الصراع إلى الذروة في كسروان بين أبناء العائلات ومرشحي الأحزاب

تاريخ الإضافة السبت 14 آذار 2009 - 7:36 ص    عدد الزيارات 1230    التعليقات 0

        

دائرة كسروان
الصراع إلى الذروة في كسروان بين أبناء العائلات ومرشحي الأحزاب

في موازاة المشاكل التي تواجهها قوى 8 آذار المسيحية في تركيب لوائحها وقوائم مرشحيها في مختلف الدوائر بين محازب لهذا الطرف او مؤيد لذلك الزعيم، وعلى رغم التحليلات المختلفة ومفادها ان النائب ميشال عون يتحفظ عن اعلان اسم اي مرشح رسميا، مستهدفا بذلك الابتعاد عن الخلافات وحفظ العصبية وشد ازر المرشحين ومناصريهم المفترضين حتى اللحظة الاخيرة، تبرز التعقيدات والعراقيل في صفوف قوى 14 آذار ايضا حيث يستعر التنافس في جملة مسائل تتصل باسماء المرشحين وآلية ترشيحهم وافضلية هذا او ذاك. لكن المشكلة التي لم تكن "لا على الخاطر ولا على البال" للطرفين، وخصوصا قيادة 14 آذار، هي ذلك الخلاف المستجد بين مرشحي الاحزاب والمرشحين من ابناء العائلات في دوائر حساسة جدا، بحيث يضيق هامش التفاؤل لدى مناصري هذه القوى ويصعب عليهم التكهن بنتائج الانتخابات اذا استمرت الامور على ما هي من قسمة وشقاق وعدم تفاهم على الحد الادنى في مواجهة لوائح 8 آذار المسيحية.
اساسا، لم يكن هناك من صراع بل كان تفاهم مبدئي على خوض الانتخابات في مواجهة لوائح 8 آذار، ولكن مع اقتراب تاريخ المعركة اخذت الامور تتكشف عن صراع محموم خصوصا مع صدور نتائج استطلاعات الرأي المختلفة التي اتخذها كل طرف ذريعة لتبرير مواقفه، وتحديدا في كسروان التي تذرع انصار دعم ترشيح ابناء العائلات بان الاحزاب المسيحية مثل الكتائب و"القوات اللبنانية" وحزب الوطنيين الاحرار، لا تشكل قوة كبيرة في كسروان، وتاليا فهي ليست قادرة على مواجهة لوائح 8 آذار بقيادة عون، وان الاجدى حشد التأييد بين مختلف ابناء العائلات والافخاذ والاجباب الكسروانية. ويقول مناصرو الاحزاب ان اصحاب هذه النظرية ينطلقون من مقولاتهم من اعتبار كسروان - الفتوح مجرد منطقة تجتمع فيها الاعتبارات الريفية الضيقة. ويرد المحازبون من مرشحين وسواهم بإبراز استطلاعات الرأي التي اظهرت قدرات تجييرية لا بأس بها لدى الحزبيين في كسروان – الفتوح، بما يتجاوز اسماء كثر من المرشحين الذين يدعون السيطرة. وفي تحليل لأحد المرشحين المدعومين من الاحزاب ان الحزبيين المسيحيين يشكلون مجتمعين نحو 14 الفا من الاصوات، وذلك استنادا الى ارقام الانتساب واعداد الناشطين الذين احصتهم الماكينات الانتخابية الحزبية. ويتحدى الحزبيون في كسروان ايا من المرشحين الآخرين ان يبرز قوة شعبية تجييرية تضاهي قوة الاحزاب مجتمعة، والتي يؤكد نشطاء ماكينتها انهم يقترعون للائحة كاملة بفعل الانتماء التنظيمي والحزبي والعقائدي، في حين ان مناصري المرشحين من ابناء العائلات يعتمدون اسلوب التشطيب والتبديل في اللوائح.
