أسوأ كوابيس إيران: لماذا الخشية من جند الله؟

تاريخ الإضافة الخميس 29 تشرين الأول 2009 - 6:32 ص    عدد الزيارات 918    التعليقات 0

        

  غسان عبدالقادر:.

صدم الإنفجار المروع الذي هزّ أرجاء سيستان – بلوشستان يوم الأحد في 18 تشرين الأول الإيرانيين ولكنه دفع أيضاً بالمحللين السياسيين للتفتيش عن سرّ ما يحصل في إيران بعيداً عن برنامجها النووي وإحتمال المواجهة القادمة مع الغرب.

فمنذ اللحظة التي أعلنت جماعة \'\'جند الله\'\' مسؤوليتها عن التفجير الذي سقط بنتيجته 42 شخصاً من الحرس الثوري بينهم ستة من قادته الكبار على رأسهم نائب قائد قواته البرية، سلطت الأضواء على هذه الحركة السنية الإيرانية والتي يتألف معظم عناصرها من أبناء الأقلية البلوشية المتدينة التي تسكن إقليم سيستان- بلوشستان الواقع جنوب شرق إيران على المثلث الحدودي مع أفغانستان وباكستان.

جند الله هي ذلك الفصيل السري المخفي الذي لا يظهر له وجه واضح يحدد أهواءه وميوله، يبدو أنه يفرض على النظام الإيراني مفهوماً جديداً للأمن يجعله يعيد حساباته ويعمل لرسم إستراتيجية تتلائم مع هذا الخطر المتنامي والآتي من الشرق. لكن هذا الفصيل لا يشكل سوى جزء من آلية متكاملة تشير عدة تحليلات أن الأمريكيين يعملون على بنائها وفق الواقع العرقي لإيران بحيث تتحول إلى أداة فعالة لتستخدم لاحقاً تحت إسم "سلاح الأقليات" لممارسة الضغط على الجهاز العصبي المستعصي للجمهورية الإسلامية وتأديب أحمدي نجاد.

أمن إيران يعتمد على الباكستانيين والمارينز!

النظام الايراني يواجه معضلة حقيقية تؤرق ملاليه ليلاً. فالمشكلة ليست في ما سمّي ب"الثورة المخملية" التي جرى قمعها في شوارع طهران واقبية التعذيب والسجون. وكذلك هي ليست بالتهديد الاسرائيلي بقصف منشاتها النووية الذي أثبت الجبن والتردد الواضح لدولة الصهاينة. بل أنّ المعضلة تكمن بشبح الصراعات العرقية والطائفي التي قد تطلقها حوادث شبيهة لتفجير 18 تشرين الأول. فقادة البلاد لا يسعهم إلا القلق من الانقسامات التي تمزق أفغانستان وباكستان بأنها على وشك الإقتراب منهم والتسلل عبر الحدود.

بالنسبة لإيران، الحقيقة المرّة التي تعيشها هي أنّ العرق الفارسي لا يشكل سوى نصف عدد سكان البلاد. فبقية البلد هو مزيج من الأقليات العرقية والديانات المختلفة والمذاهب الاسلامية وقبائل البدو الرحل. ولا تعبر أي من هذه الجماعات المختلفة عن رضاها أو قبولها بنظام الملالي الشيعي، وخصوصا المواطنين السنة لايران والذين يشملوا أكثرية من البلوش. فحسب المصادر الرسمية يشكل الفرس 51% من السكان البالغ عددهم قرابة 70 مليون نسمة، في حين يشكل الأذريون 24% والجيلاك المازندارنيون 8% والأكراد 7% والعرب 3% واللور والبلوش والتركمان 2% لكل منهم، وبقية العرقيات 1% من السكان. هذه الأرقام قد تزيد وتنقص حسب مصادر بعض هذه القوميات التي تدعي أرقاما أعلى من تلك الأرقام الرسمية.

