وثائق سرية استخباراتية تكشف نوايا إيران الحقيقية نووياً

تاريخ الإضافة الثلاثاء 15 كانون الأول 2009 - 6:03 ص    عدد الزيارات 813    التعليقات 0

        

 

التايمز... بقلم كاترين فيليب:

تكشف الوثائق السرية الاستخباراتية التي حصلت عليها هذه الصحيفة الـ «تايمز» اخيرا ان ايران تعمل الآن لاختبار جهاز اساسي ونهائي من مكونات القنبلة النووية.

اذ تشير معلومات هذه الوثائق، التي تدور حول مشروع نووي عسكري على اعلى درجة من الحساسية، الى وجود خطة مدتها اربع سنوات لاختبار جهاز نيوتروني يعمل على اطلاق عملية التفجير داخل القنبلة النووية (مُبدئ).

وترى وكالات الاستخبارات الاجنبية ان هذه الوثائق، وما بها من معلومات، تعود في تاريخها لمطلع عام 2007، أي بعد اربع سنوات من الاعتقاد بأن ايران قد علقت العمل ببرنامج اسلحتها النووية.

ويلاحظ الخبراء ان هذا الجهاز، الذي يتم في صنعه استخدام مادة «ديوترايد اليورانيوم»، ليس له استعمالات مدنية ولا حتى عسكرية الا في صنع السلاح النووي. ولا بد من الاشارة هنا الى ان «ديوترايد اليورانيوم» هو المادة التي تم استعمالها في قنبلة باكستان النووية التي حصلت منها ايران على مخططات صنعها.

يقول ديفيد اولبرايت، المتخصص في علم الفيزياء ورئيس معهد العلم والامن الدولي في واشنطن الذي كان قد حلل مئات الصفحات من الوثائق المتعلقة ببرنامج ايران النووي! على الرغم من زعم ايران ان عملها النووي مخصص للاغراض المدنية، ليس هناك استخدام مدني لهذا الجهاز مما يشير بقوة الى ان عملها هذا يستهدف صنع سلاح نووي.

جدير بالذكر ان اجهزة الاستخبارات في بلدان غربية عدة منها بريطانيا اطلعت على هذه الوثائق، واكد مصدر رفيع المستوى في الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها حصلت ايضا على معلومات من الوثائق هي الاخرى.

متحدث باسم وزارة الخارجية والكومنولث البريطاني رداً على سؤال حول هذه المسألة بالقول: اننا لا نعلق عادة على معلومات الاستخبارات، لكن شعورنا بالقلق فيما يتصل ببرنامج ايران النووي واضح ومعروف، ولا شك ان هذه الوثائق تثير اسئلة خطيرة حول نوايا ايران.

اما اسرائيل فقد ردت على سؤال من التايمز في هذه القضية من خلال متحدث حكومي اكد قائلا: تشعر اسرائيل بقلق متزايد ازاء وضع برنامج ايران النووي والنوايا الحقيقية التي ربما تكون وراءه.

المثير في هذه المسألة هو ان الكشف عن هذه المعلومات الجديدة يتصادف مع زيادة القلق الدولي حول برنامج ايران النووي. فبينما تؤكد طهران انها تسعى لامتلاك صناعة نووية مدنية لتوليد الطاقة الكهربائية، يعرب النقاد عن شكوكهم بأن النظام عازم على استخدام الطاقة النووية من اجل صنع قنبلة ذرية.

ويذكر ان ايران اضطرت للاعتراف في سبتمبر انها عكفت على بناء منشأة سرية لتخصيب اليورانيوم قرب مدينة قم. وزعم الرئيس احمدي نجاد عندئذ انه يريد بناء عشرة مواقع اخرى من اجل عمليات التخصيب ثم اعلن وزير الخارجية الايرانية منوشهر متقي في الآونة الاخيرة ان ايران بحاجة لـ 15 محطة طاقة نووية اخرى على الرغم مما تمتلكه البلاد من احتياطيات ضخمة من النفط والغاز.

على أي حال، من المؤكد الآن ان نشر هذه الوثائق من شأنه زيادة الضغط باتجاه فرض عقوبات دولية اشد صرامة على ايران.

غير ان هذه الوثائق التي هي الاحدث في سلسلة طويلة من الاتهامات الموجهة لإيران ستشكل فرصة سانحة طيبة للصقور في اسرائيل والولايات المتحدة الذين يؤيدون القيام بضربة وقائية اجهاضية ضد المنشآت النووية الايرانية قبل ان تتمكن طهران من صنع اول رأس حربي نووي.

ويلاحظ مارك فيزباتريك كبير اعضاء المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، الذي يركز على مسألة عدم الانتشار النووي: يمكن ان يكون ما تم الكشف عنه سبباً للحرب اذا كان الجهد الايراني في هذا المجال قد بدأ عام 2007. فإذا كانت ايران تعمل فعلا من اجل صنع مثل هذه الاسلحة يكون معنى هذا ان الحل الدبلوماسي لم يعد مطروحا.

ومهما يكن الامر لا شك ان هذه الوثائق سيكون لها عواقب خطيرة وعلى الاخص في واشنطن، حيث ستثير هناك على الارجح اسئلة حول جدوى نهج الرئيس اوباما في مد جسور التواصل مع ايران. فهذه الوثائق توفر اول دليل يشير الى ان ايران اجرت دراسات تتعلق بالاسلحة بعد عام 2003، وانها ربما لا تزال تعمل بنشاط في هذا المجال حتى اليوم.

ولا بد من الاشارة هنا الى ان وكالة الاستخبارات القومية الامريكية كانت قد توصلت لنتيجة في تقريرها الذي نشرته عام 2007 تشير الى ان ايران علّقت العمل في صنع الاسلحة عام 2003، وذكر المسؤولون عندئذ انها لم تستأنف ذلك العمل حتى حلول منتصف 2007.

غير ان مصادر وكالات الاستخبارات الغربية تقول ان ايران كانت قد تمكنت في عام 2003 من الحصول على المعلومات الفنية اللازمة لصنع القنبلة، لكن كان عليها بعد ذلك اجراء الاختبار الضروري للتأكد من صحة الاجهزة التي صنعتها في هذا المجال.

بيد ان ايران افتقرت للمادة الانشطارية الكافية لتشغيل القنبلة، ولا تزال تفتقر اليها على الرغم من انها قادرة فنيا على انتاج اليورانيوم من النوع الذي يتم استخدامه في صنع القنبلة اذا ما قرر زعماؤها اتخاذ قرار سياسي بصنع مثل هذه القنبلة.



تعريب نبيل زلف
 

 


تاريخ النشر 15/12/2009

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,756,769

عدد الزوار: 6,913,214

المتواجدون الآن: 102