سبب اضافي يقدمه داعمو ترشح ابناء العائلات لتبرير مواقفهم الرافضة للحزبيين، ان مجموعة لا بأس بها من الناخبين في كسروان ترفض المرشحين الحزبيين استنادا الى التجارب القاسية والاشكالات التي تسببت بها الميليشيات خلال الحرب التي انتهت عام 1990 بسيطرة الجيش السوري على لبنان، وتاليا على كسروان. ويقدم انصار العائلات مداخلات طويلة عما حصل في حوادث، وفي رأيهم انه بعد كل ما جرى فان تسويق المرشحين الحزبيين قد يرتد سلبا على اللائحة المواجهة لقوى 8 آذار. ويتمسك المرشحون الحزبيون برفض هذا الخطاب، مع الاخذ في الاعتبار ان الحزبيين من ابناء المنطقة او غيرها من محازبيهم انما اضطروا قسرا الى حمل السلاح دفاعا عن مناطقهم بعد انهيار مؤسسات الدولة العسكرية والامنية. ويذكر الحزبيون المرشحين من ابناء العائلات بانهم حملوا السلاح في مواجهة نظرية "طريق فلسطين تمر عبر جونيه"، وليس "للبهورة" في كسروان، وخصوصا بعدما وصلت القوات المشتركة الفلسطينية – اليسارية الى عيون السيمان على بعد خطوات من قلب جونيه وكسروان. ويصر الحزبيون على التذكير بان الاحزاب دفعت العبء الاكبر في مواجهة الهيمنة السورية على لبنان، اذ سقط لها قتلى ووقع مناصروها ضحية الاعتقالات، ثمنا لمواقفهم السياسية الرافضة للهيمنة على لبنان. ويشدد هؤلاء على انهم يخوضون غمار الانتخابات ليس طمعا بالمقاع د النيابية بل من اجل ايصال صوت كسروان الحقيقي، وهي التي التزمت برأيهم الصمت خلال السنوات الاربع الماضية.
ويتمسكون بنظرية مفادها ان اعتماد اسلوب الخدمات سبيلا وحيدا الى الفوز بتأييد الناخبين يعني التضحية بكل المبادئ وتحويل الناخبين ومطالبهم الى لائحة طويلة من التقديمات والخدمات والاشغال التي تعني تصحرا على مستوى الخيارات الوطنية والسياسية، في حين ان المطلوب الجمع بين مفهوم الخدمات والمبادئ السياسية والتركيز على ان حرمان منطقة كسروان هو نتيجة لتردي الوضع في لبنان وعدم تمكن مشروع الدولة السيدة من بناء ذواتها وفرض حضورها نتيجة للاسباب المعروفة. ويرى الحزبيون ان الفوز من دون اصوات الحزبيين امر شبه مستحيل على المرشحين من ابناء العائلات الذين سيكون عليهم مواجهة الجمهور العوني المعبأ بشعارات النائب ميشال عون الذي ينزل اللائحة كاملة من دون تشطيب، وهذا ما سيؤدي في نتيجة منطقية الى فوز لائحة 8 آذار كاملة وسقوط منافسيها جميعا من دون استثناء. لكن اهم ما يتمسك به المرشحون الحزبيون ان جمهور الناخبين في كسروان – الفتوح، وخصوصا اولئك الذين سحبوا تأييدهم للعماد عون، وهم يشكلون نسبة لا بأس بها، انما ينتظرون تغييرا حقيقيا في مستوى تمثيلهم لكي لا يتم استبدال شخصيات باخرى، في حين يستمر الخطاب السياسي على الوتيرة عينها، وذلك تحت الصرح البطريركي في بكركي الذي يحتاج  من نواب كسروان الى الوقوف الى جانبه لا التفرج على ما يصيبه.
 

بيار عطاالله 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,668,416

عدد الزوار: 6,907,699

المتواجدون الآن: 99