هذه الأقليات الايرانية عرضة لتأثيرات خارجية، ولكن نادراً ما شعر أحد بقوتها إلا طهران نفسها التي تخشى من الفوضى أن تنتشر على حدودها. ابرز هذه المخاوف هما إحتمالين إثنين يشغلان بال الساسة الإيرانيين:
الأول هو ماذا قد يحصل لو غادرت الولايات المتحدة أفغانستان فجأة، وأطلقت بالتالي يد الطالبان الداعمة لجند الله؟

والثاني هو ما هي عواقب فشل الحملة الباكستانية لاخضاع المناطق القبلية التابعة لحركة طالبان التي تعتبر العمق الإستراتيجي والممر الحيوي لجماعة جند الله؟
ومن الواضح، أنّ طهران تشعر بالقلق تجاه نتائج الصراع القائم على الساحتين الباكستانية والأفغانية. فمن سقطوا يوم الاحد 18 تشرين الأول كانوا من كبار ضباط الحرس الثوري الايراني وفي طريقهم للاجتماع مع زعماء القبائل المحلية للتباحث بالنزاع القائم بين الشيعة والسنة في محافظة بلوشستان، ولا شك أن جدول الأعمال قد شمل ما يجب فعله حيال جند الله. في هذا المعنى، ولسخرية القدر، بات مستقبل النظام الإيراني وأمنه القومي مرتبطان بمدى النجاح العسكري لباكستان والولايات المتحدة ضد طالبان. فأي فشل لهذه الجهود من شأنه أن يخلق تهديداً لأمن إيران قد يستغرق سنوات عديدة وربما عقود عدة للتغلب عليه، ناهيك عن التهديد الذي سيطال بنية النظام.

جند الله البلوش...

وفق الخبراء في مجال الجماعات الإسلامية، تصنف جماعة جند الله الإيرانية كواحدة من أكثر جماعات العنف المسلح غموضاً. وقد رفعت جند الله شعار الدفاع عن أهل السنة في إيران مع تركيزها على كردستان وخراسان وبندر عباس و بلوشستان. ويقع إقليم بلوشستان في الجنوب الشرقي من ايران، وتبلغ مساحته 180 ألف كيلومتر مربع. ومن وجهة نظر قومية، فالولاء عند البلوش هو للعائلة وللقبيلة، وليس للدولة التي رسمت حدودها القوى الاستعمارية التي حكمت هذه المناطق من العالم لقرون. ما يجمع قومية البلوش في إيران إلى اقربائهم في باكستان وأنسبائهم في أفغانستان ليس فقط الحلم بوطن واحد شاسع من الوديان والهضاب الجرداء ويطغى عليه المجتمع البدوي ذي التنظيم القبلي، بقدر ما هو وصول البلوش في إيران إلى مراكز السلطة في الحياة الإيرانية.

تأسست جند الله، التي تعرف أيضًا باسم "حركة المقاومة الشعبية" في إيران، في العام 2002 على يد الشيخ عبدالمالك ريغي وهو أحد طلبة العلوم الدينية، للعمل على الدفاع عن حقوق السنة عموما والشعب البلوشي خصوصا، والمطالبة باستقلال أكبر للأقاليم السنية، أو إجبار النظام الإيراني على التعاطي معها كحزب سياسي رسمي. كما يطالبون بتقسيم الثروة تقسيما عادلاً، وأن يكون حريات دينية أكبر للسنة. عبد المالك ريغي، الذي تجاوز العقد الرابع من العمر ويتربع حالياً على رأس المنظمة، هو المطلوب رقم واحد في إيران ومحكوم بالإعدام لتورّطه في عمليات خطف وقتل جنود وتشكيل جماعة مسلحة تناهض الجمهورية الإسلامية.

ومن حيث التمويل، تعتمد جماعة جند الله على التبرعات التي تأتيها من بعض المتدينين الخليجيين ومن ابناء الشعب البلوشي الذين يؤمنون بأن هذا الخط وخصوصاً سكان هذه المناطق الجبلية الضالعون في تجارة المخدرات ذات المصدر الافغاني المجاوروالذي يؤمن لها العتاد الحربي الجماعة قادم من خلال المتاجرة به من خلال شبكات اخرى داخل افغانستان. بالإضافة لذلك، تنشط الحركة المسلحة لجند الله في مثلث حدودي ساخن حيث تتخذ من جبال بلوشستان مأوى لها، ولعل وعورة الجبال التي تتحصن بها هو سر قوتها وقدرتها على الاستمرار في مناهضة الدولة القوية، حيث تضم الحركة أكثر من 1000 مقاتل متفرغ على الأقل. وقد صنفت جبال بلوشستان كمعبر آمن للسلاح والمخدرات من أفغانستان نحو تركيا.

