فضيلة الشيخ عبد الحميد: لسنا نفوّض أمور مذهبنا إلى الدولة أو إلى علماء الشيعة ولا نخاف في ذلك أن نلقى في السجن أو أن نموت

تاريخ الإضافة الخميس 5 تشرين الثاني 2009 - 6:22 ص    عدد الزيارات 877    التعليقات 0

        

 ندد سماحة الشيخ عبد الحميد حفظه الله إمام وخطيب الجمعة في الجامع المكي لأهل السنة في مدينة زاهدان في خطبته يوم الجمعة الاستدعاء الواسع لمجموعة من علماء أهل السنة البارزين إلى المحكمة الخاصة برجال الدين في مشهد واعتقالهم، وقال مشيرا إلى نقطة انطلاق التضييقات والضغوط على أهل السنة في عهد أحمدي نجاد قائلا: قد شعرنا في نهاية الدولة التاسعة (عهد أحمدي نجاد) أن ضغوطا مذهبية كبيرة من المتوقع أن تفرض على أهل السنة في إيران. في ذلك الوقت دار حديث بيني وبين بعض كبار المسئولين أثناء بقائي في طهران عندما كنت في طريقي إلى الحرمين الشريفين، وقد طرحوا أحاديث دالة على أن السيل قد بلغ الزبى وأنهم لا يطيقون الحرية المذهبية لأهل السنة، وكأنهم يريدون أن يتخذوا تدابيرلذلك، وقد دارت في تلك الجلسة أحاديث أخرى لا أرى ذكرها هنا من المصلحة.
 
وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: أول مشكلة واجهناها في تلك الدولة هي الإساءات الواسعة التي لم يسبق مثلها إلى مقدسات أهل السنة والتي كانت تمارس علانية. إن هذه القضية قد أثارت اشتباكات في زاهدان التي أدت إلى مشاكل ثم ارتفعت وانتهت المشكلة بشكل ما.
 
والمشكلة الثانية التي لم تكن تخطر ببال أحد ولا تحتملها أذهان أهل السنة أبدا والتي حدثت مع الأسف هي مسئلة تخريب مدرسة عظيم آباد التي كانت مؤلمة لجميعنا رجالا ونساءا شيوخا وشبانا أن تهدم مدرسة كبيرة من مدارس أهل السنة بهذا الشكل، وقد قمنا بالمراسلة مع المسؤولين وشكونا من هذه القضية وحاولنا أن تحل هذه المشكلة أيضا بشكل ما ولا تحدث مشاكل أخرى، لكن مع الأسف لما تحل المشكلة بعد.
 
والمسئلة الثالثة هي طرح قرار تنظيم المدارس الدينية لأهل السنة، وكان موعد الانتخابات قريبا فقالوا في البداية تعطى المدارس فرصة خمس سنوات، ولكن مع مجيئ الإنتخابات والمشاكل التي حدثت بعدها، نسيت القضية لمدة قليلة فتنفسنا صعداء من ذلك.
 
وأشار إمام جمعة أهل السنة في زاهدان إلى المشكلة التي جاءت في الأسابيع والأيام الأخيرة في الدولة الجديدة قائلا: والآن نشعر بتجدد الضغوط حيث ظهرت في شكل مذكرات استدعاء واسعة واعتقال علماء بارزين من أهل السنة.
 
وقد عد وجود الطلبة الأجانب من الطاجيك والأفغان السبب والباعث لهذه الاستدعاءات، هذا وقد عاش الشعب الطاجيكي سنوات طويلة بعيدين عن التعاليم الإسلامية بسبب سيطرة الإتحاد السوفياتي الغاشمة، لذلك فهم الآن في إقبال إلى البلاد الإسلامية لتعلم العلوم الشرعية. يسافرون إلى المملكة العربية السعودية وسوريا ومصر وباكستان، وكثير منهم يدرسون في حوزات قم وجرجان الشيعية. فنحن إضافة إلى اللغة والثقافة أقرب إليهم من البُعد العقدي والفقهي، فإنهم يريدون تعلم الفقه الحنفي أو المذهب الشافعي من كانوا شوافع منهم.
 
واستطرد سماحته قائلا: إنا نعلن بصراحة أنه لا منفعة سياسية ولا مادية لنا في تعلم هؤلاء الإخوة في مدارسنا، بل المطلوب هي المنفعة الدينية والإلهية فحسب. أبناء الشعب الأفغاني أيضا يأتون إلى مدارس أهل السنة للدراسة، ولم يكن في ذلك أي ضرر لشعب إيران، والحال أن إخوتنا من الأفغان يعيشون في النواحي المختلفة من البلاد ويدرس أبناء بعضهم فقط في المدارس الدينية.
 
وأضاف سماحة الشيخ عبد الحميد قائلا: يضيقون الخناق على علماء السنة من ناحية، و يطرح قرار تنظيم المدارس الدينية لأهل السنة، ويقولون لو لم تقبلوا هذا القرار سنواجهكم بالقانون، ومن ناحية أخرى يطرح الكلام عن الطلبة الأجانب.
 
