ماذا وراء محاولة إيران تحسين علاقاتها مع العالم العربي؟

تاريخ الإضافة الإثنين 28 كانون الأول 2009 - 6:51 ص    عدد الزيارات 725    التعليقات 0

        

 

ديلي تليغراف

بقلم: ريتشارد سبنسر

يستغل زعماء نظام طهران على ما يبدو مواجهتهم الراهنة مع الولايات المتحدة والغرب حول برنامجهم النووي لمد جسور الاتصال حتى مع الدول التي ليست على علاقات ودية مع ايران في الشرق الاوسط.

ومن الملاحظ ايضا ان سورية، حليفة ايران الوثيقة، تسعى هي الاخرى لتطوير موقف جديد ردا على محاولة الرئيس باراك اوباما الانفتاح على دمشق بعد وصوله الى البيت الابيض.

وكان المحللون السياسيون قد فسروا التحرك الامريكي هذا على انه محاولة لكسب «الاحترام»، وفتح الطريق امام مفاوضات السلام مع اسرائيل.

غير ان هؤلاء المحللين يقولون ان كلا البلدين «سورية وايران» يدركان ان سياسة اوباما هذه، وما يرتبط بها من تهديد اسرائيلي، يثيران خطرا حقيقيا.

حول هذا، يقول مير جاويد انفار، محلل الشؤون الايرانية - الاسرائيلية، ومؤلف كتاب: «أبو الهول الايراني النووي»: مع تزايد عزلتها تحتاج ايران للدول العربية المعتدلة للوقوف بجانبها. كما تريد اقناع هذه الدول بألا تؤيد فرض عقوبات جديدة على طهران أو تساند أي عمل عسكري اسرائيلي محتمل ضدها.

لذا، ما ان انهى الرئيس محمود احمدي نجاد جولته في امريكا اللاتينية الشهر الماضي، حيث حظي خلالها بدعم ليس فقط من زعمائها الراديكاليين المناهضين لأمريكا مثل هوغو شافيز رئيس فنزويلا فحسب بل وايضا من زعمائها المعتدلين كالرئيس البرازيلي لولا داسيلفا، حتى انطلق السياسيون الايرانيون بجولات محمومة هم ايضا في الشرق الاوسط، فبينما زار وزير خارجية ايران منوشهر متقي لبنان، توجه رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني على نحو دراماتيكي الى مصر للاجتماع بالرئيس حسني مبارك.

ويقال ان لاريجاني عرض تنازلات في القاهرة اهمها تعهد بألا تقف ايران في طريق محادثات المصالحة التي ترعاها مصر بين حماس حليفة ايران وحركة فتح التي يؤيدها الغرب.

التفاصيل الاخرى للمحادثات بقيت سرية، الا ان الرئيس مبارك، الذي نادرا ما يسافر هذه الايام، قام بزيارة فورية وغير مقررة للسعودية بعد ذلك لاطلاع الملك عبدالله في الرياض على فحوى تلك المحادثات.

ويذكر ان المملكة العربية السعودية هي الداعم الرئيسي لفتح، وهي من اقوى المناهضين لتوسع النفوذ الايراني في المنطقة.

لكن من الواضح ان محاولة ايران تحسين صورتها امام دول الجوار تأتي في اطار رغبتها بحماية نفسها وهي تتحرك مع مرور الوقت لمواجهة محتملة مع امريكا واسرائيل.

فعلى الرغم من ادراك هذه الاطراف الثلاثة ان المواجهة العسكرية يمكن ان تنطوي على عواقب كارثية، لا يُبدي أي منها استعدادا للتراجع عن مطالبه الاساسية. لكن بينما تخشى امريكا من ان تؤدي الضربة العسكرية الى دفع اسعار النفط للاعلى في وقت بدأ فيه اقتصادها المثقل بالديون مرحلة التعافي من الازمة المالية، لا ترغب اسرائيل على الارجح بالمجازفة والقيام بعمل منفرد، وذلك لخشيتها من ابعاد الرد الايراني، ولأنها ليست على علاقة طيبة تماما مع اوباما.

فبعد حسابات دقيقة وسيناريوهات لحرب محتملة بين اسرائيل وايران، توصل مستشار الامن الاسرائيلي السابق جيورا ايلاند لاستنتاج مفاده ان الرئيس اوباما لن يساند على الارجح القيام بعمل عسكري ضد ايران على الرغم من قوله ان مثل هذا الخيار سيبقى على الطاولة.

ويبدو ان اوباما يفضل محاولة احتواء ايران كدولة نووية لاعتقاده انها تريد الحصول على الاسلحة الذرية من اجل استعراض قوتها اقليميا وليس لمهاجمة اسرائيل فعليا.

ويبدو ايضا ان دراسة سيناريو الحرب المشار اليها انتهت ايضا بإستنتاج نتنياهو هو الآخر انه لا يستطيع التوجه الى الحرب بمفرده.

يقول ايلاند: المثير ان البطاقة الوحيدة التي كان علينا ان نلعب بها، وهي القيام بالعمل العسكري، انتهت صلاحيتها الآن.

غير ان هذا لم يمنع ايران من الاستمرار في اتخاذ موقف الحذر، وما اهتمام طهران بمد جسور الاتصال مع جاراتها الا مؤشر واضح لحاجتها لوقوف العالم العربي بجانبها لكن يبقى نجاحها في هذا مسألة اخرى لأنه يعتمد على ما اذا كانت ستبدي استعدادا فعلا للتعاون في المسائل التي تخص حماس وحزب الله.



تعريب: نبيل زلف
 

 


تاريخ النشر 28/12/2009

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,678,886

عدد الزوار: 6,908,136

المتواجدون الآن: 102