه بعد ذلك بثلاثة أعوام، وأصبح عضوا في المجلس الثوري.

\"\"يعتبر آية الله منتظري واحدا من أكبر المرجعيات الدينية للشيعة وقد أكسبته مواقفه السياسية المستقلة مزيدا من الصلابة والشعبية في آن واحد.

توفي منتظري في مدينة قم يوم السبت 19 ديسمبر/كانون الأول 2009 عن عمر ناهز 87 عاما بسبب أزمة قلبية، بعد أن ظل يعاني طوال سنوات من مرض السكري ويستخدم الأنسولين إضافة إلى معاناته من الربو ومشاكل في الرئة.

(4)
ويتحدث آية الله منتظري في مذكراته عن مرحلة ما بعد وفاة بروجردي في شهر شوال عام 1380 الهجري (أي قبل حوالي 41 عاما)، والنزاع الخفي بين مراجع قم والنجف لخلافة بروجردي الذي كان غيابه حسب منتظري فاجعة للعالم الإسلامي والمسلمين الشيعة بوجه خاص بالنظر إلى مكانته الرفيعة وسلوكه وآرائه وإيمانه الكامل بالوحدة بين المسلمين.
«بعد وفاة آية الله بروجردي، خرجت المرجعية عن دائرة المرجع الواحد، وتوزعت بين عدد من الآيات الكبار. وفي قم كان الآيات الثلاثة كلبايكاني ومرعشي النجفي وشريعة مداري أركان المرجعية بعد وفاة بروجردي، بينما كان بعض رجال الحوزة وأنا بينهم، ينظرون إلى آية الله الخميني باعتباره المرجع المؤهل لقيادة الحوزة.
غير ان رسالة آية الله الخميني الفقهية لم تكن قد طبعت بعد ـ ولا بد أن يكون للمرجع رسالته العلمية المطبوعة. وما زلت أتذكر إنني ذهبت ذات يوم إلى بيت آية الله كلبايكاني الذي كان مزدحما للغاية بالزوار الذين حضروا مراسم تأبين آية الله بروجردي المقامة في بيت كلبايكاني. وفي اليوم نفسه ذهبت إلى بيت آية الله الخميني أيضا وأديت صلاة المغرب والعشاء وراءه.
وجلست بعد ذلك معه وتبادلنا الحديث، بشأن وفاة بروجردي. وخلال هذه الساعات لم يزر أي شخص بيت الخميني. بعبارة أخرى رغم اهتمامنا بمرجعية آية الله الخميني، كان الجو السائد في قم منحازا إلى جانب كلبايكاني وشريعة مداري والى حد ما مرغشي النجفي. ومما يجب ذكره أن المراجع الكبار المقيمين في النجف مثل آية الله محسن الحكيم وآية الله الشاهرودي وآية الله الخوئي وآية الله سيد هادي الشيرازي كان لهم أتباع ومقلدون في ايران حينذاك.
وفي أذربيجان كان شريعة مداري والخوئي الأهم، فيما كان الشيرازي يتبعه ويقلده معظم أهالي نجف آباد وأصفهان. وبعد وفاة آية الله بروجردي، جاء بعض الصحافيين إلى قم لمعرفة رأي الطلبة والمدرسين بشأن المراجع المؤهلين لخلافة بروجردي. وقد ذكرنا نحن اسم آية الله الخميني ضمن المراجع الكبار. وقد أقام جميع المراجع مجالس الفاتحة والتأبين على روح بروجردي في قم، والخميني كان المرجع الخامس عشر او السادس عشر الذي أقام مجلسا مماثلا. ولا بد أن أقول أن تلامذة الخميني هم الذين أصروا على إقامة المجلس، إذ أن آية الله الخميني نفسه لم يكن مهتما بإبراز نفسه، كما أن طباعة رسالته الفقهية تمت أيضا تحت إلحاحنا. وما زلت أتذكر أن السيد مولائي ـ احد تلامذة الخميني ـ جاء ذات يوم إلى بيتي وقال انه من الضروري أن تطبع رسالة السيد الخميني. وبعد وفاة آية الله سيد عبد الهادي الشيرازي، تحققت مرجعية آية الله الخميني في نجف آباد ورفسنجان، غير انه لم يكن له مقلدون كثيرون في باقي المدن.
ومما يجدر ذكره ان الشاه بعث ببرقية تعزية بوفاة آية الله بروجردي إلى آية الله الحكيم في النجف، في محاولة لنقل المرجعية من قم إلى النجف، نظرا إلى أن آية الله بروجردي كان يعارض الإصلاح الزراعي وتوزيع الأراضي على الفلاحين وبعض سياسات الشاه مثل سياسته أمام إسرائيل، فلهذا فان الشاه كان يرغب في أن تنتقل المرجعية إلى النجف حتى لا يكون صوتا يعارض برامجه من حوزة قم.