ونبه سماحته إلى أن الذي يقلنا أن عشرة آلاف من هؤلاء الطلبة الوافدين أغلبهم من السنة يدرسون في جامعة المصطفى في مدينة قم فحسب وكذلك يشتغل الكثير منهم في حوزة قم العلمية وغيرها من الحوزات والمدارس الشيعية، ويدرس جماعة كبيرة في حوزة علمية في جرجان أسست خاصة للطبة الأجانب والطاجيكستانيين، والحال أن الأساتذة هناك من الشيعة ومعظم كتبهم كتب الشيعة. والسؤال الذي نوجهه إلى المسؤولين أن هؤلاء الوافدون من الطلبة الأجانب بأي ترخيص يدرسون في هذه الحوزات؟ فبالقانون الذي أعطيتم الإذن لهذه المراكز أعطونا الترخيص والإذن. فلو قمتم أنتم بإخراج هؤلاء الطلبة من مدارسكم، نقوم نحن أيضا بهذا الأمر. يقولون أن هذه المراكز تملك الترخيص فنقول أعطونا أيضا الترخيص لئلا يحدث اختلاف.
 
قال إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في زاهدان: أحد أكبر مشاكلنا هي التقارير المزورة والكاذبة التي ينقلها أناس معادين ومتحيزين إلى المسؤولين الكبار في العاصمة. في أتصال هاتفي جرى بيني وبين أحد المسؤلين داخل المحافظة قال لي هناك أربعة آلاف من الطلبة الأجانب في مدارسكم؟ فقلت له: هذا كذب واضح لا أصل له، والتقرير الذي نقل إليكم كان كاذبا. لا أدري من ينقل هذه التقارير الكاذبة؟!
 
قد أعلن الشيخ مقتدايي رئيس الحوزة العلمية في قم قبل مدة أن سبع وثلاثين ألفا من الطلبة يشتغلون في مدارس سيستان وبلوشستان. أي تقرير كاذب نقل إليه؟! لم نملك هذا العدد من الطلبة في تاريخ بلوشستان.
 
جدير بالذكر أن الطالب عندنا يطلق على من يسجل رسميا في المدارس الدينية ويكملون النصاب الموجود فيها، لكن الذي يدرس ساعة لدي إمام مسجد ثم يذهب إلى بيته لا نطلق عليه مصطلح الطالب.
 
ثم قال سماحة الشيخ حفظه الله بعد بيان هذا المطلب: لعنة الله على الذين ينقلون تقارير مزورة كاذبة إلى المسئولين. كذلك التقارير التي نقلوها عن مدرسة عظيم آباد كانت كاذبة عارية عن الأصل والأساس.
 
أقسم بالله الذي هو الرقيب على أعمالنا وأقوالنا أن هذه التقارير كلها كاذبة مزورة.
 
وصرح سماحة الشيخ قائلا: أطالب اليوم المسئولين وعلماء الشيعة أن يسمعوا كلامي وأقول للجميع يجب عليكم أن تحتملونا وأعلموا أن أهل السنة في إيران حقيقة كما أن الشيعة حقيقة، فلابد أن تقبلوا هذه الحقيقة. إننا ندرك الأخوة مع الشيعة تماما ولسنا نرضى أبدا بضيع حقوقهم. ولنا صلة مع كثير من الإخوة الشيعة الذين هم أقرب إلينا من الجهة السياسية والإجتماعية ولهم حرمة لدينا. وللدولة وزعيم الثورة حرمة عندنا. قد قمنا بالدفاع عن وطننا في جبهة الغرب حيث قتل منا أناس، والآن أيضا نحن مستعدون للدفاع عن الوطن لأننا إيرانيون ونحب بلدنا، ولكن ليعلم المسئولون أننا لن نسحب قيد شبر في البُعد المذهبي.
 
وأضاف الشيخ عبد الحميد قائلا: قرأت في بيان ذكر أن ممثلي الولي الفقيه عقدوا جلسة في "المناطق القومية". كأنهم يريدون استبدال المناطق السنية بالمناطق القومية وإزالة إسم المذهب من هذه المحافظات. إنهم اتخذوا قرارات وتدابير لمدارس أهل السنة الدينية. لممثلي ولي الفقيه حرمة عندنا كما أننا نحترم الولي الفقيه، ولكن لماذا هم يتخذون التدابير لمدارس أهل السنة؟ إن التدبير لهذه المدارس وإدارتها مع علماء السنة أنفسهم لا مع ممثلي الولي الفقيه.
 
وأكد فضيلة الشيخ قائلا: إنكم تضعون قضية الطلبة الأجانب أمامنا وتعترضون علينا بأننا نخالف القانون، فلماذا أغفلتم مادتي 12و19 من الدستور الذي صرحت فيه بحرية التعليم والمذهب لأتباع المذاهب المختلفة؟ وأقول بصراحة أننا لا نستطيع أن نفوض مدارسنا ومساجدنا إلى الدولة أو إلى علماء الشيعة.
 