يعمل جند الله على شن غارات على الطوابير العسكرية للجيش الإيراني والحرس الثوري والإفادة المادية من ذلك عبر المطالبة بفديات مالية من الحكومة، والإستفادة من الغنائم العسكرية والحربية. يلعب الإعلام والإنجازات العسكرية والأمنية لهذه الجماعة دوراً كبيراً في التأثير على مناصريها وتزايد عدد أنصارها وأبرزها نجاحها في تنفيذ عمليات نوعية داخل العاصمة الايرانية طهران. وقد نفذت الجماعة عشرات الهجمات والعمليات ضد جنود الجيش الإيراني وعناصر ووحدات الحرس الثوري وقوات الباسيج منذ عام 2005 وقامت بإعدام العشرات منهم كما إعتمدت في عدة أماكن وأحيان تكتيك العمليات الإنتحارية مما ترك أثراً نفسياً بالغاً لدى القوات الإيرانية.

... في مواجهة قمع عمره خمسة قرون

جماعة جند الله تتهم طهران بأنها تمنع أية أنشطة دينية أو سياسية للمسلمين السنة وتلاحق دعاة المذهب، تنظيم "جند الله" بشن عمليات مسلحة في منطقة "سيستان بالوشيستان"، على الحدود الباكستانية . وتؤكد جماعة "جند الله" أنها تقاتل ضد الاضطهاد الديني والسياسي الذي تتعرض له الأقلية السنية في البلاد. ويطالب التنظيم الحكومة الإيرانية بالسماح لأهل السنة ببناء مساجد لهم في طهران وإطلاق سراح المعتقلين من حركته وإعطاء الحقوق السياسية والمذهبية والإنسانية لأهل السنة. وقد أدلى عبد المالك ريكي بالعديد من التصريحات التي تشير إلى إقدام الحكومة الإيرانية على هدم مساجد السنة في أكثر من منطقة، مطالبا الحكومة بالسماح لأهل السنة في إيران ببناء مسجد لهم في العاصمة طهران كخطوة أولى للحوار بين الطرفين.

وحسب الاحصائية الرسمية التي اجريت في عام 2003 فإن عدد سكان الاقليم يبلغ مليوني نسمة غالبيتهم من أهل السنة. ويعاني هذا الأقليم من فقر وإهمال متعمدين من قبل حكومة طهران بالرغم من الموارد الإقتصادية التي يملكها والدور الجغرافي الذي قد يلعبه. وهو ما دفع بابنائه الى القيام بالعديد من الانتفاضات ضد الأنظمة والحكومات الإيرانية المتعاقبة، وكانت جميع هذه الانتفاضات تقمع بقوة السلاح مخلفة المزيد من البؤس والشقاء للشعب البلوشي.

وتستغل جند الله السياسة التي ينتهجها النظام تجاه السنة لزيادة شعبيتها وتمويلها ورفع التأييد لها. من المهم الإشارة إلى واقع أنّ السنة في إيران يعدّون ثاني أعلى نسبة بعد الشيعة من حيث التعداد السكاني حيث تقدر أعدادهم من 15- 20 مليون نسمة من أصل الشعب الإيراني البالغ 70 مليون، وهذا العدد يعادل نسبة أكثر من 25% من سكان إيران. ومن الملفت أنهم ممنوعون من بناء مسجد واحد في جميع المدن الإيرانية الكبرى وإنّ طهران هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مسجد واحد لأهل السنة، في حين منحت الأديان الأخرى من مسيحيين ويهود وهندوس ومجوس حق بناء عشرات الكنائس والمعابد والمدارس الدينية. ويضطر السنة الإيرانيون في العاصمة للصلاة في السفارة الباكستانية يوم الجمعة.

