فضيلة الشيخ عبدالحميد: الصحابة ضحّوا بجميع المصالح لأجل الدين ولم يضحّوا بالدين لأجل المنافع والمصالح المادية

تاريخ الإضافة الإثنين 9 تشرين الثاني 2009 - 7:24 ص    عدد الزيارات 875    التعليقات 0

        

خطبة الجمعة 18 من ذي القعدة 1430

فضيلة الشيخ عبدالحميد: الصحابة ضحّوا بجميع المصالح لأجل الدين ولم يضحّوا بالدين لأجل المنافع والمصالح المادية

 

بدأ سماحة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في مدينة زاهدان خطبة هذه الجمعة بآية "قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني" قائلا: لقد جعل الله تعالى الدين أحب الأشياء في الدنيا والهدف من خلق الكائنات، ولقد ابتلى الإنسان بهذا الدين.

وتابع سماحته قائلا: كل الأديان السماوية كانت مقبولة ومرضية عند الله في وقتها، ولكن الله تعالى اصطفى الإسلام من بين جميع هذه الأديان وجعله خاتم الأديان إلى قيام الساعة. فالطريق الوحيد لكسب مرضاة الله عزوجل هو الاعتقاد والإيمان والعمل على هذا الدين. وقد حرم الله عزوجل أن يغفر لأحد سلك طريقا غير الإسلام، فقال الله عزوجل: "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين"، فلايمكن الوصول إلى السعادة وإلى جنة الفردوس إلا بهذا الدين.

وأضاف فضيلة الشيخ: لو عكف أحد اليوم يعبد الله  ويذكره في الجبال والكهوف على المسيحية لا يقبل الله عزوجل هذا الذكر وهذه العبادة، لأن الواجب عليه أن يعبد الله على طريقة الإسلام وسنة خاتم المرسلين ليصل إلى الله ويحصل رضاه.

وقد ورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرّ براهب فوقف ونودي بالراهب فقيل له: هذا أمير المؤمنين، فاطَّلَع فإذا إنسان به من الضر والاجتهاد وترْكِ الدنيا، فلما رآه عمر بكى، فقيل له: إنه نصراني، فقال عمر: قد علمت ولكني رحمته، ذكرت قول الله عزّ وجلّ: {عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً} (الغاشية: 3، 4) رحمتُ نصبَه واجتهاده وهو في النار". فآثار العبادة ظاهرة في وجهه من كثرة الذكر والعمل ولكنه لم يعبد الله على الطريقة المرضية عند الله تعالى.

لما رأى النبي عليه الصلاة والسلام صفحات من التوراة في يد بعض الصحابة قال: "لو كان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي".

لقد انتهى دور اليهود والنصارى  وجاء دور الإسلام  وهو الدين الخاتم الذي أنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين. ولقد بعث نبينا ورسولنا داعيا ومبشرا للعالمين جميعا، فإذا كان البشرية وراء السعادة والنجاة فلايمكن ذلك إلا في اتباع سيد المرسلين.

وأضاف سماحة الشيخ عبد الحميد بالقول: إن الله تعالى أرسل للعالمين مربيا ومرشدا حياته مليئة بالنور والضياء وجاء بشريعة سمحاء وسهلة فيها يسر وسعة ولا مكان للضيق والحرج فيها، ولا توجد فيها مسئلة يستحيل حلها.

واستطرد فضيلة الشيخ حفظه الله: لما اعتنق الصحابة الإسلام وترسخت محبة هذا الدين وحقيقة وصداقة النبي  في سويداء قلوبهم كانوا يتبعون النبي عليه الصلاة والسلام في المنشط والمكره وفي جميع الأحوال، وكانوا يفتخرون بالعمل على سنن النبي عليه الصلاة والسلام، فكما أنهم كانوا عاملين بسنن النبي عليه الصلاة والسلام  في المدينة المنورة كانوا عاملين ومفتخرين بها عند مواجهتهم السلاطين والملوك في عصرهم، ولم يتركوا أبدا سنة من سنن النبي عليه الصلاة والسلام لأجل مصلحة مادية، وإنهم ضحّوا بجميع المصالح لأجل الدين ولم يضحّوا بالدين لأجل المنافع والمصالح المادية، ولم يضحّوا بالدين لأجل منافعهم الذاتية، بل ضحّوا بحياتهم لأجل الدين، فلم يترك الصحابة رضوان الله أجمعين سنن النبي عليه الصلاة والسلام متأثرين بالظروف والشرائط، فلم تكن تفوتهم  الصلاة في ميادين الحرب والقتال أيضا.

وأضاف خطيب الجمعة مخاطبا المصلين: فإن كانت الأمة المسلمة سواء في العراق وأفغانستان وفلسطين وغيرها من البلاد  يبتغون النصر والفلاح فلا  سبيل إليها إلا في التوبة والإنابة إلى الله واتباع سيد المرسلين والعمل على الأحكام الشرعية، وعلى  المسلمين أن يتبعوا سنن النبي في جميع الأحوال ويفتخروا بها، وإذا كان المسلمون عاملين على الشريعة في السراء والضراء يفرج الله مشاكلهم، ومن صبر على المشاكل والبلايا فالنصر يكون حليفا له.

إن دعوى العبودية والدخول في الجنة لا يمكن بغير الامتحان والابتلاء من جانب الله عزوجل، والمخرج والسبيل للنجاة من المشاكل والكرب هي التقوى. قال الله تعالى: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب".

وقال فضيلة الشيخ مشيرا إلى جهود الصحابة في سبيل الدعوة إلى الإسلام ونصر الله تعالى لهم في مواطن عديدة قائلا: لقد كان الصحابة يشعرون أن الله تعالى بعثهم لأجل هذا الدين وخلقهم لنصرة هذا الدين، لذلك بذلوا جميع ما في وسعهم لنصرة دين الله وتنفيذ أحكامه، فنحن اليوم جميعا مديونين لمساعى الصحابة رضي الله عنهم وأهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام.

وأشار سماحة الشيخ في القسم الأخير من خطبته إلى مصاريف ونفقات الطلبة في المدارس الدينية قائلا : قد يسيء الكثيرون الظن بالنسبة إلى مصاريف  الطلبة في المدارس. إن هذه الجماعة من الناس لابد عليهم أن يصلحوا إيمانهم بالله أولا ثم ليعلموا ثانيا أن الرازق هو الله تعالى، فالله الذي يرزق جميع عباده ألا يرزق من يشتغل في المدارس الشرعية بدراسة القرآن والحديث؟ فالله هو الذي يرزق جميع عباده، فإذا كانت الأرزاق بيد الدول والحكومات لكان الشعوب ماتت جوعا، ولكن الله هو الذي يرزق الدول والشعوب جميعا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,264,902

عدد الزوار: 6,942,746

المتواجدون الآن: 126