إن علماء الشيعة إخواننا نحترمهم، وانتخاباتنا وجامعاتنا بيد الدولة وقد واجهنا مشاكل في عدة مواضع في هذه الأمور التي فوضت إلى الحكومة ونحن مضطربون، كما أن قسما كبيرا من الشعب معترضون على صحة الانتخابات، فكيف نجرأ على أن نترك ديننا ومذهبنا بيدكم! لانستطيع أن نثق بكم في هذه القضية.
 
واستطرد سماحته قائلا: إن شرط الأخوّة بيننا وبينكم أن لا تدخّلوا في أمورنا المذهبية، إننا نقبل إشرافكم، أرشدونا وذكرونا بخطايانا نستمع ولكننا لا نستطيع تفويض أمور مذهبنا إلى الدولة. إننا نخضع للقانون ولكن لا ندفع مدارسنا ولا أمور مذهبنا إلى أيدى ممثلي الولي الفقيه لا في الدولة الحالية ولا في أي حكومة تأتي بعد الجمهورية الإسلامية. لسنا نفوض أمور مذهبنا إلى أحد ولا نخاف في ذلك أن نلقى في السجن أو أن نموت.
 
وتابع بالقول: دعونا نعيش بجنبكم، أنتم أقوى منا. كما أن علماءكم مشتغلون في قم بالتدريس والتعليم دعونا لحالنا أيضا ولا تستدعواعلماءنا إلى المحاكم، بل فاوضونا فإننا أهل المفاوضة والحوار. تحدثوا معنا فإذا رأيتم خطأنا فذكرونا. في عالمنا المعاصر طرحت قضية الحوار بين الأديان وإننا نعيش في هذا العصر، وكذلك لم يطرح الكلام عن العدالة ولا الوحدة في بلد مثلما طرح في إيران. الحديث عن الوحدة كثير ولكن لا توجد الوحدة الحقيقية ولا توجد وحدة عمليا. ينشط في بلادنا المجمع للتقريب بين المذاهب ولا نرى آثار نشاطات هذا المجمع عمليا.
 
قد قلت في إحدى خطبي أن أهل السنة في إيران من أفضل الشعوب السنية في العالم لأنهم يطالبون مشاكلهم بهدوء ومن طرقها المشروعة. إننا لم نصنع للدولة مشاكل، وإننا عندما نتحدث عن الوحدة لماذا يكون عملنا بشكل يثير غضب وكراهية المجتمع السني؟
 
وأشار خطيب الجمعة في زاهدان إلى مشاكل أهل السنة في ثلاثة عقود من عمر الثورة ومعاناة أهل السنة من هذه المشاكل، واعتبر المشكل الأخير الذي هو مشكلة مذهبية مشكلة لا يجوز غض البصر عنها قائلا: إننا للحفاظ على الوحدة صبرنا على مشاكل السنوات الثلاثين الماضية، ومستقبل أبناءنا في الجامعات مجهول، لديهم مهارات وتخصصات جامعية ولكنهم لا يجدون التوظيف، ولم نصر على هذه القضية، ولكن لو واصلتم ضغوطكم على المدارس الدينية فإننا نطالب جميع حقوقنا من طرقها المشروعة.
 
واستطرد سماحة الشيخ إلى قضية مسجد أهل السنة في طهران قائلا: لأهل السنة والشيعة مساجد في عاصمة الروس وغيرها من الدول الإسلامية وغير الإسلامية، ولكن حتى الآن لا نملك مسجدا واحدا في طهران! لاندري كيف تبرر هذه القضية. لابد من مراعاتنا فإننا لسنا متمردين ولا بغاة، ولكن بالنسبة إلى المذهب فإننا نضحي بكل ما نملك من المال والولد.
 
ثم وجّه سماحة الشيخ عبد الحميد خطابا إلى الرئيس أحمدي نجاد والمسؤلين قائلا: إن كلامي مع الرئيس نجاد وغيره من المسئولين أننا نريد أن نتفاوض معكم وإننا نعلم جيدا من أين تنشأ هذه الضغوط.
 
وقال سماحته في النهاية: نرجوا أن تتركونا لنعيش بالراحة والإطمئنان ومن غير قلق واضطراب، وأعطونا حقوقنا حسب الدستور. نريد أن يكون الدستور للجميع، وأن يكون القانون الذي يفرض علينا هو مثل القانون الذي لمدارس قم. ما الفرق بيننا وبين القميين؟ نحن إيرانيون أيضا، وإن كانوا أقوى منا، ولكن يجب أن لا يمارس تمييز بين الحوزات والمدارس الدينية.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,712,710

عدد الزوار: 6,909,897

المتواجدون الآن: 114