منتظري: عرفات استبشر بالثورة واعتبر أن فلسطين استعيدت

طيلة السنوات العشر الأولى من عمر الجمهورية الإيرانية شغل آية الله حسين علي منتظري الموقع الثاني في الزعامة السياسية والدينية في إيران بعد زعيم ثورة 1979 آية الله الخميني الذي اختار بنفسه تلميذه القديم منتظري لنيابته في حياته وخلافته مرشدا للجمهورية الإيرانية بعد وفاته، وذلك قبل التطور الدراماتيكي الذي وقع قبل اشهر قليلة من تلك الوفاة، حيث قرر الخميني إعفاء منتظري بناء على تقارير من المساعدين الآخرين للزعيم الإيراني في إطار الصراع على السلطة الذي اشتد عشية اقتراب منية الخميني. \"\"

يتحدث منتظري المفروضة عليه الإقامة الجبرية في منزله بمدينة قم منذ سنوات بسبب خلافاته مع المرشد الحالي آية الله علي خامنئي عن السنوات الأولى للنظام الثوري في إيران واندلاع الحرب العراقية ـ الإيرانية والأوهام التي سيطرت والأخطاء التي ارتكبت آنذاك وعواقبها.


الخميني رفض تطمين الدول المجاورة وصدام استغل أجواء الخوف لشن الحرب

يقول البعض بوجوب عدم الكشف عن الحقائق بكاملها، غير أنني اعتقد بضرورة قول الحقيقة.

أن الإنسان إذا لم يذكر الأحداث التاريخية بدقة وأمانة فانه لا يخون التاريخ فحسب بل إن خيانته تمتد إلى الأجيال القادمة.
بعد انتصار الثورة أصيب الإمام الخميني وأصبنا نحن أيضا بغرور خاص، وكنا نعتقد إننا حققنا نصرا عظيما والعالم صار في جيبنا. وكنا نقول أن القضية التي يجب أن تستحوذ على تفكيرنا ونشاطنا هي قضية الإسلام، وبالتالي فلا قيمة لكيان الدولة الإيرانية أو غيرها من الدول الإسلامية.
الإمام الخميني هو قائد المسلمين ونحن حماة الشعوب الإسلامية.. فلهذا فان محور سياستنا الخارجية في تلك المرحلة كان قائما على أساس فكرة تصدير الثورة ومدّ سلطة الدولة الإسلامية. وما من شك في أن شعاراتنا قد أثارت الخوف والذعر في البلدان المجاورة التي اتخذت، بسبب ذلك، موقفا سلبيا حيال الثورة. وعندما جاء ياسر عرفات إلى إيران في الأيام الأولى لانتصار الثورة ولمس الشعور الثوري والحماس القائم عند الشعب والقيادة الثورية قال: لقد استعيدت فلسطين. أتذكر انه حينما كان موضوع العلاقات مع الدول المجاورة يُطرح مع الإمام الخميني في ذلك الحين كان يرد بغضب (على من كانوا يدعون إلى تحسين العلاقات مع هذه الدول). وفي أجواء كتلك لم يكن يتصور اي شخص ان العراق سيتجرأ على شن الحرب ضد إيران. كان يقال في طهران: من هو العراق؟

تلك الأجواء زادت من قلق وخوف الدول المجاورة، والنظام العراقي الذي كان يبحث عن ذرائع ـ للتخلي عن التزاماته في اتفاقية الجزائر ـ انتهز الفرصة، فقد ظهر صدام حسين على التلفزيون ومزق اتفاقية الجزائر التي سبق إن وقع عليها في عهد الشاه.

وكانت وسائل الإعلام في الدول المجاورة الأخرى بدأت تبث مطالب ودعايات معادية لنا نتيجة للسياسة المتبعة من قبل الأجهزة الثورية في بداية قيام الجمهورية.

وذات يوم ذهبت إلى الإمام الخميني الذي كان يقيم في بيت الشيخ محمد يزدي (رئيس السلطة القضائية السابق وعضو مجلس صيانة الدستور حاليا) وقلت له أن جميع الثورات التي تنتصر في العالم تقوم عادة بإيفاد مبعوثين إلى الدول المجاورة لإيضاح سياسة الثوار وتوجهاتهم وأهدافهم، وما ألاحظه في المنطقة بعد أن انتشر الخوف والذعر من شعاراتنا وأسلوبنا ودعايتنا الثورية ينذر بالخطر ولا بد أن نوفد بعثات إلى الدول المجاورة لطمأنتها على أهدافنا والتقليل من قلقها. وقد رد الإمام على نصائحي هذه قائلا: لا تهمنا الحكومات، فقلت: لا نستطيع أن نبني جدارا حول إيران، فهذه الحكومات قائمة وموجودة بجوارنا وعلينا التعامل معها خاصة أن الخوف والقلق يسودان أجواء الدول المجاورة. غير أن الإمام رفض القبول بطلبي وقال: سنبني جدارا حول بلدنا.

