من المستفيد ومن المتضرر من تأخير اللوائح الانتخابية ؟

تاريخ الإضافة الثلاثاء 31 آذار 2009 - 5:58 م    عدد الزيارات 1210    التعليقات 0

        

في حسابات تجارب الانتخابات النيابية في لبنان، يبدو جلياً ان عامل الوقت صار ضيقاً امام القوى السياسية، المعارضة منها والموالية لإخراج لوائحها الانتخابية الى النور.
وابعد من ذلك، لا تظهر في الافق مؤشرات تدل على ان ولادة هذه القوائم ستكون وشيكة، بل تذهب بعض المصادر الى التقدير بأن ما من قائمة رسمية ونهائية ستبرز الى العلن قبل منتصف نيسان المقبل.
بالطبع، لا تخفي مصادر القوى الاساسية القابضة على اللعبة الانتخابية والمتحكمة بزمام اخراج اللوائح، ولا سيما منها "حزب الله"، "التيار الوطني الحر"، في جانب المعارضة، وتيار "المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي من جهة الموالاة انها مرتاحة، وليس في الافق ما يكرهها ويجبرها على التعجيل في رسم اللوائح، لاعتبارين أساسيين: الاول ثقتها الزائدة بنفسها وقاعدتها التي ستتقبل منها اي تشكيلة انتخابية، وستندفع الى صناديق الاقتراع في اليوم الموعود للتصويت لها مع هامش اعتراض يتبدى في هذه المرحلة انه ضئيل، ولا سيما ان الظروف والمعطيات السياسية الحاضرة وحال الانقسام والاصطفاف الحاصلة لا تبيح لأي جماعة انتخابية الاختيار ولا تمنحها فرصة الاعتراض او التشكيك والتساؤل، فالتعبئة الماضية والشحن الحاضر والمتوالي فصولاً، يجعل الجمهور العريض مشدوداً نحو الهدف الاساس والشعار الاعرض وهو كسب المعركة وتحقيق الغلبة على الآخر بصرف النظر عن شخصيات المرشحين وقدراتهم على التشريع او تطوير الحياة النيابية.
الثاني: ان ابطال اللعبة الاساسيين، ولا سيما في حلبة المعارضة، ينطلقون في إدارتهم للعبة برمتها، من منطلقات استراتيجية، واتكاء على مقولة ان الدوائر الانتخابية الحالية دوائر صغيرة الحجم، واي غلطة تكتيكية في دائرة المعركة، وفي نسج التحالفات والتواصل مع العائلات ومجموعات "الضغط"، تحمل في طياتها احتمال خسارة الدائرة بكاملها، والمقصود هنا بطبيعة الحال الدوائر التي يدور فيها صراع انتخابي حقيقي، وليس الدوائر المحسومة.
وبناء على هذه الحسابات الدقيقة، يشعر المراقبون بمدى التدليل الحاصل من القوى الاساسية لثلاثة افرقاء: حزب الطاشناق، و"الجماعة الاسلامية" والحزب الشيوعي، والعروض والاغراءات التي تقدم لهذه القوى بغية استمالتها او استرضائها. فمع انها لا تمتلك اصواتاً وازنة مجمعة في دائرة معينة فإنها في ظل توازن القوى تصير اصواتها مرجحة في دوائر معينة، وبذا يصير حزب "الطاشناق" موضع تسابق القوى المسيحية لكسب وده وتصبح "الجماعة الاسلامية"، في موقع الذي يرفع الصوت مهدداً ما لم تلب مطالبها من جانب تيار "المستقبل"، ويضحي الحزب الشيوعي مقصد "حزب الله" يعرض عليه مقعداً واحداً "من كيس" "حزب الله" في الجنوب، في مقابل ان يهب اصواته المتفرقة لمرشحي المعارضة في كل الدوائر التي تشهد احتداماً وتنافساً، وان يسحب مرشحيه في هذه الدوائر.
واللافت في هذا المجال وحسب المعلومات الاولية، ان قيادة الحزب الرسمية ابلغت الى الرئيس نبيه بري انها غير متحمسة لهذا التفاهم، الذي اشيع انه صار شبه منجز، اذا كان يتضمن تسمية المرشح الشيوعي بالاسم من دون التنسيق المسبق مع القيادة، قبل قفل الباب امام مرشح آخر في دائرة اخرى غير دائرة صور، الامر الذي دفع بـ"حزب الله" الى استئناف حواره ومفاوضاته مع الشيوعي، الامر الذي فتح مجال التكهن امام امكان عدم نضوج صفقة التفاهم بين الشيوعي والمعارضة نهائياً، مما يضيع فرصة دعم مرشحي المعارضة في دوائر حساسة مثل البقاع الغربي والكورة والمتن.