ويتم تداول العديد من القصص حول الإضطهاد الذي يتعرضون له أبرزها هدم المساجد وتغيير أئمتها وفق طقوس إرتفعت وإنخفضت وتيرتها طوال القرون الخمس الماضية أي منذ إمساك الدولة الصفوية بمفاصل بلاد فارس. حيث ذكرت المعلومات التي يتم تهريبها من إيران أنّ النظام الحاكم قام بتدمير مدرسة تعليم شرعية في مدينة صالح أباد يدرس فيها 300 طالب شرعي، وفي مدينة مشهد هدمت السلطات مسجد الشيخ فيض بعد ان عمدت لتمرير المخطط البلدي ضمنه، مما استوجب هدمه. كما أن مساجد أخرى كمسجد الشخفين في مشهد ومسجدين في مدينة صالح آباد ومسجدين في قرية غورناك قرب مدينة بلوشستان قد جرى هدمهم على الأقل.

التدخلات الأجنبية على خطّ واشنطن- القاهرة – إسلام آباد

تناقضت التقديرات حول علاقات هذه المنظمة ومن هو وراءها من أنظمة ودول وتنظيمات. ففي حين يعتبر البعض أنه من البديهي أن يكون لها روابط بتنظيم القاعدة، يؤكد البعض الآخر بأنها تعمل لصالح عدد من الأنظمة الغربية بهدف تقويض نظام الحكم في طهران. وقد سيقت الكثير من الإتهامات لجماعة جند الله بإعتبارها مخلب قط وتنظيم عميل لصالح القوى الغربية المعادية لنظام الملالي. عبد الملك ريغي ينفي أي علاقة له مع الولايات المتحدة كما كان له موقف حاد ومعاد تجاهها في حال هاجمت إيران إلا إذا إستطاعت أميركا تلبية طلبات الشعب البلوشي.

كما أكدّ ضابط سابق بوكالة المخابرات المركزية الامريكية على وجود علاقة تجمع جماعة جند الله الارهابية بسي آي آيه مع العلم أنّ المجموعة لها صلات وثيقة مع تنظيم القاعدة. وكتب هذا الضابط ويدعى روبرت باير، وقد شغل منصب ضابط ميداني لسي آي إيه، أنّ وكالة المخابرات الباكستانية لديها صلات وثيقة مع زعيم جند الله، عبد الملك ريغي. وتابع باير إن إدارة الرئيس جورج بوش إعتبرت في أحد المرات أن جند الله يشكل جزء من الحملة المضادة على ايران، ولكن هذه الفكرة سرعان ما تمّ التراجع عنها كون جماعة جند الله لا يمكن السيطرة عليها و تعتبر قريبة جداً من تنظيم القاعدة. كما أن هناك عدد من الصحف الغربية، مثل الصنداي تلغراف،أعلنت أن جند الله ليست سوى إحدى بنات أفكار وكالة المخابرات المركزية التي خلقتها لتحقيق هدف الولايات المتحدة الإستراتيجي وهوتغيير النظام في ايران.

عقب التفجير الأخير الذي أودى بحياة قادة كبار من الحرس الثوري، اتهمت تقارير إعلامية إيرانية عددا من أجهزة الاستخبارات العربية، من بينها مصر، بتقديم المساعدة لعناصر "جند الله". وقد أستند المعلومات عن عبد الحميد ريجي، شقيق مالك ريجي، المعتقل لدى إيران، والذي أشار إلى تلقي عناصرها تدريبات على يد أحد المصريين بتكليف من أجهزة الاستخبارات في بلده. وقد زعمت مصادر الحرس الثوري الإيراني، إن جماعة "جند الله" "تتلقى تدريبات عسكرية، في معسكر يقع في منطقة جبلية قرب الحدود الأفغانية-الباكستانية، على أيدي أحد الأفراد المصريين التابع لجهاز الاستخبارات المصرية".

وقال ريجي: "إن الجماعة تقوم بشراء السلاح من مخلفات الحرب الأفغانية، ويقوم شخص مصري، يدعى حمزة الجوفي، بتدريب كل المجموعات الإرهابية والمتشددة في أفغانستان وباكستان، وكذلك يشرف على تدريب جماعة مالك ريجي أيضا"، مشيرا إلى أن الجوفي "معروف بتفننه وتخصصه في صنع العبوات والمتفجرات وبعدائه الشديد لنظام طهران.