\"\"لقد كان الإمام الراحل غير مستعد لمناقشة هذه الامور، وكان يقول أن الشعوب جميعها معنا. أنني اعتقد لو أننا انتهجتا سياسة قائمة على التفاهم والتعاضد مع الدول المجاورة لما كان العراق سيتجرأ ويشن الحرب علينا. وما من شك في أن الدول الاستعمارية استغلت الوضع وشجعت العراق على الهجوم في وقت لم نكن فيه مستعدين للحرب، فقد عبرت القوات العراقية الحدود دون وجود استعدادات دفاعية للتصدي لهذه القوات. وكان ظهير نجاد (اللواء قاسم علي ظهير نجاد قائد القوات البرية ورئيس أركان الجيش خلال الحرب، وتوفي قبل عامين) ـ يقول أن الجنود الإيرانيين رأوا فجأة الجنود العراقيين يعبرون نهر كارون (شط العرب). لقد انتهك الجيش العراقي كل المبادئ الأخلاقية، فقد اعتدى جنود صدام حسين على 22 فتاة في بلدة فكة ثم قتلوهن وعثرنا على أجسادهن في ما بعد، كما اخذوا كثيرا من الأسرى. وأغاروا على البيوت وقاموا بأعمال النهب».

كان منتظري أول عضو في القيادة الإيرانية يقوم بزيارة الجبهة وهو يتحدث في مذكراته عن تفقده للجنود ورجال الحرس الثوري الباسدران، ويشير إلى أن الخلافات الكبيرة بين ضباط الحرس الثوري وضباط الجيش النظامي المستائين من أسلوب رجال الحرس وممارساتهم الخطرة. ويقول منتظري انه سعى لتسوية هذه الخلافات.
كان هناك شعور بان (أبو الحسن) بني صدر رئيس الجمهورية آنذاك الذي كان يشرف على شؤون الحرب باعتباره رئيس مجلس الدفاع الأعلى يريد كسب الوقت والانتظار والتريث. غير أن المشكلة الأساسية كانت الخلافات بين الجيش والحرس، إذ أن ضباط الجيش كانوا منضبطين وحاولوا فرض الانضباط على رجال الحرس الرافضين للنظم والقواعد.
ويتحدث منتظري عن مشاركة والده وأبنائه في الحرب وقد فقد ابنه الأصغر سعيد إحدى عينيه في الحرب. وقد اعتقل هذا الابن منذ أسبوعين بتهمة تسريب هذه المذكرات إلى وسائل الإعلام.

ويروي نائب الخميني المعزول، كيف أوصى بتشكيل وحدات غير منتظمة لشن حرب العصابات داخل العراق ضد مواقع ومنشآت الجيش العراقي، كما يذكر دوافع قيام «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق» وإنشاء «فيلق بدر» بمساعدة الحرس الثوري. وردا على انتقاد حول نشاط الوحدات السرية التي أرسلتها إيران إلى العراق للقيام بتصفية عناصر حزب البعث والعسكريين الكبار وما إذا كانت تلك الأعمال منافية لتعاليم الدين الإسلامي، يشير منتظري إلى أن تلك الوحدات كانت مكلفة بتوجيه الضربات إلى القوات العراقية وتخريب الأجهزة والمنشآت العسكرية، وهو ما تعتبره من ضمن العمليات العسكرية المشروعة ضد القوات المعتدية.
وبالنسبة لفكرة دمج الحرس بالجيش النظامي والتي أثارها بعض قادة الحرس وعلماء الدين، يقول منتظري انه كانت تصل اليه شكاوى عدة حول الخلافات بين الجيش والحرس والتي تركت تأثيرها السلبي على معنويات رجال الجيش والحرس «ولهذا فأنني كنت اعتقد بان دمج الحرس في الجيش سيؤدي إلى تعزيز الوحدة في صفوف القوات المسلحة».