ومع ان قيادة "حزب الله" وأطراف اخرى في المعارضة، ما برحت عند التحليل الذي اعتمدته في فترة سابقة، وهو ان على الجميع الا ينتظروا اشارات وايحاءات اقليمية لتأليف اللوائح ولنسج التفاهمات المعلنة والمضمرة، لأن المعنيين الاقليميين تفاهموا على مرحلة ما بعد الانتخابات، وتركوا امر ما قبلها الى اللاعبين المحليين انفسهم، فإن ثمة من بات يحلو له في الآونة الاخيرة، ان يعتمد على معلومات جديدة ويستنتج أن تأخر الطرفين في تأليف لوائحهما، انما له علاقة او رابط بقمة الدوحة العربية، وما سينضج خلالها وعلى هامشها من مصالحات عربية من شأنها ان تعكس نفسها على المشهد اللبناني خطوطاً عريضة على الاقل.
وبصرف النظر عن هذا التحليل، الذي يراه البعض واقعة عنيدة، الا ان طرفي الانتخابات لا يمكنهما ان يسدلا الستار على حقيقة أنه يعتمل في داخل كل منهما ولدى كل مكون من مكوناتهما جملة خلافات  وحسابات ضيقة، تشكل عاملاً من عوامل تأخير تشكيل اللوائح، او جعلها تبصر النور في الموعد المألوف او المتعارف عليه.
ومع ان المعارضة وعصبها الاساس يؤْثِر دوماً في خطابه السياسي ان يُظهر ان خلافاته والتباينات بين صفوفه هي من النوع الذي يمكن احتواؤه، وايجاد المخارج له، خلافاً لمشاكل وتناقضات الفريق الخصم، الا ان المعلومات المتوافرة تظهر ان "حزب الله" ما برح قاصراً، رغم كل ما يبذله من تدوير كل الزوايا الحادة ومحو كل التعارضات القائمة، على الاقل بين حليفيه الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون.
وليس خافياً في هذا الاطار ان "حزب الله" نفسه يواجه مشاكل في الدائرة التي تعدّ معقله و"مربط خيله"، وهي دائرة بعلبك- الهرمل (البقاع الشمالي)، اذ ووفق اكثر من مصدر موثوق، لم يقل الحزب كلمته الفصل بالنسبة الى ترشح الرئيس حسين الحسيني على لائحته، كما هي العادة في الدورات الثلاث الاخيرة.
وعلى رغم ان ثمة جهات شيعية روحية وزمنية، تسعى من تلقائها للقيام بدور وساطة بين الطرفين اللذين انقطعت بينهما الاتصالات، وتحاول اقناع الحزب بترك مقعد للحسيني على قائمته لكي لا يتهم الحزب بالمساهمة في قفل بيت سياسي شيعي عريق في البقاع، فيما قيادة الطائفة السنية تسعى الى ارضاء المعارضين السنة واعادتهم الى خريطة المعادلة السنية، الا ان قيادة الحزب ترد على هؤلاء بأنها تواجه اعتراضاً متنامياً من قاعدتها الحزبية على ترشيح الحسيني كونها لم تشهد له اي موقف سياسي واضح طوال الاعوام الاربعة الماضية يدعم مواقف المعارضة و"حزب الله"، بل وجدته في احيان كثيرة، وخصوصاً في جلسة مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية في ايار الماضي، في موقع الداعم للفريق الآخر.
ولا ريب ان اموراً اخرى "تشجع" القوى الاساسية على التريث في تظهير لوائحها، ابرزها ان كل طرف يبني بعض حسابات اللوائح بناء على خطوة الطرف وعلى لوائحه ومن سيكون على متنها.
والثابت ايضاً ان لعبة "التأخير" اياها تقلل لاحقاً حجم المعركة التي يمكن ان تكون ردة فعل الذين يعدون انفسهم "متضررين" من اللوائح.
.. انها الانتخابات ذات الاهمية الكبرى لدى المعارضة، والانتخابات المصيرية لدى الموالاة، لذا لم يعد عامل الوقت مهماً، فالأهم هو كسب المعركة.

ابراهيم بيرم

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,704,533

عدد الزوار: 6,909,461

المتواجدون الآن: 100