إيران تتذوق السم الذي طبخته

إيران، وبحسب تقارير سي آي آيه، تستخدم سلاح إثارة الخلافات المذهبية والعرقية في مواجهتها ضد الأمريكيين، من خلال تحريك الصراعات في العراق، وتهدد بنقل عدواها إلى الدول الأخرى مثل البحرين والكويت ولبنان و أخيراً اليمن. يبدو الآن أن الولايات المتحدة قررت التلويح على الأقل، إن لم يكن استخدام السلاح ذاته، ضد الجمهورية الإسلامية.

فبلوشستان ليست الثغرة الوحيد التي تريد أصابع البيت الأبيض أن تنفذ من خلالها لداخل نظام الملالي المقفل. فمنذ زمن، دخل إقليم خوزستان العربي في الحسابات الأميركية الدقيقة، كونها تتاخم جغرافيا جنوب العراق من خلال حقول النفط الكبيرة التي تحويها منطقة عبادان الإستراتيجية. لذا عملت وكالة الاستخبارات الأمريكية على توطيد علاقتها مع المعارضة العربية، وتسليحها حسب بعض التقارير الصحفية، تمهيداً لإستعمالها كجسر في حالة غزو إيران حيث ستلقى المساعدة من المعارضين الأهواز.

ولا يجب أن نهمل في هذا السياق منطقة أذربيجان الإيرانية في شرقها وغربها، وهي تعدّ أقلية عرقية كبيرة مقارنة بالأقليات الأخرى، ويبلغ حجمها ربع الشعب الإيراني، وهم يتبعون المذهب الشيعي، ويحتلون مناصب مهمة في الحكومة الإيرانية، ولهم نفوذ قوي على الاقتصاد الإيراني والتجارة الخارجية، غير أن أوصالهم التركية لا تزال تلعب دوراً حاسماً في خياراتهم.

أما الأكراد فهم يشكلون العرقية الثالثة بعد الفرس والآذريين، وتتركز وجودهم في جبال زاغروس على امتداد الحدود مع تركيا والعراق، متجاورين مع الكرد في كلا البلدين. بالإضافة إلى خنق عمل الأحزاب السياسية لديهم، فإن اوجه الإضطهاد والتمييز بحق الأكراد هي ثقافية بالدرجة الأولى حيث تظهر من خلال حظر تعليم اللغة الكردية في المدارس، وتقييد نشر الأدب الكردي حيث لا تصدر المنشورات الكردية إلا بعد نيل رضى المخابرات التي تمارس مراقبة مشددة على المطبوعات. كما يعاني الأكراد من تمييز في فرص العمل والقبول في الجامعات، ويبدون إعتراضهم أنّ من يشغل المناصب العليا في المناطق الكردية هم من غير الكرد.

وقد صدر مؤخراً عن منظمة العفو الدولية تقرير مفصّل عن "الحملات القمعية" التي يشنها النظام ضد نشطاء المجتمع المدني في إيران الذي عملياً يشكل غطاءًا لنشاط الأقليات العرقية هناك. فقد أجمع الناطقون بإسم جميع الأقليات العربية والأذرية والكردية والبلوشية أن الحكومة الإيرانية "تمارس بحقهم سياسة التهميش ولاتحترم حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية،" وهي الأمور التي دعت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى مطالبة طهران بسن قوانين تتماشى مع المعايير الدولية وحقوق الإنسان "وإنهاء التمييز ضد المرأة والأقليات العرقية".

إن وصول أحمدي نجاد إلى سدة الرئاسة أعتبر منعطفاً في سياسة التسامح التي كان الرئيس خاتمي (مع وزيره محمد يونسي) إتبعها تجاه المسلمين السنة والصوفيين والبهائيين. سياسة التسامح هذه تحولت في ظلّ نجاد، الذي يعبّر عن سياسات الخامنئي، إلى اضطهاد وملاحقة وقمع وحملات الإعدامات بالجملة مما زاد من الإحتقان العرقي المتأصلّ في النفوس. ولا يبدو حالياً أن الغرب بصدد تفويت فرصة الإستفادة من الأخطاء التي يرتكبها نجاد ومن وراءه.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,166,967

عدد الزوار: 6,758,460

المتواجدون الآن: 122