ويضيف منتظري في مذكراته: «بعد عزل بني صدر، لم يكن خامنئي برغم مسؤوليته كرئيس الجمهورية، يتدخل في شؤون الحرب، بينما هاشمي رفسنجاني رئيس البرلمان كان يتولى إدارة شؤون الحرب بصورة عملية. وعلى سبيل المثال فان محسن رضائي (قائد الحرس السابق وامين مجلس صيانة الدستور حاليا) كان يحادثه هاتفيا من الجبهة ويتلقى منه تعليمات. وفي بعض الاجتماعات رأيت بنفسي كيف كان هاشمي رفسنجاني يرد على مطالب ذات علاقة بالحرب هاتفيا، بينما كان بعض المسؤولين يراجعونني لبحث قضايا مرتبطة بسير الحرب وشؤونها، وكنت أقول دائما بوجوب طرح هذه القضايا مع مسؤولي الحرب.
ومرة ذهبت الى الإمام الخميني وطرحت عليه هذه القضايا وقلت ان بعض القادة العسكريين يقولون ان هناك خططا مكلفة جدا بشريا، وضعفا في قيادة الحرب واختراقات في مركز تخطيط العمليات، إذ أن العدو يعلم مسبقا ببرامجنا ومشاريعنا.
شرحت هذه القضايا للإمام الخميني، وقلت ان صدام حسين يذهب بنفسه إلى الجبهة ويقود قواته بينما نحن نحل المشاكل وندير الحرب بواسطة الهاتف. وفي رسالة أرسلتها إلى الإمام الخميني في ما بعد طالبت بتعيين قيادة واعية.
ويتحدث منتظري عن ملابسات استمرار الحرب بعد معركة خرمشهر التي انتهت بتحرير الأراضي الإيرانية المحتلة وانتصار القوات العسكرية واسر الآلاف من الضباط والجنود العراقيين. ويكشف ان العديد من قادة الجيش والمسؤولين الكبار، وغيرهم من الشخصيات السياسية والاجتماعية كانوا يعارضون نقل الحرب إلى داخل الأراضي العراقية، وقد دعا هؤلاء لإنهاء الحرب تلبية لنداءات قادة العالم الإسلامي الذين جاء عدد منهم إلى إيران.
غير أن أولئك الذين كانوا بصدد بسط سلطتهم وإقصاء رجال الثورة الحقيقيين مثل منتظري عن السلطة شجعوا الخميني على مواصلة الحرب ضد العراق.\"\"

ويشير منتظري إلى أن التقارير التي كانت تصل إلى الخميني من مسئولي الحرب كانت غير دقيقة وكاذبة في شرح الوقائع، وعلى سبيل المثال فانه في العمليات الأخيرة في تلك المرحلة أعلن صدام حسين أن قواته قتلت أربعة آلاف من الإيرانيين، لكن الخبر الذي أذيع من الإذاعة والتلفزيون الإيرانيين قال انه لا يوجد في جبهة تلك العمليات أكثر من أربعة آلاف مقاتل وإنهم جميعا إحياء، وقد نقلت هذه المعلومات نفسها الخميني، غير انه بعد فترة جاء بعض القادة من ساحة الحرب وكشفوا لمنتظري، كما يقول في مذكراته أن عدد القوات الإيرانية في تلك الجبهة يتجاوز السبعين الفا أو الثمانين ألفا، وانه قتل بالفعل أربعة آلاف منهم «ذهبت إلى الإمام الخميني وقلت له إن القول بأنه ليس لنا في تلك الجبهة اكثر من أربعة آلاف مقاتل غير صحيح، ونقلت إليه ما سمعته من القادة العسكريين، فهز الإمام رأسه وقال يبدو أنهم أعطوني تقارير خاطئة».

ويستطرد منتظري: وفي عملية الفاو، سحب هؤلاء (رفسنجاني ومحسن رضائي وغيرهما من مسؤولي الحرب) قواتنا من شبه جزيرة الفاو (أقصى جنوب العراق) بغية إرسالها إلى مدينة حلبجة (الكردية في شمال العراق)، وكانت نتيجة عملهم مأساوية إذ أن صدام حسين أرسل قواته واستعاد الفاو بسهولة ثم هاجم الشلامجة وقتل الآلاف من رجالنا، علما أن احتلال حلبجة من قبل قواتنا لم يكن عملا صحيحا، إذ أسفر عن هجوم صدام حسين بالقنابل الكيماوية حيث قتل في الحال خمسة آلاف من أهالي المدينة. لقد كلفتنا المنشآت والأجهزة التي تم بناؤها ونصبها في الفاو الملايين من التومانات... أن صدام حسين كان يدير الحرب بالتشاور مع جنرالاته والخبراء العسكريين، كما كان نفسه يذهب إلى الجبهة ويشرف على العمليات بينما في بلدنا كانوا يديرون الحرب وحل المشاكل عبر الهاتف. ولا بد القول أن خامنئي لم يكن يتدخل في شؤون الحرب كثيرا كما أن مير حسين موسوي رئيس الوزراء لم يكن له ارتباط بقضايا الحرب والجبهات، والقرارات كانت جميعا بيد هاشمي رفسنجاني واحمد الخميني (نجل الخميني).مصادر ( إيلاف ، جرائد عربية وعالمية ، وكالات )

 مذكرات منتظري الجزء الاول

مذكرات منتظري الجزء الثاني

مذكرات منتظري الجزء الثالث

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,711,558

عدد الزوار: 6,909,820

المتواجدون الآن: 98